تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تقليد بات ينتظره الجميع بشغف، نظم أهالي شارع سعيد القاضي بمنطقة العمرانية بالحيزة، مائدة إفطار جماعي للعام الثالث على التوالي، في أجواء مفعمة بالمودة والتآخي. المبادرة التي بدأت بفكرة بسيطة من بعض سكان الحي، تحولت إلى عادة سنوية يشارك فيها الصغير والكبير، لتعزيز روح التضامن والمحبة بين الجيران.


أجواء رمضانية دافئة
على طول شارع سعيد القاضي، امتدت موائد الإفطار المليئة بأشهى الأطباق الشعبية والمشروبات الرمضانية، حيث تجمعت الأسر والأصدقاء في مشهد يعكس روح الشهر الكريم وقيم التعاون والتكافل. وقد تخللت هذه الأجواء أوقات من المرح والتواصل بين الأهالي، مما جعل المناسبة فرصة لتعميق أواصر العلاقات بينهم.
تنظيم وتكاتف مجتمعي
تولى مجموعة من الشباب المتطوعين إعداد المائدة وترتيبها قبل موعد الإفطار بساعات، مع الحرص على توفير أجواء مريحة وآمنة للجميع. وقد ساهم العديد من سكان الحي بمساهمات مادية وعينية، بهدف إنجاح هذه المبادرة واستمرارها عامًا بعد عام.
رسالة حب وتسامح
وفي حديث لبعض المشاركين، أعربوا عن سعادتهم الغامرة بهذه المائدة السنوية، مؤكدين أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من طقوس رمضان في شارع سعيد القاضي. كما دعوا إلى استمرار هذا التقليد وتوسيع نطاقه ليشمل مزيدًا من المناطق المجاورة.

9b332a8b-e5ef-4c77-ad93-3a3b85719230 9c329090-e92a-44f9-80f7-c6aedc613acc 54a6f517-01d8-4206-9f27-1d2fec62f648 58feb5f0-3b5f-4144-962f-cb3cfed68041 460cf4ce-9161-4ae6-ba9c-6ef4dc5a7706 1390be9b-dfa1-4d1f-9ba5-470b66d655bb d6271390-c72f-49cd-99b6-1537b288908b

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: موائد الإفطار

إقرأ أيضاً:

حقيبة الذكريات

 

 

سالم بن محمد بن أحمد العبري

حين وطأت قدماي مصر في 14 يونيو 1968، كانت نكسة يونيو 1967، قد أناخت بكلكلها على جمال عبد الناصر استشعارًا منه للمسؤولية، وربَّما لشعور داهمه بأنها نهاية أجله قد حانت، ففجرّت كل عِلل العصر بجسده الضخم المتحمّل الذي لم يكن يومًا ينوء بحمل الجبال، إلّا أنه تداعى أمام هجمة الأمراض؛ لكن اجتماعيًا لم تهزّ النكسةُ الزعيم جمال عبد الناصر، ولم تزحزحه قيد أنملة عن قناعاته القومية ومبادئه الإنسانية، لقد ظل رجلا إِمَامًا أو خليفةً أو زعيمًا، لم تنل هزيمة يونيو من أفكاره في مُقاومة الاستعمار، ولم تحنِ له هامة.

ولأنَّ الدولة المصرية ظلت قوية في عهده- رغم الهزيمة- فلم يتأثر مستوى معيشة مواطنيها، ولم تتعرّض مستحقاتهم المعيشية للنقص؛ بل لم تُمس مطلقًا، ورغم تناقص الدعم المادي الإسناديّ الذي كانت تقدمه مصر لمعظم بلدان العالم العربي ودول أفريقيا والدول الإسلامية على السواء في سائر المعمورة مثل المنح التعليمية المجانية، والمعونات الاقتصادية؛ إلا أنّ السياق الاجتماعي في مصر بقي كما هو؛ فشواطيء الإسكندرية والمصائف الأخرى ظلّت مكتظة بالبشر؛ فلا ترى ذرات الرمال إلا من بين أقدام المصطافين من سائر المحافظات المصرية، ولا تستطيع التفرقة بين الرجال والنساء إلا بالتمعن في ملابس البحر.

وفي تلك الأيام كنَّا ندرس في مصر، وكان زميلنا (سليمان) لا يترك لنا هدوءًا لنأخذ قسطاً من الراحة والنوم؛ حيث كان رفيقًا للمحطات الإذاعية، ويطلق صوت الراديو عن آخره، وكأننا في مطعم (علي بابا)، وحين نطالبه بخفض الصوت يتهمنا بعدم الفهم لأغنيات (أم كلثوم كوكب الشرق)، ويؤكد لنا- إمعانًا في المكايدة منه- أننا لم نبلغ من النضج لنسمع قصائد مثل: الأطلال أو هذه ليلتي... إلخ.

وكان (وليد) زميل دراستنا يناغي، فتاتين في العمارة غرب المدرسة، وكانتا تسهران سويًا في شرفة شقتهم بالدور الثاني في البناية التي يسكنها الفنان الشهير (إسماعيل يس)، ويظل صاحبنا متحفزًا وعلى وَجَلٍ لا يقرّ له حال، ولا يستقرّ له بال. وكان صاحب مقام وحظوة لدى الفتاتين، وكما يبدو من أحواله يحادثهما بلغة الإشارة، ويحركهما بإشارة من أصابع يده وكأنَّه يمسك بعصا مايسترو يقود جوقة كبرى كالسنباطي أو بليغ حمدي؛ حيث ترى ذراعيه وكفيه وأصابعه تتلوى يمينًا وشمالًا، وصعودًا ونزولًا. فما إن تضرب لغة الإشارة بينهم الموعد، نرى أبا خالد مسرعًا للذهاب لموقع المواعدة، وقد تزين وجهه بابتسامة الرضا، كمن أصاب الهدف في المرمى؛ فيأخذ طريقه إلى شارع محمد مظهر، أما الفتاتان فتسلكان شارع أحمد حشمت حتى إذا ما وصلا إلى الشارع الفاصل بين السفارة الجزائرية والمدرسة الابتدائية التي أجرينا بها اختبار الوافدين في أكتوبر 1968 ينحنيان يسارًا ثم يميلان يمينًا ليستمر المسير بهما إلى شارع البرازيل امتداد محمد مظهر، ثم ينحرفوا شرقًا ويعبروا معًا أو فُرادى شارع 26 يوليو وهو امتداد للشارع الذي سُمي بيوم إعلان الجمهورية بعد إلغاء الملكية بعد ثورة يوليو بأربعة أيام، فإذا ما تعاقدت الأيدي وتناغمت الحركات وتفتحت القلوب، وبدأ البشر بنشر ملامحه على وجه أبي خالد وفتاتيه وتوقفت عجلات الأوتوبيس (الحافلة) رقم 888، في محطته والذي سيأخذهم إلى وسط البلد حيث (سينما ريفولي)، و(مطعم بامبو). أما وجبة العشاء فقد كانت تحلو على أنغام الموسيقى ودسّ بعض اللقيمات في فم بعضهم البعض، ثم تنتهي الفسحة بثلاثة مقاعد في السينما لمشاهدة فيلم (أبي فوق الشجرة) أو فيلم من بطولة (نجاة الصغيرة وحسن يوسف)؛ لكننا لن نجد أبا خالد في الليل عائدًا إلى شقته، ولن نعرف كيف قضى أمنيات تلك الليلة البهجية.

أما إنْ كان يوم الخميس وقد أرخى الليل سدوله وبعد أن ترخّص ابن جمعة من دراسته بالكلية، فلا نكاد نراه أو يُريح نفسه بِسِنَةٍ من نوم ما بين الظهيرة والمغرب، فما إن ينتهي من دوامه التعليميّ في أدراج المدرسة، حتى يلقي بحقيبته المدرسية ليركض إلى شارع أبي الفداء فيعقد يده بيد السمراء ابنة البواب ويطوفان معًا بشارع أبي الهدى ثم المنتزه.

وهما لم يكونا الحبيبين الوحدين؛ بل الكل يتمثله ويقتنص فرصة الحديث مع الصديقة الخطيبة، وإذا عدت بكم خطوات إلى ما بعد شارع 26 يوليو أي شارع (الجبلاية) الذي يبدأ من رأس كُبري (جسر) الزمالك؛ حيث يحفظك غربا فرع النيل الديربي، وشرقا جامع الزمالك، فإذا توكلت به جنوبا وقد جنّ مساء المغرب ويتبعه الليل وجدت الغرام يتنزّل في ظلمة الليل، والمنارات بضوئها الخافت فيهتك الظن كل سِتر واستطال الغرام بأرض الحب غير الممنوع، فترى الفتاة قد انثنت على ذراع فتاها فتظنهما توأمين ملتصقين، وتسمع الحديث الهامس يثني الخطوات والضحك يشبِّب بعض المارة، وقد يزعج البعض الآخر، وترى آخرين قد أعياهم المشي فاختاروا مكانًا على جانب النهر تفصلهم عنه أمتار أسفل الحاجز ومسلك المحبين وقد وَفَّرَ الشجر الكثيف جنة للمحبين؛ فالهمس لغة الرغبة، والحديث يعلو أحياناً حين يزحف التخطيط للمستقبل وتريد الفتاة أن تتعجَّل الخطوبة والزواج، بينما الشاب يريد مهلةً لتهيئة الأسرة لتحظى فتاته التي تعرّف عليها في الجامعة أو المتنزه أو العمل بالقبول، ويتسع التخطيط لمستقبل غير معلوم، وصولا إلى السكن فهو يريد أن يبقى ببيت الأسرة حتى يمكنهما الحصول على شقة، وهي تنوي إقناع أبيها به.

ويذهب الشوق بهما بعيدًا إلى لحظة ولادة طفلتهما الأولى، ويأخذهما الخيال الشاطح فيتناقشان حول اسمها: فتسأله فتاتُه ماذا نسمي أول مولودة لنا: فيجيبها: (فاطمة). فترد عليه معترضة: لا، سنسميها (نانسي)؛ فينبهر من اقتراحها لهذا الاسم الأجنبي غير المألوف ولا يمت لهما بصلة، ويقول: دعينا نسميها (هيام) فقالت بجواب الموافقة: آهٍ يعبر عن حبنا. فقال لها: نعم وأنت تعلمين أنه اسم المطربة الشهيرة (هيام يونس)، فردّت والبشرى تُزين وجهها وإن كان أول مولود الحب ولد ماذا سنسميه. قالت دون إبطاء: (فيصل). فقال: لا، سنسميه: (جمال أو ناصر)، وبعد حوار بين المحبين حول الشخصيتين. يقول سنسميه (خالد) فقالت: نعم اختيار موفق. سيُخلِّد حبنا وجذبت رأسه إليها بشغف (كُثَيِّر عزة) وقبَّلت الأولى في الوجنة اليمنى وأردفت الثانية بالوجنة اليسرى، ونادى: وقبلتها تسعا وتسعين قبلة وواحدة أخرى ويثنيها على حجره، ويتبعها بقبلة في الوجه ويلثم ثغرها وهي تكاد تذوب في حضنه، وقال: هيا نذهب قد يستبطيء أهلك عودتك وقصدا شمالا إلى شارع 26 يوليو ومحطة الباصات بُعيد الجامع، والكاتب لا يكاد يلحق بهما ولعل إضافات القصة لا تفوته.

مقالات مشابهة

  • سهيل المزروعي: قصة مجد تتجدد بقيادة حكيمة
  • حقيبة الذكريات
  • مصر الخير تعقد مائدة مستديرة بعنوان "نحو سياسات دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة"
  • بينها مصحات.. محافظة الجيزة تغلق كيانات مخالفة بالعمرانية وكرداسة
  • "شيني" تعتمد دراسة إنشاء مصنع أدوات مائدة
  • إنجازات رؤية التحديث الاقتصادي للأمن السيبراني خلال الربع الثالث للعام الحالي
  • للعام الثالث على التوالي .. منتخب مصر لذوي الاحتياجات الخاصة يتوج بطلا للعالم في كاراتيه «القاهرة 2025»
  • موسم التخييم في صحراء الشمال.. سياحة شتوية تتجدد كل عام
  • هل يقع طلاق القاضي غير المسلم في بلاد الغرب؟
  • رئيس جهاز العبور يلتقي سكان «جنة» وشاغلي بازارات الحي الترفيهي لبحث تحسين الخدمات