هذا الهجوم المستمر على قوى الحرية والتغيير من أقلام ومنصات الفلول الخائبة الخاسرة هو) هروب للأمام (من الفضائح و(وزر الإجرام والتآمر) وانكشاف آخر ما يستر سوءاتهم وكساد تجارتهم البائرة.. فلم يعد لهم غير التحريض على مواصلة الحرب لصرف الأنظار عما سببوه للوطن من دمار ودماء وحريق..بعد أن باءوا بغضب الشعب واستحقوا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

.!
ماذا فعلت لكم قوى الحرية والتغيير حتى تكيلوا لها كل هذا السخام و(سجم الرماد) الذي لا يرتد إلا إلى وجوهكم..؟! هل هي التي تواجهكم الآن أم المليشيات صناعة أيديكم..؟! ولماذا هذه السهام المسمومة في هذه الآونة..؟ وكأن قحت هي التي تتحرك بالدبابات والراجمات عليكم..في حين أنها قوى مدنية سلمية ثورية ليس في يديها ما تسعى به غير الدعوة إلى الحرية والعدالة والسلام ووقف الحرب وطاحونة الموت وتدمير الوطن.. أذهبوا وواجهوا المليشيا التي أغدقتم عليها من ريع الدولة وانقلبت عليكم...فالحرية والتغيير لم تصنع بكم شراً رغم أنكم تستحقون أن يرد الشعب على صنائعكم المخزية وفق نواميس العدالة وحكم الله في عباده؛ النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص..!
الهجوم على الحرية والتغيير خطة مكشوفة وجّهت بها جماعة الاخونجية أذنابها و(دجاجها الالكتروني) وتوابعهم المحسوبين على ميدان الإعلام ظلماً من (الهوامل) ومن (الملاحيس المناحيس المسانيح) بأن يتركوا كل شيء ويوجهوا هجومهم فقط على قحت على مدار اليوم والليلة..! وهي خطة مفضوحة ترمي إلى سرقة المواقف في مرحلة يعتقدون أنها سوف تسنح لهم بعد انتهاء الحرب..في محاولة إبليسية يائسة لسحب البساط من قوى الحرية والتغيير..فهل هناك بالله عليك أبعد وأسخف من هذه الضحالة والركاكة والأمنيات الخائبة العائبة التعيسة..! هل رأيت مثل هذا الفيض من التفاهة والغباء..!
كل هذا الهجوم على الحرية والتغيير في توقيت تدمّر فيه مليشياتهم والمليشيات التي صنعوها وجنرالات انقلابهم السودان وتهدمه حجراً على حجر..والجهة المُدانة هي قوى الحرية والتغيير التي تجرجر أقدامها بين أطراف الأرض وتخاطب الحجارة الصُم من اجل إيقاف الحرب والعودة للسلام والتفاوض...!
إنهم يحاولون تسويق مقولة خائبة تصم قوى الحرية والتغيير بأنها (أقلية تريد أن تملي إرادتها على الوطن)...!
هل قوى الحرية والتغيير حقاً أقلية كما يزعم إعلام الفلول الكاذب الضليل المرتشي..؟! تلك القوى التي تشمل كل هذا الحشد من أحزاب الوطن وقواه وكياناته وتحالفاته ونقاباته وقواه المدنية ولجان المقاومة وفرعياتها في كل صقع ومدينة وقرية ونجع وفريق وزاوية ومنعطف..وجموع الشباب التي تخرج بالملايين.. وأنصار الثورة في كل شبر من أرض الوطن..كلها أقلية..والأكثرية هم الاخونجية وكرتي وغندور وأردول..!!
جميع هذه الملايين والأحزاب والهيئات والكيانات والحركات المدنية والشباب والنساء أقلية علمانية تناصر الأجانب وتخطب ود السفارات..والأنقياء الأتقياء الوطنيين وأصحاب الأيدي المتوضئة هم مليشيات الإنقاذ والانقلاب وكتائب الاخونجية..!
هل معركتكم الآن مع الحرية والتغيير وقوى الثورة أم مع المليشيات التي صنعتموها واصطنعتموها وتمرّدت عليكم..؟!
إنهم يريدون أن يجعلوا شعارات الثورة من الممنوعات (المحظور تداولها) فلا يريدون أن يسمعوا من يدعو إلى الحرية أو التغيير أو العدالة أو السلام أو المساواة أو الفضيلة أو الضمير أو الأخلاق أو المحاسبة..! فهم لا يستطيعون أن يتعايشوا مع العدالة والحرية والقانون والضمير والأخلاق..هكذا هم..وهكذا عرفهم الناس على مدى ثلاثين عاماً ويزيد..(فمالك لا تروي خبائث صنعهم / ومالك لا تحكي وأنت عليمُ)..؟!
لا يعنيهم هذا الموت والخراب يهمهم أن يقذفوا قوى الحرية والتغيير بالسباب الرخيص من أجل صرف الانتباه عن القتل والخراب..وهم يحرضون بدم بارد في ذروة هذه الحرب اللعينة على مواصلة الموت والتدمير والتهجير..ويطلقون في غمرة هذه الأهوال التي تحيق بالوطن والشعب شعارات خائبة مثل "فلسطين لنا" و"القدس لنا"..ويسمون حربهم اللعينة هذه "معركة كرامة" وهي حرب (خزي وعار) مجلبط بكل ما في الدنيا من زفت وقطران..ثم يترخّصون في تناول أوضاع الوطن الفاجعة وكأنها "نشرة عن الأحوال الجوية" أو وصف لسباق الدراجات..!
لم يبق للفول والانقلابيين إلا أن يضعوا بنداً في القانون الجنائي يعاقب كل من يدعو إلى السلام وإيقاف الحرب...بل يقتله بغير محاكمه..كما اقترح عبد الحي يوسف (أبو خمسة مليون دولار)..! جعلها الله يوم القيامة حديداً من فئة "السنت" و"الدايم"..!
إنهم يرسفون في مستنقع آسن من بلادة الشعور والزراية بعقول الناس..تحرسه كائنات تتزيّا بزي البشر ذات ضمائر (خردة) نزع الله منها فضيلة الحياء...وهم الموصوفون في الذكر الحكيم بشر الدواب: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)..ويقول الشرّاح وأهل التفاسير عنهم (الذين لا يتناهون عن المنكر ويقتدون بآثام بعضهم البعض ويهربون من الحق)..!
الثورة منتصرة...ولن تنطلي ألاعيبكم على الناس بعد كل الذي جرى..؟ هل يمكن أن يقبل الشعب بكم أصدقاء..؟! إن الشعب لا يقبل بكم حتى كأعداء..! السودان بلد عظيم ليس من السهل نيل شرف عداوته..!! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر

إقرأ أيضاً:

باقي كتلة

باقي كتلة
في يوم من أيام أواخر القرن الماضي
ونحن جلوس في المكتب وفي حالة استرخاء رمضانية دخل علينا عمنا بخاري أحمد وهو يعمل فراشا معنا وكان إنسانا محبوبا أزال الفوارق بين العمال والموظفين بروحه المرحة الطيبة وقال لنا أنه زهجان جدا من يده التي برئت (معوجة) ويريد من يدله على طبيب عظام شاطر لكي يستعدلها. .. الحاصل أن يده اليمنى تعرضت لكسر مركب في العظم الذي يقع بين المرفق والكوع ( اسمه شنو؟ والله نسيته ياربي المعصم؟ ) فعملت له جبيرة فشفيت ولكن بها بعض التقويس فهو يريد إعادة كسرها ثم تجبص من جديد لكي تعتدل.. فتصدي له أحد الزملاء قائلا ياعم بخاري انت الان عمرك فوق الستين وايدك بحالتها دي بتقضي الفضل ليك من العمر فما داعي للتكسير والتجبير والكلام دا… فثار العم بخاري وصاح بغضب ليه (تتفول) على يا استاذ العمر بيدك انت ولا بيد الله… حاول الحضور تتطيب خاطره بأن الاستاذ يمزح معه اما انا فقد غضبت لغضبه وعنفت الأستاذ ووصفت ما قاله أن فيه تجاوز ومؤلم…. تذكرت هذة الواقعة قبل أيام عندما جلست لطبيب العيون وبعد الكشف قال لي ان بالعيون شوية حاجات كده لاتحتاج لتدخل طبي فلم اقتنع بكلامه فبدأ يلف ويدور وشوية موية بيضا والتدخل الجراحي غير محمود والذي منه… فغجاة قفزت إلى ذهني عبارة ذلك الأستاذ التي قالها لعمنا بخاري (بتقضي الفضل ليك من العمر) فدخلت في نوبة ضحك فإندهش الطبيب فحكيت له القصة فضحك أكثر من ضحكي فقلت له يا زول انا موافق خلينا نتكل على الله ونقول ما فضل كتير فأخذ يحلف ما اقصدش والله ولكن خلقة ربنا ما تتعوضش َربنا يبارك في عمرك و…

وانا خارج من العيادة دخلت في حوار مع النفس… لماذا غضبت لما قيل للعم بخاري قبل عشرات السنين وانا الان اقابل نفس المعنى بالضحك… علما بأن الإنسان كلما تقدم في السن ازداد تمسكا بالحياة…وصلت إلى قناعة انها الحرب ولا شي غير الحرب هي التي قلبت دواخلنا وغيرت موازين الأشياء عندنا … كان لابد للاهوال والماسي والتي عشناها أن تغير نظرتنا للحياة أن الذين ذهبوا إلى ربهم أمام أعيننا جعلوا مننا (باقي كتلة) وفي دارجيتنا السودانية عندما يقول لك الشخص انه باقي كتلة فإنه يعني أنه نجا من الموت بأعجوبة وان الذين كانوا معه ومضوا إلى ربهم هو ليس بأحسن منهم ولايمانع في اللحاق بهم.. أي تطبع مع الموت.. وفي هذا المعنى لمحمد أحمد عوض اغنية تقول (من شدة الموت ما بريدوا… التقول بيناتم قرابة.. وطني يا وطن الصلابة) رقية بت أمام شقيقة عبد القادر ود حبوبة في (أسد الكداد الزام) قالت (في وش المكن رقدوا التقول نائمين)

كل الشعب السوداني ذاق ويلات هذة الحرب وبدون استثناء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهذا يعني أنه كله أصبح ( باقي كتلة) وكل سلوك بقية الكتلة سوف يظهر وفي يوم قادم قريب لا وبل قد بدأ يظهر منذ الآن وسوف يكتمل بعد أن تضع الحرب أوزارها وان شاء الله هذا سيحدث قريبا فالإنسان عندما يكون داخل الغابة فلن يراها.. فمن المحتوم أن هناك شعبا جديدا سوف يكون موجودا في هذة الأرض التي تسمى السودان حتى ولو أصبح عدة سودانات.. لاسمح الله.. الآن خلونا في السودان الواحد.. نقول للذين يمسكون بمقود الامور في السودان أن هناك بركانا يغلي في جوف هذا الشعب فإن كان غبار الحرب حجب عنكم رؤية هذا البركان فإن هذا الغبار سوف ينقشع وان ذلك البركان سينغجر فماذا اعددتم لتلك الساعة…كل حروب الدنيا كانت ميلادا لعوالم جديدة فلن تكون حرب السودان استثناء..
بعبارة أرق يا ناس يا هوي (وش البامية ما ياهو)
عبد اللطيف البوني

حاطب ليل/٢٨ مايو ٢٠٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • مفتي راشيا زار اللواء عبد الله: الوطن بأيد أمينة في ظل القيادات الأمنية وأفرادها
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • حسام صلاح: قصر العيني ليس مبنى عمره 198 عامًا بل منبر للعلم والتغيير
  • باقي كتلة
  • افتتاح مركز تقييم الكفايات لتعزيز الشفافية والعدالة في التوظيف الحكومي
  • لأول مرة في مصر.. تخريج أول دفعة من برنامج الماجستير المشترك في «إدارة الإبداع والتغيير»
  • “العالمي للتسامح والسلام” يشارك في فعالية حول تعزيز صمود اللاجئين
  • مجلس التعاون ينوه بالتأشيرة الخليجية الموحدة والتغيير في ترتيب جوازات السفر عالمياً