زنقة 20 | علي التومي

اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، المغرب ، باستهداف بلاده باستخدام المخدرات.

و قال تبون ، في مجلس للوزراء ترأسه اليوم الأحد، ونقلت الرئاسة الجزائرية تفاصيله، أن ” الجزائر تتعرض إلى حرب غير معلنة ضدها، سلاحها المخدرات بكل أنواعها وتستهدفها من حدودها الغربية والجنوبية”.

و ذكر تبون، أن هذه الحرب “تشنها قوى الشر، لإضعاف أجيال من الشباب وكسر سلم القيم الاجتماعية الجزائرية، الذي لا تزال بلادنا تقاوم للحفاظ عليه وتتشبث به.

وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر إلى توجيه سهام اتهاماتها إلى المغرب، بإغراقها بالمخدرات.

و بحسب مراقبين، فإن النظام الجزائري يحاول من خلال تكرار هذه الإتهامات المجانية، تشويه سمعة المغرب، و النيل من المملكة.

من جهة أخرى ، تتبع الجزائر نهج التقليد الأعمى للقرارات والمشاريع المغربية، دون تقديم رؤية خاصة بها أو قدرة على اي نوع من الإبتكار .

وبدءا من مشاريع البنية التحتية إلى السياسات الاقتصادية والزراعية، تتكرر نفس الخطوات، وكأن النظام الجزائري ينتظر نجاح المغرب ليحاول إستنساخ مبادراته، حتى لو لم تكن ملائمة للواقع الجزائري.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس تبون مؤخرا عن مشروع طريق سيار مائي لربط السدود الجزائرية، وهي فكرة مستوحاة من التجربة المغربية في تدبير الموارد المائية، فقد أطلق المغرب مشاريع متقدمة لمواجهة أزمة المياه، مثل تحلية مياه البحر وتحسين توزيع الموارد المائية، في حين أن المشروع الجزائري لم يأت برؤية واضحة أو دراسة متكاملة.

وعلى نفس المنوال، قررت السلطات الجزائرية منع ذبح النعاج، وهو إجراء كان المغرب سباقا إليه بهدف الحفاظ على القطيع الوطني وضمان التوازن في سوق الماشية، غير ان الفرق يكمن في أن المغرب قد إعتتمد هذا القرار ضمن استراتيجية متكاملة تشمل دعم المربين وتنظيم السوق، بينما في الجزائر، جاء القرار دون أي خطة واضحة للتنفيذ، مما جعله أقرب للإستنساخ من الواقع.

وفي مجال البنية التحتية، وبعد نجاح المغرب في تأمين معبر الكركرات كمحور رئيسي يربط المملكة بعمقها الإفريقي، سارعت الجزائر إلى الإعلان عن مشروع معبر الزويرات-تندوف، في محاولة لخلق بديل منافس ؛ غير أن هذا المشروع يفتقر إلى الجدوى الاقتصادية الحقيقية نظرا لضعف الحركة التجارية عبر هذا المسار، ما يجعله خطوة تفتقر إلى التخطيط السليم.

وفيما يخص قطاع التعليم، أعلن في الجزائر، عن إدماج أزيد من 82 ألف و 147 أستاذ متعاقد في مختلف الأطوار التربوية في أضخم عملية ادماج في تاريخ الجزائر، في استنساخ لإقدام المغرب على إدماج الاساتذة المتعاقدين في سلك الوظيفة العمومية.

وعلى مستوى الطرق، أطلق المغرب مشروع الطريق السريع الذي يربط “تزنيت بالداخلة”، وهو مشروع استراتيجي يعزز الربط بين شمال المملكة وأقاليمها الجنوبية ويسهل تدفق البضائع نحو إفريقيا، و بالمقابل، أعلنت الجزائر عن مشروع طريق “يربط تندوف بالزويرات”، لكن هذا المشروع قد واجه تحديات بسبب ضعف النشاط الاقتصادي والتجاري في المنطقة، ما يجعله بعيدا عن تحقيق الأهداف المرجوة.

ولم يقتصر هذا التقليد الجزائري، على المشاريع الاقتصادية، بل إمتد إلى التراث الثقافي، حيث حاولت الجزائر نسب أطباق مغربية مثل “الحريرة” إلى مطبخها، وادعت أن “القفطان” المغربي والزليج هما من ابتكار جزائري، في محاولة لطمس الحقائق التاريخية الموثقة التي تؤكد عمق الهوية المغربية لهذه العناصر.

وحتى في الرياضة، لم يسلم المغرب من الادعاءات الجزائرية، حيث روج المسؤولين الجزائريين لفكرة أن منتخبهم هو من تألق في مونديال قطر 2022 وحقق المركز الرابع، متجاهلين الإنجاز التاريخي الذي حققه أسود الأطلس، مما يعكس ميلا واضحا لإنكار الواقع ومحاولة خلق روايات سخيفة.

إلى ذلك يعكس استنساخ الجزائر للمشاريع والسياسات المغربية دون تطوير رؤية مستقلة أزمة عميقة في الإبداع والتخطيط الاستراتيجي، فبدلًا من تبني حلول تلائم احتياجات الجزائر الحقيقية، يبدو أن النظام الجزائري يركز على مجاراة المغرب في كل خطوة، حتى لو لم تكن المشاريع المقترحة ملائمة للسياق الجزائري.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

الجزائر ومصر يبحثان تجسيد مشاريع استثمارية مشتركة

أجرى وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، اليوم الإثنين، محادثات ثنائية مع وزير قطاع الأعمال العام بجمهورية مصر العربية.

وجاء هذا اللقاء، في إطار مشاركته في أشغال الدورة السابعة عشرة لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، المنعقدة بالعاصمة الأنغولية لواندا.

وقد شكل هذا اللقاء فرصة لاستعراض واقع علاقات التعاون بين الجزائر ومصر. وبحث آفاق توسيعها من خلال استكشاف فرص جديدة للاستثمار والشراكة، لاسيما في مجالات الطاقة، والمناجم، والطاقات المتجددة.

وجرى اللقاء بحضور سلمة بختة منصوري، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلّفة بالشؤون الإفريقية. وسفير الجزائر لدى أنغولا، إلى جانب عدد من إطارات الوزارتين.

وخلال المحادثات، شدد الجانبان على الإمكانيات الكبيرة المتاحة للتعاون في مجالات المحروقات. وصناعة النفط والغاز والبتروكيمياء، فضلا عن تطوير مشاريع في مجال البنى التحتية الطاقوية، والهيدروجين الأخضر.

كما تم التطرق إلى أهمية الاستغلال المشترك للفرص المتوفرة في القطاع المنجمي، لاسيما في الصناعات التحويلية للفوسفات. وإنتاج الأسمدة، وتعزيز تبادل الخبرات والمعارف التقنية في هذا المجال الحيوي.

كما ناقش الطرفان سبل دعم التعاون الإقليمي وتعزيز الاندماج الاقتصادي، عبر مشاريع استراتيجية طموحة. من بينها مشروع الربط الكهربائي الإقليمي الذي يربط الجزائر بتونس وليبيا ومصر. إلى جانب مشاريع منجمية ذات اهتمام مشترك.

واختتم اللقاء بالاتفاق على تكثيف التنسيق وتبادل الزيارات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، والعمل على تجسيد مشاريع استثمارية مشتركة تقوم على مبدأ المنفعة المتبادلة. خصوصا في مجالات البنية التحتية الطاقوية وتحويل الموارد المنجمية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • تعاون بين الحماية المدنية الجزائرية ونظيرتها الإيطالية في تسيير الكوارث
  • تعيين عالمة الأحياء المغربية جنان الزواقي عضوا في الأكاديمية الإيبيرو-أمريكية للصيدلة
  • ندوة علمية تسائل دور النخبة المغربية في زمن التحولات الرقمية
  • تصدير 65 صنفا من المنتجات الجزائرية..تعرف عليها
  • عرض التجربة الجزائرية في المقاولاتية.. واضح يشارك في منتدى دافوس الصيفي بالصين
  • منتدى رجال الأعمال العُماني الجزائري يناقش جهود تعزيز الشراكات وآفاق التعاون الاقتصادي
  • متحف الشاي بمراكش: رحلة عبر نكهات رفيق المجالس المغربية
  • الرئيس الجزائري يفتتح جناح سلطنة عُمان في معرض الجزائر الدولي
  • رئيس الجمهورية يزور جناح وزارة الدفاع بمعرض الجزائر الدولي
  • الجزائر ومصر يبحثان تجسيد مشاريع استثمارية مشتركة