سباق الفضاء يشتعل.. هل تقترب الصين من كسر هيمنة سبيس إكس؟
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
يتزايد دور القطاع الخاص في تطوير الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام في الصين، مشيرة إلى أن هذا التحرك يعزز هدف بكين في الاستقلال التكنولوجي عن الغرب ويسهم في تقليص الفجوة مع شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها إن الصين تدفع صناعتها الفضائية التجارية للنمو في محاولة لتحفيز المزيد من الابتكار، ومن المقرر أن تشهد هذا العام إطلاق رحلات تجريبية لستة صواريخ صينية على الأقل مصممة مع مراعاة القابلية لإعادة الاستخدام.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأ أول موقع إطلاق تجاري في البلاد العمل، فيما تقدم بكين والحكومات المحلية لشركات القطاع الخاص دعماً مالياً بمليارات الدولارات.
وذكرت الصحيفة أن صعود هذه الشركات يُعتبر المرحلة الأحدث في جهود بكين المستمرة لبناء صناعة فضاء محلية مستقلة عن التكنولوجيا الغربية. ولعدة سنوات، اعتبرت الحكومة صناعة الفضاء نموذجًا للنجاح، حيث تطورت شركات التكنولوجيا العالية بشكل كبير دون الاعتماد على المساعدة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، من أشباه الموصلات إلى الذكاء الاصطناعي، أصبح أمراً أكثر إلحاحاً مع سعي بكين لبناء "حصن الصين" لتقوية نفسها في تنافسها المتزايد مع الولايات المتحدة.
وأفادت الصحيفة بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قال خلال اجتماع نادر مع رؤساء تنفيذيين في نوفمبر/ تشرين الثاني إنه يرغب في قطاع خاص تنافسي يدفع النمو والابتكار، وهو النموذج الذي يتم تطبيقه الآن في صناعة الفضاء. وكان مدير شركة "جالاكسي سبيس"، وهي شركة مصنعة للأقمار الصناعية، من بين الرؤساء التنفيذيين الذين التقوا مع شي.
وأضافت الصحيفة أن الصين فتحت صناعة الفضاء أمام الشركات الخاصة في عام 2014، وذكرت لأول مرة في تقرير الحكومة السنوي عن أولوياتها في العام الماضي عن قطاع الفضاء التجاري.
وذكرت أن لينكولن هاينس، أستاذ مساعد في جامعة جورجيا للتكنولوجيا، قال إن بكين كانت قلقة من أنها لن تتمكن من اللحاق بالولايات المتحدة إذا اعتمدت فقط على الشركات المملوكة للدولة.
وبيّنت أنه إذا استمرت الصين في امتلاك هذه الصناعة المدفوعة من قبل الدولة، يمكنها تحقيق إنجازات هائلة مثل الوصول إلى الجانب البعيد من القمر أو إرسال البشر إلى الفضاء، ولكن هل ستكون قادرة على الابتكار والمنافسة مع الولايات المتحدة؟
وأفادت الصحيفة أن الزعيم غير المتنازع عليه في مجال الصواريخ هو "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، التي مثلت بمفردها أكثر من نصف عمليات الإطلاق المدارية في العالم العام الماضي.
وتتميز صواريخها "فالكون 9" بوجود مراحل أولية قابلة لإعادة الاستخدام، مما يقلل التكاليف ويسمح لـ "سبيس إكس" بتقديم أسعار أقل لعملائها، وقد حلّقت صواريخها المعززة الأكثر استخداما 26 مرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة تمتلك أكثر من 7,000 قمر صناعي من "ستارلينك" في الخدمة، وفي تشرين الأول/ أكتوبر نجحت في التقاط المعزز الضخم الذي تستخدمه لمركبتها الفضائية "ستارشيب" من المحاولة الأولى، رغم أنها فقدت مركبة "ستارشيب" في أحدث اختبار لها في آذار/ مارس.
وذكرت الصحيفة أن نجاحات "سبيس إكس" ساعدت في إقناع المستثمرين المحتملين بأن الصناعة تتمتع بمستقبل قابل للتطبيق، حسبما قال لان تياني، مؤسس شركة الاستشارات "ألتيميت بلو نيبولا" في بكين. وقال لان: "هذا أمر مهم جداً لأن بيئة التمويل في الصين أكثر تحفظاً مما هي عليه في الولايات المتحدة. كما ساعد ذلك في جذب أشخاص من صناعات أخرى للعمل في الأعمال التجارية المرتبطة بالفضاء".
وأفادت الصحيفة أن الفضاء، الذي كان في البداية مجالاً عسكرياً وعلمياً بالدرجة الأولى، يلعب الآن دوراً متزايداً في الأعمال التجارية. فقد بدأ صانعو الهواتف الذكية بتقديم خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مثل وظيفة الاستغاثة في هاتف "آيفون" من "آبل" للطوارئ عندما يكون الشخص خارج نطاق إشارة الهاتف المحمول العادية.
وأضافت الصحيفة أن "لاند سبيس تكنولوجي"، التي أسسها مصرفي سابق، تعتبر شركة رائدة في الصين في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام. وحققت الشركة أول إنجاز عالمي في 2023 عندما أطلقت صاروخاً يعمل بالوقود السائل من الأوكسجين والميثان، وهو نفس الوقود الذي استخدم لاحقاً في "ستارشيب" التابعة لـ "سبيس إكس".
كما توجد شركة أخرى هي "أريان سبيس"، التي أسسها ياو سونغ، الذي باع شركته الأولى - وهي شركة ناشئة في مجال الرقائق - مقابل حوالي 250 مليون دولار عندما كان في منتصف العشرينات من عمره.
وذكرت الصحيفة أن هو ليانغ، مؤسس شركة "ديب بلو إيروسبيس"، كان يعمل في "الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية" عندما نجحت "سبيس إكس" في هبوط أحد معززاتها لأول مرة في 2015، مما دفعه للاستقالة وتأسيس شركته الخاصة.
وأضافت الصحيفة أنه بعد عقد من الزمن، تخطط شركته لاختبار استعادة معزز صاروخ "نيبولا-1" بعد رحلة مدارية في وقت لاحق من هذا العام، كما تهدف إلى تشغيل رحلة دون مدار لرواد الفضاء في 2027 وقد باعت تذاكر بأكثر من 100,000 دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن هو يعتقد أن الشركات الصينية قد تواكب "سبيس إكس" بحلول 2030، بينما قال بلين كورسيو، مؤسس "أوربيتال غيتواي كونسالتينغ"، إن هذا سيستغرق وقتاً أطول نظرًا لأن "سبيس إكس" تواصل الابتكار.
وأفادت الصحيفة أن الشركات الصينية، بقيادة الشركات المملوكة للدولة، قد بدأت بالفعل في التنافس على الإطلاقات الدولية. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني، أطلق صاروخ تجاري طورته شركة "سبيس كاس" قمرًا صناعيًّا للاستشعار عن بعد لصالح عمان، وهو أول حمولة دولية لها. وأشار كورسيو إلى أنه يتوقع أن تتنافس شركات القطاع الخاص الصينية مع "سبيس إكس" على عمليات الإطلاق بحلول نهاية هذا العقد.
وبيّنت الصحيفة أنه بعد "سبيس إكس"، كانت الشركة التي أجرت أكبر عدد من الإطلاقات العام الماضي هي "الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية" المملوكة للدولة، حيث نفذت 51 عملية إطلاق مقارنة بـ 134 عملية إطلاق لـ "سبيس إكس"، رغم أن الصواريخ الصينية لم تكن قابلة لإعادة الاستخدام. كما شهدت الصين بعض إخفاقات الإطلاق، بما في ذلك صاروخ طورته شركة "سبيس بايونير" الخاصة الذي أُطلق عن طريق الخطأ وانفجر على تلة، مما ألحق ضرراً ببعض المنازل المجاورة دون وقوع إصابات.
وأضافت الصحيفة أن لدى الصين على الأقل منافسين لـ "ستارلينك" التابعة لـ "سبيس إكس" يُدعى "قوانغ" و"ثاوزند سيلز"، حيث تُدعم الثانية من حكومة شنغهاي وقد وقعت صفقات لتقديم خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في ماليزيا وكازاخستان والبرازيل.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن هو، الرئيس التنفيذي لشركة "ديب بلو إيروسبيس"، وصف "سبيس إكس" بأنها معلم للصناعة، وأضاف: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به لمواكبة الطليعة العالمية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الصين الفضاء الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين الفضاء الحكومة الصينية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإعادة الاستخدام سبیس إکس إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تقترب أميركا من عمل عسكري داخل فنزويلا؟
قال الخبير العسكري العقيد الركن حاتم الفلاحي إن هناك احتمالا لحدوث عمليات عسكرية أميركية داخل فنزويلا، مشيرا إلى إطلاق الولايات المتحدة عملية عسكرية باسم "الرمح الجنوبي" في منطقة الكاريبي بهدف ملاحقة الزوارق المستخدمة في تهريب المخدرات إلى مناطق متعددة.
وأضاف الفلاحي -في تحليل عسكري للجزيرة- أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم السبت إغلاق المجال الجوي الفنزويلي قد يشير إلى احتمال عمل عسكري سريع.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4فنزويلا تندد بـ"الاستفزاز" الأميركي وترامب يبررlist 2 of 4فنزويلا تدعو للتضامن معها ضد "التهديد" الأميركيlist 3 of 4ماذا يفعل الجيش الأميركي قرب فنزويلا؟list 4 of 4هل ينفذ ترامب تهديداته ويجتاح فنزويلا؟end of listوأوضح أن الحظر الجوي نفسه لا يكون ضروريا إذا كانت العمليات العسكرية قد بدأت بالفعل، إذ تصبح الأجواء خالية تماما من أي طائرات. وأشار إلى أن الهدف من الحظر ربما يكون ممارسة ضغط على الحكومة الفنزويلية.
ورجح الفلاحي أن تزويد الحشد العسكري بطائرات "إف-35" وطائرات مسيّرة في المنطقة قد يرفع من احتمالية تصعيد عسكري أميركي داخل فنزويلا، لكنه سيكون محدودا نظرا لتدخل أذرع مخابراتية من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) داخل البلاد.
أما الخيارات المحتملة لواشنطن، بحسب الفلاحي، فتشمل دفع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى التنحي، أو دعم جهات داخل الجيش للتمرد عليه، أو شن ضربات على مخازن تهريب المخدرات ومواقع زعماء العصابات.
كما أن الضغط السياسي يبقى أداة إضافية، خاصة في ظل العلاقات القوية لفنزويلا مع الصين وإيران وروسيا، ما يجعل السيطرة على مواردها أولوية لأمن الولايات المتحدة القومي.
وأضاف الفلاحي أن الحشد الأميركي يشمل نحو 8 سفن حربية، إضافة إلى حاملة الطائرات "جيرالد فورد" مع 3 سفن داعمة، وغواصة نووية، وسفينة عمليات خاصة، إلى جانب حشد جوي وقوات خاصة للاستطلاع، ما يشير إلى أن أي عمليات عسكرية ستكون محدودة، ولكن ذات قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة داخل البلاد.
وأشار الخبير العسكري إلى أن تحريك حاملة الطائرات يتطلب قرارا رئاسيا خلال شهر، نظرا لقيود البقاء الطويل في المنطقة، ما يعني أن أي عمليات محتملة ستخضع لتقديرات دقيقة من القيادة الأميركية.
وكتب ترامب، اليوم السبت عبر منصته الخاصة تروث سوشيال، "إلى جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات ومهربي البشر، فلتأخذوا في الاعتبار أنه سيتم إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بالكامل".
إعلانويأتي هذا في وقت كثفت فيه واشنطن الضغط على فنزويلا عبر نشر قوة كبيرة في الكاريبي، بما في ذلك أكبر حاملة طائرات في العالم. وتؤكد الولايات المتحدة أن الهدف من هذا الانتشار هو الحد من تهريب المخدرات، بينما ترى كراكاس أنه يهدف إلى الإطاحة بالرئيس مادورو والسيطرة على النفط الفنزويلي.
ونفذت القوات الأميركية ضربات ضد أكثر من 20 سفينة قالت واشنطن إنها تشك في استخدامها لتهريب المخدرات في الكاريبي وشرق المحيط الهادي منذ بداية سبتمبر/أيلول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، دون تقديم أي أدلة رسمية على استخدام تلك السفن للتهريب أو كونها تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة.
والأسبوع الماضي، حذرت الجهات التنظيمية الأميركية شركات الطيران الكبرى من "وضع قد يكون خطيرا" عند التحليق فوق فنزويلا بسبب تدهور الوضع الأمني وزيادة النشاط العسكري داخل البلاد أو حولها.
وردت فنزويلا بإلغاء حقوق التشغيل لـ6 شركات طيران دولية كبرى كانت قد علّقت رحلاتها إلى البلاد عقب التحذير الأميركي.