محكمة العدل الدولية ستنظر دعوى إبادة جماعية رفعها السودان ضد الإمارات
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
لاهاي: قالت محكمة العدل الدولية اليوم الجمعة إنها ستنظر في دعوى رفعها السودان وطالب فيها باتخاذ تدابير طارئة ضد الإمارات، متهما إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، وذلك من خلال تسليح قوات شبه عسكرية، ولم يصدر تعليق بعد من الإمارات التي قالت خلال الشهر الجاري إنها ستعمل على إقناع المحكمة برفض دعوى السودان وإن القضية تفتقر إلى “أي أساس قانوني أو واقعي”.
ويتهم السودان الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني في حرب أهلية مستمرة منذ عامين، وهي تهمة تنفيها الإمارات لكن خبراء بالأمم المتحدة ومشرعين أمريكيين قالوا إن الاتهامات ذات مصداقية.
وتتعلق شكوى السودان إلى محكمة العدل بهجمات مكثفة ذات دوافع عرقية شنتها قوات الدعم السريع وميليشيات من قبائل عربية متحالفة معها ضد قبيلة المساليت غير العربية في 2023 بغرب دارفور.
واعتبرت الولايات المتحدة تلك الهجمات إبادة جماعية في يناير/ كانون الثاني.
وطلب السودان من المحكمة إصدار تدابير طارئة تأمر الإمارات بمنع أعمال الإبادة الجماعية في دارفور.
وقالت المحكمة إنها ستنظر في طلب السودان في العاشر من أبريل/ نيسان.
وتستغرق القضايا المنظورة أمام محكمة العدل الدولية سنوات للوصول إلى نتيجة نهائية لكن الدول يمكنها طلب إصدار تدابير طارئة تهدف إلى التأكد من عدم تصعيد النزاع بين الدول بالتزامن مع نظر القضية.
(رويترز)
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: محکمة العدل
إقرأ أيضاً:
لعناية الخائفين من الامارات!
ملخص لدراسة مقارنة بين السودان والإمارات: مقومات القوة وأبعاد التأثير الدولي
هذه قراءة تحليلية محايدة بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالاعتماد على مفاهيم الجغرافيا السياسية والاقتصاد الدولي، لتحديد المقومات الحقيقية لكل دولة وأبعاد أهميتها الاستراتيجية في النظام الدولي.
الإمارات – قوة مكتسبة وليست متأصلة
تعتمد الإمارات على النفط كمورد أساسي، إذ تنتج نحو 7% من الإنتاج العالمي، وهو ما منحها وزنًا اقتصاديًا في العقود الأخيرة. لكن هذه النسبة تتآكل تدريجيًا مع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.
مساحتها صغيرة (83 ألف كم²)، وعدد سكانها نحو 10 ملايين معظمهم من العمالة الوافدة، ولا تمتلك أراضٍ زراعية أو موارد مائية أو معدنية كبيرة، كما أن موقعها الجغرافي محدود الأهمية في خليج مغلق تحيط به دول أكبر مساحة وأكثر تأثيرًا مثل السعودية وإيران.
البنية الاقتصادية قائمة على نموذج الدولة الوسيطة (Broker State)، أي تقديم الخدمات التجارية واللوجستية كمركز مالي ومينائي. أما من الناحية التاريخية والسياحية، فالإرث التاريخي محدود، والسياحة تركز على الترفيه والتسوق والأنشطة الحديثة.
السودان – قوة كامنة ومتنوعة
يمتلك السودان 80% من إنتاج الصمغ العربي عالميًا، ويحتل المرتبة 11 في إنتاج الذهب عام 2022، إضافة إلى أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة، وهي مساحة تعادل عشرة أضعاف مساحة الإمارات كاملة.
تبلغ مساحته 1.88 مليون كم²، ما يجعله ثالث أكبر دولة إفريقية وعربية، والمرتبة 16 عالميًا، بعدد سكان يقارب 48 مليون نسمة غالبيتهم من الشباب، مما يوفر قاعدة بشرية كبيرة للإنتاج والتنمية.
جغرافيًا، يطل السودان على البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية في العالم، ويربط طبيعيًا بين إفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى حدوده البرية مع سبع دول.
من الناحية الحضارية، يملك السودان إرثًا تاريخيًا عريقًا يشمل حضارات كوش ونبتة والنوبة، وأقدم المدن الحضرية في العالم. أما السياحة فتشمل التنوع الطبيعي (مثل حديقة الدندر الوطنية)، والمواقع التاريخية، والسياحة البحرية.
المقارنة المباشرة في صورة وصفية:
– المساحة: السودان أكبر من الإمارات بأكثر من 22 ضعفًا.
– السكان: السودان يضم أكثر من أربعة أضعاف سكان الإمارات – اغلب سكان الامارات وافدين ويقدر السكان الحاصلين باقل من مليونين نسمة – ، مع قاعدة سكانية محلية شابة.
– الموارد الزراعية والمائية: السودان يملك مساحات زراعية شاسعة ووفرة مائية من أنهار وأودية، بينما الإمارات شبه معدومة الموارد الطبيعية في هذين المجالين.
– الموقع الجيوسياسي: السودان يربط إفريقيا بالشرق الأوسط ويطل على البحر الأحمر، أما الإمارات فهي في خليج مغلق.
– الموارد الاستراتيجية: السودان يمتلك ذهبًا وصمغًا عربيًا وأراضي زراعية ومياهاً، بينما الإمارات تعتمد على النفط كمورد أساسي.
– الأهمية التاريخية: السودان ذو إرث حضاري قديم، مقابل إرث محدود في الإمارات.
– السياحة: السودان يملك تنوعًا سياحيًا طبيعيًا وتاريخيًا وبحريًا، بينما تركز الإمارات على السياحة الترفيهية والتجارية.
الخلاصة
الإمارات تمتلك قوة مكتسبة قائمة على الانفتاح الاقتصادي والخدمات، لكنها مرهونة بظروف السوق والتحالفات الدولية.
أما السودان، فيمتلك قوة كامنة متأصلة في موارده وموقعه وعمقه التاريخي، لكنها غير مستغلة بالكامل بسبب التحديات السياسية والاقتصادية.
من منظور الجغرافيا السياسية، الدول التي تمتلك موارد متجددة وعمقًا جغرافيًا وديموغرافيًا، مثل السودان، لديها فرص أكبر للحفاظ على تأثيرها على المدى البعيد إذا أحسنت استثمار مقوماتها.
وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب