قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن إسرائيل تجري محادثات مع دولة جنوب السودان حول إمكانية “نقل” فلسطينيي قطاع غزة إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وذلك ضمن مخطط التهجير القسري الذي تطمح إليه تل أبيب برعاية أمريكية، لكنه يواجه رفضا عربيا وإسلاميا ودوليا واسعا، لانتهاكه القانون الدولي والإنساني.

وتأتي تلك الأنباء بعد أيام من مصادقة الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، على خطة تدريجية لاحتلال كامل قطاع غزة تبدأ بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.

ونقلت الوكالة الأمريكية، عن 6 أشخاص مطلعين على الأمر، لم تسمهم، أن “المحادثات جرت بالفعل بين إسرائيل وجنوب السودان التي تعاني من أزمة مالية (وعانت من حرب أهلية لسنوات)، لكن ليس من الواضح مدى تقدم تلك المحادثات”.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من سلطات جنوب السودان، بخصوص ما ذكرته الوكالة، التي قالت أيضا إن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت التعليق، كما لم يُجب وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول المحادثات، فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.

وذكرت “أشوسيتد برس” أن “هذه المحادثات حال أصبحت اتفاقا ستساعد جنوب السودان على بناء علاقات أوثق مع إسرائيل، مما يعد فرصة محتملة لتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير فلسطينيي غزة والذي طرحه في فبراير (شباط) الماضي، لكنه تراجع عنها على ما يبدو في الأشهر الأخيرة”، على حد تعبيرها.

وذكرت الوكالة أنها سبق أن نقلت أنباء عن “محادثات مماثلة بدأتها إسرائيل والولايات المتحدة مع السودان والصومال، وهما دولتان تعانيان أيضًا من الحرب والجوع، بالإضافة إلى منطقة الصومال الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال، ولا يُعرف مصير هذه المناقشات”.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة، أن إسرائيل تجري محادثات مع 5 دول، منها جنوب السودان، بشأن استقبال المُهجّرين قسريا من غزة في أراضيها، مبينة أنه في الأسبوع الماضي، زار نائب وزير خارجية جنوب السودان إسرائيل، دون تفاصيل أكثر.

وفي وقت سابق، نقلت القناة “12” العبرية (خاصة)، أن رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي دافيد برنياع اجتمع مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن، وطلب مساعدته في تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من غزة إلى دول مثل ليبيا، وهي الأنباء التي نفتها ليبيا بشدة، كما نفتها سفارة واشنطن في طرابلس.

وبين الحين والآخر، ينقل الإعلام العبري أنباء عن محادثات تجريها إسرائيل مع دول لاستقبال فلسطينيي غزة في إطار خطة “التهجير القسري”، لكن سريعا ما يتم نفي صحة تلك الأنباء من الأطراف الأخرى، إذ يعتبر مراقبون أن هذا الأنباء تأتي في سياق محاولات الإيهام بأن بعض الدول قد تقبل التورط في هذا المخطط المرفوض دوليا.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

مصالح مشتركة وراء زيارات جنرالات أوغندا لجنوب السودان

جوبا – في خطوة جديدة نحو تهدئة التوتر الحدودي بين دولة جنوب السودان وجارتها الجنوبية أوغندا، وصل رئيس أركان الجيش الأوغندي الجنرال موهوزي كاينيروجابا (نجل الرئيس يوري موسيفيني) إلى جوبا في وقت مبكر أول أمس السبت.

واستُقبل كاينيروجابا من قبل نظيره رئيس أركان جيش جنوب السودان الجنرال داو أتورجونغ، قبل أن يتوجه إلى القصر الرئاسي لعقد مباحثات مغلقة مع الرئيس سلفاكير ميارديت، في محاولة لتعزيز التنسيق العسكري وحفظ الاستقرار على الحدود المشتركة بين البلدين.

تُعد زيارة الجنرال كاينيروجابا الثانية من نوعها خلال أسبوع بعد أن زار جوبا الأسبوع الماضي الفريق سام أوكيدينغ نائب رئيس هيئة الدفاع الأوغندي في زيارة غير معلنة، وتعكس هذه اللقاءات المتكررة مستوى التنسيق العالي بين الجانبين، وحرص أوغندا على متابعة الأوضاع الأمنية من كثب، وتعزيز التعاون العسكري في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود المشتركة.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة)لجنة تحقيق

وقال المتحدث باسم الجيش في جنوب السودان اللواء لول رواي كونغ إن اللقاءات التي عقدها موهوزي بجوبا ركّزت على التهدئة الفورية للوضع الأمني على الحدود المشتركة، وتعزيز العلاقات الثنائية القائمة على المصالح والثقة المتبادلة.

وأضاف كونغ للجزيرة نت "اتفق الجانبان على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة تضم 14 عضوا من الجيشين بالتساوي، على أن يكون مقرها المؤقت بمدينة قولو بأوغندا".

وأوضح أن "اللجنة ستبدأ التحقيق في أسباب الاشتباكات التي وقعت في مقاطعة كاجو كيجي بالولاية الاستوائية الوسطى، وستقدم توصيات تساعد القادة على اتخاذ قرارات مدروسة لحل النزاعات الحدودية المتكررة، ونحن مستعدون للقيام بزيارة مماثلة إلى العاصمة كمبالا بناء على طلب القوات المسلحة الأوغندية".

وبعد تلك الاجتماعات، زار الجنرال كاينيروجابا قرية بيلنيانغ جنوب شرق العاصمة جوبا، والتي تعد المقر التكتيكي لعملية "ميلنزي وا كيميا"، أو "الحارس الصامت" بالسواحلية، حيث تنتشر القوات الأوغندية ضمن ترتيب أمني مشترك بين البلدين.

إعلان

وأُطلقت هذه العملية في مارس/آذار الماضي في ظل تصاعد التوتر بين الرئيس سلفاكير ونائبه الأول رياك مشار زعيم المعارضة المسلحة، وهي عملية تحيط بها حالة من السرية والتكتم، في ظل تساؤلات مستمرة بشأن نطاقها ومصادر تمويلها.

وجاءت زيارة كاينيروجابا إلى جوبا عقب نشره تغريدات استفزازية على حسابه في إكس علّق فيها على المواجهات المسلحة التي اندلعت بين الجيش الأوغندي وقوات جنوب السودان في مقاطعة كاجو كيجي، والتي أسفرت عن مقتل خمسة من الجيش الجنوب سوداني، وسط تصاعد المخاوف من إمكانية تجدد أعمال العنف والمواجهات في ظل التحذيرات المتكررة من استمرار وجود الجيش الأوغندي داخل أراضي جنوب السودان.

الجنرال كاينيروجابا يصافح قادة الجيش الجنوب سوداني حيث تلتقي مصالح السياسة والعسكر (المتحدث باسم الجيش الأوغندي)تأثير المصالح

من جهته، قال المحلل السياسي ويلسون شول إن زيارة الجنرال كاينيروجابا إلى جوبا تتزامن مع حالة من الغضب المتصاعد لدى الرأي العام الجنوبي نتيجة توغل الجيش الأوغندي داخل أراضي جنوب السودان، إضافة للتعليقات الاستفزازية التي نشرها والتي تعكس عدم الاحترام لعلاقة الجوار القائمة بين البلدين.

وأوضح أن الخطوة الأفضل لكاينيروجابا كانت الاعتذار لشعب وحكومة جنوب السودان قبل التفكير في القيام بهذه الزيارة.

وأضاف شول للجزيرة نت "مثل هذه التصرفات تزيد من توتر الأجواء بين البلدين وتُضعف أسس التعاون الثنائي الذي بُني على سنوات من الثقة المتبادلة، من الضروري أن تتبع زيارة كهذه خطوات واضحة لإعادة بناء الثقة بدءا بالاعتذار لشعب وحكومة جنوب السودان".

إلى جانب التحالف السياسي والعسكري الذي يربط بين أوغندا وجنوب السودان، توجد العديد من المصالح الاقتصادية المشتركة التي تلعب دورا حيويا في تعزيز التعاون بين البلدين، وتشمل هذه المصالح مشروعات استثمارية في قطاعات النفط والتجارة والبنية التحتية، إضافة للتعاون في مجالات النقل والطاقة والزراعة، وتعد هذه الروابط الاقتصادية ركيزة أساسية لدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.

ومع تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود، يشعر الجانب الأوغندي بقلق متزايد من أن تؤثر هذه التوترات سلبًا على استثماراته ومصالحه الاقتصادية في جنوب السودان، مما قد يعيق تدفق التجارة ويضر بمشروعات البنية التحتية المشتركة. ولهذا السبب، تبدي أوغندا حرصا كبيرا على تهدئة التوترات، والعمل على استعادة الأجواء الإيجابية بين البلدين لضمان استمرار التعاون الاقتصادي والاستقرار الإقليمي.

وسائل للحل

ويرى الناشط المجتمعي سلومون ماثيو أن أوغندا لا يمكنها المخاطرة بمصالحها الكبيرة في جنوب السودان، كما أن الأخيرة لا تستطيع الاستغناء عن أوغندا نظرا لوجود أعداد كبيرة من الأسر والطلاب واللاجئين الجنوب سودانيين في معسكرات داخل الأراضي الأوغندية.

وأشار ماثيو أيضا، في حديثه للجزيرة نت، إلى التداخل القبلي والاجتماعي العميق بين البلدين، مؤكدا أن هذه العلاقات المعقدة تتطلب حوارا جادا ومستمرا لتجاوز الأزمة الحدودية العابرة والحفاظ على المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.

إعلان

وأضاف أن زيارة الجنرال كاينيروجابا "تأتي تقديرا لتلك العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين، فالأزمات لا تُحل بالعمليات العسكرية، بل عبر مبادرات رائدة تنطلق من تنظيمات المجتمع المدني في كلا البلدين".

وأردف "نحن نعمل حاليا على إنشاء مبادرة للحوار المجتمعي بين جنوب السودان وأوغندا، تهدف لتجاوز أزمة الحدود وإخضاعها لمسار تفاوضي أو تحكيمي يضمن حلا سلميا ومستداما".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يلوح مجددا بتهجير الفلسطينيين وجنوب السودان وجهة مقترحة
  • محادثات بين إسرائيل وجنوب السودان لإعادة توطين سكان غزة
  • الهجرة من غزة إلى جنوب السودان.. هل انتصر ترامب؟
  • هل تتحقق رؤية ترامب قريبًا؟ محادثات بين إسرائيل وجنوب السودان لإعادة توطين سكان غزة
  • تقرير امريكي: إسرائيل تبحث مع جنوب السودان نقل سكان غزة إلى أراضيها
  • الحكومة أعلنت موتها.. مصير مبادرة السلام الكينية حول جنوب السودان
  • أكاديمي سعودي يكشف تفاصيل خطة إسرائيل لتهجير سكان غزة وفشل السلام العربي
  • مصالح مشتركة وراء زيارات جنرالات أوغندا لجنوب السودان
  • الأنباء الواردة من السودان تثير سخط الأعداء