بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في السنوات الأخيرة، برزت في العراق ظاهرة اجتماعية مثيرة للجدل، تتعلق بمجموعات من النساء، يُطلق عليهن في الأوساط الشعبية مصطلح الفانشيستات، وهنَّ غالبًا ناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرن بمظهر الفاعلات الخيريات، ويدعين العمل الإنساني من خلال توزيع المساعدات على العوائل الفقيرة.

إلا أن هذه الظاهرة، رغم أنها قد تبدو نبيلة في ظاهرها، تحمل في طياتها الكثير من الشبهات والمخاوف بشأن النوايا الحقيقية وراءها، وطرق تمويلها، ومدى شفافيتها.

يستخدم مصطلح الفانشيستات للإشارة إلى مجموعة من النساء اللواتي يقدمن أنفسهن كناشطات اجتماعيات عبر منصات التواصل، ويركزن على استعراض حياتهن الشخصية ومظاهر الرفاهية، ثم يقمن بحملات خيرية تتضمن توزيع المساعدات على العوائل المحتاجة. اللافت في الأمر أن معظم هذه المساعدات تُوثق عبر بث مباشر أو تصوير فيديوهات تُنشر على نطاق واسع، مما يثير الشكوك حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الأنشطة.

العديد من هذه الناشطات يجذبن اهتمام الجمهور من خلال الظهور بأسلوب لافت ومثير للجدل، سواء من حيث المظهر أو طريقة الخطاب، مما جعل البعض يشكك في كون الهدف الأساسي هو تحقيق الشهرة وزيادة عدد المتابعين أكثر من كونه عملًا إنسانيًا خالصًا.

تثار العديد من التساؤلات حول كيفية حصول هؤلاء النساء على الأموال التي يوزعنها، خاصة وأن بعضهن لا يملكن مصادر دخل واضحة. هناك شبهات تدور حول احتمال تلقي تمويل من جهات مجهولة لأغراض غير واضحة، أو استغلال هذه الأنشطة كواجهة لغسيل الأموال أو الدعاية لأشخاص وجهات معينة.

في بعض الحالات، تظهر مؤشرات على أن جزءًا من هذه المساعدات قد يكون ممولًا من قبل شخصيات متنفذة أو رجال أعمال يسعون إلى تحسين صورتهم الاجتماعية، أو حتى جهات ذات أجندات خفية تحاول كسب نفوذ في الأوساط الفقيرة من خلال هذه الحملات.

من أبرز الانتقادات التي تواجه هذه الظاهرة هي الطريقة التي يتم بها استغلال الفقراء والمحتاجين كأداة لزيادة شهرة الفانشيستات. يتم تصوير العوائل الفقيرة أثناء تلقي المساعدات، وغالبًا بطريقة تنتهك خصوصيتهم وكرامتهم، حيث يُجبر البعض على الظهور أمام الكاميرا وشكر المتبرعات علنًا.

هذا الأسلوب يُنظر إليه باعتباره نوعًا من “الاستعراض الخيري”، الذي يعتمد على إذلال المحتاجين بدلًا من مساعدتهم بكرامة. كما أن بعض الحالات كشفت عن استغلال الأطفال والنساء تحديدًا في هذه الفيديوهات، مما يزيد من الجدل حول أخلاقية هذا النوع من النشاطات.

بعيدًا عن الجانب الإنساني، يعتقد البعض أن هناك أجندات خفية وراء هذه الحملات، حيث يُستغل العمل الخيري كغطاء لأغراض أخرى، مثل بناء قاعدة جماهيرية استعدادًا لنشاط سياسي مستقبلي، أو استخدامه كوسيلة لجمع التبرعات التي لا يُعرف أين تذهب في النهاية.

كما أن بعض التقارير أشارت إلى أن بعض الفانشيستات يتعاونَّ مع شبكات مشبوهة، وقد يكنَّ واجهات لمجموعات تعمل في مجالات غير قانونية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب على الجهات المختصة التدخل لضبط عمليات توزيع المساعدات الخيرية، من خلال:

تنظيم العمل الخيري: يجب أن تكون هناك ضوابط قانونية تلزم أي شخص أو جهة تريد توزيع المساعدات بالحصول على موافقات رسمية، والتأكد من مصادر التمويل وشفافية الإنفاق.

حماية كرامة المحتاجين: منع تصوير العوائل المستفيدة من المساعدات إلا بإذنهم، وإصدار تشريعات تمنع استغلال الفقراء لأغراض دعائية أو شخصية.

مكافحة غسيل الأموال: يجب التحقيق في مصادر الأموال التي تُستخدم في هذه الحملات، والتأكد من أنها لا تأتي من جهات غير قانونية.

التوعية المجتمعية: على المجتمع أن يكون أكثر وعيًا بمخاطر هذه الظاهرة، وعدم التفاعل العاطفي معها دون التحقق من مصداقيتها.

ختاما رغم أن العمل الخيري أمرٌ محمودٌ وضروري، فإن استغلاله لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، أو كواجهة لأنشطة غير مشروعة، يمثل خطرًا على المجتمع. ظاهرة “الفانشيستات” والمشبوهات في توزيع المساعدات تحتاج إلى وقفة جادة، ليس فقط من الجهات الرسمية، بل أيضًا من المجتمع نفسه، لحماية الفقراء من الاستغلال، وضمان أن يكون العمل الإنساني قائمًا على النزاهة والشفافية، وليس مجرد وسيلة للشهرة أو لأغراض أخرى في الخفاء.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات توزیع المساعدات هذه الظاهرة من خلال أن بعض

إقرأ أيضاً:

غزة: الإعلامي الحكومي يتحدث عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية

تحدث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، في بيان صحفي له، عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة.

وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":

بيان صحفي رقم (872) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:

*شهرٌ كاملٌ على إنشاء الاحتلال الإسرائيلي لمصائد الموت والاستدراج الجماعي راح ضحيتها 549 شهيداً و4,066 مصاباً و39 مفقوداً

مرّ شهرٌ كاملٌ على بدء عمل وإنشاء ما يُسمى بـ"مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، والتي تحوّلت خلال 30 يوماً إلى مصائد للموت وأفخاخ للقتل والاستدراج الجماعي اليومي، راح ضحيتها 549 شهيداً، و4,066 إصابةً، و39 مفقوداً، من المُجوّعين السَّكان المدنيين الفلسطينيين بمحافظات قطاع غزة، أثناء محاولتهم البائسة للحصول على ما يسد رمقهم ورمق أطفالهم وأسرهم وسط سياسة التجويع والحصار الشامل.

وقد سجّل المكتب الإعلامي الحكومي رصداً يومياً خلال الفترة الممتدة من 27 مايو حتى 25 يونيو 2025، جاء على النحو التالي:

الحصيلة اليومية للضحايا:

إحصائية بأعداد الشُّهداء والمصابين والمفقودين من المدنيين المُجوَّعين الذين استشهدوا برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من مصائد الموت، "مراكز المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية"، بمحافظات قطاع غزة من تاريخ 27 مايو 2025 إلى تاريخ 25 يونيو 2025:

▪️الثلاثاء 27 مايو 2025:

3 شهداء، 46 مصاباً.

▪️الأربعاء 28 مايو 2025

10 شهداء، 89 مصاباً.

▪️الأحد 1 يونيو 2025

35 شهيداً، 232 مصاباً.

▪️الاثنين 2 يونيو 2025

26 شهيداً، 122 مصاباً.

▪️الثلاثاء 3 يونيو 2025

27 شهيداً، 127 مصاباً.

▪️الجمعة 6 يونيو 2025

8 شهداء، 142 مصاباً.

▪️الأحد 8 يونيو 2025

11 شهيداً، 193 مصاباُ.

▪️الاثنين 9 يونيو 2025

11 شهيداً، 249 مصاباً.

▪️الثلاثاء 10 يونيو 2025

36 شهيداً، 295 مصاباً.

▪️الأربعاء 11 يونيو 2025

57 شهيداً، 363 مصاباً.

▪️الخميس 12 يونيو 2025

21 شهيداً، 294 مصاباً.

▪️الجمعة والسبت 13 و14 يونيو 2025

29 شهيداً، 380 مصاباً.

▪️الأحد 15 يونيو 2025

26 شهيداً، 117 مصاباً.

▪️الاثنين 16 يونيو 2025

38 شهيداً، 182 مصاباً.

▪️الثلاثاء 17 يونيو 2025

59 شهيداً، 200 مصاب.

▪️الأربعاء 18 والخميس 19 يونيو 2025

12 شهيداً، 172 مصاباً.

▪️الجمعة 20 يونيو 2025

26 شهيداً، 87 مصاباً.

▪️السبت 21 يونيو 2025

15 شهيداً، 176 مصاباً.

▪️الأحد 22 والاثنين 23 يونيو 2025

17 شهيداً، 136 مصاباً.

▪️الثلاثاء 24 يونيو 2025

49 شهيداً، 197 مصاباً.

▪️الأربعاء 25 يونيو 2025

33 شهيداً، 267 مصاباً.

*العدد الإجمالي للضحايا:*

549 شهيداً

4066 إصابةً

39 مفقوداً

إن ما يحدث في هذه "المراكز" هو جريمة حرب مكتملة الأركان يتحمل مسؤوليتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بشكل رئيسي ومباشر، وندين بأشد العبارات هذه الجريمة المستمرة، حيث يجري استدراج المُجوّعين المدنيين ثم إطلاق النار عليهم بدمٍ بارد وممنهج وبشكل يومي ووفق مواعيد محددة.

الاحتلال يستخدم الغذاء كسلاح قتل جماعي، ويحوّل ما يزعم أنها "مساعدات" إلى أداة للإبادة والسيطرة.

إننا نحذر العالم من استمرار هذا النمط الدموي الذي يرعاه الاحتلال تحت غطاء "المساعدات"، ونطالب ب فتح تحقيق دولي عاجل، ووقف هذه الجريمة المنظمة، ومحاسبة كل من يتواطأ فيها سياسياً أو ميدانياً أو لوجستياً.

ونطالب بفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى 2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة بينهم مليون و100 ألف طفل وأكثر من نصف مليون امرأة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين استشهاد طفل برصاص الاحتلال في اليامون الأغذية العالمي: أدخلنا مساعدات أقل من حاجة غزة ليوم واحد منذ 19 مايو صحة غزة تتحدث بشأن آخر مستجدات الوضع الصحي في القطاع الأكثر قراءة "القسام" تعلن استهداف جرافة إسرائيلية على متنها جنديان جنوب خانيونس الاتحاد الأوروبي: ممارسات إسرائيل في قطاع غزة "إبادة جماعية" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: عملياتنا في إيران تؤثر على غزة تقديرات إسرائيلية: الأيام المقبلة حاسمة وواشنطن تقترب من الانضمام إلى الحرب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أول تعقيب من حماس على تقرير "هآرتس" بشأن مراكز توزيع المساعدات
  • هآرتس: قادة الجيش أمروا بإطلاق النار على الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات
  • “الأونروا”: توزيع المساعدات في غزة عبر أربع نقاط فقط “أمر غير منطقي”
  • "الأونروا": توزيع المساعدات في غزة عبر أربع نقاط فقط "أمر غير منطقي"
  • 39 مفقودا قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة 
  • "شؤون العشائر" في غزة ترد على مزاعم الاحتلال بشأن توزيع المساعدات
  • غزة: الإعلامي الحكومي يتحدث عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية
  • هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
  • ارتفاع عدد ضحايا مراكز توزيع المساعدات في غزة
  • حماس: نقاط توزيع المساعدات في غزة مصائد للموت