أكثر من 50% من النساء يواجهن أعراض انقطاع الطمث في سن الـ30
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
تواجه كثير من السيدات أعراضا صحية ونفسية غامضة، التي عادة ما يتم إلقاء اللوم فيها على التغيرات الهرمونية أو اضطرابات النوم التي تؤثر على السلامة العقلية والصحة العامة بسبب كثرة المسؤوليات والأعباء التي تواجهها الإناث، خاصة العاملات منهن، في محاولة منهن للتوفيق بين المهام الأسرية الحياة المهنية والدراسية وغير ذلك.
ولكن يتضح أن السيدات في مرحلة الثلاثينات، قد تكون أعراضهن غير المفهومة تعود إلى شيء محدد لم يكن ليخطر في بالهن قبل تجاوز الأربعين أو الخمسين من العُمر، هذا الشيء هو ما يعرف بـ"انقطاع الطمث".
أعراض ما قبل انقطاع الطمثكشفت دراسة علمية جديدة أجرتها مؤسسة "يو في إيه هلثي" (UVA Health) الصحية بالولايات المتحدة الأميركية، ومنصة (فلو) لصحة المرأة، أن أكثر من نصف النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و35 عاما أصبحن يعانين من أعراض تتراوح بين المتوسطة والشديدة المرتبطة بانقطاع الطمث، والمعروف بـ"سن اليأس"، لكنهن ينتظرن عقودا قبل طلب العلاج واستيعاب أنهن يواجهن هذه المرحلة فعلا.
وبحسب جينيفر باين، المؤلفة المشاركة في الدراسة، والخبيرة في الطب النفسي الإنجابي، "لا تحظى الأعراض الجسدية والنفسية المرتبطة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث بدراسة كافية، وغالبا ما يتجاهلها الأطباء".
إعلانوبالتالي فإن معرفة هذا النوع من تطور الأعراض المرتبطة بفترة ما قبل انقطاع الطمث يمكن أن يساعد كلا من النساء وأطبائهن في معرفة ما يمكن توقعه مع دخول النساء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث من حياتهن.
وبتحليل الأعراض التي أبلغت عنها أكثر من 4400 امرأة أميركية، تتراوح أعمارهن بين 30 عاما فأكثر، أبلغت 55.4% منهن، وتحديدا ممن يبلغن من 30 إلى 35 عاما، عن أعراض استوفت معايير "متوسطة" أو "شديدة" من أعراض انقطاع الطمث، بناء على مقياس تصنيف انقطاع الطمث المُعتمد.
وارتفعت هذه النسبة إلى 64.3% لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 36 و40 عاما. وعلى الرغم من هذه النتائج المفاجئة، يتضح أن معظم النساء لا يسعين إلى علاج أعراض انقطاع الطمث حتى يبلغن 56 عاما أو أكثر.
الأعراض النفسية تظهر قبل الجسديةووجدت الدراسة أن الأعراض النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب والانفعال، غالبا ما تظهر قبل الأعراض الجسدية بفترة طويلة. وتبلغ هذه الأعراض ذروتها بين سن 41 و45 عاما، وتنخفض لدى النساء في سن 56 عاما فأكثر.
من ناحية أخرى، تزداد الأعراض الجسدية، وتصبح أكثر شيوعا لدى النساء في سن 51 عاما فأكثر، بينما تبلغ أعراض انقطاع الطمث التقليدية، أو "سن اليأس"، مثل الهبات الساخنة والتعرق، ذروتها بين سن 51 و55 عاما.
آثار مرهقة تستمر لسنوات طويلةعلاوة على ما سبق، وجدت الدراسة أن أعراض ما قبل انقطاع الطمث يمكن أن تستمر ما بين 5 و10 سنوات، وتؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي.
وقد تم الإبلاغ عن أعراض مثل اضطرابات النوم، والمشاكل الإدراكية، والأعراض الحركية الوعائية، بما في ذلك التعرق الليلي، بمعدلات عالية. هذا بالإضافة لأعراض رئيسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بانقطاع الطمث، بما في ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية، وكثرة التبول، وخفقان القلب.
لا تتوقف المشكلة عند هذا الحد، بل تكمن الأزمة الأكبر في غياب المعلومات وحملات التوعية اللازمة بالأعراض وخطوات التعامل الصحيح مع المشكلات.
إعلانوفي تقرير صادر عن كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن أقل من 1% من الدراسات الطبية المنشورة تركز على انقطاع الطمث، مما يساهم في خلق فجوات في الفهم العلمي، ويشير الأمر كذلك إلى أن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث من المرجح أن تكون أكثر إهمالا في الأبحاث بكثير، بالرغم من المعدلات الكبيرة من السيدات اللاتي يعانين من تبعاتها.
ومن أبرز الأعراض الشائعة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث: التعرُّق والهبات الساخنة، اضطرابات النوم، المشاكل الجنسية واضطرابات المثانة، الإجهاد العام وألم العضلات، المزاج الاكتئابي وسرعة الانفعال، وخفقان القلب.
التعامل الصحيح في فترة ما قبل انقطاع الطمثبشكل عام، تُعد تجربة كل امرأة في فترة ما قبل انقطاع الطمث فريدة من نوعها. لذلك، لا توجد طريقة واحدة تُناسب الجميع. ولكن هناك أدلة على أن التركيز على الصحة العامة يُمكن أن يُساعد النساء على الاستعداد لهذه الفترة.
مثلاً، يُمكن أن يُساعد اتباع نمط حياة صحي، بما يشمل تغذية جيدة ومتوازنة، وممارسة نشاط بدني مُنتظم، وإستراتيجيات إدارة التوتر اليومي، جسم المرأة على تجاوز التغيرات التي تحدث خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، وحتى بعد بلوغ "سن اليأس".
وبالنسبة للتأثيرات النفسية المباشرة، قد يكون من المفيد تقبّل أن هذه الفترة من الحياة تأتي بتغيرات وأعراض غير متوقعة، منها الانفعال والعصبية والتوتر والقلق، إذ تلعب التقلبات الهرمونية دورا رئيسيا، حيث يساعد هرمون الإستروجين على تنظيم النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، لذا يمكن أن تؤثر هذه التغيرات بشكل مباشر على الحالة المزاجية.
لكن ضغوطات الحياة، مثل الموازنة بين العمل والأسرة، يمكن أن تُسهم أيضا، في حين أن أعراضا مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي وضبابية الدماغ يمكن أن تُسبب تأثيرا مضاعفا، مما يزيد من حدة القلق والتوتر العام.
إعلانلذا يشير الخبراء إلى أن هناك طرقا لمساعدة نفسك في هذه الأثناء، مثل إعطاء الأولوية للراحة وممارسة الرياضة وتقنيات التنفس والنوم جيدا، والتي يمكن أن تُساعد في تقليل أعراض القلق.
إضافة لذلك، هناك علاجات متاحة للأعراض إذا ما بدأت في التأثير على مستوى وجودة الحياة. مثلا، يُمكن للعلاج الهرموني "إتش آر تي" (HRT) أن يُخفف القلق الحاد، كما قد يُوصي الأطباء أيضا بالعلاج السلوكي المعرفي "سي بي تي" (CBT) والأدوية المُخصصة لعلاج القلق بعد استشارة الطبيب النفسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ما قبل انقطاع الطمث أعراض انقطاع الطمث بما فی ذلک یمکن أن ت
إقرأ أيضاً:
نيمبوس المتحور الجديد من كورونا تحت رصد الخبراء الصحيين حول العالم
لا يزال فايروس كورونا، حاضرا ويتجدد عبر متحورات جديدة، كان آخرها المتحور الفرعي الذي يحمل الاسم العلمي NB.1.8.1 ويعرف باسم نيمبوس، والذي بدأ يلفت أنظار الأوساط الطبية والعلمية مؤخرا.
وبرز اسم المتحور الجديد خلال الأيام الماضية، بعد أن رصدت بعض الجهات الصحية مؤشرات على تزايد انتشاره في بعض المناطق. وفي حين لم يثر حتى الآن قلقا واسع النطاق، إلا أن الخبراء يحذرون من تجاهله، مؤكدين ضرورة المتابعة المستمرة.
وكالة الأمن الصحي البريطانية أعلنت قبل أيام أن متحور نيمبوس لا يزال محدود الانتشار داخل البلاد، لكنها أشارت إلى أن بيانات الرصد الدولية تظهر تزايدا في عدد الإصابات به حول العالم، ما دفع العلماء إلى متابعته عن كثب.
الدكتور نافيد عاصف، طبيب الرعاية الأولية في عيادة لندن العامة، أوضح أن "المتحور NB.1.8.1 هو سلالة جديدة نشأت بسبب طفرات في المادة الجينية لفيروس كورونا".
وأضاف أن هذه السلالة تم رصدها في حوالي 22 دولة، من بينها بريطانيا والصين والولايات المتحدة.
أما الدكتور تشون تانغ، طبيب الرعاية في مركز بال مول الطبي، فأكد أن نيمبوس "فرع من متحور أوميكرون"، مشيرا إلى أن "تحور الفيروسات أمر طبيعي، خاصة عندما تنتشر على نطاق واسع". وأضاف أن هذا المتغير تم اكتشافه لأول مرة في أوائل عام 2025.
وفيما يتعلق بخصائص هذا المتحور، يرى تانغ أنه لا يختلف كثيرا عن أوميكرون من حيث شدة الأعراض، لكنه يحتوي على بعض التعديلات في بروتين سبايك، ما قد يسهل انتشاره أو يمنحه قدرة أكبر على تجاوز المناعة المكتسبة. مع ذلك، شدد على أن "البيانات الأولية لا تشير إلى أنه يسبب مرضا أكثر خطورة".
الملاحظ أن بعض الدول الآسيوية سجلت ارتفاعا ملحوظا في الحالات المرتبطة بنيمبوس، خصوصا في الهند وهونغ كونغ وسنغافورة وتايلاند. ورغم ذلك، ترى منظمة الصحة العالمية أن الخطر الإضافي على الصحة العامة العالمية لا يزال منخفضا، وأن اللقاحات المتوفرة حاليا توفر حماية فعالة من الأعراض الشديدة.
وينتقل الفيروس بنفس الطرق المعروفة، من خلال الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو التحدث عن قرب، وخاصة في الأماكن سيئة التهوية. ويوصي الأطباء بالاستمرار في اتخاذ الاحتياطات المعتادة، مثل غسل اليدين، وتهوية الأماكن المغلقة، وارتداء الكمامات عند اللزوم.
أما بشأن الأعراض، فيوضح عاصف أن الأعراض الشائعة تشمل التهاب الحلق الحاد، تعب عام، سعال خفيف، حمى، آلام عضلية واحتقان. ويشدد على أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، لذا فإن الحذر يبقى واجبا.
وأوصى الدكتور تانغ بالحصول على جرعات اللقاح المنشطة، خصوصا لمن يعانون من مشكلات صحية مزمنة، إضافة إلى تجنب الأماكن المزدحمة، والحفاظ على النظافة الشخصية، والمسافة الآمنة عند التعامل مع أشخاص يشتبه بإصابتهم.
وبشأن العلاج، قال الدكتور عاصف إن التعامل مع نيمبوس لا يختلف عن المتحورات الأخرى، موضحا أن "معظم المصابين يتعافون ذاتيا مع الراحة وتناول أدوية بسيطة لتخفيف الأعراض". وفي الحالات الشديدة أو عند وجود عوامل خطورة، قد يحتاج المريض إلى أدوية مضادة للفيروسات أو علاجات إضافية تحت إشراف طبي.