عربي21:
2025-06-15@09:58:54 GMT

لأول مرة.. لا أُسَرُّ بجموع المسلمين!

تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT

كل عام وأنتم بخير أعزائي..

أقولها لكم من باب "العادة"، لا شعورا بالسعادة..

فلأول مرة، في حياتي، لا أُسرُّ بجموع المسلمين، رغم أن مشاهد اجتماع المسلمين، من أقوى بواعث السرور في نفس المسلم الصادق..

يوم عرفة، حيث يتحول الجبل المقفر الميت إلى جسد حي يتحرك..

في صلاة العيد، حيث لا ترى آخر الصفوف..

في ليلة القدر، حيث تمتلئ الشوارع بالمصلين، بعد استحالة الاقتراب من ساحات المساجد؛ لشدة الزحام، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وعموم بلاد المسلمين.

.

لكن، بنظرة عابرة إلى واقع الأمة اليوم، يتبدل هذا السرور (على الفور) إلى حزن جارف يجتاح النفس، وألم حاد يعتصر القلب، وغصة في الحلق يستحيل معها الإحساس بطيب المذاق، وسخط عارم على مَن بيدهم شؤون الخَلق دينا ودنيا..

فما قيمة هذه الجموع وأثرها، إذا كان من بين المسلمين من يتعرض للإبادة الممنهجة، منذ ما يزيد على عام ونصف، ليس بسبب العرق أو القومية أو حتى بسبب الدين، وإنما بسبب دفاع هذه الثلة من المؤمنين عن مقدسات المسلمين، ومقاومة عتاة المجرمين؟!

ومما يزيد من الحزن والألم والغصة والسخط، مشاركة بعض "أولي أمر المسلمين" في هذه الإبادة، بحماس وإصرار لا يقل عن حماس العدو وإصراره على إفناء هذه الثلة الصابرة المجاهدة من المسلمين! ولا أحد يتحرك من هذه الجموع احتجاجا على هؤلاء الخونة لله ورسوله والمؤمنين!

لكن كيف يتحركون، وهم بأبجديات دينهم جاهلون؟

لا غرابة (إذن) أن يُسْلِموا إخوانهم في الدين لحثالة الأرض تفعل بهم ما تشاء!

بمصر أم الدنيا، بلد الأزهر، مليونيات "فوضوية" في صلاة العيد؛ الرجال يركعون على مؤخرات النساء، والنساء يسجدن بين أقدام الرجال.. كل ثلاثة أو أربعة عاملين صف مع بعض، ومختارين لهم "قِبلة" على مزاجهم!

أي صلاة هذه، وأي دين هذا؟!

أين الأزهر؟ أين الأوقاف؟ أين ياسر جلال الذي أعلن مسؤوليته عن دين المصريين، وهو الذي جعل بينه وبين شيخ الأزهر مسافة تسمح بمرور أتوبيس، ولما انتقده الناس، ملأ هذه المسافة بالأطفال؟! ولم يجرؤ أحد على القول له: إن مكان الأطفال خلف الرجال، وليس في الصف الأول، كما هو معلوم!

سقى الله أيام الإخوان المسلمين.. حيث كان النظام، ومنع الاختلاط، والهدايا، والخُطب المفعمة بالمعاني..

هذا العام، توقف الطواف حول الكعبة؛ بسبب الزحام الشديد.. (حوالي 3 ملايين مسلم "أحيوا" ليلة القدر، في المسجد الحرام)!

لم يصدر عن هذه الملايين، في ليلة القدر، أو في صلاة العيد، أي رد فعل تجاه المذابح التي يتعرض لها إخوانهم المسلمين في غزة، على أيدي لَمَم الأرض وحثالتها، حتى في يوم العيد!

انفصال تام عن الواقع!

غياب تام لمعنى "الأُخُوَّة"!

ففي الحديث الشريف: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمُه".. (أي لا يتركه مع من يؤذيه، ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدفع عنه).

أرأيت لو أن هذه الملايين لم تخرج من بيوتها "تضامنا" مع إخوانها في غزة، و"احتجاجا" على تواطؤ حكامها مع الصهاينة القتلة، فخلا المسجد الحرام من الطائفين، وخلت ميادين مصر وشوارعها من المصلين.. أكان سيمر مشهد كهذا مرور الكرام؟

بالطبع كلا البتة.. ساعتها ستقوم الدنيا ولن تقعد، وسيهرع الجميع لدراسة هذا المشهد النادر الفريد، وسيعتبره المحللون أخطر من أي إنذار شديد اللهجة صدر عن الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، وبل سيعتبرونه "إعلان حرب" على الأنظمة العميلة!

في ديننا، إغاثة الملهوف واجب، وإنقاذ الحي من الهلاك فريضة، أما صلاة العيد فهي سُنَّة، وكذلك العُمرة.. سُنَّة، وتكاليفها أولى بها أطفال غزة الجوعى "وجوبا"!

فلماذا قدَّمنا السُّنن على الفروض والواجبات؟

ألا يعلم هؤلاء أن هذا المنقلب المجرم الذي يسمونه رئيسا، ويرفعون صوَره خلال شعيرة دينية، هو أحد شركاء النازي نتنياهو في مذابح غزة، وتجويع أهل أغزة؟!

ألا يعلم السديس الذي دعا على أصحاب التغريدات المؤيدة لغزة، أن المطبِّع سرا مع الصهاينة، المؤيد لهم علنا من خلال ذبابه الإلكتروني؛ أولى وأحق بهذا الدعاء؟!

إنه الوعي الميت، ولا أقول الغائب!

إنه نفاق النخبة الدينية والسياسية!

إنها القيادة الشعبية الحاذقة المفقودة!

إنها الغثائية والتشرذم!

إنه التدين المغشوش!

إنه الحرمان الإلهي من التوفيق!

إنا لله وإنا إليه راجعون.

x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء المسلمين العيد غزة غزة مسلمين ابادة عيد قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صلاة العید

إقرأ أيضاً:

مفتي عُمان يدين العدوان الغاشم على إيران ويدعو المسلمين إلى التوحد

أدان مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي بشدة، العدوان الإسرائيلي على إيران، والذي أدى إلى مقتل العشرات بينهم قادة الصف الأول في القوات المسلحة.

وقال الخليلي في تدوينة عبر "إكس": "فوجئنا وفُجِعنا بعدوان الكيان الصهيوني الغاشم على إيران، ومع ذلك فإننا واثقون بأن الله تعالى سينتصر منهم للمؤمنين، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم".

وأضاف "واثقون بأن الله تعالى سينتصر منهم، وسيحقق على يدي القوات المسلحة الإيرانية ما تتطلع إليه نفوس المؤمنين وتقر به أعينهم".

وأردف "نوصي المسلمين جميعا بأن يتفقوا، وأن يتعاضدوا على نصرة إخوانهم: "المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يسلمه ولا يخذله".

وكانت إيران أطلقت مساء الجمعة عملية "الوعد الصادق3"، ودكّت المدن الإسرائيلية بمئات الصواريخ ما أدى إلى دمار كبير وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.

فوجئنا وفُجِعنا بعدوان الكيـ.ـان الصهيونـ.ـي الغاشم على #إيران، ومع ذلك فإننا واثقون بأن الله تعالى سينتصر منهم للمؤمنين، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
نوصي المسلمين جميعا بأن يتفقوا، وأن يتعاضدوا على نصرة إخوانهم: "المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يسلمه ولا يخذله". pic.twitter.com/lqnwbQTKRA

— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) June 13, 2025

مقالات مشابهة

  • العيد في عرعر قبل 60 عام
  • مختص: تأجيل الاختبارات لما بعد العيد ضغط الطلاب وكان الأنسب إنهاؤها قبله.. فيديو
  • الخدمة المدنية: غداً الأحد استئناف الدوام الرسمي عقب إجازة العيد
  • مفتي عُمان يدين العدوان الغاشم على إيران ويدعو المسلمين إلى التوحد
  • مجلس حكماء المسلمين يدين الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران
  • خرق التعليمات الملكية السامية في العيد: مسؤولية تتجاوز الوُلاة، “من يُحاسَب حقًا؟ بين من نفّذ ومن شرّع العصيان”.
  • مجلس حكماء المسلمين يعزي الهند في ضحايا تحطم طائرة
  • «رافد» تستقبل 2120 مكالمة خلال العيد
  • الحجر الأسود.. جوهرة مقدسة تربط المسلمين بأطهر بقاع الأرض
  • أزمة لدفن المسلمين في أوروبا