عيد الفطر في مصر عبر العصور.. منذ الفتح الإسلامي حتى اليوم
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عيد الفطر في مصر مناسبة دينية واجتماعية وثقافية وطقس شعبي يتجدد في كل عصر، يحمل في طياته مظاهر الفرح والتقاليد الفريدة التي تعكس روح المصريين، ومنذ دخول الإسلام إلى مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تطورت احتفالات العيد عبر العصور، حيث كان لكل فترة تاريخية طابعها الخاص، ومظاهرها المميزة التي شكلت الموروث الشعبي والرسمي لهذا اليوم المبارك،
ورغم مرور القرون، بقي عيد الفطر في مصر مناسبةً تمزج بين الروحانية والفرح، حيث حافظ المصريون على طقوسه الدينية، وأضافوا إليه لمساتهم الخاصة، ليبقى يومًا ينتظره الجميع بكل حب وسعادة، فهو يوم الفرح بعد الصيام، ويوم اللمة العائلية والبهجة التي تملأ القلوب والشوارع.
عيد الفطر في الخلافة الراشدة (فتح مصر سنة ٢٠ هـ / ٦٤١ م)
دخل الإسلام مصر على يد القائد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وكان المصريون آنذاك حديثي العهد بالإسلام، لذا كانت احتفالاتهم بالعيد بسيطة وقريبة من روح الصحابة والتابعين.
شملت مظاهر الاحتفال في هذه الفترة، إقامة صلاة العيد في الساحات المفتوحة، خاصة في فسطاط مصر، وهي العاصمة الأولى للإسلام في البلاد، وكذلك التكبير والتهليل بعد صلاة الفجر وحتى أداء الصلاة، وإخراج زكاة الفطر للفقراء والمحتاجين، وهو ما عزز روح التكافل الاجتماعي بين المسلمين الجدد، وتبادل التهاني بين المسلمين وارتداء الملابس النظيفة والجديدة، وإقامة ولائم للفقراء والمساكين، حيث كان عمرو بن العاص يحرص على توزيع الطعام بنفسه.
عيد الفطر في العصر الأموي (٤١ - ١٣٢ هـ / ٦٦١ - ٧٥٠ م)
مع تولي الأمويين حكم مصر، بدأت الاحتفالات تأخذ طابعًا أكثر تنظيمًا، حيث حرص الولاة على إبراز العيد كمناسبة رسمية، ومن أبرز مظاهر العيد في العصر الأموي، إقامة صلاة العيد في الساحات الكبرى، مثل جامع عمرو بن العاص، وإعلان العيد رسميًا من دار الإمارة، حيث يجتمع الناس أمام مقر الحاكم لسماع التهنئة الرسمية، وارتداء الملابس الجديدة، وكانت الأسواق تمتلئ بثياب العيد المخصصة للأطفال والكبار، وكذلك إقامة الأسواق الموسمية،حيث تباع الحلوى والفواكه والسلع النادرة، وإقامة حلقات الإنشاد الديني والطرب العربي، حيث بدأ بعض المصريين في إدخال عناصر احتفالية جديدة إلى العيد.
عيد الفطر في العصر العباسي (١٣٢ - ٣٥٨ هـ / ٧٥٠ - ٩٦٩ م)
شهد العصر العباسي اهتمامًا بالمظاهر الرسمية في العيد، وكانت الدولة العباسية تولي اهتمامًا خاصًا بالمناسبات الدينية، ومن مظاهر الاحتفال في العصر العباسي، إقامة مواكب رسمية للولاة بعد صلاة العيد، حيث يخرج الحاكم على رأس موكب من الفرسان والعلماء، وإقامة أسواق العيد، حيث تباع الحلويات الخاصة مثل المعجنات المحشوة بالعسل والتمر، وإقامة ولائم ضخمة في قصور الولاة، تُدعى إليها شخصيات بارزة من التجار والعلماء، وكذلك الاهتمام بتوزيع الصدقات، وكانت الدولة توزع أموالًا للفقراء، إضافة إلى زكاة الفطر.
عيد الفطر في العصر الفاطمي (٣٥٨ - ٥٦٧ هـ / ٩٦٩ - ١١٧١ م)
الفاطميون هم الأكثر تأثيرًا في تشكيل تقاليد العيد في مصر، حيث تحولت المناسبة إلى احتفال شعبي ضخم، وابتكروا تقاليد لا تزال قائمة حتى اليوم، ومن مظاهر الاحتفال في العصر الفاطمي، موكب العيد الرسمي حيث كان الخليفة الفاطمي يخرج بموكب ضخم إلى المصلى، تحيط به الأعلام والجنود، وكذلك صناعة كعك العيد، حيث كانت الدولة توزع آلاف المعجنات المحشوة بالسكر والمكسرات، وإقامة مهرجانات العيد في الشوارع، والتي كانت تشمل العروض الفنية، والحكواتي، والمهرجين، وتوزيع ملابس العيد، حيث كانت الدولة تصرف كسوة جديدة للفقراء في هذه المناسبة.
عيد الفطر في العصر الأيوبي (٥٦٧ - ٦٤٨ هـ / ١١٧١ - ١٢٥٠ م)
بعد انتهاء الحكم الفاطمي، حرص “صلاح الدين الأيوبي” على إضفاء طابع ديني وروحاني أكثر على العيد، ومن مظاهر الاحتفال في العصر الأيوبي، الاهتمام بالخطبة الدينية في العيد، حيث كان العلماء يلقون خطبًا تحث الناس على التقوى والشكر، وإقامة موائد الرحمن في القلاع،حيث تُقدم الأطعمة للمحتاجين، مع الاحتفاظ بعادة كعك العيد، لكنها أصبحت تصنع في المنازل أكثر من القصور.
عيد الفطر في العصر المملوكي (٦٤٨ - ٩٢٣ هـ / ١٢٥٠ - ١٥١٧ م)
حول المماليك العيد إلى مناسبة استعراضية ضخمة، وتميزت احتفالاتهم بالبذخ، ومن مظاهر الاحتفال في العصر المملوكي، إقامة سباقات الخيول في ساحات القاهرة،حيث يتبارى الفرسان في عروض قتالية، وإقامة ولائم كبرى للفقراء، وكانت تشمل اللحوم والخضروات والحلوياتـ وكان أبرز تلك المظاهر خروج السلطان في موكب فاخر، ترافقه الطبول والموسيقى العسكرية.
عيد الفطر في العصر العثماني (٩٢٣ - ١٢١٣ هـ / ١٥١٧ - ١٧٩٨ م)
لم يضيف العثمانيون الكثير إلى احتفالات العيد، لكنها ظلت بطابع رسمي تقليدي، ومن مظاهر الاحتفال في العصر العثماني، حضور الوالي صلاة العيد، ثم استقبال المهنئين في القلعة، واستمرار تقاليد كعك العيد وزيارة الأضرحة، وكذلك ظهور فرق المولوية الصوفية، التي كانت تؤدي عروض الذكر في المساجد.
عيد الفطر في العصر الحديث (١٨٠٥ - حتى اليوم)
مع تطور العصر، دخلت وسائل جديدة في الاحتفال بالعيد، خاصة مع دخول التكنولوجيا ووسائل الإعلام، ومن مظاهر الاحتفال في العصر الحديث، إذاعة تكبيرات العيد عبر مكبرات الصوت، وإعلان رؤية الهلال رسميًا، وانتشار عادة "العيدية"، حيث يمنح الكبار للأطفال نقودًا للاحتفال، وخروج العائلات إلى الحدائق والمتنزهات، وتحضير الأطعمة التقليدية مثل الفسيخ والكعك، وظهور وسائل الإعلام في الاحتفالات، حيث تبث الإذاعة والتلفزيون برامج ترفيهية خاصة بالعيد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احتفالات العيد احتفالات عيد الفطر عيد الفطر المبارك عيد الفطر في مصر کانت الدولة صلاة العید العید فی حیث کان فی مصر
إقرأ أيضاً:
وفاة 49 شخصا وإصابة 485 في 353 حادثاً مروريا خلال إجازة العيد
وأوضحت إحصائية صادرة عن شرطة المرور أن إجمالي عدد الحوادث المسجلة خلال إجازة العيد بلغ 353 حادثاً مرورياً متنوعاً، مقابل 433 حادثاً خلال الفترة ذاتها من العام الماضي 1445هـ، بفارق 80 حادثاً، وبنسبة انخفاض بلغت (18.47%).
وبيّنت الإحصائية أن عدد الوفيات الناتجة عن تلك الحوادث انخفض إلى 49 حالة وفاة، مقارنة بـ72 حالة وفاة سُجلت خلال العيد في العام الماضي، بفارق 23 حالة، وبنسبة انخفاض وصلت إلى (31.94%). كما تراجعت أعداد المصابين إلى 485 حالة إصابة، مقارنة بـ712 إصابة في العام السابق، بفارق 227 إصابة، بنسبة انخفاض (31.88%).
وأشار التقرير إلى أن الخسائر المادية الناتجة عن الحوادث انخفضت كذلك بنسبة (22.59%).
وذكرت شرطة المرور أن هذا التراجع الملموس في مؤشرات الحوادث والإصابات والوفيات، يعود إلى جملة من العوامل، أبرزها انتشار مراكز خدمات شرطة مرور الطرق على الخطوط الطويلة الرابطة بين المحافظات، وتعزيزها بفرق الضبط المروري، إلى جانب تطوير أساليب إعداد ونشر الرسائل التوعوية الموجهة للمواطنين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما لفتت شرطة المرور إلى أهمية التنسيق الفعّال بين وزارة الداخلية - شرطة المرور، ووزارة النقل والأشغال العامة - صندوق صيانة الطرق، والذي أثمر عن تنفيذ عدد من المعالجات الهندسية الضرورية في أماكن تُعرف بـ"النقاط السوداء" التي تكررت فيها الحوادث في الأعوام السابقة، وهو ما كان له أثر إيجابي في تعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث.
وثمّنت شرطة المرور الدعم اللامحدود الذي تقدمه قيادة وزارة الداخلية لتمكينها من أداء مهامها، إلى جانب التعاون البنّاء من الجهات المعنية بالسلامة المرورية، والإسناد الإعلامي المستمر من مركز الإعلام الأمني والوسائل الإعلامية المختلفة في تعزيز الوعي المروري لدى المواطنين.
ودعت شرطة المرور جميع المواطنين إلى المزيد من الوعي والالتزام بقواعد المرور والتعاون مع رجال الشرطة، بما يسهم في خلق بيئة مرورية آمنة والحفاظ على الأرواح والممتلكات