موقع النيلين:
2025-06-23@08:12:25 GMT

عمسيب: السرقة التي تتم أمام أعيننا!

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

لم تكن خريطة دارفور التي ظهرت خلف مني أركو مناوي أثناء خطابه الأخير بمناسبة عيد الفطر سوى امتداد لمحاولات ممنهجة لإعادة رسم الجغرافيا السياسية لسودان ونجت باشا بطريقة تتجاوز الحقائق التاريخية والحدود المعتمدة للدولة.

هذه لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها مناوي خلفيات مثيرة للجدل بخصوص مسألة الحدود ، بل سبق أن ظهر في العام 2021 في مكتبه حيث عُلّقت على الجدار خريطة معدنية لدارفور تظهر حدودًا مزيفة ، تجعل لدرافور امتدادًا إلى مصر، وتفصل الولاية الشمالية عن ليبيا.


في ذلك الوقت، نبهنا إلى خطورة هذا التصرف من مناوي، وتواصلت مع المهندس كمال حامد، الخبير في التاريخ والخرائط، لمناقشة هذه الجريمة التي تتم تحت أعين الجميع.

فالحقيقة التاريخية الثابتة أن الحدود التقليدية لدارفور كانت موازية لخط حدود شمال كردفان مع الولاية الشمالية ( خط 16 ) ، ولا تتعدى ذلك شمالًا دعك من أن تبلغ ( خط 22 ) ، الى جانب أن أكثر من 35% من المساحة الحالية لولاية شمال دارفور كانت في الأصل جزءًا من الولاية الشمالية وفق الخرائط الرسمية المعتمدة في العام 1954 و تم تعديلها قبل الاستقلال بقليل .
المشكلة الآن أن مناوي لم يكتفِ بما تم اقتطاعه سابقًا من خريطة الشمال لصالح دارفور، بل يسعى إلى فرض أمر واقع جديد يفصل الولاية الشمالية تمامًا عن ليبيا، ويمد سيطرة دارفور إلى المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان. هذا المثلث الحدودي يمثل منطقة استراتيجية غنية بالموارد، وخاصة المعادن، وهو ما يفسر تزايد نشاط قوات الحركات المسلحة فيه خلال السنوات الماضية.

لقد حذرت سابقًا من وجود هذه القوات المتمردة و التي لا تريد بالشمال و لا أهله خيراً في تلك المنطقة ، كما أنني حذرت من ممارساتها في قطاع التعدين، حيث باتت تفرض شكلًا من أشكال الضرائب و الأتاوات ، بل إنها أصبحت تتجاوز سلطة الجيش السوداني نفسه في بعض المناطق وتتحداه .

واليوم وبعد تأكيد مناوي أنه تعمد أستخدام هذه الخريطة ، يتضح أن مناوي لا يريد أن يكتفي بهذا النفوذ الفعلي، بل يسعى إلى تحويله إلى موقف رسمي للدولة ، وهو ما يعكس استراتيجية واضحة لتغيير الخرائط عبر سياسة الأمر الواقع.
لذا فأننا نوجز و نقول :
الحدود التاريخية لدارفور تمتد بشكل موازٍ لحدود شمال كردفان مع الولاية الشمالية، ولا تتعدى ذلك شمالًا.

الخريطة المعتمدة لإقليم دارفور (1956 – حتى اليوم) تُظهر حدود دارفور ضمن نطاقها المتعارف عليه تاريخيًا وإداريًا.
الخريطة التي يحاول مناوي فرضها تسعى إلى فصل الولاية الشمالية عن ليبيا وتوسيع دارفور باتجاه الشمال، وهي مخالفة للوثائق الجغرافية الرسمية.

ما يحدث اليوم ليس مجرد تصرف سياسي عابر، بل محاولة خطيرة لإعادة تشكيل الجغرافيا السودانية بطريقة تتجاهل التاريخ والجغرافيا المعتمدة للدولة. يجب أن تكون هناك يقظة حقيقية للتعامل مع هذا الملف، عبر تحرك رسمي وشعبي لرفض هذه التعديات. إن التغاضي عن مثل هذه المحاولات قد يؤدي إلى فرضها كأمر واقع يصعب التراجع عنه مستقبلاً.
عبدالرحمن عمسيب
رئيس منظمة النهر والبحر
#النهر_والبحر
#السودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایة الشمالیة

إقرأ أيضاً:

لحماية بياناتك الشخصية من السرقة.. اتبع تلك النصائح الهامة

أفاد باحثون في Cybernews، منصة الأمن السيبراني، بأن مليارات بيانات تسجيل الدخول قد سُرّبت وجُمعت في مجموعات بيانات عبر الإنترنت، مما أتاح للمجرمين "وصولاً غير مسبوق" إلى الحسابات التي يستخدمها المستخدمون يوميًا.

ووفقًا لتقرير نُشر هذا الأسبوع، اكتشف باحثو Cybernews مؤخرًا 30 مجموعة بيانات مُعرّضة للخطر، تحتوي كل منها على كمية هائلة من معلومات تسجيل الدخول - ما يصل إلى 16 مليار بيانات اعتماد مُعرّضة للخطر. ويشمل ذلك كلمات مرور مستخدمين لمجموعة من المنصات الشهيرة، بما في ذلك جوجل، وفيسبوك وأبل.

يُعادل عدد سكان الأرض اليوم أكثر م 8 مليارات نسمة، مما يُشير إلى أن المستخدمين المتأثرين ربما يكونوا قد حصلوا على بيانات اعتماد لأكثر من حساب مُسرّب. ويُشير Cybernews إلى وجود نسخ مُكررة في البيانات، وبالتالي "من المستحيل تحديد عدد الأشخاص أو الحسابات التي تم تسريبها بالفعل".

ومن المهم أيضًا ملاحظة أن معلومات تسجيل الدخول المسربة لا تأتي من مصدر واحد، مثل اختراق واحد استهدف شركة. بل يبدو أن البيانات سُرقت عبر عدة عمليات على مدار الوقت، ثم جُمعت ونُشرت علنًا لفترة وجيزة، وهو ما أفاد به موقع Cybernews أن باحثيه اكتشفوها.

برمجيات خبيثة تخترق جهاز الضحية لسرقة معلومات حساسة

أشارت Cybernews إلى أن مُخترقي المعلومات هم على الأرجح الجناة، مُخترقو المعلومات هم نوع من البرمجيات الخبيثة التي تخترق جهاز الضحية أو أنظمته لسرقة معلومات حساسة.

كما لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول بيانات الاعتماد المُسربة هذه، بما في ذلك من يملك بيانات اعتماد تسجيل الدخول. ولكن مع تزايد شيوع اختراقات البيانات في عالمنا اليوم، يواصل الخبراء التأكيد على أهمية الحفاظ على "النظافة السيبرانية" الأساسية.

نصائح لحماية بياناتك الشخصية من السرقة

وإذا كنت قلقًا بشأن احتمال تعرض بيانات حسابك للكشف في اختراق حديث، فإن أول ما يمكنك فعله هو تغيير كلمة مرورك، وتجنب استخدام بيانات اعتماد تسجيل دخول متطابقة أو متشابهة على مواقع متعددة.

ـ إذا وجدت صعوبة في حفظ جميع كلمات مرورك المختلفة، ففكّر في استخدام مدير كلمات مرور أو مفتاح مرور.

ـ أضف أيضًا مصادقة متعددة العوامل، والتي يمكن أن تكون بمثابة طبقة ثانية من التحقق من خلال هاتفك أو بريدك الإلكتروني أو مفتاح مصادقة USB.

اقرأ أيضاًمستشار الأمن السيبراني يكشف مزايا الشرائح المدمجة «فيديو»

خبير الأمن السيبراني وليد حجاج يكشف لـ «الأسبوع» تفاصيل اختراق أجهزة «بيجر» وتفجيرها

مقالات مشابهة

  • السودان: توقعات بطقس حار إلى حار جداً في معظم أنحاء البلاد اليوم
  • البحرين تفعّل التعليم الرقمي احترازيًا لجميع المؤسسات التعليمية
  • مناوي: هذا الأسلوب يدفعنا الي ان نتناول في الإعلام ما لا يمكن تناوله
  • إنزاجي: علينا مواجهة سالزبورج بنفس القوة التي كنا عليها أمام ريال مدريد
  • الضّب العربي.. من الكائنات البرية التي تسهم في التوازن البيئي بمنطقة الحدود الشمالية
  • لحماية بياناتك الشخصية من السرقة.. اتبع تلك النصائح الهامة
  • السودان: توقعات بوصول درجات حرارة إلى 43 مئوية في عدة مدن
  • بعد تنازلها على محاضر السرقة.. متى يتم نظر دعوى الحجر على نوال الدجوى؟
  • مناوي: نحيّي أبطال بابنوسة الذين وقفوا بثبات وشجاعة ضد مليشيا الجنجويد
  • مشيرب: الليبيون أصبحوا يخافون كاميرات المراقبة ولا يخافون الله