موقع النيلين:
2025-06-27@09:20:58 GMT

عمسيب: السرقة التي تتم أمام أعيننا!

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

لم تكن خريطة دارفور التي ظهرت خلف مني أركو مناوي أثناء خطابه الأخير بمناسبة عيد الفطر سوى امتداد لمحاولات ممنهجة لإعادة رسم الجغرافيا السياسية لسودان ونجت باشا بطريقة تتجاوز الحقائق التاريخية والحدود المعتمدة للدولة.

هذه لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها مناوي خلفيات مثيرة للجدل بخصوص مسألة الحدود ، بل سبق أن ظهر في العام 2021 في مكتبه حيث عُلّقت على الجدار خريطة معدنية لدارفور تظهر حدودًا مزيفة ، تجعل لدرافور امتدادًا إلى مصر، وتفصل الولاية الشمالية عن ليبيا.


في ذلك الوقت، نبهنا إلى خطورة هذا التصرف من مناوي، وتواصلت مع المهندس كمال حامد، الخبير في التاريخ والخرائط، لمناقشة هذه الجريمة التي تتم تحت أعين الجميع.

فالحقيقة التاريخية الثابتة أن الحدود التقليدية لدارفور كانت موازية لخط حدود شمال كردفان مع الولاية الشمالية ( خط 16 ) ، ولا تتعدى ذلك شمالًا دعك من أن تبلغ ( خط 22 ) ، الى جانب أن أكثر من 35% من المساحة الحالية لولاية شمال دارفور كانت في الأصل جزءًا من الولاية الشمالية وفق الخرائط الرسمية المعتمدة في العام 1954 و تم تعديلها قبل الاستقلال بقليل .
المشكلة الآن أن مناوي لم يكتفِ بما تم اقتطاعه سابقًا من خريطة الشمال لصالح دارفور، بل يسعى إلى فرض أمر واقع جديد يفصل الولاية الشمالية تمامًا عن ليبيا، ويمد سيطرة دارفور إلى المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان. هذا المثلث الحدودي يمثل منطقة استراتيجية غنية بالموارد، وخاصة المعادن، وهو ما يفسر تزايد نشاط قوات الحركات المسلحة فيه خلال السنوات الماضية.

لقد حذرت سابقًا من وجود هذه القوات المتمردة و التي لا تريد بالشمال و لا أهله خيراً في تلك المنطقة ، كما أنني حذرت من ممارساتها في قطاع التعدين، حيث باتت تفرض شكلًا من أشكال الضرائب و الأتاوات ، بل إنها أصبحت تتجاوز سلطة الجيش السوداني نفسه في بعض المناطق وتتحداه .

واليوم وبعد تأكيد مناوي أنه تعمد أستخدام هذه الخريطة ، يتضح أن مناوي لا يريد أن يكتفي بهذا النفوذ الفعلي، بل يسعى إلى تحويله إلى موقف رسمي للدولة ، وهو ما يعكس استراتيجية واضحة لتغيير الخرائط عبر سياسة الأمر الواقع.
لذا فأننا نوجز و نقول :
الحدود التاريخية لدارفور تمتد بشكل موازٍ لحدود شمال كردفان مع الولاية الشمالية، ولا تتعدى ذلك شمالًا.

الخريطة المعتمدة لإقليم دارفور (1956 – حتى اليوم) تُظهر حدود دارفور ضمن نطاقها المتعارف عليه تاريخيًا وإداريًا.
الخريطة التي يحاول مناوي فرضها تسعى إلى فصل الولاية الشمالية عن ليبيا وتوسيع دارفور باتجاه الشمال، وهي مخالفة للوثائق الجغرافية الرسمية.

ما يحدث اليوم ليس مجرد تصرف سياسي عابر، بل محاولة خطيرة لإعادة تشكيل الجغرافيا السودانية بطريقة تتجاهل التاريخ والجغرافيا المعتمدة للدولة. يجب أن تكون هناك يقظة حقيقية للتعامل مع هذا الملف، عبر تحرك رسمي وشعبي لرفض هذه التعديات. إن التغاضي عن مثل هذه المحاولات قد يؤدي إلى فرضها كأمر واقع يصعب التراجع عنه مستقبلاً.
عبدالرحمن عمسيب
رئيس منظمة النهر والبحر
#النهر_والبحر
#السودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایة الشمالیة

إقرأ أيضاً:

غليزان.. الإطاحة بشبكة مختصة في السرقة والسطو على المنازل 

تمكنت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بوادي الجمعة من توقيف شخصين قاما بسرقة مبلغ مالي من داخل منزل مع الإعتداء والتهديد وتحديد هوية شخص ثالث ضمن أفراد الشبكة .

تعود حيثيات القضية إلى تقدم سيدة لرفع شكوى حول قيام ثلاث أشخاص ملثمين ومدجحين بأسلحة بيضاء بإقتحام منزلها.

حيث قامت العصابة بتغطية وجهها وتهديدها بالأسلحة البيضاء لكي تدلهم عن مكان تواجد أموال إبنها، وبعد سرقتهم لمبلغ مالي مقدر بــ750000 دج قاموا بوضع شريط بلاستيكي حول فمها وغادروا المنزل .

بعد معاينة مكان الجريمة وتنشيط عنصر الإستعلامات وتكثيف الأبحاث و مراقبة الأشخاص المشتبه فيهم ، تم تحديد هوية الأشخاص الثلاثة المتورطين في القضية أين تم توقيف فردين من العصابة الذين إعترفا بالجريمة بعد إقتيادهما لمقر الفرقة و يبقى الشخص الثالث في حالة فرار.

كما تم إسترجاع مبلغ مالي مقدر بــ266000 دج ،وكذا تم حجز الأغراض المستعملة في عملية السرقة . تبقى وحدات المجموعة الإقليمية دائما في جاهزية تامة من أجل حماية المواطن و ممتلكاته و الحفاظ على السكينة العمومية ووضع حد للشبكات الإجرامية عبر كامل إقليم المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بغليزان.

بعد إسيتفاء جميع الإجراءات القانونية سيتم تقديم الموقوفين والمحجوزات أمام  وكيل الجمهورية لدى محكمة غليزان .

مقالات مشابهة

  • غليزان.. الإطاحة بشبكة مختصة في السرقة والسطو على المنازل 
  • إستشهاد القابلة زهراء حسين جراء قصف المليشيا الأرهابية على أحياء الفاشر
  • دارفور.. حياة وسط ثلاثية الحرب والأمطار والأوبئة
  • تغيرات في زمن حرج
  • سرقة بملايين الدولارات تشمل الألماس والذهب من خزنة مليونير في الأردن
  • 10 خطوات.. كيف تحمى شقتك من السرقة أثناء قضاء إجازة المصيف؟
  • إدارات أمن عدد من مديريات إب تحيي ذكرى الولاية
  • مناوي: سعدنا بخبر قبول الحكومة التشادية إيصال الامتحانات الشهادة الثانوية السودانية للطلاب اللاجئين
  • المكاتب الحكومية في إب تُحيي ذكرى يوم الولاية
  • حميدتي وعبدالرحيم حالة مطاردة : استهداف الشمالية ونهر النيل (2-2)