لجريدة عمان:
2025-06-27@06:02:28 GMT

قطارات عُمان .. الحلم الذي آن أوانه

تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT

تخيّل أنك تستيقظ صباحا متأخرا قليلا عن موعد عملك، لكن بدلا من أن تقضي نصف ساعة أو أكثر في زحام الطرق، كل ما عليك فعله هو اللحاق بالقطار الذي سينقلك بسلاسة وسرعة إلى وجهتك، دون عناء القيادة أو القلق بشأن الوقود والزحام الخانق. تخيل أن رحلات السفر بين المدن أصبحت أسهل، حيث يمكنك الانتقال من مسقط إلى صلالة في بضع ساعات فقط، دون الحاجة إلى القيادة لمسافات طويلة أو انتظار رحلات الطيران.

لقد شهدت دول عديدة نهضة اقتصادية هائلة بفضل تطوير شبكات القطارات، فكيف يمكن لسلطنة عُمان أن تكون استثناء؟ نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لإحداث نقلة نوعية في مجال النقل، ليس فقط لتسهيل الحياة اليومية، بل لتوفير حل مستدام يُسهم في تقليل استهلاك الوقود، وخفض التلوث، وتعزيز الاقتصاد والسياحة.

هذا المقال ليس مجرد طرح لأفكار نظرية، بل هو استعراض لحلم طال انتظاره، حلم يمكن أن يحوّل عُمان إلى مركز لوجستي متكامل، يربط مدنها ببعضها البعض، ويوفر فرصًا اقتصادية غير مسبوقة. دعونا نستكشف معًا كيف يمكن للقطارات أن تكون الحل الأمثل لمشاكلنا اليومية، وتفتح لنا أبواب المستقبل بكل أبعاده!

كل صباح، تبدأ رحلة المعاناة لمئات الآلاف من العُمانيين والمقيمين في مسقط والمدن الكبرى، حيث تمتد طوابير السيارات بلا نهاية، ويضيع الوقت الثمين بين زحام الطرق وإشارات المرور المتكدسة. كم مرة وجدت نفسك عالقًا في ازدحام خانق وأنت تفكر في كل ما يمكنك إنجازه لو لم تكن مضطرًا لقضاء ساعة أو أكثر في سيارتك؟

القطارات قادرة على تغيير هذا الواقع. تخيل لو كان بإمكانك الوصول إلى عملك في نصف الوقت، تقرأ كتابًا أو تستمتع بموسيقاك المفضلة، بدلًا من التوتر المستمر خلف عجلة القيادة. ستتحول رحلاتك اليومية من مصدر للإرهاق إلى تجربة مريحة وسلسة، مما يمنحك بداية يوم أكثر إنتاجية ونهاية يوم أكثر راحة.

مع كل ارتفاع في أسعار الوقود، يشعر المواطن بالضغط أكثر، حيث ترتفع تكلفة التنقل، وتزداد الأعباء المالية على الأسر. كم مرة فكرت في كمّ الأموال التي تنفقها شهريًا على البنزين فقط؟ القطارات تقدم بديلاً أقل تكلفة وأكثر استدامة. تخيل أن بإمكانك التنقل بحرية بين المدن دون القلق بشأن تعبئة الوقود أو صيانة السيارة المستمرة.

إضافة إلى ذلك، فإن استخدام القطارات سيسهم في تقليل استهلاك الوقود الوطني، مما يخفف العبء على الاقتصاد، ويضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للطاقة في السلطنة.

كثير من العُمانيين، خاصة الطلاب والموظفين، يعانون من قلة خيارات النقل العام. قد يكون لديك عمل مهم في مدينة أخرى، لكنك تواجه صعوبة في إيجاد وسيلة مريحة وسريعة للوصول إليها.

وجود شبكة قطارات متطورة سيجعل التنقل بين المدن أكثر سهولة. تخيل أنك تستطيع الوصول من مسقط إلى صحار أو نزوى خلال ساعة واحدة فقط، دون الحاجة إلى القلق بشأن القيادة الطويلة أو إيجاد موقف للسيارة. كما ستساهم القطارات في تعزيز التواصل بين مختلف المحافظات، مما يجعل عُمان أكثر ترابطًا وانفتاحًا على الفرص الاقتصادية الجديدة.

لا شيء يضاهي الإحساس بأنك تصل إلى وجهتك في الوقت المناسب، دون قلق أو استعجال. تخيل أن رحلتك التي تستغرق ساعتين بالسيارة يمكن اختصارها إلى 45 دقيقة فقط بالقطار.

هذا يعني إنتاجية أكبر للموظفين، حيث يمكنهم الوصول إلى أعمالهم دون تأخير أو تعب، ومزيدًا من الوقت النوعي الذي يمكن قضاؤه مع العائلة أو في تنمية الذات. كما أن السرعة العالية للقطارات ستجعل السفر تجربة ممتعة وسهلة، مما يعزز السياحة الداخلية ويمنح الزوار فرصة لاكتشاف عُمان بطريقة أكثر راحة وسلاسة.

ككاتبة ومواطنة عُمانية، أؤمن أن الوقت قد حان لنخطو خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر حداثة، حيث تصبح القطارات جزءًا من حياتنا اليومية، تمامًا كما أصبحت في دول العالم المتقدمة.

نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل، فرصة تتماشى مع رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى بناء بنية تحتية متطورة ومستدامة، تدعم الاقتصاد الوطني وتحسّن جودة الحياة.

لطالما كانت عُمان دولة سبّاقة في استثمار مواردها بحكمة، واليوم نحن بحاجة إلى الاستثمار في الزمن، في الراحة، وفي الاستدامة. القطارات ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي مشروع وطني يربط الناس، يسهل التنقل، ويوفر حلاً لمشكلات الزحام والتكاليف المتزايدة للطاقة.

أنا على يقين بأن وجود شبكة قطارات حديثة في عُمان لن يكون مجرد حلم، بل حقيقة نراها قريبًا، تسهم في تحقيق تطلعاتنا نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يكون لكل فرد في هذا الوطن فرصة عيش حياة أكثر سهولة وكفاءة.

فلتكن هذه الدعوة صدىً لتطلعات كل مواطن، ولتكن القطارات في عُمان علامة فارقة في مسيرتنا نحو التقدم. متى سنبدأ؟ هذا هو السؤال الذي يستحق الإجابة الآن!

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا

قبيل قمة الناتو في لاهاي، شهدت هولندا انقطاعاً في حركة القطارات نتيجة حريق أتلف نحو 30 كابلًا قرب مطار سخيبول، ما أثار شبهات بعمل تخريبي، بحسب وزير العدل الهولندي. اعلان

تحقّق السلطات الهولندية في حادثة تعطّل كبيرة لحركة القطارات بالتزامن مع انطلاق أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسط مؤشرات أولية إلى احتمال وجود عمل تخريبي خلف الانقطاع، بحسب ما صرّح به وزير العدل الهولندي.

ووقع الانقطاع صباح الثلاثاء نتيجة حريق ألحق أضراراً بنحو 30 كابلًا كهربائيًا، ما أثّر على حركة القطارات من وإلى مطار سخيبول في أمستردام، أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحامًا، والواقع على بُعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة لاهاي، حيث تُعقد القمة.

وقال وزير العدل ديفيد فان ويل، في تصريحات لتلفزيون NOS خلال منتدى عام يُنظم على هامش القمة: "نحن ندرس احتمال أن يكون ما حدث عملية تخريب. والسؤال هو: من يقف وراء ذلك؟ قد تكون جماعة ناشطة، أو دولة ما، أو جهة أخرى".

ويُذكر أن فان ويل شغل حتى منتصف العام الماضي منصب كبير مسؤولي الناتو للهجمات السيبرانية والحرب الهجينة.

ولا تزال شركة السكك الحديدية "برو ريل" والسلطات العامة الهولندية تُحقق في الحادث.

Relatedإسبانيا ترفض مقترح إنفاق الناتو 5% من الناتج المحلي الإجمال وتعتبره "غير معقول"روته: زيادة إنفاق الناتو إلى 5% من الناتج المحلي قفزة نوعية لتعزيز الردع ضد روسياأمين عام الناتو يدعو لزيادة الدفاع الجوي 400% والكرملين يعتبر الحلف "أداة للعدوان"

ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من الهجمات السيبرانية التي استهدفت مؤسسات هولندية محلية، يوم الاثنين، عبر هجمات تعطيل الخدمة (DDoS)، طالت عدداً من البلديات، بحسب ما أكده المركز الوطني للأمن السيبراني. وقد نُفذت هذه الهجمات دون أن تسفر عن اختراق للبيانات.

وأشار مسؤولو الأمن السيبراني في هولندا إلى مجموعة هاكرز موالية لروسيا تُعرف باسم NoName057(16)، والتي تبنّت الهجمات. وتستهدف هذه المجموعة، منذ العام الماضي، دولًا أعضاء في الناتو مثل بلجيكا ورومانيا، في محاولة للتأثير على مواقفها من الحلف والحرب في أوكرانيا.

وتتزامن هذه الهجمات مع التحذيرات التي أطلقتها السلطات الهولندية قبيل انعقاد القمة، حول مخاطر محتملة تشمل التخريب والتجسس، خصوصًا في قطاعات البنية التحتية الدفاعية واللوجستية.

وكانت شركة "ريكوردد فيوتشر" المتخصصة بالاستخبارات الأمنية قد حذّرت، الأسبوع الماضي، من أن قمة الناتو في لاهاي قد تجتذب اهتمامًا واسعًا من قبل جهات روسية وصينية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • “الحلم المواطنين الذي طال انتظاره”.. القضارف: الحل الجذري لمشكلة المياه
  • «الحلم أصبح كابوسًا».. «الأسبوع» ترصد أسباب خروج الأهلي من كأس العالم للأندية
  • السكة الحديد: تشغيل تجريبي لخدمة جديدة على خط (المنصورة/ شربين/ قلين)
  • الحلم بالنمر العربي
  • لو مسافر.. اعرف مواعيد قطارات القاهرة - الإسكندرية الأربعاء 25-6-2025
  • «سار» تدشّن أولى مراحل مشاريع توسعة مجمع الصيانة بالنعيرية لدعم عمليات قطارات الشحن
  • تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا
  • مواعيد وأسعار قطارات النوم اليوم الثلاثاء 24 - 6 - 2025
  • نهاية حزينة لقصة “العروس المسنة” في أضنة التركية
  • تفسير رؤيا «لبس الجديد» في المنام لابن سيرين