قنديل: دراسة قانون التجارة تحتاج مقارنة التجارب الدولية وضمان الحماية القانونية لجميع أطراف الشركة
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد النائب الوفدى الدكتور خالد قنديل، عضو مجلس الشيوخ، أن الدراسة المقدمة من الدكتور هانى سرى الدين، بشأن الأثر التشريعي لأحكام الفصل الأول من الباب الثاني من قانون التجارة الخاص بشركات الأشخاص، لم يُعرض التقرير بالتفصيل الأثر الاقتصادي والاجتماعي للتعديلات المقترحة على شركات الأشخاص، سواء من حيث تحسين مناخ الاستثمار أو تأثيرها على المنافسة داخل القطاع الخاص، وهذا يفتح المجال لطرح تساؤلات حول كيف ستنعكس هذه التغييرات على النمو الاقتصادي وتعزيز ثقة المستثمرين.
وأضاف "قنديل" فى كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، أنه رغم ذكر التقرير لنتائج المشاورات، إلا أنه لا يستعرض بشكل مفصل آراء كافة الجهات المتأثرة (من المستثمرين والمستشارين القانونيين إلى ممثلي الغرف التجارية). قد يكون من المفيد الاستفسار عن مدى شمولية العملية التشاورية وكيف يمكن معالجة الثغرات في مشاركة أصحاب المصلحة.
وأوضح النائب الوفدى، أنه يتركز التقرير على النصوص القانونية الصادرة عام 1883 دون الإشارة إلى التطورات الحديثة في التشريعات التجارية أو مقارنة التجارب الدولية، لذا تبرز تساؤلات حول إمكانية تحديث الإطار القانوني ليتماشى مع متطلبات العصر والتجارب الدولية الناجحة.
وأشار إلى أنه قد لا يكون التقرير قد تناول بعمق كيفية حماية حقوق الشركاء ذوي النصيب الأقل أو أصحاب المصلحة الصغيرة في شركات الأشخاص، ما يدعو للنقاش حول ضمان العدالة والحماية القانونية لجميع الأطراف في ظل التعديلات المقترحة.
وتابع: كما أنه لم يُفصّل التقرير آليات تطبيق القانون الجديد أو كيفية مراقبة التنفيذ وضمان الالتزام به، مما يستدعي من أعضاء المجلس طرح تساؤلات حول الجوانب التنفيذية والفنية لمراقبة الآثار التشريعية على أرض الواقع.
وختامًا: على الرغم من أن التقرير يبدو شاملًا ومفصلًا في تقديم جوانب الدراسة، إلا أنه عند التمعّن في محتواه تظهر بعض النقاط التي قد تُطرح تساؤلات عليها، مثل:كيف ستُترجم النتائج القانونية إلى إجراءات تنفيذية على أرض الواقع؟ وما مدى شمولية المشاورات التي جرت مع أصحاب المصلحة، وهل تم تمثيل كافة الجهات المتأثرة؟ وكيف سيتعامل النظام الجديد مع التطورات الاقتصادية والتجارية المعاصرة مقارنة بالنص القانوني القديم؟
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خالد قنديل مجلس الشيوخ هاني سري الدين قانون التجارة الاستثمار القطاع الخاص المستثمرين الجلسة العامة
إقرأ أيضاً:
حرمه احتراف كرة القدم.. صاروخ إسرائيلي يبتر أطراف طفل من غزة
غزة- "هذه الحرب ستتوقف، والجوع سينتهي، وسأحقق حلمي، ولن يكسروا إرادتنا"، بعزيمة قوية يتحدث الطفل الجريح عبيدة عطوان، رغم الإعاقة التي ستلازمه كل حياته، جراء صاروخ إسرائيلي أصابه وتسبب في بتر قدمه وذراعه.
سيظل يوم 21 مارس/آذار الماضي محفورا في ذاكرة الطفل عبيدة (15 عاما)، حين استهدفه صاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية، سقط عليه مباشرة، بينما كان يجلس وحده في خيمة يسكنها وأسرته (6 أفراد)، بعد نزوحهم، منذ أن دمَّر الاحتلال منزلهم قبل شهور في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
يصف عطوان تلك اللحظة بأنها "زلزال مدمر"، ويقول للجزيرة نت، "شعرت بأن الدنيا كلها انهارت فوق رأسي، فقد أصابني الصاروخ مباشرة، ودمّر الخيمة".
صاروخ مباشر
عبيدة هو الأكبر بين إخوته الثلاثة، وتعتمد عليه العائلة في قضاء حوائجها اليومية، من توفير الماء والغذاء، وكان لحظة إصابته عائدا لتوِّه إلى الخيمة بعد شراء بعض الأغراض لوالدته.
وما إن دخل الخيمة ليستريح قليلا، حتى سقط عليه الصاروخ مصيبا جانبه الأيمن فتسبب ببتر قدمه وذراعه، ونزف بشدة، قبل نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى الحكومي الوحيد في دير البلح، ولخطورة حالته حُول إلى مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس، ومنها لاحقا إلى المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بمنطقة المواصي غرب المدينة جنوب القطاع.
وقرب الخيمة كانت شقيقة عبيدة، الطفلة آيات (10 أعوام) تلهو عندما أصابتها شظية اخترقت ظهرها واستقرت فيه، فقرر الأطباء أنه لا يمكن إزالتها، وستحدث ألما بين الحين والآخر، لكن لا تؤثر على قدرتها في المشي والحركة.
وخضع عبيدة لعدة عمليات جراحية، لكنه لا يزال بحاجة إلى عمليات متقدمة ودقيقة لا تتوافر وسائل إجرائها في مستشفيات القطاع، التي تعاني شحا حادا بالإمكانيات، وندرة الكادر المتخصص، جراء الاستهداف الإسرائيلي المباشر، والحصار الخانق ومنع الاحتلال إدخال الوفود الطبية المتخصصة، والأجهزة الطبية والأدوية.
كثيرا ما يجتمع الألم على عبيدة ليلا ويحرمه النوم، وفي النهار يشعر بالدوار أثناء الوقوف والحركة، لعدم توافر العلاج والغذاء اللازمين له.
إعلانويحتاج هذا الطفل الجريح إلى أصناف غذائية تحتوي على عناصر ضرورية من البروتينات والكالسيوم، مفقودة من أسواق القطاع الخاوية تماما، إلا من بعض السلع القليلة، وبأسعار باهظة لا تقوى أسرته على شرائها، كالأغلبية من بين مليونين و300 ألف نسمة يحاصرهم الاحتلال بسلاح القتل والتجويع.
ويفرض الاحتلال منذ الثاني من مارس/آذار الماضي حصارا مشددا، ويغلق المعابر، ويمنع إدخال الإمدادات الإنسانية من دواء وغذاء، وتسبب في تجويع يفتك بالغزيين، حيث تستقبل المستشفيات يوميا العشرات من حالات سوء التغذية الحاد، والتي تسببت في استشهاد أكثر من 130 مُجوَّعا ممن تصفهم هيئات محلية بـ"شهداء التجويع" منهم 88 طفلا.
وتقول والدة عبيدة، فاطمة عطوان (34 عاما) إنها تنظر بألم لطفلها الجريح، وهي عاجزة عن توفير الطعام المناسب له، فالاحتلال يمنع إدخال اللحوم والدواجن والبيض، بينما الخضار والفواكه شحيحة للغاية وأسعارها جنونية.
وماذا تأكلون؟ تجيب "أم عبيدة" الجزيرة نت، بقلب مؤمن ومحتسب "نعيش حياتنا يوما بيوم وربنا هو الرزَّاق، ولن ينسانا من فضله وكرمه".
منذ 3 أسابيع لا يتوفر لدى أسرة فاطمة الطحين لإعداد الخبز، الذي يعتبر المادة الأساسية لطعام الغزيين، ويقول عبيدة "أغلب طعامنا شوربة عدس أو الدقة المصنوعة من العدس المطحون أيضا".
وبفعل ضغوط دولية سمح الاحتلال، قبل أيام، بإدخال شاحنات معدودة محملة بالطحين وطرود مواد غذائية، لكنها لم تصل إلى مستحقيها، جرَّاء إجبارها على السير في مسارات غير آمنة، عليها عصابات من اللصوص، تستولي على المساعدات وتطرحها في الأسواق بأسعار خيالية.
ويوضح عبيدة أن والده موظف براتب لا يتعدى 800 شيكل (نحو 285 دولارا)، لا يكفي لشراء كيس طحين واحد، زنة 25 كيلوغراما، بعد أن وصل سعره إلى نحو 1500 شيكل (قرابة 440 دولارا) ويزيد حسب المنطقة.
أحلام منتظرةقبل اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان عبيدة لاعبا في أكاديمية رياضية لتدريب كرة القدم للناشئين، وله موهبة كبيرة، جعلته يحلم باحتراف هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وأن يرتدي يوما قميص نادي برشلونة الإسباني، الذي يشجعه منذ طفولته.
وبلغة الواثق المؤمن بالقضاء والقدر، يقول عبيدة "الصاروخ بتر قدمي ولم يبتر حلمي"، ويتطلع إلى فرصة يسافر بها للخارج ويتلقى العلاج المناسب، ويركب قدما صناعية، وطرفا بدلا من ذراعه المبتورة، ويضيف "ما زلت عاشقا لكرة القدم، والحمد لله أنه يوجد فرق لممارسة كرة القدم لذوي البتر".
ويعكف عبيدة على إتمام حفظه القرآن الكريم، وساعده إيمانه والتزامه الصبر على ما أصابه، ويقول إن "الله يختار لكل إنسان الأفضل له، وأنا صابر على هذا الابتلاء وراض بقضاء الله وقدره، وكل ما أتمناه فقط حقي بتلقي العلاج المناسب، خشية أي مضاعفات للإصابة والبتر".
وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، سجلت اللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استشهاد 620 رياضيا، منهم لاعبون في ألعاب رياضية مختلفة أبرزها وأكثرها شعبية كرة القدم.
إعلانوبحسب البيانات الرسمية، فإن أغلبية الشهداء الرياضيين هم من الفئة العمرية ما بين 6 و20 عاما، تليها فئة 20-30 عاما، إضافة إلى مئات الجرحى، منهم مَن بترت أطرافه أو بعضها فتمنعه من ممارسة الرياضة.