يصادف اليوم ذكرى دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب العالمية الأولى، على الرغم أن الحرب العالمية الأولى اندلعت في عام 1914، فإن الولايات المتحدة الأمريكية حافظت على موقف الحياد لسنوات، رافعة شعار “أميركا أولًا” تحت قيادة الرئيس وودرو ويلسون. 

لكن هذا الحياد لم يدم طويلًا، فمع تصاعد الأحداث وتورط المصالح الأميركية، تحولت الولايات المتحدة من دولة تراقب عن بعد إلى قوة فاعلة في ساحة المعركة.

أسباب التحول من الحياد إلى الحرب

كان من أبرز أسباب دخول الولايات المتحدة الحرب في أبريل 1917 هو تزايد التهديدات الألمانية للمصالح الأميركية. ففي عام 1915، أغرقت غواصة ألمانية السفينة البريطانية لوسيتانيا، والتي كان على متنها أكثر من 120 مواطنًا أميركيًا، مما أثار غضب الرأي العام الأميركي.

ثم جاء ما عرف بـ”برقية زيمرمان” عام 1917، وهي رسالة سرية أرسلتها ألمانيا إلى المكسيك، تعرض فيها التحالف ضد الولايات المتحدة واستعادة الأراضي المكسيكية المفقودة في حال فوز ألمانيا.

تم اعتراض البرقية من قبل المخابرات البريطانية وسلمت إلى الولايات المتحدة، فكانت القشة التي قصمت ظهر الحياد.

دور أميركا في ترجيح كفة الحرب

مع دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب دول الحلفاء، تغيّر ميزان القوى.

 فالقوة الصناعية الهائلة والموارد البشرية الأميركية ساهمت في إمداد الجبهات الأوروبية بالذخيرة والجنود، كما أدخلت زخمًا جديدًا في الحرب التي أنهكت أطرافها بعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال.

وبالفعل، بحلول عام 1918، لعب التدخل الأميركي دورًا حاسمًا في دفع ألمانيا إلى التراجع وقبول الهدنة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الأولى وودرو ويلسون المصالح الأميركية المزيد الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كيف أخضعت 7 أكتوبر العلاقات الأميركية الإسرائيلية للمراجعة؟

واشنطن- مع مرور عامين على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، لا تزال تداعياتها واحدة من أكثر موضوعات النقاش إثارة للجدل داخل الولايات المتحدة، خصوصا على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.

ورغم الدعم الكبير من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل فيما تقوم به منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشفت حصيلة العامين الماضيين عن انقسامات متفاقمة حول إسرائيل داخل كلا المعسكرين بصورة غير مسبوقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استبعاد الشركات الإسرائيلية من معرض دبي للطيرانlist 2 of 2أبرز المحطات خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةend of list

كانت إدارة الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن مؤيدة بقوة لإسرائيل، ومنحتها كل ما تريد لدعم عملياتها العسكرية في غزة وخارجها، وحذت حذوها إدارة دونالد ترامب الجمهوري، وعملت عن كثب لدعم الأهداف الإسرائيلية.

إدارة بايدن منحت إسرائيل دعما متواصلا خلال العدوان على غزة (أسوشيتد برس)تحالف مستمر

وأمضت كلتا الإدارتين شهورا في التفاوض على اتفاقيات لإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة ووقف إطلاق النار وصولا إلى إطلاق خطة ترامب قبل أسبوع، التي قد تؤدي إلى إنهاء محتمل للعدوان في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.

ويقول أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك، أسامة خليل إن "هجمات 7 أكتوبر كشفت عن مستويات التنسيق والتعاون المضمنة في العلاقة الإسرائيلية الأميركية والتحالف الإستراتيجي الذي تم تطويره بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن إدارتي بايدن وترامب قامتا بتمويل وتسليح ومشاركة "الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".

وشدد على أن الإدارتين عملتا على تسهيل طرد الفلسطينيين من غزة مع منع أي محاولات لمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب واسعة النطاق، وقد تبنتا مشروع إسرائيل الكبرى وتوسيع نطاق الصراع خارج غزة ليشمل لبنان وسوريا واليمن وإيران.

الولايات المتحدة قدمت دعما غير مسبوق بالسلاح والعتاد العسكري لإسرائيل (أسوشيتد برس)دعم لا يتزحزح

ووصلت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى آفاق جديدة خلال العدوان المتواصل على غزة، وغيرت واشنطن بشكل كبير خططها العسكرية لإعطاء الأولوية للدفاع الإسرائيلي من خلال تواجد حاملات الطائرات والقدرات الأخرى في الشرق الأوسط.

إعلان

وزودت الولايات المتحدة إسرائيل من مخزوناتها العسكرية، ودمجت أنظمة الدفاع الجوي معها لمواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية، بل دخلت واشنطن في يونيو/حزيران الماضي، في المواجهة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران بقصفها المنشآت النووية الإيرانية.

وفي هذا السياق، يقول خبير العلاقات الدولية ومسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي بمنظمة "الديمقراطية للعالم العربي الآن" آدم شابيرو، إن "تداعيات 7 أكتوبر/تشرين الأول شهدت تعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية من منظور عسكري، حيث أرسلت الولايات المتحدة كميات غير مسبوقة من الأسلحة والمساعدات العسكرية إلى إسرائيل، بما في ذلك نشر أصول عسكرية أميركية لمهاجمة خصوم إسرائيل.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الولايات المتحدة جعلت نفسها "شريكا في التآمر والتحريض على الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وأصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن السياسة الأميركية توجهها تل أبيب".

وأشار إلى أن الفرق الرئيسي الآن هو أن الرئيس ترامب يأخذ الأمور على محمل شخصي بطريقة لم يفعلها أي رئيس أميركي آخر، لذلك، فهو على استعداد للضغط على نتنياهو على المستوى الشخصي وكذلك إعلان مواقف سياسية بطريقة لا تتماشى دائما مع ما تريد إسرائيل.

عشرات الأعضاء بالكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين أصبحوا من المناهضين لطبيعة العلاقات مع إسرائيل (الجزيرة)تغيّرات

شهد العامان الماضيان تغييرات كبيرة في جوهر المناقشات السياسية الأميركية تجاه إسرائيل، فعلى الجانب الديمقراطي تسارعت الاتجاهات المتحفظة على العلاقة مع إسرائيل، وصوت 27 ديمقراطيا في مجلس الشيوخ في أغسطس/آب الماضي لصالح تعليق بعض عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.

كما أيد أكثر من 50 ديمقراطيا في مجلس النواب فرض شروط دائمة وصارمة على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ودعا عشرات المشرعين الديمقراطيين إلى اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية، وتعد هذه سوابق بالنسبة لتاريخ إسرائيل في الدعم الواسع داخل أروقة الكونغرس.

من ناحية أخرى، صعد نجوم كبار في بنية الحزب الديمقراطي رغم تبنيهم خطابا مناهضا لإسرائيل بصورة "راديكالية متطرفة" بالنسبة للمعايير الأميركية، وأصبح المرشح الديمقراطي زهران ممداني على مقربة من الفوز بمنصب عمدة مدينة نيويورك، بعد اكتساحه السباق التمهيدي بالحزب معتمدا على أجندة محلية تقدمية، وأجندة خارجية تعادي إسرائيل.

وعلى الجانب الجمهوري، نمت الشكوك في جدية وأخلاقية تقديم المساعدات الأميركية لإسرائيل، ونمت المشاعر المناهضة لإسرائيل بسرعة بين التيار اليميني الانعزالي المتزايد النفوذ في الحزب.

وصوت 21 جمهوريا العام الماضي ضد تقديم المساعدات لإسرائيل، ووصل بعض المشككين في أهمية العلاقة الأميركية الإسرائيلية إلى عدة مناصب رفيعة في إدارة ترامب مثل تولسي غابارد مديرة الاستخبارات الوطنية.

أما أكثر ما يزعج إسرائيل في المعسكر الجمهوري فهي الشخصيات اليمينية القريبة من ترامب، والذين يتبنون أجندة "أميركا أولا"، ولا يريدون أن تستبدل بـ"إسرائيل أولا".

إعلان

وتقود شخصيات مثل الإعلامي الشهير تاكر كارلسون، والنائبة الجمهورية اليمينية مارجوري تايلو غرين، هذا التيار المثير داخل الحزب الجمهوري.

وعلقت خبيرة العلاقات الدولية والباحثة بالمعهد العربي بواشنطن آراد عسل في حديث للجزيرة نت، على هذه التغيرات الداخلية، وقالت "لقد امتد تأثير هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى ما هو أبعد من السياسة الخارجية فقد غيرت بشكل أساسي مشهد السياسة الأميركية وأصبحت إسرائيل، التي كانت ذات يوم قضية إجماع بين الحزبين، نقطة اشتعال للخلاف السياسي الداخلي".

تراجع التأييد

وتظهر استطلاعات الرأي أن الدعم لإسرائيل قد وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية بين الأميركيين، وخاصة الأجيال الشابة، مع تزايد الشكوك حول تأييدها من الليبراليين والتقدميين وحتى بين بعض تيارات اليمين.

وعبرت شخصيات مثل النائبة الجمهورية اليمينية مارجوري تايلور غرين والإعلامي الشهير تاكر كارلسون عن انتقادات غير مسبوقة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

من ناحية أخرى، فالأصوات التقدمية داخل الحزب الديمقراطي، التي كانت مهمشة لسنوات طويلة، تقود الآن النقاش، وتتصدى لنهج المساعدات غير المشروطة و"الشيك على بياض" لإسرائيل.

وتقول عسل "ما كشفه 7 أكتوبر/تشرين الأول ليس فقط حجم الدمار في غزة، ولكن تكلفة التواطؤ الأميركي، وبالنسبة للعديد من الأميركيين، أصبحت هذه التكلفة لا تطاق سياسيا".

مقالات مشابهة

  • خذها أو اتركها.. الولايات المتحدة تلوح بهذه التسوية لإنهاء مفاوضات غزة
  • المصارع المصري كيشو يثير الجدل..ويعلن تمثيل الولايات المتحدة
  • باسم يوسف يروي كواليس عودته: الصداقة مع طارق نور كانت السبب.. وترددت كتير
  • بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم
  • 30 مليار دولار.. فاتورة أمريكا فى صراعات المنطقة
  • كيف أخضعت 7 أكتوبر العلاقات الأميركية الإسرائيلية للمراجعة؟
  • باسم الجمل: التاريخ أثبت أن وحدة الصف المصري السعودي كانت وما زالت عنوانًا للعروبة الأصيلة
  • للمرة الأولى في التاريخ.. أونصة الذهب تتجاوز 4 آلاف دولار
  • لهذا كان عليَّ أن أهرب من الولايات المتحدة
  • بعد تعزيز الإجراءات العسكرية.. هل تستعد أمريكا لحرب مزدوجة مع روسيا وإيران؟