اجتماع خليجي يناقش الاستراتيجية الموحدة لتحقيق الأمن المائي
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
"عمان": استضافت سلطنة عمان اليوم الاجتماع الإقليمي الأول للجان الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي لدول الخليج العربي، والذي نظمته وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ومكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن على هامش فعاليات أسبوع عمان للمياه.
يهدف الاجتماع الذي يستمر لمدة يومين إلى تعزيز دور اللجان الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي الدولي، وتحديد احتياجاتها، بالإضافة إلى مواءمة الخطة الحادية عشر للبرنامج مع الاستراتيجية الموحدة للمياه لدول مجلس التعاون الخليجي (2015-2035). كما يناقش الاجتماع التحديات المشتركة التي تواجه دول الخليج، مثل ندرة المياه والتلوث المائي، بالإضافة إلى البحث عن حلول مستدامة لزيادة الوعي العام بأهمية الحفاظ على موارد المياه، والاستفادة من تجارب الدول الخليجية الأخرى التي حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال إدارة الموارد المائية.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم على أهمية الاستراتيجية الخليجية والتدابير والسياسات المشتركة، بما في ذلك القوانين والتشريعات في مجال المياه، لتعزيز السبل والوسائل اللازمة لمواجهة تحدي الطلب المتزايد على المياه وتحقيق الأمن المائي في دول المجلس، ومنها "الخطة التنفيذية لدول مجلس التعاون الخليجي للفترة من 2015-2035".
وأضاف العبري أن سلطنة عمان قد بذلت جهودًا حثيثة في تنظيم قطاع المياه، حيث أصدرت العديد من القوانين واللوائح التنظيمية لضمان إدارة هذا القطاع وحوكمة موارده بما يتماشى مع «رؤية عمان 2040»، وذلك لمواكبة الطلب المتزايد على المياه وتوفير خدمات ذات جودة عالية للمستهلكين، كما تواكب التطور العالمي في حوكمة قطاع المياه.
وفي ختام كلمته، أشاد العبري بالجهود التي تبذلها منظمة اليونسكو في مواجهة تحديات المياه على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وبدورها في بناء مجتمع مستدام وقادر على الصمود من خلال تعزيز الفهم العلمي للمياه، تحسين القدرات التقنية، ودعم التعليم في هذا المجال. كما أشار إلى الخطة الاستراتيجية للبرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي للفترة 2022-2029، التي أعدتها اليونسكو لمواكبة التحديات المستقبلية.
وكانت فعاليات أسبوع عُمان للمياه قد شهدت اليوم العديد من الجلسات النقاشية التي تركزت على التحديات المائية والإدارة المستدامة للمياه، حيث انطلقت الجلسة الصباحية الأولى بعنوان "إنتاج المياه المتقدمة: الابتكار والتكامل المستدام"، بتقديم من الدكتور محمد العبري، من جامعة السلطان قابوس، تلتها عروض تقنية متنوعة شملت كفاءة الطاقة واستعادتها في محطات التحلية. فيما تناول الدكتور عبدالناصر مبروك مستقبل التحلية وتركيز الرجيع الملحي، واختتمت الجلسة بمحاضرة علمية من البروفيسور فرانك ليبنزكي حول توظيف الطاقة الشمسية في التحلية.
وأدار الجلسة الثانية الدكتور سليم المعمري، من هيئة تنظيم الخدمات العامة، تناولت موضوع " استراتيجيات البنية الأساسية والجدوى الاقتصادية"، وتضمنت عرضًا شاملًا لمحطات التحلية في سلطنة عمان وأثرها على أمن المياه. كما استعرضت سهيلة البلوشية من شركة نماء برنامج الإنفاق الرأسمالي للفترة 2025 - 2027.
وقدم كل من سيريل بليتون وفرانسيسكو سواريز رؤى متعمقة في التخطيط الاستراتيجي ونماذج التمويل، كما ناقش أبراهام عكاوي أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، واختتمت الجلسة بنقاش مفتوح حول الإدارة المستدامة وتحديات التمويل.
وفي الفترة المسائية، عُقدت الجلسة الثالثة بعنوان "تعزيز العمليات وشبكات المياه" برئاسة الدكتور محمد السعيدي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، تمحورت العروض حول الابتكارات التقنية في شبكات المياه، حيث قدم بنجامين إرنست عرضًا حول تحسين كفاءة الشبكات، تلاه عرض حول مشروع الهيدروجين الوطني. كما استعرضت الجلسة تجارب حديثة في أنظمة الأنابيب الذكية، وحلول الضخ، والتنبؤ بالانسدادات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وشارك في الجلسة ممثلون عن شركات عالمية قدموا حلولًا تعتمد على التوائم الرقمية، وتحسين رضا الزبائن، وتفتيش شبكات الصرف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
وجهت روسيا انتقادات حادة للولايات المتحدة وإسرائيل عقب الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن إسرائيل هي "الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية"، بينما يتم قصف إيران التي لا تمتلك مثل هذه الأسلحة.
جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات نشرتها عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تلجرام".
وقالت زاخاروفا: "حتى اليوم، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية هي إسرائيل، التي تتجاهل بشكل ممنهج المبادرات الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط". وأشارت إلى أن إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تقصف الآن إيران التي لا تمتلك أسلحة نووية.
وأضافت أن إسرائيل لم تكتفِ بامتلاك الأسلحة النووية فحسب، بل إنها أيضًا تقف عقبة أمام جهود المجتمع الدولي الرامية إلى إخلاء الشرق الأوسط من هذه الأسلحة. واعتبرت المتحدثة الروسية أن ما يجري هو مثال صارخ على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية المتعلقة بالأمن ونزع السلاح.
وفي سياق متصل، هاجمت زاخاروفا تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الذي دعا إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية. وقالت المتحدثة الروسية: "الصواريخ أصابت طاولة المفاوضات اليوم. كان من الصعب عدم تمييز مصدر إطلاقها"، في إشارة واضحة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
واعتبرت زاخاروفا أن تصريحات غروسي كانت تفتقر إلى الوضوح اللازم، وقالت: "لماذا مرة أخرى يتم تنميق البيانات وتجريدها من أي إشارة واضحة؟"، مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه الاعتداءات على إيران ومواقعها النووية السلمية.
الموقف الروسيالموقف الروسي يأتي في أعقاب جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وهي الضربات التي وصفتها طهران بأنها "عدوان سافر وانتهاك صارخ للقانون الدولي"، بينما قالت واشنطن إنها "جاءت لحماية إسرائيل ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد دعا في وقت سابق إلى "وقف فوري للتصعيد" محذرًا من خطر خروج الأوضاع عن السيطرة في الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه، تواصل إيران الرد على الهجمات من خلال إطلاق موجات من الصواريخ تجاه إسرائيل، فيما تتصاعد المخاوف الدولية من توسع دائرة النزاع بشكل قد يجر أطرافًا إقليمية ودولية أخرى إلى أتون مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة.