يواصل سهيل المجدلاوي البحث في أنقاض بيته بمدينة جباليا شمال قطاع غزة، أملا في استخراج رفات من تبقى من أفراد عائلته الذين استشهدوا في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وتمكن المجدولاي من انتشال رفات 11 شهيدا من ذويه بعد 7 أشهر من استشهادهم، لكنه لا يزال يحاول بمساعدة عدد من السكان انتشال 6 آخرين ما زالوا تحت الركام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قوات الاحتلال تهدم منازل فلسطينية في مخيم جنينlist 2 of 2مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد البريطانيend of list

وقال المجدلاوي إن إخوانه الثلاثة استشهدوا هم وزوجاتهم وأولادهم، فضلا عن أمه التي استخرج جثتها ممزقة من تحت الأنقاض.

مع الشهداء

ووصف سهيل نفسه بأنه رجل حي يعيش مع الأموات لأنه غير قادر على مغادرة المكان قبل استخراج جثة زوجة أخيه وأولادها الخمسة الذين لم يتمكن من الوصول لهم حتى الآن.

وفي سبيل انتشال موتاه، ينام سهيل في دورة مياه بيته المدمر فيما ينام أولاده في الشارع المجاور بعدما رفضت زوجته تركه وحيدا في هذا الظرف.

وقالت زوجة سهيل إنها حاولت إقناعه بعدم جدوى البحث بعد هذه الفترة الطويلة، لكنها انصاعت لرغبته عندما وجدته مصمما على إكمال ما بدأه.

ولم تُخف الزوجة خوفها من النوم في مكان مليء بالجثث ومعرض للقصف الإسرائيلي طيلة الوقت، لكنها تقول إنها لم تعد قادرة على مغادرة المكان.

ويضع المجدولاي كفنا إلى جواره خلال النوم حتى لا ينسى رفات شهدائه تحت الأنقاض، غير أنه بحاجة لمن يساعده على القيام بهذا الأمر لأنه لا يمتلك إمكانيات تساعده على رفع الأنقاض.

إعلان

وتعرضت جباليا لتدمير شبه كامل على يد قوات الاحتلال التي نسفت مربعات سكنية كاملة، إضافة إلى تدمير الشوارع والطرقات والبنية التحتية.

ولا تزال كثير من الجثث مطمورة تحت الركام حيث تواصل إسرائيل حربها المدمرة على القطاع وترفض إدخال أي معدات للمساعدة في رفع الأنقاض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التقارير الإخبارية

إقرأ أيضاً:

افتتاحية

لماذا كل هذه الحروب؟ طوال السنة الماضية والنصف، ومشاهد الحرب الوحشية تنقل إلينا عبر الشاشات، والأفكار التي تثيرها الحرب تزيد إلحاحاً. هل الإنسان مفطور على شن الحروب؟ نقترب من سؤال الطبيعة البشرية العنيفة من خلال مقال د. حسين العبري «بيولوجيا العنف».

ثم نأخذ خطوة للوراء.. أليس التفكير بالحروب كعنف شخصي لكن على مستوى أعلى تفكير تبسيطي؟ فللحرب مكونات عديدة إنها مشروع تحالف وتجنيد، عسكرة وتسليح، وتسخير الموارد البحثية والجهود العلمية لتصميم أكثر الآلات فتكاً. إنها نظام بروباغندا وتهيئة نفسية وبرنامج مدروس ومثابر لنزع الإنسانية عن الطرف الذي يُباد. إنها مشروع يحتاج لهيئات ومصانع وتنظيمات وسياسات على نحو لا يُشبه البتة انفعالك وتوجيه ضربة إلى من أساء لك في لحظة تهور. إنها عكس فقدان السيطرة الذي يسم العنف الشخصي، إنها سيطرة كاملة، وطموح نحو المزيد من السيطرة.

من هنا ننقل النقاش إلى تقاطع الحرب مع العلم والمعرفة. فننظر في تسخير علوم الفلك في النزاعات العسكرية الذي يناقشه د. إسحاق الشعيلي، سواء في استغلال المعارف كأدوات لحيازة التفوق أو كحيل عسكرية. ثم «دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في الصراعات العسكرية» الذي يكتبه لنا د. محمود البحري. أما الطبيب النفسي د. عبدالله الغيلاني فيتساءل عن آثار الحرب، إذ كثيراً ما نرى المحن باعتبارها الشيء الذي يكشف حقيقتنا، لكن هذه النظرة قد توقع الناجين - خصوصا إذا ما كانت نجاتهم على حساب الآخرين - في محنة أخلاقية، هنا يحتاج الضحايا لترميم المعنى عبر رؤية الحروب باعتبارها حالة خاصة، لا تكشف طبيعة الذات وإنما تغيرها كاستجابة للظرف. وفي سياق حربنا ضد التوحد، تُترجم لنا زهرة ناصر مقالاً يُجادل بأن تصورنا للتوحد باعتباره مرض الذكور، يحرم الإناث من التشخيص، وكيف أن الاختبارات موجهة لرصده كما يظهر عند الذكور. وأن القصور الاجتماعي (الذي يظهر جلياً عند الذكور) يصعب ملاحظته عند النساء لأنهن يبتكرن استراتيجيات لإخفائه أو تعويضه على نحو مقلق ومنهك ومتطلب ذهنياً.

نوف السعيدي محررة الملحق

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: استشهاد 148 امرأة وطفلا و9 صحافيين في غزة
  • عقب سلسلة قرارات أوروبية تصعيدية: الكيان الصهيوني يعيش “تسونامياً” دبلوماسياً غير مسبوق بسبب جرائمه المروّعة بغزة
  • أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحرب
  • تقرير: أرشيف الجاسوس إيلي كوهين هدية الشرع لإسرائيل ودمشق تسلم رفاته قريبا
  • افتتاحية
  • قبيلة لا ينام أفرادها إلا ساعتين!
  • قطر الخيرية تحيي الأنقاض في قرى سوريا المدمرة
  • الشيباني: الكل يقف إلى جانب سوريا اليوم وبالتأكيد هناك من لا يريد استقرارها لكنها أصوات شاذة لا قيمة لها
  • 19 شهراً على العدوان - القيادة الفلسطينية تعمل على الخروج من الأزمة الكبيرة
  • مدينة دبي الصناعية تستقطب استثمارات بـ 1.7 مليار درهم خلال 12 شهراً