توماس فريدمان عن “كارثة” تعريفات ترامب: عندما تستأجر مهرجا فعليك توقع سيركا
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
#سواليف
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للمعلق #توماس #فريدمان قال فيه إن #كارثة_التعريفات_الجمركية أفقدت #أمريكا الثقة بحلفائها، فمن خلال شمل الجميع في حملة الرسوم الجمركية لم يعد لدى أمريكا صديق تلجأ إليه في وقت الأزمات.
وقال: “لدي الكثير من ردود الفعل على تراجع الرئيس دونالد #ترامب في خطته المتهورة للرسوم الجمركية، ولكن رد الفعل العام الذي يلاحقني دائما: لو استأجرت مهرجا، فعليك أن تتوقع سيركا، ويا إخواني #الأمريكيين نحن استأجرنا مجموعة من #المهرجين”.
وكتب فريدمان : ما عليك إلا التفكير بما فعله ترامب والأحمق هوارد لوتنيك (وزير التجارة) ومساعده الأحمق سكوت بيسنت (وزير الخزانة) ونائب مساعده الأحمق، بيتر نافارو (مستشاره للتجارة) وما قالوه لنا ولعدة أسابيع: لن يتراجع ترامب عن التعريفات الجمركية، لأنه حسب أقوالهم، وهنا ما عليك إلا أن تختار، يحتاج إليها لمنع مادة الفيناتيل التي تقتل أطفالنا، وهو بحاجة إليها لزيادة الموارد لخفض الضرائب في المستقبل وهو يحتاج إليها كي يضغط على العالم حتى يشتري المزيد من البضائع من أمريكا.
مقالات ذات صلة بكين لترامب: حتى قبعتك صينية! 2025/04/10وأضاف: لم يكن ترامب مهتما ورجاله بما يقوله #المستثمرون في وول ستريت وماذا سيخسرون.
ومضى فريدمان يقول: بعدما خلق #الفوضى في_الأسواق وتأكيده على هذه “المبادئ” مما دفع الكثير من الأمريكيين لبيع أسهم بأسعار منخفضة نتيجة للخوف، تراجع الرئيس عن معظمها معلنا يوم الأربعاء أنه قرر تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما عن معظم الدول باستثناء الصين. وكانت الرسالة للعالم والصين “لا أتحمل الضغط”، ولو كان هناك كتاب أعد عن هذا التراجع فسيطلق عليه “فن الصراخ”. ولكن عليك ألا تظن أن الخسارة ولثانية، هي المال. فقد خسرت أمريكا جبلا من الثقة في دخان حملة ترامب للرسوم.
واكد الكاتب أنه في الأسابيع الماضية “قلنا لإصدقائنا في العالم، للدول التي وقفت معنا جنبا إلى جنب بعد هجمات 9/11 وفي العراق وأفغانستان، أن أيا منهم لا يختلف عن الصين أو روسيا. فكلهم سيدفعون الرسوم وبناء على نفس الصيغة. فلا يسمح لتنزيلات للأصدقاء أو العائلة”.
رسوم ترامب هي معادل للخروج الكارثي من أفغانستان أثناء إدارة جو بايدن، لكن الأخير ه أخرج الأمريكيين من حرب لا منتصر فيها، حيث أصبحت أمريكا أحسن حالا
وتساءل قائلا: “هل تعتقد أن حلفاء أمريكا السابقين سينزلون بوجود هذه الإدارة معنا مرة أخرى إلى الخندق”. واعتبر فريدمان أن رسوم ترامب هي معادل للخروج الكارثي من أفغانستان أثناء إدارة جو بايدن، لكن الأخير ه أخرج الأمريكيين من حرب لا منتصر فيها، حيث أصبحت أمريكا أحسن حالا. بينما حرب ترامب لا منتصر فيها. لأنها غير متوازنة، وبدون معالجة الخلل مع الصين فلن ينتصر فيها. فترامب محق في القول أن الصين تتحكم بثلث التجارة العالمية ولديها الآلة الصناعية القادرة في يوم ما على صناعة أي شيء. وهذا ليس في صالح أمريكا ولأوروبا وللدول النامية وحتى للصين ، لأنها ستضع الكثير من المصادر في صناعة التصدير متجاهلة شبكة الحماية الإجتماعية الفقيرة التي تقدمها لمواطنيها وتؤثر حتى العناية الصحية.
وأضاف فريدمان: لكن عندما يكون لديك بلد مثل الصين يصل تعداد سكانه 1.4 مليار نسمة، لديها مواهب وبنى تحتية وتوفير، فالطريقة الوحيدة للتفاوض هو ما لدى أمريكا من نفوذ. وأفضل طريقة للحصول على نفوذ هي من خلال اعتماد ترامب على حلفاء أمريكا في الإتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وفيتنام وسنغافورة وكندا والمكسيك والهند وأستراليا وأندونيسيا في جبهة واحدة. وعندها تستيطع أمريكا مع الجميع التفاوض ضد الصين. ويتم إخبار الأخيرة، أن الجميع سيزيدون من التعرفة الجمركية خلال العامين المقبلين من أجل إجبارك على تحويل اقتصاد التصدير إلى انتاج محلي متكيف مع الإحتياجات المحلية. وستدعو هذه الكتلة مع أمريكا الصين لبناء مصانع واستثمارات تقوم على ربح 50- 50%، وبهذه الطريقة ستحول الصين خبرتها لهم بنفس الطريقة التي دعموا فيها خبرة الصين وطوروها. وبدلا من هذا جعل ترامب المعادلة بين أمريكا والعالم الصناعي بمن فيه الصين. وتعرف بيجين أن ترامب هو من رمش أولا ولكنه نفر بقية العالم من أمريكا، وكشف أن أحدا لم يعد يثق بكلامه، وأن أحدا منهم لن يتحالف معه أبدا ضد الصين. وربما وجدوا أن الصين هي حليف يمكن الوثوق به على المدى البعيد “أي أداء بائس ومخجل، عيد حرية سعيد”.
“واشنطن بوست”: ترامب هو من رمش أولا
وفي نفس السياق قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها إن ترامب هو من رمش أولا، فقد تصرف على مدى الأسبوع الماضي مثل الملك الأسطوري كانوت الذي نصب عرشه على الشاطئ لكي يمنع الموج . وحاول ترامب فعل نفس الأمر قبل أن تبتل قدماه بالماء ويواصل الموج بالارتفاع.
وبإعلانه عن مدة 3 أشهر للرسوم الجمركية فقد اعترف بحقائق الاقتصاد والسياسة الخارجية والمحلية القاسية. فمن جهة أجبرت أسواق الأسهم ترامب على التراجع، حيث نقلت أموالها خارج سوق الدولارات والبيع في الولايات المتحدة. وأخبرالمستثمرون ترامب بما لم يخبره به مستشاروه.
وأضافت الصحيفة عندما بدأت سوق الأسهم تظهر معالم الكارثة وبخاصة بعد بيع ما يعادل 10 أعوام من الأسهم، بدأت حالة الفزع، وبخاصة أن هذه الأسهم تجذب في العادة المستثمرين. وعادة ما يتجاهل القادة أن قوة الأسواق يمكن أن تدمر شعبيتهم.
ولفتت إلى أن الساسة ضعاف أمامها، والدليل ليس بعيدا زمنيا عندما قامت رئيسة الوزراء ليز تراس في بريطانيا في 2022 بتقديم استراتيجية اقتصادية جذرية دمرتها وأخرجتها من الحكومة بعد 7 أسابيع. أما البعد الآخر في تراجع ترامب هو اكتشافه أن أمريكا تحتاج إلى حلفاء لمواجهة الصين. فبعد رد الصين بتعرفات جمركية وصلت إلى 84% رد ترامب بزيادة رسومه إلى 125%، لكن مواجهة ثاني أكبر اقتصاد في العالم في حرب تجارية مستدامة يحتاج إلى بدائل وإمدادات موثوقة. فقد اعتقد مستشارو ترامب وببلاهة أن أمريكا تستطيع عقد صفقات مع منافسي الصين في اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية، لكن التعريفات التي فرضتها وبخاصة نسبة 46% على فيتنام، أخافت هذه الدول. وكانت الصين تحاول استثمار الخلاف، حيث أرسلت وزير خارجيتها إلى اليابان وكوريا الجنوبية لمقابلة نظيريه.
ترامب هو من رمش أولا، فقد تصرف على مدى الأسبوع الماضي مثل الملك الأسطوري كانوت الذي نصب عرشه على الشاطئ لكي يمنع الموج . وحاول ترامب فعل نفس الأمر قبل أن تبتل قدماه بالماء ويواصل الموج بالارتفاع.
وأكدت الصحيفة أنه في النقطة الثالثة والأخيرة، فشل ترامب ببناء إجماع سياسي لبناء الاقتصاد الأمريكي من جديد. على الرغم من فوزه في انتخابات عام 2024، إلا أنه حصل على أقل بقليل من 50% من الأصوات الشعبية. وبينما اعتمد في حملته الانتخابية على فرض الرسوم الجمركية، لم يأخذ أكبر مؤيديه ومتبرعيه خطابه الداعي للحمائية على محمل الجد كما كان ينبغي. وقد توقعوا فقط رسوما جمركية متواضعة ومحددة الهدف، أقرب إلى ما فعله في ولايته الأولى. وبحلول يوم الأربعاء، كان للجاذبية السياسية تأثيرها على الرئيس، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مجلة “إيكونوميست” ومؤسسة “يوغوف” أن نسبة تأييد ترامب قد انخفضت إلى 43% من 48% قبل أسبوعين مع توقع 80% من الأمريكيين أن الرسوم الجمركية سترفع أسعار مشترياتهم.
وفي جلسات خاصة، بدأ الجمهوريون أيضا في تحذير مساعدي البيت الأبيض من أنه إذا لم يوقف الرئيس الرسوم الجمركية، فسيفوز الديمقراطيون بمجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، وقد يصبح الصراع على السيطرة على مجلس الشيوخ تنافسيا فجأة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أن أعلن ترامب أخيرا تعليق الرسوم الجمركية، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على ارتفاع بنسبة 9.5%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 12%. والخبر جدير بالترحيب، لكن علينا أن نتذكر فترة التعليق التي تبلغ 90 يوما لن تستمر إلا حتى 8 تموز/يوليو، وفي هذه الأثناء، قد تستمر الحرب التجارية مع الصين في التصاعد. بمعنى آخر، سيظل المستثمرون والشركات والمستهلكون يعيشون في حالة من عدم اليقين. وعلى المدى الطويل تقول الصحيفة، ينصح ترامب وفريقه بوضع استراتيجية اقتصادية أقل تقلبا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف توماس فريدمان أمريكا ترامب الأمريكيين المهرجين المستثمرون الفوضى الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من الناشط الفلسطيني محمود خليل بعد الإفراج عنه في أمريكا
تعهد محمود خليل، الناشط الفلسطيني وخريج جامعة كولومبيا، بمواصلة نشاطه في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وذلك فور عودته إلى نيويورك بعد إطلاق سراحه بكفالة من مركز احتجاز للمهاجرين في ولاية لويزيانا.
ووصل خليل، السبت، إلى مطار نيوارك ليبرتي الدولي في نيوجيرسي، حيث كان في استقباله عدد من أصدقائه ومؤيديه وزوجته الأمريكية نور عبد الله وسط هتافات وتصفيق حار.
وكان لافتًا حضور النائبة الديمقراطية عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز التي وقفت إلى جانب خليل خلال لحظة استقباله، وألقت كلمة أعربت فيها عن دعمها الكامل له وانتقدت بشدة سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رسالة تحدٍ واستمرار النضالوفي تصريحاته من المطار، قال خليل: "ليس فقط إذا هددوني بالاعتقال، حتى وإن كانوا سيقتلونني، سأظل أواصل الحديث عن فلسطين… أريد فقط أن أعود وأواصل العمل الذي كنت أقوم به بالفعل، وهو الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وهو خطاب يستحق الاحتفاء به لا المعاقبة عليه".
وأضاف أنه سيستمر في نشاطه السياسي السلمي دفاعًا عن القضية الفلسطينية رغم ما وصفه بمحاولات تكميم الأفواه والضغط السياسي.
وكان خليل، الذي يحمل إقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة، قد أصبح أحد الوجوه البارزة في حركة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين والمناهضة لإسرائيل التي شهدتها جامعات أمريكية عديدة العام الماضي، خاصة جامعة كولومبيا في مانهاتن.
واعتُقل من داخل مقر سكنه الجامعي في الثامن من مارس الماضي، ليكون أول المستهدفين بسياسة الترحيل التي أعلن عنها ترامب ضد الطلاب الأجانب المناهضين لإسرائيل.
انتقادات لاذعة لسياسات ترامبوخلال استقبال خليل، وصفت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز اعتقاله بأنه "اضطهاد صريح على أساس الخطاب السياسي"، مضيفة: "إلقاء القبض عليه كان خطأ. كان غير قانوني… كان إهانة لكل أمريكي يؤمن بحرية التعبير". وانتقدت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه النشطاء المؤيدين لفلسطين، معتبرة أن استخدامها كأداة سياسية في حملاته الانتخابية يمثل خطرًا على القيم الديمقراطية الأمريكية.
وكان الرئيس ترامب قد توعد في وقت سابق بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، واصفًا تلك الحركات بأنها "معادية للسامية". وقد أثار هذا الموقف انتقادات واسعة من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية التي أكدت أن الاعتقالات والتوقيفات التي طالت هؤلاء الناشطين لا تستند إلى مسوغات قانونية حقيقية، بل تهدف إلى إسكات الأصوات المنتقدة للسياسات الإسرائيلية.
إطلاق سراح خليل اعتُبر انتصارًا مهمًا لجماعات حقوق الإنسان التي تصدت لمحاولات إدارة ترامب لاستغلال قوانين الهجرة في استهداف النشطاء. ويُتوقع أن تثير قضيته مزيدًا من الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية حول حدود حرية التعبير وعلاقتها بالسياسات الخارجية للولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.