تسجل السينما العربية هذا العام حضورًا واضحا في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، التي تُقام بين 13 و24 مايو/أيار المقبل، من خلال خمسة مخرجين من الوطن العربي ومشاركات مختلفة موزعة بين المسابقة الرسمية وبرنامج "نظرة ما".

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس الخميس، أعلن المدير العام للمهرجان تييري فريمو ورئيسته إيريس كنوبلوخ عن الأفلام المختارة لهذا العام، حيث تتضمن المسابقة الرسمية 19 فيلمًا تتنافس على السعفة الذهبية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 مخرجات بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان.. والأنظار على حرزي وجوهانسونlist 2 of 2لماذا أصبحت الأفلام أطول زمنا؟ وهل يستمتع الجمهور بها؟end of list سعفة كان الذهبية

في الدورة الـ78 من مهرجان كان، يواصل المخرج طارق صالح تأكيد حضوره القوي على الساحة السينمائية العالمية من خلال فيلمه الجديد "صقور الجمهورية" (The Eagles of the Republic)، الذي يمثل أول حضور عربي في المسابقة الرسمية لهذا العام.

العمل من كتابة وإخراج طارق صالح، ويُسلط الضوء على صناعة السينما المصرية، وتدور الأحداث حول جورج النبوي، الممثل المصري الشهير الذي يجد نفسه فجأة في دائرة الخطر، حيث يسقط من نظر السلطات في لحظة ويقترب من فقدان كل شيء. وفي مواجهة هذه الأزمة، يُجبر على قبول عرض لا يستطيع رفضه، ليبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر في عالم من الخداع والفساد.

ويشكل الفيلم عودة الممثل المصري عمرو واكد بعد غياب عامين عن كان السينمائي، ليُشارك في بطولة "نسر الجمهورية" إلى جانب الممثل السويدي فريد فريد والنجم الفرنسي لينا خدري.

إعلان

والفيلم هو الجزء الثالث من ثلاثية القاهرة التي بدأها صالح بفيلم "حادثة فندق النيل" (The Nile Hilton Incident) الحائز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان سندانس 2017، ثم فيلم "صبي من الجنة " (Cairo Conspiracy) الحاصل على أفضل سيناريو في كان 2022، وأثار الفيلم جدلا واسعا وقت مشاركته في مهرجان كان لتناوله الصراعات السياسية في الأزهر الشريف.

وفي المسابقة الرسمية أيضا فيلم "الأخت الصغيرة" (The Little Sister) من إخراج الممثلة والمخرجة الفرنسية من أصول تونسية حفصية حرزي، والفيلم مأخوذ عن رواية "La Petite Dernière" تأليف الكاتبة الفرنسية من أصول جزائرية فاطمة داس.

View this post on Instagram

A post shared by Hafsia Herzi (@hafsiaherzi)

 

ذلك إلى جانب المنافسة القوية من جانب الأسماء اللامعة في السينما العالمية في المسابقة الرسمية، أبرزهم المخرج الأميركي ويس أندرسون الذي يقدم فيلمه "الخطة الفينيقية" (The Phoenician Scheme)، والمخرج ريتشارد لينكليتر بفيلمه المصوَّر في باريس "الموجة الجديدة" (Nouvelle Vague).

كما يشارك المخرج النرويجي يواكيم تراير بفيلمه "القيمة العاطفية" (Sentimental Value)، والمخرج الإيراني جعفر بناهي الذي يعود إلى مهرجان كان بفيلمه "حادثة بسيطة" (Simple Accident)، بعد آخر مشاركاته في 2018 بفيلم "وجوه 3" (Faces 3)، الذي فاز من خلاله بجائزة أفضل سيناريو.

View this post on Instagram

A post shared by mk2 films (@mk2films)

فلسطين ومصر وتونس في "نظرة ما"

يعود المخرج المصري مراد مصطفى إلى مهرجان كان من جديد مشاركًا بفيلمه "عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can’t Fly Away) ضمن مسابقة "نظرة ما"، يتناول الفيلم حياة مجتمع المهاجرين الأفارقة في حي عين شمس الشعبي بالقاهرة، مركزًا على قصة عائشة، المهاجرة السودانية التي تعيش في هذا الحي الذي يضم العديد من المهاجرين من مختلف الدول الأفريقية.

إعلان

خلال رحلتها في مجال الرعاية الصحية، تجد عائشة نفسها أمام اختيارات صعبة عندما يطلب منها زوكا، أحد شباب العصابات الذي يهيمن على المنطقة، خدمة مقابل حمايتها. هذا الطلب يضع أحلامها في مواجهة الواقع القاسي الذي تعيشه، ويجعلها تتنقل بين التحديات والفرص. الفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح.

وسبق للمخرج مراد مصطفى المشاركة في مهرجان كان السينمائي بفيلمه القصير "عيسى"، الذي نال العديد من الجوائز في مهرجانات سينمائية عالمية.

View this post on Instagram

A post shared by Morad Mostafaa (@morad.mostafaa)

 

ومن فلسطين، يشارك الثنائي طرزان وعراب نصار في "نظرة ما" من خلال فيلم "وكان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza)، ويتناول الفيلم الأحداث ما قبل حرب طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إطار من الكوميديا السوداء التي سبق أن قدمها الثنائي في فيلم "غزة مونامور".

الفيلم العربي الثالث في "نظرة ما" هو فيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري عن قصة نازحات أفريقيات في تونس خلال فترة تصعيد سياسي ضد المهاجرات من الحكومة والإعلام والعنف الاجتماعي.

وتعكس المشاركة العربية القوية والمتنوعة اهتماما متزايدا بالأصوات السينمائية من المنطقة العربية، في ظل تطور واضح في شكل ومضمون الإنتاجات العربية خلال السنوات الأخيرة.

من جانب آخر، أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي في وقت سابق عن تكريم الممثل الأميركي روبرت دي نيرو بمنحه السعفة الذهبية الفخرية تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات. هذا التكريم يُعد تكريمًا لمشوارٍ طويل من العطاء والإبداع في عالم السينما، حيث قدم دي نيرو العديد من الأدوار، وحصل خلال مسيرته على العديد من الجوائز والتكريمات.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما مهرجان کان السینمائی المسابقة الرسمیة فی مهرجان العدید من من خلال نظرة ما

إقرأ أيضاً:

مارسيل خليفة غنّى في مهرجان صيدا انتصارا على الموت في غزة ولبنان

لبنان "أ.ف.ب": تخلّى الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة في الحفلة التي أحياها مساء السبت في مدينة صيدا الجنوبية وأرادها "انتصارا على الموت"، عن الوشاح الأزرق الذي كان يطلّ به خلال السنوات الأخيرة، وارتدى وفرقته ثيابا سوداء، موجِّها ببرنامجه تحيات إلى "أهل غزة" وضحايا انفجار مرفأ بيروت.

وبـ"نشيد الموتى"، استهلّ خليفة حفلته التي اختتم بها مهرجانات صيدا، على مسرح أقيم قرب القلعة الأثرية البحرية للمدينة، احتضن نحو 2200 شخص من كل الأعمار.

وبين هؤلاء نحو 20 شخصا حضروا خصيصا من غزة، فقد بعضهم أجزاء من أجسامهم أو باتوا مقعدين بفعل تعرضّهم لإصابات خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ نحو سنتين في القطاع الفلسطيني ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

وتأتي حفلة خليفة الذي ارتبط قسم كبير من أعماله بفلسطين، واستندت إلى قصائد شعرائها وفي مقدّمهم محمود درويش، في ظل إعلان إسرائيل نيتها احتلال القطاع بأكمله.

كذلك اكتسبت حفلة خليفة في صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، دلالة رمزية، إذ تأتي بعد حرب بين إسرائيل وحزب الله دامت من سبتمبر إلى نوفمبر 2024، كان الجنوب مسرحا رئيسيا لها، بعد سنة من المواجهات الحدودية بين الطرفين.

وقال خليفة إن "الأغنية والموسيقى وسط هذا المشهد المرعب من الدمار والأنقاض والركام وبعد عشرات ألوف الشهداء والجرحى واللاجئين هما الخلاص، رغم الموت والحرب والوحشيّة والابادة الروحيّة والجسديّة" في غزة ولبنان.

ورأى أن "كل نوتة وكل أغنية وكل قصيدة هي اليوم شمس كبيرة تعيد إلينا الحب والكرامة والحريّة، تعيدنا إلى الحياة، تنقذنا، وهي انتصار على الموت" وتُظهر "أن ثمة أملا بعد في هذا الزمن الاجراميّ".

وقال خليفة لوكالة فرانس برس "هذه الحفلة تحية لصيدا وأهلها في هذا الظرف الصعب، واخترنا المكان الذي نقدم فيه ما يحتاج إليه الناس، قليل من الأمل ولو كان الأمل مستحيلا".

وفي ضوء قمر مكتمل وعلى وقع هدير أمواج البحر التي أحاطت من كل ميل بالمسرح، رافقت فرقة موسيقية ضمت 11 عازفا وجوقة من ثمانية منشدين خليفة في أداء "نشيد الموتى"، قبل أن يقدّم "في البال أغنية" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

ووجّه خليفة "تحية من القلب إلى هذا الشاعر الكبير" الذي توفي في اليوم نفسه قبل 17 عاما، في 9 أغسطس 2008، وتستند أغنيات عدة لخليفة إلى قصائده، من بينها "ريتا والبندقية" التي كانت أيضا ضمن برنامج الحفلة الصيداوية، وسبق الجمهور خليفة إلى تردادها ورافقه خلالها.

وعلى أوتار عودِه، واكبَ خليفة نجله رامي خلال عزفه على البيانو بأسلوبه الديناميكي مقطوعة قال الفنان الأب إنها "تحية لفنان كبير" هو زياد الرحباني الذي توفي في 26 يوليو الفائت عن 69 عاما.

ثم توالت الأغنيات من "بغيبتك نزل الشتي" و"سجر البن" و"ركوة عرب" للشاعر اللبناني طلال حيدر، وموشح "يا نسيم الريح" لجلال الدين الرومي عن الحب والتصوف.

وعزفَ نديم روحانا على الأكورديون موسيقى ألّفها مارسيل خليفة بعنوان "تانغو تشي غيفارا"، الثوري الكوبي الماركسي الأرجنتيني المولد.

وفي تحية "إلى الشهداء الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت" في الرابع من أغسطس 2020، عزَف رامي خليفة مقطوعة من تأليفه، بدت أشبه بلوحة متعددة المشاهد والأبعاد في الذكرى الخامسة لهذه الكارثة التي أودت بحياة ما يزيد عن 220 شخصا وأدت لإصابة الآلاف، ودمرت أجزاء من العاصمة.

وإلى "أهل غزة"، وجّه خليفة تحية أخرى، من خلال أغنيته الشهيرة "منتصب القامة أمشي" التي أنشدها الجمهور بأكملها قبل أن يفعل الفنان، وكرر "إني اخترتك يا وطني" نزولا عند طلب الجمهور الذي شاركه غناءها في المرة الأولى.

وبلغت حماسة الحاضرين ذروتها عندما اقتربت مراكب صيادي السمك الصيداويين من المسرح رافعة الأعلام اللبنانية على وقع "يا بحريّة هيلا هيلا" التي غنّاها مارسيل للمرة الأولى في صيدا خلال سبعينات القرن العشرين.

وذكّر خليفة في تصريح لوكالة فرانس برس بأن هذه الأغنية هي "للصيادين ولمعروف القلعة"، اللقب الذي كان يُطلق في إشارة إلى قلعة صيدا البحرية.

وتكمن أهمية حفلة خليفة في صيدا أيضا في ارتباط "عاصمة الجنوب" اللبناني ببداياته الفنية. وقال في هذا الصدد لوكالة فرانس برس "صيدا هي أرض أغنيتي. أنا أعود إليها اليوم، وأعود مثل البحّار العتيق إلى مينائها".

وذكّر بأنه غنّى في صيدا للمرّة الأولى "وعود من العاصفة"، وهي قصيدة لمحمود درويش أيضا شكّلت أيضا عنوانا لألبوم خليفة الأول عام 1976.

مقالات مشابهة

  • منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية
  • مارسيل خليفة غنّى في مهرجان صيدا انتصارا على الموت في غزة ولبنان
  • موعد المولد النبوي الشريف 2025 والإجازات الرسمية المتبقية خلال العام
  • خطة شاملة لترميم أرشيف السينما المصرية وإتاحته للجمهور
  • جاكي شان يُشعل مهرجان لوكارنو ويتسلّم جائزة العمر السينمائي وسط تصفيق حار
  • عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو
  • شاهد.. لامين جمال يستعرض مهاراته في تدريبات برشلونة
  • الصخيرات تستعد لاحتضان الدورة 54 الرابعة من مهرجان "تين ارتي" بحضور 16 فنانا بارزا
  • 16 أغسطس.. أصالة تستعد لحفلها في لبنان بعد مهرجان العلمين
  • قشموع.. كوميديا سعودية جديدة تعرضها صالات السينما