مساهمة السلع غير النفطية تمثل نحو 30% من إجمالي التصدير وإعادة التصدير خلال 2021 و2022

توازن الحساب الجاري وميزان المدفوعات من العوامل المؤثرة على عديد من الجوانب المالية والنقدية ومن بينها ثبات واستقرار العملات الوطنية

من المرجح تحقيق فائض مالي للميزانية على المدى المتوسط بفضل الإيرادات النفطية ومبادرات الضبط وترشيد الإنفاق

مع الارتفاع الجيد في حجم الصادرات النفطية وغير النفطية مقارنة مع حجم الواردات، حقق الميزان التجاري لحركة الصادرات والواردات بين سلطنة عمان والعالم فائضا يقترب من 3 مليارات ريال عماني خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، والتي شهدت تبادلا تجاريا بين سلطنة عمان والعالم بحجم يتخطى 15 مليار ريال عماني من الصادرات والواردات.

وتقدم مستويات الفائض التجاري التي تحققت خلال العامين الماضيين وما صاحبها من نمو في الإيرادات العامة دعما ملموسا للحساب الجاري لسلطنة عمان والذي سجل فائضا في عام 2022 للمرة الأولى منذ عام 2014، وفي ظل الزيادة المستمرة في حجم الصادرات، وخاصة غير النفطية التي تعد مصدرا أكثر استدامة للنمو الاقتصادي والعائدات، من المتوقع أن يستمر الحساب الجاري في تحقيق فوائض على المدى المتوسط ويعزز ذلك استمرار إجراءات الضبط المالي والإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها سلطنة عمان للوصول للاستدامة ماليا واقتصاديا.

وتشير الإحصائيات إلى أن فائض الميزان التجاري سجل 4.7 مليار ريال عماني في عام 2021، وتجاوز 10 مليارات ريال عماني خلال العام الماضي؛ نظرا لارتفاع عائدات تصدير النفط وصعود حثيث في مساهمة الصادرات غير النفطية والتي بلغت نحو 3 مليارات ريال عماني في 2020 وزادت إلى 5.2 مليار ريال عماني خلال 2021 ثم قفزت إلى 7.4 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، سجلت الصادرات غير النفطية تراجعا نسبيا لكنها ظلت عند مستوى جيد مع بلوغها 2.7 مليار ريال عماني من إجمالي صادرات نفطية وغير نفطية بنحو 9.1 مليار ريال عماني حتى نهاية مايو الماضي.

وضمن التوجهات نحو التنويع الاقتصادي والوصول للاستدامة المالية والاقتصادية في الخطة الخمسية العاشرة، ساهمت جهود دعم المنتجات الوطنية خاصة في قطاع الصناعة وفتح الأسواق العالمية أمام تصدير المنتجات المحلية في زيادة ملموسة في حجم الصادرات غير النفطية، وبشكل متزامن تشهد سلطنة عمان توجهات استراتيجية مهمة تعزز نمو القطاعات غير النفطية منها الاهتمام بالتوسع في استخدام المحتوى المحلي وتوسعة دور العديد من القطاعات الخدمية مثل المالية والسياحة بهدف خفض العجز في ميزان الخدمات.

وترصد الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع مساهمة الصادرات غير النفطية إلى نحو 30 بالمائة من إجمالي أنشطة التصدير وإعادة التصدير خلال عامي 2021 و2022، وفي الوقت ذاته شهد حجم العائدات من صادرات النفط زيادة جيدة خلال العامين الماضي والحالي. وأدت جملة هذه التطورات إلى التحول من وضع العجز إلى الفائض في عدد من جوانب المركز المالي للدولة، حيث اتجه فائض الميزان التجاري لمستوى قياسي خلال عام 2022، وارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وبعد سنوات عديدة من عجز الميزانية، تحول رصيد المالية العامة إلى فائض بلغ 7,5 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي في 2022، وخلال الربع الأول من العام الجاري بلغ فائض الميزانية العامة نحو 520 مليون ريال عماني وهو ما يقترب من نسبة 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان خلال الربع الأول من العام الجاري والذي سجل 10.4 مليار ريال عماني مقوما بالأسعار الجارية، فيما تشير التوقعات إلى أنه من المرجح أن يستمر تحقيق فائض مالي للميزانية على المدى المتوسط بفضل المستوى الجيد للإيرادات النفطية وتوالي مبادرات وإجراءات ضبط المالية العامة وترشيد الإنفاق العام وتعزيز العائدات من المصادر غير النفطية وفقا لمستهدفات الخطة المالية متوسطة المدى التي يجري تنفيذها بنجاح منذ 2020. وقد ساهمت هذه التطورات في تحقق التوقعات الخاصة باستمرار التحسن في الحساب الجاري والذي يعد مكونا أساسيا في ميزان المدفوعات للدولة ويقيس إجمالي حجم التعاملات والتدفقات من وإلى الدولة، وكلما كانت التدفقات إلى الداخل أعلى من التدفقات إلى الخارج، يميل الحساب الجاري وميزان المدفوعات لصالح الدول، وفيما تعزز الصادرات من النفط والسلع من فائض الحساب الجاري، قد يظل يواجه ضغوطا من قطاعات أخرى مثل الخدمات والتحويلات النقدية لأرباح الشركات والقوى العاملة الوافدة للخارج.

وكانت وكالة ستاندرد آند بورز قد توقعت ارتفاع العائدات العامة لسلطنة عُمان على المدى المتوسط، واستمرار الميزانية العامة للدولة والحساب الجاري في تحقيق فوائض مالية حتى عام 2024، ما سيؤدي إلى نتائج إيجابية منها استمرار تحقيق فائض في الحساب الجاري، والذي كان قد سجل عجزا بلغ نحو 4.9 بالمائة و16.2 بالمائة خلال عامي 2021 و2020 على التوالي، ضمن التراجع الذي شهده الوضع المالي للدولة قبل بدء تنفيذ خطة التوازن متوسطة المدى التي استهدفت الحد من المخاطر التي نتجت عن انخفاض النفط وتفشي الجائحة، كما جاء تنفيذ الخطة الخمسية والرؤية المستقبلية بتحولات جذرية في توجه سلطنة عمان نحو النمو المستدام. ويعد توازن الحساب الجاري وميزان المدفوعات من العوامل المؤثرة على عديد من الجوانب المالية والنقدية ومن بينها المركز المالي للدولة وثبات واستقرار العملات الوطنية، وفي سلطنة عمان وفي ظل نظام الصرف الثابت للريال العماني والارتباط مع الدولار، تتأثر الأوضاع النقدية والائتمانية بالتغيرات التي تطرأ على الطلب على الائتمان والنقود، كما يعد الفائض أو العجز في ميزان المدفوعات عاملا يؤثر على مقدار النقد الاحتياطي وصافي الأصول لدى البنك المركزي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصادرات غیر النفطیة ملیار ریال عمانی المیزان التجاری من العام الجاری الحساب الجاری فائض المیزان ملیارات ریال سلطنة عمان من إجمالی

إقرأ أيضاً:

بلدية دبي تحصد 10 جوائز خلال الربع الثاني من العام الجاري

دبي: «الخليج»
تَوَّجت بلدية دبي جهودها المتميزة في مجالات العمل البلدي والمؤسسي بحصولها على 10 جوائز محلية ودولية مرموقة خلال الربع الثاني من العام 2025، وتنوعت الجوائز لتشمل اعترافات عالمية بمبادراتها الرقمية والمؤسسية.
وحققت البلدية المركز الأول في فئتَين من جوائز مجلس هارفارد العالمية للأعمال عن مبادرة أتمتة العمليات الروبوتية، التي تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي وتطبيق مفاهيم المدينة الذكية وتبسيط وتسريع عمليات الشراء.
نالت بلدية دبي الجائزة الذهبية من جوائز نوبل للأعمال، ضمن فئة الإنجاز المتميز في تحسين العمليات الرقمية وذلك عن مبادرة تبسيط وتحديث آلية عمل لجنة المشتريات باستخدام تقنية الأتمتة الروبوتية للعمليات ومشروع الريادة في تحقيق التميز في إدارة المشتريات العامة،
كما حصدت جائزة جلوبي للتميز في مجال التكنولوجيا عن المبادرة ذاتها.
وفي مجال إدارة المخاطر، حصلت بلدية دبي على المركز الأول بجائزة التميز في إدارة المخاطر عن فئة البحث الأكثر تأثيراً في مجال المخاطر وذلك عن مبادرة «تقييم سلامة صبغات الشعر» التي هدفت إلى تعزيز سلامة المنتجات الاستهلاكية المتداولة.
أما في قطاع البناء، نالت فئتين من جوائز مؤتمر تكنولوجيا البناء، حيث فاز مشروع نمذجة معلومات البناء كأفضل مشروع في فئة منظمة العام في نمذجة معلومات البناء، كما حققت المركز الأول في تقنيات البناء فئة مشروع العام المستدام، عن مشروع مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان.

الجودة الدولية


حصلت البلدية على المركز الأول ضمن فئة «أفضل فريق جودة» في جوائز الجودة الدولية تتويجاً لمبادرة «تطوير وتطبيق نظام الإدارة المتكامل»، كما توجت بالمركز الأول من جائزة الشارقة للعمل التطوعي بدورتها ال22 عن فئة المؤسسات الحكومية- صناعة الفرص التطوعية، حيث جاء هذا التكريم عن مبادرة «ساعة.. مع مهندس نظافة».
وحصلت أيضاً على المركز الأول في جائزة «الإمارات تبتكر» في فئة أفضل ابتكار في تسهيل الإجراءات والتي ظفرت بها مبادرة «منتجي»، كما نالت جائزة النجم الصاعد في مجال السلامة من المجلس الوطني للسلامة بالولايات المتحدة، للمرة الثالثة وذلك تقديراً لاختيار المهندس محمد الظنحاني، مدير إدارة المخاطر المؤسسية واستمرارية الأعمال، ضمن نخبة القادة الشباب في مجال السلامة على مستوى العالم، كما تم منح المهندس سلطان الدهماني، مدير قسم السلامة في بلدية دبي، الجائزة تقديراً لجهوده النوعية ومبادراته المبتكرة في مجال الصحة والسلامة ضمن بيئة العمل.
وحصدت البلدية الجائزة الفضية من الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث، تقديراً لتميزها ونهجها الإستراتيجي في مجال الصحة والسلامة المهنية.

مقالات مشابهة

  • الأتراك يستثمرون 3 مليارات دولار في عقارات دبي
  • سوق العراق يتداول 8 مليارات سهم بقيمة 22 مليار دينار خلال شهر
  • بلدية دبي تحصد 10 جوائز خلال الربع الثاني من العام الجاري
  • وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى الجدارة الاستثمارية
  • رفع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى الجدارة الاستثمارية
  • 203% نموًا سنويًا في فائض الميزان التجاري غير النفطي بين المملكة ودول الخليج خلال أبريل 2025م
  • حساب المواطن يُودع 3 مليارات ريال لمستفيدي دفعة شهر يوليو
  • «حساب المواطن» يودع 3 مليارات ريال لمستفيدي دفعة يوليو
  • حساب المواطن: 3 مليارات ريال لمستفيدي دفعة شهر يوليو
  • عاجل حساب المواطن: 3 مليارات ريال لمستفيدي دفعة شهر يوليو