النوم العميق.. مفتاح الوقاية من الخرف والتقدم في العمر
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع التقدم في السن، يزداد القلق من خطر الإصابة بالخرف، لكن دراسة حديثة كشفت أن هناك مرحلة معينة من النوم قد يكون لها تأثير وقائي ملموس ضد هذا المرض، وتشير هذه الدراسة إلى أن انخفاض نسبة “نوم الموجات البطيئة” وهو أحد المراحل العميقة في دورة النوم ومع مرور الوقت، قد يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف لدى كبار السن، وللنوم اهمية كبيرة في الحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الخرف خاصة النوم العميق الذي لا يستطيع الكثير الحصول عليه.
ووفقا لـ “sciencealert” يشكل نوم الموجات البطيئة، المعروف أيضًا بالنوم العميق، المرحلة الثالثة في دورة النوم التي تستغرق نحو 90 دقيقة كاملة، وخلال هذه المرحلة التي تمتد عادة من 20 إلى 40 دقيقة، ينخفض نشاط الدماغ، ويتباطأ نبض القلب، وينخفض ضغط الدم، وهو ما يساعد الجسم على الراحة التامة وتجديد النشاط.
ويُعد هذا النوع من النوم ضروريًا لتعزيز وظائف الجهاز المناعي، ودعم قوة العضلات والعظام، كما يساعد الدماغ على الاستعداد لاستيعاب المعلومات الجديدة، مما يجعله عاملًا مؤثرًا في تحسين الأداء المعرفي والذاكرة.
العلاقة بين النوم والخرففي بحث نُشر عام 2023، تابع فريق من الباحثين بقيادة عالم الأعصاب “ماثيو بيس” من جامعة موناش الأسترالية، بيانات نوم 346 شخصًا تجاوزوا سن الستين، هؤلاء المشاركون خضعوا لفحصين خلال فترتين زمنيتين، الأولى بين عامي 1995 و1998، والثانية بين عامي 2001 و2003، ثم تمت متابعة حالتهم الصحية حتى عام 2018.
ولأن المشاركين لم يكونوا مصابين بـ الخرف عند بدء الدراسة، فإن مراقبتهم على مدى السنوات اللاحقة أتاح فرصة فريدة لتقييم مدى تأثير تراجع نوم الموجات البطيئة على احتمالية تطور المرض.
*نتائج لافتة: كل انخفاض بنسبة 1% يرتبط بزيادة الخطر
كشف التحليل عن أن كل انخفاض سنوي بنسبة 1% في نوم الموجات البطيئة يترافق مع زيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 27%. وعند التركيز على داء ألزهايمر، الذي يُعد أكثر أشكال الخرف شيوعًا، ارتفعت النسبة إلى 32%.
ولاحظ الباحثون أن هذا التراجع في النوم العميق يبدأ عادة بعد عمر الستين، ويبلغ أقصى درجاته ما بين 75 و80 عامًا، قبل أن يستقر بعد ذلك.
عوامل إضافية تؤثر في العلاقةالدراسة أيضًا أخذت في الاعتبار عدة مؤشرات صحية أخرى مثل تقلص حجم الحُصين، وأحد أبرز العلامات المبكرة للإصابة بألزهايمر وإلى جانب بعض العوامل مثل وجود الجين الوراثي (APOE ε4) المرتبط بارتفاع خطر الإصابة بـ الخرف، واستخدام أنواع من الأدوية التي قد تؤثر على جودة النوم وعدم الحصول على النوم العميق .
وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في نوم الموجات البطيئة غالبًا ما يكونون أكثر عرضة أيضًا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما قد يسهم بدوره في تسريع ظهور أعراض الخرف.
علاقة قلة النوم بالخرف
رغم أن الدراسة أظهرت ارتباطًا واضحًا بين قلة النوم العميق وزيادة خطر الإصابة بالخرف، إلا أن العلماء لم يؤكدوا وجود علاقة سببية مباشرة وفقد يكون تراجع النوم مجرد عرض مبكر لتغيرات دماغية تؤدي لاحقًا إلى الإصابة بالخرف، وليس العامل المسبب له ولهذا أوصى الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات المعمقة لفهم العلاقة بشكل أدق.
كيف نحمي أنفسنا من هذا الخطر الصامت؟من المؤكد أن النوم الجيد لا يقتصر أثره على الراحة فقط، بل يتعداه إلى تحسين الذاكرة، وتقوية الوظائف الإدراكية، والمساهمة في الوقاية من التدهور العقلي ولزيادة فرص الحصول على نوم عميق صحي، يُنصح باتباع مجموعة من العادات مثل:
• الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة.
• تقليل التعرض للشاشات قبل النوم.
• ممارسة النشاط البدني بانتظام.
• تجنب الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم.
ويمكن تلخيص ما سبق ، أن النوم العميق ليس مجرد راحة للجسد، بل هو أداة دفاع قوية في وجه الأمراض العصبية التي تظهر مع التقدم في السن. وبينما لا تزال هناك أسئلة بحاجة إلى إجابات علمية قاطعة، فإن السعي للحصول على نوم صحي وعميق يبدو خطوة بسيطة لكنها فعالة في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القلق الإصابة بالخرف النوم العميق دورة النوم الخرف خطر الإصابة بالخرف النوم العمیق
إقرأ أيضاً:
غزة.. مفتاح عزل الكيان الصهيوني دوليًا
خالد بن سالم الغساني
تستمر جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة بلا هوادة، حيث أودت هذه الجرائم بحياة أكثر من 56 ألف فلسطيني ودمرت ما يقارب من 70% من البنية التحتية وفقًا لتقارير الأمم المتحدة حتى عام 2025م. هذه الفظائع تهدد بتعرية الكيان الصهيوني أمام العالم وتعزيز عزلته الدولية، مما يضعف شرعيته ككيان محتل. حيث يمكن لتوثيق هذه الجرائم بدقة أن يشكل سلاحًا قويًا في مسيرة هذا النضال، فمن خلال شهادات الضحايا الحيّة، والصور ومقاطع الفيديو الموثقة وتقارير المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية، يمكن بناء ملف قوي يدعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية التي تفحص استهداف المدنيين بشكل منهجي.
على سبيل المثال، استهداف مستشفيات ومدارس كملاجئ للنازحين، مثل قصف مستشفى الأهلي المعمداني وما يعكسه من وحشية الكيان، سوف يوفر ذلك أدلة دامغة للمحاسبة الدولية.
وفي هذا السياق، يمكن لوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا محوريًا في كشف زيف روايات الكيان الصهيوني، بحيث تنتشر الصور المؤثرة للدمار، والشهادات الحية لأمهات فقدن أبناءهن، وأطفال أصبحوا أيتامًا، عبر #وسومات [هاشتاجات] موحّدة محورها صمود غزة، أطفالها، ونساؤها، وشيوخها، وبسالة مقاومتها، مما يُحشد الرأي العام العالمي.
إن قيادة الشباب والطلاب في المدن والجامعات، هارفارد وكولومبيا وغيرها، حملات احتجاجية واسعة، وحشدهم للمظاهرات الضخمة التي اجتاحت العديد من المدن الأمريكية والأوروبية في 2024م، دفعت العديد من الحكومات الغربية إلى إعادة تقييم دعمها غير المشروط للكيان الصهيوني، خاصة مع تزايد الضغط الشعبي لوقف تصدير الأسلحة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تقود منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في دول العالم العربي والإسلامي، بدعم من حلفاء مثل جنوب إفريقيا وفنزويلا، جهودًا حثيثة في الأمم المتحدة لإدانة الكيان الصهيوني. ورغم عرقلة الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، إلا أن قرارات الجمعية العامة التي تندد بالانتهاكات تحظى بتأييد واسع في العديد من دول العالم. في الوقت نفسه تمهد دول أوروبية مثل إيرلندا والنرويج لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى الكيان، مما يعكس تحولًا تدريجيًا في المواقف الأوروبية التي كانت تاريخيًا متواطئة. وبالتوازي تعزز حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات جوانب الضغط الاقتصادي والثقافي، فقد نجحت هذه الحركة في إجبار شركات عالمية مثل شركة [بن آند جيري] الأمريكية المعروفة بمواقفها السياسية التقدمية، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية، على سحب استثماراتها من المستوطنات غير الشرعية، كما أدت إلى إلغاء مهرجانات فنية كانت مقررة برعاية الكيان.
هذه الجهود المتضافرة تُحدث تصدعات داخلية في الكيان الصهيوني نفسه، فقد تصاعدت الاحتجاجات الداخلية ضد سياساته العدوانية، خاصة بين الشباب الذين يرفضون الخدمة العسكرية أو يعارضون الاحتلال، ومع ذلك يواصل الكيان الاعتماد على الدعم الأمريكي المطلق، سواء بالسلاح أو الحماية الدبلوماسية، لكن هذا الدعم بدأ يتآكل أمام الضغط الشعبي والدولي.
إن استمرار توثيق الجرائم ونشرها إلى جانب تعزيز التحالفات الدولية وحملات المقاطعة، يشكل تهديدًا وجوديًا للكيان الصهيوني. فغزة بصمود شعبها ونضالها، تظل مفتاحًا لفضح زيف الكيان وتعبيد الطريق لتحرير فلسطين. وفي ظل هذا الزخم يبقى على الفلسطينيين وكافة أحرار وشرفاء العالم، مواصلة الضغط باستخدام كل الوسائل المتاحة، إلى جانب حركات المقاومة المسلحة، من توثيق الجرائم إلى تنظيم المظاهرات والدعوة إلى العدالة الدولية، لضمان أن تتحول هذه العزلة إلى انتصار تاريخي للقضية الفلسطينية.