بوركينا فاسو من الاستقرار النسبى إلى قمة هرم الإرهاب.. 41 % من السكان تحت خط الفقر ونسبة البطالة 65%.. انضمام الشباب للإرهابيين مقابل 150 دولارًا شهريًا
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
»» كيف تحولت الدولة الأفريقية إلى أكثر الدول المتضررة من العنف؟
»» 6800 حادثة عنفٍ سياسى «٢٠١٦-٢٠٢٤».. بمتوسط ٢٠ حادثة أسبوعيًا
»» 2 مليون نازح داخلى بسبب الأحداث.. والهجرة من الريف للحضر تتسبب فى تفاقم الأزمة الاقتصادية
»» الوضع الاقتصادى يدفع الشباب للانضمام للإرهابيين مقابل 150 دولارًا شهريًا
بعد سبع سنواتٍ من صراع الإرهاب فى بوركينا فاسو، تربعت الدولة الأفريقية الحبيسة فى غرب أفريقيا على رأس قائمة الدول الأكثر تضررًا وتأثرًا بالإرهاب فى العالم للعام الثانى على التوالي، بعد أن كانت فى المرتبة 114 عام 2011، حسبما أفاد "مؤشر الإرهاب العالمى «GTI» لعام 2025"، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام IEP بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الوفيات بنسبة 21%، من 1935 حالة وفاة فى عام 2023 إلى 1532 حالة وفاة فى عام 2024. وانخفاض عدد الهجمات بنسبة 57%، من 260 هجومًا فى عام 2023 إلى 111 هجومًا فى عام 2024، إلا أن بوركينا فاسو لا تزال مسئولة عن خُمس إجمالى وفيات الإرهاب على مستوى العالم، وهو ما يدعو للتساؤل حول الأسباب التى أدت إلى هذا التغير.
لم يعد الإرهاب فى بوركينا فاسو مجرّد قضية أمنية؛ بل بات ظاهرةً مركّبة تُعيد صياغة الدولة والمجتمع والاقتصاد، وتُلقى بظلالها على كامل غرب إفريقيا، بما تشمله من تعقيدات لا تقتصر فقد على تتبّع عدد الهجمات، وإنما يتطلّب الغوص فى طبقاتٍ متراكمة من التاريخ والسياسة والاقتصاد والمجتمع، لمعرفة جذور الأزمة وتحولاتها وتداعياتها الإقليمية.
للمزيد.. مؤشر الإرهاب العالمي 2025.. خُمس إجمالي وفيات الإرهاب على مستوى العالم من بوركينا فاسو
بوركينا فاسو من الداخلجغرافيًا، تُعدّ بوركينا فاسو نقطة التقاءٍ إستراتيجية بين شمال القارة وجنوبها، وبين الصحراء الكبرى والغابات الاستوائية، يحدّها مالى والنيجر من الشمال والشرق، وبنين وتوغو وغانا وساحل العاج من الجنوب، ما يجعلها ممرًا تجاريًا ومسار عبورٍ بشرى واقتصادى حيوى منذ عصور القوافل الذهبية، إلا أنّ هذا الموقع ذاته جعلها عُرضةً لاختراق الجماعات الجهادية التى أخذت تتكاثر فى فضاء الساحل منذ ٢٠١٥، فخلال عقدٍ واحدٍ فقط، تحوّلت من دولةٍ تُعرَف بالاستقرار النسبى إلى أكثر بلدان العالم تضرّرًا من الإرهاب فى ٢٠٢٤، مع بلوغ موجة العنف ذروتها بين عامَى ٢٠٢٣ و٢٠٢٥ حيث سجّل مؤشر الإرهاب العالمى أكثر من ١٩٠٠ قتيل فى عامٍ واحد حسب مؤشر عام ٢٠٢٤.
اقتصاديًا، تعد بوركينا فاسو، واحدة من أفقر دول العالم، وهى دولة غير ساحلية ذات قوة عاملة زراعية إلى حد كبير، وتمثل صادرات القطن والذهب مصادر رئيسية لإيرادات الدولة والعملات الأجنبية.
عاشت بوركينا فاسو «فولتا العليا سابقًا» تحت الحكم الفرنسى منذ أواخر القرن التاسع عشر. ورغم حصولها على الاستقلال عام ١٩٦٠، ظلّت الإدارة المركزية ضعيفةً وتعتمد على شبكات المحاصصة القَبَلية، وتُعَدّ النُخَب المدنية والعسكرية – وغالبيتها من إثنية الموسى – المستفيد الأكبر من موارد الدولة، فيما بقيت مناطق الشمال ذات الأغلبية الفولانية مهمّشة تنمويًا، ما زرع بذور الاحتقان الاجتماعى الذى استغلّته لاحقًا التنظيمات الجهادية.
اندلع عنف إسلامى مسلح فى بوركينا فاسو فى عام ٢٠١٦، مع توسع الصراعات فى مالى المجاورة. فى ذلك العام، نفذت جماعات تابعة لتنظيم القاعدة هجومًا إرهابيًا غير مسبوق فى العاصمة واغادوغو، مما أسفر عن مقتل ٣٠ شخصًا، من بينهم أمريكي، فى الوقت نفسه، ظهر تمرد إسلامى بقيادة محلية، فى المناطق الريفية.
وفى الشمال تصاعدت الهجمات فى عام ٢٠١٧، بعد اندماج العديد من الجماعات الإقليمية التابعة لتنظيم القاعدة لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين «المعروفة أيضًا باسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، بقيادة مواطن مالي. فى شمال بوركينا فاسو، ضمت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين جماعة أنصار الإسلام واستغلت التوترات العرقية وإهمال الدولة والمظالم المتعلقة بالفساد وسياسات المحسوبية والطبقية الاجتماعية والنزاعات على الأراضي. يُعد شرق بوركينا فاسو معقلًا لحركة منشقة منافسة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. ويبدو أن كلتا المجموعتين تضغطان جنوبًا نحو الدول الساحلية فى غرب إفريقيا.
وأدت هذه العمليات الإرهابية إلى نزوح أكثر من مليونى شخصًا نزوحًا داخليًا حتى منتصف عام ٢٠٢٤ أى ما يعاجل ١٠٪ من السكان، وهى واحدة من أسوأ أزمات النزوح الداخلى وأسرعها نموًا فى إفريقيا.
ويتكدّس معظم النازحين فى ضواحى العاصمة واغادوغو وبوبو ديولاسو، وأدّت موجات النزوح إلى ظهور أحياءٍ عشوائية تعانى من نقص المياه والصرف الصحي، ما رفع معدلات الكوليرا وحمّى التيفوئيد، كما يضطر النازحون إلى بيع أصولهم الزراعية بثمنٍ بخس، ما يُفقِد الأقاليم قدرتها على التعافي.
للمزيد.. مؤشر الإرهاب العالمي 2025.. الساحل الإفريقي يسجل 51% من وفيات الإرهاب
أوضاع مأساويةأما عن الأوضاع الإنسانية فتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ٤.٧ مليون شخص كانوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأن عنف المتمردين أدى إلى إغلاق آلاف المدارس والمراكز الصحية، كما يواجه جزء كبير من شمال وشرق البلاد انعدام أمن غذائى يرقى لمستوى «الأزمة» أو «الطوارئ» فى عام ٢٠٢٣، وفقًا لشبكة نظام الإنذار المبكر، وتواجه منطقة جيبو، فى الشمال، خطرًا أشد من المجاعة، بسبب حصار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المطول.
كما أدت جائحة كورونا والآثار المتتالية للحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، حيث نما الاقتصاد بنسبة ٢.٥٪ فى عام ٢٠٢٢ «وهى نسبة ضئيلة بالنسبة لدولة نامية ذات نمو سكانى مرتفع»، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، بينما ارتفع الدين العام من ٤٢٪ من الناتج المحلى الإجمالى فى عام ٢٠١٩ إلى ٥٨٪ اعتبارًا من أوائل عام ٢٠٢٣، وفى منتصف عام ٢٠٢٣، فرضت الحكومة ضرائب جديدة، بما فى ذلك رسوم على خدمات الهاتف، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف جهود مكافحة التمرد.
لبوركينا فاسو تاريخٌ من التمردات العسكرية والانقلابات والاضطرابات الاجتماعية، على الرغم من أنها كانت تُعتبر مستقرةً نسبيًا فى عهد الزعيم الاستبدادى السابق بليز كومباوري، الذى وصل إلى السلطة فى انقلاب عام ١٩٨٧، وكان شخصيةً بارزةً ومثيرةً للجدل فى السياسة فى غرب إفريقيا، وقد أُطيح به فى انتفاضة شعبية عام ٢٠١٤ أثناء محاولته تجاوز الحدود الدستورية لفترات الولاية.
انتُخب السياسى المدنى روش مارك كريستيان كابورى عام ٢٠١٥، بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد الحكومة الانتقالية التى يقودها المدنيون من قِبل ضباط مرتبطين بكومباوري، الذى كان أول زعيمٍ لبوركينا فاسو بعد الاستقلال يتولى منصبه عن طريق الانتخابات.
بين يناير ٢٠٢٢ وسبتمبر ٢٠٢٣، شهدت بوركينا فاسو انقلابين عسكريين فى عام ٢٠٢٢، كجزء من موجة من عمليات الاستيلاء العسكرية على السلطة فى أفريقيا، حيث أطاح الجيشُ بحكومتَين مُنتخَبَتَين بحجة العجز عن مكافحة الإرهاب، ليتولى الكابتن إبراهيم تراورى السلطة، وهذا التسلسل السريع من الانقلابات قوّض ثقة المجتمع الدولى وعلّق برامج المساعدات، بينما انشغل القادة العسكريون بإعادة ترتيب هياكل السلطة بدلًا من تعزيز قدرات مكافحة التمرّد، وتزامن ذلك مع انسحاب قوة برخان الفرنسية فى أغسطس ٢٠٢٢، ما أفسح فراغًا أمنيًا فى الشمال والشرق.
تُعدّ المظلة القاعدية بقيادة إياد غالي، الفاعل الأكثر رسوخًا فى بوركينا فاسو، وتتكوّن من أربع كتائب رئيسة، أبرزها «سرايا الصحابة» المنتشرة فى إقليم الساحل، وتستند استراتيجية التجنيد إلى ثلاثة محاور: الدعوة الدينية، المظلومية القَبَلية، والحوافز المادية عبر فرض الإتاوات على تجارة الماشية والذهب، وقدّر تقرير الأمم المتحدة ٢٠٢٤ عدد مقاتليها فى البلاد بنحو ٣٥٠٠ عنصرٍ نشط.
حاصرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بانتظام بلدات فى الشمال، وهو تكتيك واضح لإجبار السكان على الخضوع ومنع التعاون مع قوات أمن الدولة، وبحسب ما ورد تسبب هذا فى نقص حاد فى الغذاء والأدوية فى بعض المناطق، كما استهدف المتمردون مناجم الذهب، مما هدد قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا، ويقال إنه أدى إلى زيادة الإيرادات من تهريب الذهب.
للمزيد.. مؤشر الإرهاب العالمي 2025.. 1454 حالة وفاة بسبب جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"
وسعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مناطق دعمها الريفية فى شرق بوركينا فاسو، مما مكنها من محاصرة المراكز السكانية المعزولة وتنفيذ هجمات مميتة بشكل متزايد ضد قوات الأمن والمدنيين المقاومين.
ووفق مؤشر الإرهاب العالمى ٢٠٢٥، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تعتبر الجماعة الإرهابية الأكثر بروزًا فى بوركينا فاسو، حيث تسببت فى نحو نصف الهجمات فى البلاد.
أُعيدت تسميته رسميًا إلى «ولاية الساحل» فى جريدة النبأ التابعة لداعش عام ٢٠٢٣، ويتّخذ من المثلث الحدودى بين مالى والنيجر وبوركينا فاسو قاعدة انطلاق، ويتميّز بتكتيك «الأرض المحروقة» الذى يشمل ذبح المدنيين وتفجير المدارس.
على الرغم من التراجع الملحوظ لنشاط التنظيم، حيث انخفضت أنشطته خلال عام ٢٠٢٤، فلم يُسجل سوى هجوم واحد، مقابل ثمانى هجمات فى عام ٢٠٢٣، وانخفض عدد الوفيات المرتبطة بداعش بنسبة ٩١٪.
للمزيد.. مؤشر الإرهاب العالمي 2025.. داعش الأكثر دموية في 2024.. 1805 حالة وفاة في 22 دولة
الخلايا المحلية وشبكات تمويلتنشط أنصار الإسلام – ذات الجذور البوركينية الخالصة– منذ ٢٠١٦ فى إقليم سوم، مستفيدةً من قياداتٍ محلية تعرف تضاريس المنطقة، وعلى الرغم من إعلان ولائها لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين عام ٢٠٢١، فإنها تحتفظ بهامش استقلالٍ لوجستي، كما ظهرت خلايا إرهابية «هجينة» تمزج بين تهريب الكوكايين القادم من خليج غينيا وتجارة السلاح من ليبيا، مما يعقّد المشهد الأمني.
تشير بيانات مجموعة «إيرين» إلى أنّ ٥٤ ٪ من موارد الجماعات تأتى من مناجم الذهب التى تُقدَّر قيمتها السنوية بنحو ٢.٤ مليار دولار، يليها الاتجار بالبشر والاختطاف وطلب الفدية، ويستهدف التجنيد القسرى شباب الفولانى والرعاة الرحّل، حيث يعِدهم القادة الميدانيون بالحماية من غارات الجيش.
وفقًا لتقرير البنك الدولى لعام ٢٠٢٣، يعيش ٤١ ٪ من السكان تحت خط الفقر الدولى «١.٩ دولار/اليوم»، وترتفع النسبة إلى ٦٣ ٪ فى الأقاليم الشمالية التى تسيطر عليها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ويعانى الشباب – الذين تقل أعمارهم عن ٢٥ عامًا ويمثّلون ٦٥ ٪ من السكان – من بطالةٍ مقنّعة تتجاوز ٣٠ ٪، هذا الفراغ الاقتصادى يجعل عرض «راتبٍ» شهرى يبلغ ١٥٠ دولارًا من الجماعات المسلحة مغريًا مقارنةً بمتوسط الدخل الوطنى «٧٤ دولارًا».
كما تتعرض دول الساحل الإفريقى وفى القلب منها بوركينا فاسو لتغيّرات مناخية قد تؤدى إلى صراع الموارد، حيث ارتفعت درجة الحرارة بمقدار ١.٢ م° منذ ١٩٨٠، وتراجع معدل هطول الأمطار ٧ ٪ خلال العقد الأخير، مما أدّى إلى تقلّص المراعى وازدياد احتكاك الرعاة الرحّل بالمزارعين المستقرين، وتستغل الجماعات الجهادية هذه النزاعات المحلية، فتقدّم نفسها كوسيطٍ أو حَكَمٍ يفرض «الشرعية الإسلامية»، ما يُكسبها شرعيةً اجتماعية.
فى إطار جهود المكافحة تأسست قوات المتطوعين للدفاع عن الوطن «VDP»، كآلية تعبئة شعبية لمساندة الجيش فى القرى والأرياف التى تعانى من غياب دائم للقوات النظامية، على أن يكون المتطوع بين ١٨ و٣٥ عامًا؛ مُقيمًا فى الدائرة الإدارية نفسها؛ خاليَ السوابق؛ ملتزمًا بحضور دورة تدريبية أساسية واجتياز اختبار اللياقة.
وتُشرف وزارة الدفاع على هذه القوات عبر «القيادة المركزية للدفاع الشعبي» فى العاصمة واغادوغو، بينما تُشكَّل «خلايا محلية» تضمّ ٥٠–١٥٠ عنصرًا تحت قيادة شيخ قرية أو ضابط صف متقاعد، مما يتيح تحركها بسرعة لحماية طرق الإمداد أو مرافقة القوافل الإنسانية، ويحصل كل متطوع على بدلٍ شهرى يعادل ٥٠ دولارًا، وذخيرةٍ تكفى لدوريتَين أسبوعيًا.
بلغ العدد الرسمى للمنتسبين ٥٠٠٠٠ فى منتصف ٢٠٢٤، إلا أنّ تقارير داخلية تُشير إلى أنّ ٣٠٠٠٠ فقط يشاركون بانتظام بسبب نقص الذخيرة ووسائل النقل.
فى سبتمبر ٢٠٢٣، أعلنت بوركينا فاسو ومالى والنيجر «تحالف دول الساحل» بديلًا لمجموعة الساحل الخماسية المنهارة، يوفّر التحالف تبادل معلوماتٍ استخبارية عبر مركز عملياتٍ فى غاو بمالي، ونشر دورياتٍ مشتركة على الحدود، إلا أن ضعف التمويل – بعد تعليق الاتحاد الأوروبى مساعداته العسكرية – يحدّ من فعاليته.
أما عن جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية فقد مدّد مجلس الأمن ولاية مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا، كما أطلقت إيكواس مبادرة «الممرات الإنسانية الآمنة» لإيصال الإغاثة إلى المناطق المحاصرة، غير أنّ الانقسامات داخل إيكواس – خصوصًا بعد الانقلابات فى مالى والنيجر وبوركينا – عطّلت تفعيل قوة التدخل السريع المقترحة عام ٢٠٢٢.
كان للإرهاب بوركينا فاسو تداعيات إقليمية ودولية تتمثل فى انتقال العنف إلى دول خليج غينيا، حيث شهدت بنين ٣٨ هجومًا مسلحًا فى ٢٠٢٤، وتوغو ١٢ هجومًا، فيما أعلنت ساحل العاج إحباط ٥ خلايا جهادية، ويخشى خبراء من سيناريو «قوس عدم الاستقرار» الممتد من بحيرة تشاد إلى خليج غينيا إذا ما انهارت الدفاعات الحدودية.
أدّى تدهور الأمن إلى تغيير مسار الهجرة، فبدلًا من عبور النيجر إلى ليبيا مباشرة، يتجه المهاجرون إلى مالى ثم موريتانيا وصولًا إلى جزر الكناري، وقد ارتفعت أعداد الوافدين إلى إسبانيا عبر هذا الطريق بنسبة ١٨٪ فى الربع الأول من ٢٠٢٥، وفق الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل «فرونتكس».
بالإضافة إلى زيادة التنافس الدولى على الموارد والنفوذ فلا تزال فرنسا تحتفظ بقدراتٍ استخبارية فى نيامى وواغادوغو، وتقدّم دعمًا لوجستيًا محدودًا عبر طائرات «أتلانتيك ٢» المسيرة.
أما روسيا فتوسّع حضورها العسكرى عبر شركة Africa Corps التى حلت محل «فاغنر» بعد ٢٠٢٣، وتفاوض على عقود تعدين مناجم الذهب فى مانسيلا.
كذلك وقعت تركيا عقدًا لبيع ٦ مسيّرات «بيرقدار TB٢» فى ٢٠٢٤، وتدريب طواقم بوركينية فى قونية.
أما الصين فهى تستثمر ٣٠٠ مليون دولار فى تطوير منجم منغنيز بمنطقة تامباو، مع بناء طريقٍ يربطه بميناء أبيدجان.
هناك ثلاثة سيناريوهات ترسم مستقبل بوركينا فاسو، السيناريو الأول هو الأكثر تشاؤمًا ويتمثل فى استمرار الانقلابات وفشل الانتقال المدني، ويتحقق ذلك السيناريو إذا فشل المجلس العسكرى فى تنظيم انتخاباتٍ قبل نهاية ٢٠٢٦، فمن المرجّح حدوث انقلابٍ «تصحيحي» جديد أو تفكك هياكل الدولة، ما يخلق «فراغا حكوميا» يسمح للجماعات بالتحوّل إلى إدارةٍ شبه رسمية للمناطق الريفية.
أما السيناريو الثاني، فهو السيناريو المعتدل ويتمثل فى نجاح التحالف الثلاثى وتعزيز القدرات التقنية، إذ قد يُفضى دمج المسيّرات الروسية والاستخبارات التركية والتدريب النيجيرى إلى تقليص قدرات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش بنسبة ٤٠٪ بحلول ٢٠٢٨، بشرط تحسين سجلّ حقوق الإنسان، إلا أن أى انتهاكات واسعة قد تدفع السكان للانضمام إلى التمرّد.
ويتلخص السيناريو الثالث المتفائل فى مسار التنمية المستدامة والمصالحة المجتمعية، وهو يتطلّب مضاعفة الإنفاق الاجتماعى من ٥٪ إلى ١٠٪ من الناتج المحلى بحلول ٢٠٢٧، وإطلاق برنامج «ذهب آمن» لتنظيم التعدين الحرفى وفرض ضرائب شفافة، وإنشاء مجالس محلية للمصالحة تضمّ زعماء القبائل والعلماء، بما يمكن الحكومة من جذب استثماراتٍ خضراء بقيمة ١.٢ مليار دولار حتى ٢٠٣٠، مما يؤدى لخفض التجنيد والانضمام للتنظيمات الإرهابية بنسبة ٢٥٪.
يؤكّد مسار العنف فى بوركينا فاسو أنّ المقاربة العسكرية وحدها غير كافية، فلا بدّ من مزيجٍ متوازن بين الأمن والتنمية والحكم الرشيد، يترافق مع آليات مصالحةٍ مجتمعية تعالج جذور التهميش، ويتأتى ذلك بتعزيز الحكم المحلى ونقل ٢٠٪ من الموازنة العامة إلى البلديات المتضرّرة بحلول ٢٠٢٦.
بالإضافة لإصلاح قوات المتطوعين للدفاع عن الوطن «VDP»، وتمديد التدريب إلى ٦ أسابيع، وتأسيس وحدة داخلية للرقابة والمساءلة، مع توفر برنامج تنموى حدودي؛ لتعبيد ٦٠٠ كم من الطرق الريفية، وبناء ١٢٠ مدرسة و٦٠ مركزًا صحيًا بحلول ٢٠٢٨.
وضرورة خلق حوارٌ إقليمى موسّع، بإنشاء منتدى سنوى لدول الساحل وخليج غينيا بوساطة الاتحاد الأفريقي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بوركينا فاسو الارهاب الساحل الإفريقي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين داعش مؤشر الإرهاب العالمي مصطفى حمزة جماعة نصرة الإسلام والمسلمین مؤشر الإرهاب العالمی 2025 فى بورکینا فاسو الأمم المتحدة على الرغم من الإرهاب فى دول الساحل حالة وفاة من السکان فى الشمال عام ٢٠٢٣ دولار ا فى عام هجوم ا إلا أن
إقرأ أيضاً:
نحو مفتتح عهد جديد لإحياء عقل ويقظة وقوة وحيوية العرب والمسلمين: وثيقة منهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم
"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة وَمِنْهَاجا" (المائدة: 48).المدخل
1- جعل الله تعالى لكل أمة شريعتها الخاص ومنهاجها المميز لها الذي يحفظ لها شخصيتها وهويتها الخاصة بها، وتفاعلها وإنجازها الحضاري بحسب موقعها في التاريخ البشري.
والشريعة هي التشريعات والأحكام الفقهية لإدارة شؤون الحياة، والمنهاج هو السبيل والطريق الواضح السهل لفهم الدين والواقع وإنتاج المفاهيم والتصورات وطرق إنزال وتطبيق الدين في واقع الحياة لتكون كلمة الله تعالى هي العليا رحمة للعالمين.
والمنهاج يعني منطق التفكير الذي يتكون من طرق ومناهج التفكير وحقائق الدين العميقة والظاهرة، وبهما يبلغ الإنسان الحكمة والوصول إلى ما لم يكن يعلم.
2- العقل البشري هو مناط تكليف الإنسان وعمود تحمله مسؤولية الاختيار بين الهداية والكفر وتحمل تبعة الرسالة.
3- العقل البشري عضو حيوي قابل للضمور والضعف، كما أنه قابل للنمو والتطور وبلوغ فضاءات مفتوحة من الذكاء والعبقرية. وقدرات التفكير البشري جزء منها فطري وجزء منها قابل للاكتساب بالتعلم.
4- العقل والتفكير أساس استيعاب العلوم والمعارف والخبرات السابقة وإنتاج المعارف والعلوم المتجددة إلى يوم القيامة.
5- والعقل والتفكير أساس العلم والمعرفة التي تبني الحضارات وتقييم الأمم.
6- صراع الحق والباطل الدائم إلى يوم القيمة في جوهره صراع للعقول والتفكير.
7- الأمة الإسلامية منذ نشأتها مع نزول الوحي اعتمدت منهج التأمل والتدبر وإعمال العقل وتعلم ومهارات ومناهج التفكير في آيات الوحي الإلهي سبيلا لتعلم التفكير، وبناء العقول الكبيرة بشكل تلقائي وطبيعي يتناول فيه المسلم علوم المنطق والتفكير من خلال تعلمه ومعايشته وفهمه وتطبيقه وبلوغه مقاصد وحكمة القرآن.
8- مع ضعف الأمة الإسلامية وسقوط الخلافة الإسلامية وتفكك دول الإسلام ووقوعها فريسة للاستعمار والسيطرة الغربية؛ فرض عليها الغرب الصليبي حصارا خانقا على العقل والتفكير، مركّزا سهامه نحو جوهر قوة الأمة وهو عقلها، فأسس وفرض نظما تعليمية خاصة على يد القس دانلوب في 1890م؛ تختزل منطق التعليم في الحفظ والتلقين وحرمان الطلاب المسلمين وأجيالهم منذ ذلك الحين من تعلم مهارات التفكير البسيطة والمركبة ومناهج التفكير المنطقي والعلمي، مستهدفا إضعاف وتجميد عقل الأمة وقطع صلتها بالعلم والمعرفة، بل وحقيقة دينها. وللأسف كان له ما خطط وسعى إليه بقدر كبير صنع الفجوة العقلية والعلمية والحضارية بين المسلمين والعالم المتقدم.
9- في المقابل، اجتهد الغرب في تطوير مناهج تعلم التفكير لأبنائه وأجياله، سواء بشكل مناهج مجردة لتعلم التفكير أو بدمج مهارات التفكير بشكل منهجي منظم في المواد الدراسية الإنسانية والكونية، محافظا بذلك على الفجوة الواسعة لحسابه في الإنتاج والتفوق العلمي والحضاري وصراع الحضارات الجاري.
10- في هذ السياق أصبح من الواجب على العاملين لإحياء يقظة وعقل وقوة وحيوية وفاعلية العرب والمسلمين لرفع كلمة الله تعالى رحمة للعالمين جميعا؛ أن يؤسسوا نظاما معياريا عالميا معاصرا خاصا بالمسلمين، يعبر عن خصوصيتنا العقائدية والحضارية وتاريخ الأمة الإسلامية الممتد لأربعة عشر قرنا من الزمان متجاوزا الأعوام المئة والخمسين الأخيرة من تاريخ البشرية، والتي ضعف وتراجع فيها المسلمون؛ نظاما معيارا لصناعة مناهج تعلم القيم وتعلم التفكير أساسا ومعيار ومنهاجا لإنتاج مناهج لتعلم القيم وتعلم مهارات التفكير البسيطة والمركبة ومناهج التفكير وطبقات العرفان.
لأجل تلك الهدف العظيم والغاية الكبري كانت هذه الوثيقة دليلا ومرشدا ومعيارا للعاملين في صناعة مناهج التفكير بمنطق إسلامي خاص يجمع ويدمج تعليم التفكير بتعلم تدبر وفهم حقائق القرآن الكريم، بما ينتج عقولا تمتلك أجهزة معرفية قوية تفكر بمنطق الإسلام وترى العالم بعقل وهوية وعدالة ورحمة وعالمية الإسلام؛ "صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَة ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ" (البقرة: 138)، وتثري مناهج التفكير العالمية نفعا ورحمة للناس كافة.
(المنهاج الخاص لكل دين = منطق التفكير الخاص = طرق التفكير × الهوية العميقة والظاهرة)
فهرس الوثيقة
1- التعريف بالمنهج.
2- أهم مميزات المنهج.
3- أهداف المنهج.
4- مقاصد وغاية المنهج.
5- المنطلقات والمبادئ الأساسية لتصميم المنهج.
6- الدور الوظيفي لمنهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم.
7- طرق تناول المنهج.
8- إعادة تنظيم وبناء وتشغيل الجهاز المعرفي الإسلامي.
1/8- التعريف بالمنهج
منهج قيمي هويتي منهج تعليمي لتعلم مهارات ومناهج التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم؛ بمستوياتها الثلاثة:
أ- مهارات التفكير البسيطة (12 مهارة).
ب- مهارات التفكير المركبة (12 مهارة).
ت- مناهج التفكير (12 منهج).
وذلك بطريقة متدرجة من الجزء إلى الكل للمراحل العمرية من 10 إلى 18 عاما لطلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوي، يجمع أهم مميزات مناهج تعلم التفكير المتعارف عليها عالميا (الكورت + القبعات الست دي بونو + منهج فلسفة الأطفال ليبمان + التفكير التقني تريز + أنماط العقل كوستا + منهج التفكير التعليم الناقد باير)، وإضافة المميزات المنطقية والإسلامية الخاصة.
يتكون المنهج من:
أولا، كتاب الطالب: الذي يشمل 12 درسا بواقع درس لكل مهارة يتناول الدرس الواحد التعريف بالمهارة وعناصرها ومراحل عملها ودورها الوظيفي في حياة الطالب، وخمسة تمارين عملية تطبيقية للمهارة الواحدة بآيات مختارة تعليميا من القرآن الكريم لتحقيق الأهداف التقنية للمهارة.
ثانيا كتاب المعلم: الذي يتناول تفسير السعدي الشامل الموجز لآيات القرآن التي يتم تناولها بالتمارين مع الإجابة النموذجية للتمارين وكيفية تناولها مع الطلاب.
منهج تعلم مهارات ومناهج التفكير بتدبر القرآن الكريم يأتي ضمن منظومة مناهج قيمي هويتي لتعلم:
أ- القيم والأخلاق القرآنية.
ب- مهارات ومناهج التفكير.
ت- همم عالية لأصحاب المواهب والقدرات الخاصة.
وهذا لبناء الشخصية الإسلامية المعاصرة للطلاب من 6 إلى 18 عاما، والتي ستصبح يوما ضمن مناهج التعليم الأساسية لوزارات التربية والتعليم والمعاهد الأزهرية والدينية في العالم العربي والإسلامي، إن شاء الله تعالي.
2/8- أهم مميزات المنهج
أولا: المميزات الذهنية التعليمية
1- الشمول لكافة المهارات البسيطة والمركبة وعددها أربع وعشرون مهارة، وأهم مناهج التفكير المنطقي التي توصل إليها علماء المنطق وعددها 12 منهجا.
2- التنظيم والتدرج المنطقي من الفرع والجزء إلى الأصل والكل.
3- التسلسل البنائي في عقل المتعلم من مهارة بسيطة تحتاج عمليات عقلية محدودة إلى مهارة مركّبة تحتاج إلى عدد من العمليات العقلية المترابطة والمتدرجة إلى منهج تفكير متكامل ومستقل في تنظيمه وبنائه وشخصيته وهويته المعرفية، ليصبح بذاته دليلا وبرهانا منطقيا للاستخدام في العلوم المختلفة.
4- اعتماد آلية التأمل والفحص والتمحيص والتحقق في كل مهارة ومنهج بهدف الوصول إلى جوهر وحقائق الأشياء، انتقالا من العارض الظاهر إلى الجوهر المكنون، وذلك من أهم مقاصد التفكير.
5- اعتماد آلية التفكر والتعلم الذاتي في تصميم التمارين التعليمية ليتحول الطالب إلى مشارك ومنتج للمعرفة، وصولا إلى الباحث المتأمل المفكر الناقد المقوم والمنتج الدائم للمعرفة.
6- التزام آلية الإتقان في العمليات الذهنية التي يمارسها الطالب في التعاطي مع التمارين التدريبية، تفاعلا مع آيات الوحي العظيم وما فيها من إبداع وحكمة إلهية تمثل بحرا واسعا بلا شطآن؛ "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدا" (الكهف: 109) للتأمل والإبداع والابتكار في سبل البحث وإنتاج المعرفة.
7- اعتماد منهج حل المشكلات الحقيقية والافتراضية، بداية من استخدام المهارات البسيطة ثم المركبة ثم مناهج التفكير، بما يعزز مهارات وخبرات وثقة الطالب في قدرته الذهنية علي مواجهة المشاكل والتحديات، بل وحبه وطموحه في مغالبتها.
8- العملية الواقعية من خلال ربط مهارات التفكير بميادين معرفية حياتية تطبيقية من آيات القرآن؛ تتناول موضوعات متنوعة في العقيدة والعبادات والتشريعات والقيم والأخلاق والمعاملات ومقاصد الدين والسنن الإلهية في حياة الإنسان والأسرة والمجتمع والدول والأمم، بما يمنح الطالب ثراء معرفيا وخبراتيا لا محدود، كما تمزج المهارة الذهنية المنطقية المجردة بروح الواقع الكامنة في الآيات، فتجعل من الجسد الميت للمهارة المنطقية المجردة الباردة روحا حية دافئة، بل وعملية ساخنة يستخدمها الطالب يوميا في حياته، فيتشربها بسهولة تشرّب الجائع المحتاج المتعطش الباحث عنها لتطوير ذاته وحل مشاكله وشق طريقه في الحياة.
9- بناء وتعزيز العمليات العقلية بطريقة منهجية منظمة علميا وتطبيقيا لتعزز العملية المباشرة في حياة الطالب، والعبودية الفطرية لدى المسلم التلقي للتعلم والتنفيذ؛ "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة: 285).
ثانيا: المميزات التربوية الدينية لطلاب المنهج
المادة التعليمية والتدريبية كلها من آيات الوحي العظيم بما يعزز:
10- مهارات تدبر وفهم وتطبيق والإيمان العقلي بالقرآن.
11- البناء المعرفي والمفاهيمي وبناء الشخصية والهوية الإسلامية.
12- المهارات والخبرات العملية لتطبيق شعائر وتعاليم وقيم ومفاهيم الإسلام.
13- الهوية والانتماء الديني المبكر.
14- الوعي الجمعي المبكر بالإجابات الإسلامية العميقة بالأسئلة الفلسفية الكبرى (الله والكون والإنسان والحياة والموت والمصير).
15- التربية الذهنية المبكرة ورفع مستوى الذكاء والعبقرية.
3/8- أهداف المنهج
أ- حماية العقل المسلم من طرق التفكير الخاطئة الشائعة، التي حذر منها القرآن الكريم، لارتباطها بانحراف وعصيان الإنسان، وصولا إلى الشرك والكفر والتي تعد السبب الأساس في خلل نظام أفكار ومعارف المجتمعات المتخلفة والتي تشوه وعيها وتعيقه عن الهداية والنهوض، ومن أهمها:
1- التفكير الخرافي غير المنطقي، بالتمني والتواكل.
2- التفكير المؤدلج.
3- التفكير التقليدي المكرر- النماذج والأحكام سابقة التجهيز.
4- التفكير العاطفي.
5- التفكير التبريري.
6- التفكير الجزئي قصير الأجل.
7- التفكير العائم المائع.
8- التفكير برد الفعل، وغياب القدرة على المبادرة.
9- الاستغراق في الماضي.
10- التفكير المشتت الذي يخلط بين مفردات غير متجانسة.
11- الخلط بين أنواع ومستويات الكلام.
12- السطحية والتهوين والشعارية.
13- رفض الجديد وإعلان الحرب عليه.
14- إطلاق الأحكام الانطباعية دون معايير قياسية.
15- الخلط بين الدين والتدين.
16- التفكير العشوائي.
17- تركيز الاهتمام على الأداء دون الإنجاز النتائج.
18- تحريم وتجريم التفكير النقدي.
19- التفكير بالخوف.
ب- توجيه فطرة وميول الطلاب إلى التفكير المنطقي المنهجي الصحيح في كل أمور حياتهم.
ت- تمكين الطلاب من تنمية قدراتهم وعملياتهم الذهنية والمعرفية والاستخدام الأمثل لعقولهم، والتي تمثل القوة الأساسية للإنسان لتفجير طاقاته وقدراته البشرية في رسالته لعمارة الحياة.
ث- تعزيز قدرة الطلاب على التعلم الذاتي واستيعاب العلوم المختلفة.
ج- تمكين الطلاب بالأدوات العقلية والمعرفية اللازمة لتعزيز قدرتهم المستمرة علي الإنتاج المعرفي.
ح- بناء الشخصية الإسلامية المستقلة القادرة على التفكير وصناعة واتخاذ القرار.
4/8- مقاصد وغاية المنهج
(استقلالية العقل المسلم وتطهيره مما اعتراه من اختراق ودخن)
منطق الفكر الإسلامي يتكون من: العقيدة + الغاية + المفاهيم + القضايا والتصورات الكبرى + الاستدلال الاستقرائي والاستنباطي من المقدمات إلى النتائج + البديهيات والمسلمات + القوانين المنطقية + القوانين الإلهية + القيم القرآنية الكبرى الحاكمة + اللغة.
ويتكون منطق الفكر الغربي من مكونات رافضة ومتجردة من الدين تماما: المفاهيم + القضايا والتصورات الكبرى + البديهيات والمسلمات + القوانين المنطقية + اللغة.
1- بناء وتمكين منطق الفكر الإسلامي الجامع لمهارات ومناهج التفكير ومرتكزات التفكير الإسلامية الكبرى للنظر إلى الله تعالى والكون والأشخاص والأشياء والأحداث والحياة والآخرة بشكل عام.
2- تحصين العقل الجمعي المسلم من منطق التفكير الغربي المشرك الذي فرض نفسه على العالم واخترق مساحات غير قليلة من العقل الجمعي المسلم خلال القرن ونصف الأخير.
3- إنتاج جيل جديد من العقول والنفوس الكبيرة القادرة على تمثيل وحمل رسالة الإسلام وإدارة معارك صراع العقول والأفكار والمعرفة والتكنولوجيا في كافة مجالات الحياة رحمة للعالمين.
4- استعادة قوة وحيوية العقل الجمعي المسلم لأسلمة وإنتاج المعرفة الإنسانية والكونية وتطبيقاتها في كافة مجالات الحياة وتعظيم القوة البشرية الإسلامية رحمة للعالمين
5/8- المنطلقات والمبادئ الأساسية لتصميم المنهج
1- الإنسان كائن مفكر، والعقل مناط التكليف وتعلم التفكير والاستخدام الأمثل للعقل واجب ديني على كل مسلم ومسلمة، وواجب على الحاكم والدولة كأحد أولويات الأمن القومي للدولة والأمة المسلمة.
2- الشمول والتكامل لكل المهارات والمناهج المنطقية التي توصل ويتوصل إليها الفكر البشري.
3- التبكير بتعلم مهارات التفكير قبل بلوغ مرحلة التكليف.
4- التأسيس العميق لبناء منطق التفكير الإسلامي الجامع بين التفكير الصحيح والمنطلقات الإسلامية التي تمكن الطلاب من النظر للكون والأشخاص والأشياء والأحداث برؤية منطقية إسلامية، كعابد لله وليس ندا لله؛ يسمع ويطيع منهج الله ولا يسمع ويعصي- الله تعالى خالق ومدبر الكون وليس المادة ولا الصدفة- الإنسان مستخلف في الأرض لعمارتها بالقسط والعدل وليس منتفعا لذاته فقط- الإنسان سيد في الكون وليس إلها للكون.. الخ.
5- التأسيس المنطقي والإيماني الإسلامي المتكامل المستقل من خلال الجمع بين:
أ- بيان العلل الغائية في الآيات بأسئلة لماذا؟ لكشف الحكمة والمقصد الإلهي.
ب- العلل الفاعلة في الآيات بأسئلة مَن وكيف؟ لكشف القدر والقدرة والفعل الإلهي والأسباب المادية في عالم البشر بالحياة الدنيا، بما يضمن تشكل التصور المنطق الإسلامي في النظر للكون والحياة والأشياء والأحداث.
6- تعزيز وتوثيق المرجعية الكاملة للمسلم والتي تجمع العقل والعلم والوحي.
7- تعزيز وتوثيق منهج التعامل مع القرآن الكريم كعقيدة ومصدر ومرجع ومعيار ومؤشر للعلم والمعرفة والنور الإلهي الهادي للحق، من خلال التدبر والتأمل والبحث واستكشاف الحكمة.
8- تعزيز وتوثيق مفهوم تجدد وتوالي الآيات الإلهية في القرآن الكريم لكل جيل إلى يوم القيامة؛ "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (فصلت: 53)، وتحفيز وتعزيز قدرة العقل المسلم علي اكتشافها والإيمان بها وتوظيفها في مشروعه لعمارة الحياة.
9- التدرج والتسلسل البنائي المنظم من الجزئي البسيط إلى الكلي المركب.
10- تصميم المنهج بآلية التعلم الذاتي القائم على أساليب التعلم التعاوني النشط بين الطالب وتمارين المنهج، بين الطالب والمعلم، بين الطالب وزملاءه، بين الطالب والبيئة، بين الطالب والوحي.
11- الوعي الشامل بالمهارة الذهنية: ماهيتها وعناصر ومراحلها ودور الوظيفي.
12- تكرار تناول المهارة تدريبيا خمس مرات بما يعزز فهمها وتطبيقها واكتسابها للطالب العادي.
13- الواقعية العملية للمهارة في حياة الطالب.
14- التطبيقات العملية المتنوعة في العلاقة بالله تعالى وبالذات والآخر والكون من حوله.
15- التوظيف العملي للمهارة في فهم معاني واكتشاف حقيقة وجوهر الآية.
16- تنوع مستوي التمارين مراعاة للفروق الفردية بين الطلاب.
17- استخدام الصور التوضيحية المعبرة للمهارة والتمارين.
18- التدرج في مستويات المهارة الذهنية من البسيط إلى المركب إلى الإطار المنهجي القائم بذاته.
19- استيعاب المميزات الخاصة في المناهج العالمية الستة لتعلم التفكير والإضافة والتميز عليها.
20- الجمع بين تعلم التفكير وتدبر وتعلم القرآن الكريم.
6/8- الدور الوظيفي لمنهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم
1- بناء العقول والأفكار الكبيرة والطموح والنفوس العالية
2- التفكير الصحيح وبناء العقول الكبيرة الذكية مفتاح بناء القدرات البشرية الستة (النفسية- المعرفية- الاجتماعية- الوجدانية- البدنية- الكاريزما الشخصية المؤثرة).
3- إنتاج جيل جديد من العباقرة المبدعين المبتكرين قاطرة تطوير حركة الحياة.
4- العقول الكبيرة القادرة على التدبر وفهم حقائق الوحي الإلهي العظيم وكشف أسباره وتطبيقاته.
5- العقول الكبيرة أساس فهم حقائق ومقاصد الدين، وإدراك الواقع واستشراف المستقبل والتخطيط له.
6- بناء العقول الكبيرة الأقدر على استيعاب العلوم والتكنولوجيا وإنتاج المعرفة المتجددة.
7- العقول الكبيرة الأقدر على فهم القيم القرآنية وأبنيتها المفاهيمية وتطبيقاتها السلوكية واكتسابها والتخلق بها.
8- بناء وتطوير الجهاز المعرفي الخاص لكل طالب.
9- بناء الشخصية المستقلة القادرة على التفكير وصناعة واتخاذ القرار.
10- تعزيز المراقبة الذاتية لنمط التفكير وتقويم الذات والتحول المبكر إلى نمط التفكير الصحيح.
7/8- طرق تناول المنهج
1- مناقشة أسئلة التمارين، بإدارة حوار تفاعلي بين المعلم والطلاب وبعضهم البعض.
2- المعايشة العملية والمحاكاة التلقائية لنموذج القدوة الأسوة- النمذجة.
3- طريقة المحاضرة المطورة- بأساليب التوضيح المتنوعة.
4- التأمل الفلسفي متدرج العمق بصناعة الأسئلة والإجابة عليها، وتكرار صناعة الأسئلة، من الإجابات الأولية والإجابة عليها وصولا إلى الأفكار العميقة، والأفكار الكبيرة المركبة من الأفكار الصغيرة الأولية.
5- ورش العمل التدريبية.
6- حلقات العصف الذهني التخصصية.
7- مشروعات العمل الميدانية المهدفة- النشاط العملي التطبيقي الممنهج.
8- المشاهد التمثيلية المعبرة مع النقاش والتحليل التربوي.
9- حل المشكلات الحقيقية والافتراضية.
10- الحقائب التعليمية- التمارين والحالات العملية.
11- التجربة الميدانية بتخطيط وتنفيذ الطلاب واستخلاص النتائج الفعلية.
12- الأنشطة الإعلامية التعريفية- مقال، موضوع، صور، تقرير.
13- القصة وتحليلها تربويا.
14- بمواجهة التحديات والمشاكل الحقيقية والمفتعلة تدريبيا.
15- المجسمات التعليمية.
16- الفيديوهات التعليمية.
8/8- إعادة تنظيم وبناء وتشغيل الجهاز المعرفي الإسلامي
الجهاز المعرفي للإنسان المسلم ومكانة مهارات ومناهج التفكير فيه