لوكاشينكو: حماية بريغوجين ليست مسؤوليتي
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
في أول تعليق له بعد مقتل بريغوجين إثر سقوط طائرة كان يستقلها في الطريق من العاصمة الروسية موسكو إلى مدينة سان بطرسبرغ.. أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الجمعة، أن حماية وضمان سلامة مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين لم يكن ضمن مسؤولياته.
وقال لوكاشينكو في حديث لوكالة "بيلتا" الرسمية: "لم يكن علي تأمين سلامة بريغوجين، ولم يدر الحديث عن ذلك على الإطلاق".
وأضاف أن "المحادثات مع بريغوجين تناولت مسألتين: إنهاء القضايا الجنائية التي رفعت بحق رجال فاغنر بعد تمردهم في يونيو (حزيران) الماضي، وانسحاب قوات المجموعة إلى أراضي بيلاروسيا"، بحسب موقع "روسيا اليوم".
الأيام الأخيرة لقائد فاغنر: أريد مزيداً من الذهب https://t.co/TAWCffnhRG pic.twitter.com/nNPyTaIEbJ
— 24.ae (@20fourMedia) August 25, 2023وأشار إلى أنه رغم وفاة بريغوجين، ستبقى مجموعة "فاغنر" في أراضي بيلاروسيا، مضيفاً "مهما كانت رغبات البعض، لقد قمنا أنا وبريغوجين بوضع نظام لانتشار قوات فاغنر عندنا في بيلاروسيا، وفي غضون أيام قليلة سيكون الجميع هنا، ما يصل إلى 10 آلاف شخص، سيعيشون وسيعملون معنا طالما كان ذلك مطلوباً لنا ولهم".
وتوسط الرئيس البيلاروسي بين بريغوجين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب أحداث تمرد فاغنر على القيادة العسكرية الروسية أواخر يونيو (حزيران) الماضي.
هل بات مصير روسيا بيد فاغنر؟ https://t.co/bP6PNgXZpb pic.twitter.com/2WAl0kKzXF
— 24.ae (@20fourMedia) August 25, 2023 وانتقلت مجموعات كبيرة من عناصر مجموعة فاغنر الروسية إلى بيلاروسيا، وأقيمت لهم معسكرات، وقال لوكاشينكو إنهم سيشاركون في تدريب الجيش البيلاروسي.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مقتل بريغوجين بريغوجين بيلاروسيا
إقرأ أيضاً:
الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
نعيش في زمن تُهيمن عليه السرعة، اللحظة الخاطفة، المحتوى الخفيف، والصوت الأعلى لا الأعمق. زمنٌ تتقدّم فيه التفاهة بثقة، وتُصبح «الترندات» معيار القيمة، ويقاس الإنسان بما يقدّمه من ترفيه لا بما يصنعه من معنى. وربما وأنت تقرأ هذا الآن، يا صديقي، تشعر أن المشهد مألوف أكثر مما ينبغي. في عالم كهذا، يبدو التفكير الفلسفي كأنه فعل خارج السياق... أو هكذا يُراد له أن يكون. لكن الحقيقة، يا عزيزي، أن الفلسفة اليوم ليست رفاهية، بل فعل مقاومة.
الفلسفة في جوهرها ليست كلامًا معقّدًا، بل قدرة على التوقف حين يركض الجميع، وعلى التفكير حين يكتفي الآخرون بالتلقي، وعلى رؤية ما وراء الضجيج. وأنت تعلم، يا صديقي، أن التفاهة لا تنتصر بالقوة، بل بالهيمنة على الوعي، عبر محتوى سريع يلهيك عن السؤال. وهنا تظهر الفلسفة في صورتها الأجمل: شجاعة السؤال في زمن يكره الأسئلة.
الفلسفة تُعلّم الإنسان ألا يبتلع ما يُقدَّم له دون تساؤل، وألا ينساق خلف الرائج فقط لأنه شائع. وربما توقفتَ هنا لحظة، يا عزيزي، لتفكر في كمّ الأفكار التي مرّت عليك دون فحص. التفاهة تُحب النسخ، أما الفلسفة فتُقدّس الفرد. التفاهة تشغلك، والفلسفة تُصغي لك. التفاهة تمنحك متعة عابرة، بينما الفلسفة تمنحك معنى يبقى.
كما تكشف الفلسفة كيف تُصنع الرغبات، وكيف يتحوّل الإنسان إلى مستهلك للمحتوى بدل أن يكون صانعًا لمعناه. وربما هنا، يا صديقي، تبدأ الأسئلة الحقيقية. إنّها تُعيد الإنسان إلى موقعه الأصلي: كائن يفكّر لا كائن يُقاد. الفلسفة ليست معركة ضد أحد، بل معركة مع النفس؛ لاستعادة الوعي من قبضة الضجيج.
وحين نفهم هذا، نكتشف أن الفلسفة في زمن التفاهة تشبه إشعال شمعة في غرفة مزدحمة بالضوضاء؛ لن تطرد الظلام، لكنها تمنحك رؤية. وربما، يا عزيزي، كل ما نحتاجه اليوم هو هذه المساحة الصغيرة. فهي ليست دعوة للانعزال، بل لاستخدام العقل وسط الزحام، ولتذوّق الحياة ببطء حين يصبح كل شيء سريعًا.
إن مقاومة التفاهة لا تتم بالرفض فقط، بل بالفعل: بأن نقرأ بعمق، نفكر بصدق، ونتأمل بوعي. وربما توافقني، يا صديقي، أن الفلسفة لا تجعل العالم أهدأ، لكنها تجعلنا أقل هشاشة أمام الضجيج.
وفي النهاية، حين نقف في وجه التفاهة، نحن لا نحارب العالم، بل نحمي ذواتنا. وحين نختار الفلسفة، نختار أن نكون أعمق من السطح، وأوعى من كل ما يحاول أن يسحبنا إلى الأسفل.
الفلسفة ليست نظرية... إنها مقاومة.
كاتب في السرديات الثقافية وقضايا الشرق الأوسط
[email protected]