كشفت مجلة "المجلة" عن وثائق أمريكية سرية تضمنت سلسلة مطالب قدمتها واشنطن إلى دمشق، تتراوح بين الإصلاحات الأمنية والعسكرية والتعاون في قضايا مكافحة الإرهاب والمفقودين، وفق ما أوردته مصادر مطلعة.

طلبت الولايات المتحدة من الحكومة السورية تشكيل "جيش مهني" يخضع لمعايير حرفية، مع التأكيد على عدم وضع مقاتلين أجانب في مناصب قيادية حساسة، في إشارة إلى وجود عناصر من حلفاء دمشق الإقليميين في مواقع مؤثرة.

اشترطت الوثائق وصول مفتشي واشنطن إلى "جميع منشآت الأسلحة الكيماوية والبرنامج الخاص بها"، في خطوة تهدف إلى تطويق أي تهديد محتمل بعد اتهامات سابقة لسوريا باستخدام أسلحة محظورة دوليًا.

ضمت المطالب تشكيل لجنة مشتركة للبحث عن المفقودين الأمريكيين في سوريا، بينهم الصحافي "آستون تايس"، في قضية ظلت محل جدل دبلوماسي لسنوات.

طالبت واشنطن دمشق بـ"استلام عائلات عناصر داعش المحتجزين في معسكر الهول" الواقع تحت سيطرة قوات "قسد"، في محاولة لتخفيف الأعباء الأمنية والإنسانية على القوات الأمريكية المتحالفة في المنطقة.

شملت الوثائق دعوة سوريا إلى "التعاون مع التحالف الدولي" في مكافحة تنظيم "داعش"، بما في ذلك السماح للقوات الأمريكية بتنفيذ عمليات مضادة للإرهاب على الأراضي السورية دون عوائق.

في بند مثير، طلبت الولايات المتحدة من دمشق إصدار "إعلان رسمي عام" يحظر نشاط جميع الفصائل الفلسطينية على أراضيها، في خطوة قد تغير موازين القوى الإقليمية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

وثائق رسمية جديدة.. الفلسطيني في سوريا أصبح «مقيماً أجنبياً»!

بدأت السلطات السورية بإجراء تعديلات مثيرة للجدل على الوثائق الرسمية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في البلاد، تمثلت في استبدال صفة “فلسطيني سوري” بعبارة “فلسطيني مقيم”، وشطب الانتماء الجغرافي للمحافظة السورية من الوثائق الرسمية لصالح توصيف “أجنبي”، ما أثار موجة من القلق بين اللاجئين الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية، التي رأت في الخطوة تهديداً مباشراً لوضعهم القانوني وحقوقهم المدنية في سوريا.

ووفق ما أفادت به صحيفة زمان الوصل السورية، ظهرت التعديلات بشكل جلي في وثائق مثل “إخراج القيد العائلي”، حيث استُبدلت الجنسية إلى “فلسطيني مقيم”، وأُلغيت خانة المحافظة التي كانت تشير إلى مكان الإقامة (كدمشق أو حلب)، حتى بالنسبة لأولئك المولودين على الأراضي السورية منذ عقود، وتم استبدالها بصفة “أجنبي”.

هذه التعديلات أثارت حالة من الهلع داخل أوساط اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وعددهم يُقدّر بنحو نصف مليون، إذ يُخشى أن تكون الخطوة مقدمة لتغيير جذري في السياسة السورية تجاه وضعهم القانوني، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، والتي تضاعف من هشاشة وضع اللاجئين.

تضارب في الروايات الحكومية

في المقابل، نفت مصادر حكومية سورية وجود قرار رسمي لتعديل الصفة القانونية للفلسطينيين، مشيرة إلى أن ما حدث في بعض المناطق – كمحافظة إدلب – مجرد “خطأ تقني” ناجم عن عمليات دمج للسجلات المدنية، وأكدت أن السلطات ستقوم بتصحيح هذا الخلل قريباً.

لكن مصادر محلية وحقوقية رصدت حالات مماثلة في محافظات أخرى، منها درعا وريف دمشق، مما شكك في صحة الرواية الرسمية، وعزز المخاوف من أن تكون هذه التعديلات جزءاً من سياسة جديدة غير معلنة.

انتقادات وتحذيرات حقوقية

المنظمات الحقوقية الفلسطينية والسورية سارعت إلى التنديد بالخطوة، معتبرة أنها تتنافى مع القانون السوري رقم 260 الصادر عام 1956، والذي يمنح الفلسطينيين في سوريا معظم الحقوق المدنية (باستثناء الجنسية) دون معاملتهم كأجانب.

وأكدت هذه المنظمات أن أي مساس بالوضع القانوني للاجئين الفلسطينيين في سوريا سيؤدي إلى حرمانهم من حقوق التعليم والتملك والعمل، كما سيضعهم تحت تصنيف “المقيم الأجنبي” الذي يخضع لقوانين مختلفة وأكثر تقييداً.

غموض رسمي وصمت حكومي

حتى اللحظة، لم تصدر الحكومة السورية أي بيان رسمي يوضح أسباب هذه التعديلات أو يؤكد صحتها أو ينفيها بشكل قاطع، ما يزيد من حالة الغموض ويترك الباب مفتوحاً أمام التفسيرات المتعددة والتكهنات، خاصة في ظل الظروف المتغيرة في المنطقة وملفات إعادة الإعمار واللاجئين.

ويطالب ناشطون وحقوقيون بإعادة الأمور إلى نصابها القانوني، وضمان عدم المساس بالحقوق التاريخية للاجئين الفلسطينيين في سوريا، محذرين من أن مثل هذه التعديلات تمهّد لتقليص دور وكالة “الأونروا”، وتفتح الباب أمام إجراءات مماثلة في دول لجوء أخرى، ما يشكل تهديداً لمبدأ حق العودة.

يُذكر أن سوريا كانت تاريخياً من بين أكثر الدول العربية احتضاناً للاجئين الفلسطينيين، ووفرت لهم بيئة قانونية ومدنية شبه متكافئة مع المواطنين السوريين، دون أن تسحب منهم صفة “اللاجئ”، التزاماً بالحق الفلسطيني في العودة وعدم التوطين. لكنّ هذه السياسة تبدو اليوم مهددة، وسط تساؤلات عن مستقبل الفلسطينيين في سوريا في ظل المتغيرات الإقليمية والديموغرافية، وسيناريوهات ما بعد الحرب.

???? مصدر لزمان الوصل: وثائق النفوس الجديدة تشطب "فلسطيني سوري" وتستبدله بـ"فلسطيني مقيم"
والمحافظة "أجنبي" #زمان_الوصل
كشف مصدر خاص لـ"زمان الوصل" أن دوائر النفوس في سوريا بدأت بإصدار أوراق رسمية بتعديلات جوهرية على السجلات المدنية الخاصة بالفلسطينيين السوريين، حيث تم شطب صفة… pic.twitter.com/WXrP3SGjgz

— ZAMANALWSL – زمان الوصل (@zamanalwsl) July 10, 2025

مقالات مشابهة

  • “الدارة” تبرز دراسة عن وثائق تاريخية للدولة السعودية في الفترة (1902– 1953م)
  • وثائق رسمية جديدة.. الفلسطيني في سوريا أصبح «مقيماً أجنبياً»!
  • من “فلسطيني سوري” إلى “أجنبي”.. دمشق تبدأ تعديل وثائق اللاجئين الفلسطينيين.. غضب وخيبة على مواقع التواصل
  • نائب سابق يدعو إلى إخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من العراق
  • دمشق تستبدل وصف فلسطيني سوري بـمقيم أجنبي في وثائق الفلسطينيين
  • المبعوث الأمريكي إلى سوريا يوضح موقف إدارة ترامب من مطالب قسد
  • محافظة دمشق: العدالة أولاً في معالجة مطالب مناطق المرسوم 66
  • عاجل. جديد وثائق الأحوال المدنية في سوريا: دمشق تستبدل صفة "فلسطيني سوري" بـ"فلسطيني مقيم"
  • مدبولي ولي تشيانج يشهدان مراسم توقيع مجموعة وثائق لتعزيز التعاون المشترك بين مصر والصين
  • سيناتورة أمريكية: رفع القيود عن سوريا خطوة نحو التعافي والاستقرار