مراكش… نداء علمي لمواجهة الأمراض المعدية بابتكار وذكاء اصطناعي
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
احتضنت مدينة مراكش، اليوم السبت، فعاليات المؤتمر الثالث والعشرين لجمعية محاربة الأمراض المعدية، تحت شعار “الابتكارات والتحديات الراهنة في مجال الأمراض المعدية”، بمشاركة أطباء وباحثين وأخصائيين ومسؤولين مؤسساتيين من المغرب وخارجه.
وشكل هذا الحدث العلمي منصة للنقاش وتبادل الخبرات حول أبرز التطورات في تشخيص ومعالجة الأمراض المعدية، خاصة في ظل التحولات الصحية العالمية التي فرضها سياق ما بعد الجائحة.
وأكد المشاركون خلال اللقاء على أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي والبيانات العلمية الحديثة لاستشراف المخاطر الصحية وتعزيز قدرات المنظومة الصحية الوطنية، مشددين على ضرورة الاستثمار في البحث والتكوين المستمر لمواجهة الطفرات المتكررة للعوامل المسببة للأمراض.
وفي كلمته بالمناسبة، أشاد الكاتب العام لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، محمد خلفاوي، بهذه المبادرة العلمية، مؤكداً على دور البحث التطبيقي في الوقاية من الأمراض الناشئة وضرورة توحيد الجهود بين الجامعات والمستشفيات ومراكز البحث لتقديم حلول تتماشى مع خصوصيات الوضع الوبائي في المغرب، داعياً إلى دعم الباحثين الشباب في هذا المجال الحيوي.
من جهته، أبرز رئيس جمعية محاربة الأمراض المعدية وعميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، البروفيسور سعيد الزوهير، أن هذا المؤتمر يشكل محطة سنوية مهمة لتعزيز مجتمع علمي وطني قادر على التصدي للتحديات المرتبطة بالأمراض المعدية، وعلى رأسها مقاومة المضادات الحيوية وبروز أمراض جديدة وتطور تقنيات المراقبة الوبائية.
وشدد المتدخلون على ضرورة بناء منظومة وطنية للبحث موجهة نحو الابتكار البيوطبي، تقوم على تثمين الكفاءات المحلية وتيسير الولوج إلى التمويل، مع اقتراح تطوير بنوك حيوية، ومنصات لليقظة الصحية، وبرامج متخصصة في التكوين المستمر.
وتضمن برنامج المؤتمر عدداً من الورشات الموضوعاتية والجلسات العامة، تناولت مواضيع مثل: استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأمراض المعدية، أدوات التشخيص الجزيئي السريع، استراتيجيات التلقيح ضد الفيروسات الناشئة، والإدماج التدريجي للمضادات الحيوية الجديدة في المنظومة الصحية المغربية.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الأمراض المعدية الابتكارات البحث العلمي الذكاء الاصطناعي المؤتمر الـ23 مراكش مقاومة المضادات الحيوية الأمراض المعدیة
إقرأ أيضاً:
حقيقة "نهاية الرجال".. جدل علمي حاد ونظريات مثيرة
في عام 2002، قدّمت عالِمة الأحياء التطورية الأسترالية جيني غريفز حساباً جريئاً قالت فيه إن الكروموسوم الذكري (Y) فقد عبر ملايين السنين معظم جيناته، وإنه قد يختفي نظرياً بعد ملايين أخرى.
الفكرة لم تكن تنبؤاً بانقراض الرجال أو البشر، لكنها تحولت سريعاً في الإعلام إلى عناوين مثيرة من قبيل "نهاية الرجال"، بينما كانت غريفز تقول فقط إن الكروموسوم Y مرّ بعملية تدهور طويلة عبر التاريخ التطوري.
لماذا أثارت فكرتها ضجة؟
لأن الكروموسوم Y يحمل الجينات التي تحدد الذكور. لكن غريفز أوضحت أن اختفاءه ــ إن حدث ــ لا يعني اختفاء الرجال، لأن:
بعض الحيوانات فقدت الكروموسوم Y فعلاً. وانتقلت الجينات المسؤولة عن تحديد الجنس إلى كروموسومات أخرى. وظلت الذكور موجودة وتتكاثر بشكل طبيعي.وقالت غريفز: "قد يظهر جين جديد يحدد الجنس بدل Y، وربما حدث هذا بالفعل في مجموعة بشرية دون أن نعرف".
مدرستان علميتان… ورأيان متناقضان
القصة اليوم ليست عن "نهاية الرجال"، بل عن جدل علمي كبير بشأن مستقبل الكروموسوم Y:
1) رأي غريفز: Y يواصل التدهور وقد يُستبدل
ترى أن فقدان الجينات عبر ملايين السنين لم يتوقف.
وأن بعض الجينات في Y مكررة وقد لا تكون فعّالة.
وأن "استقراره الحالي" قد يكون مجرد مرحلة مؤقتة.
2) رأي جين هوغز: Y مستقر وقوي
عالِمة الأحياء التطورية جين هوغز وزملاؤها نشروا دراسات واسعة قارنت الكروموسوم Y لدى الثدييات، وخلصوا إلى أن:
فقدان الجينات كان سريعاً في البداية فقط، لكنه تباطأ ثم توقف تقريباً، والجينات المتبقية مهمة جداً ولا يمكن أن تُفقد بسهولة.
وتقول هوغز: "الضغط التطوري للحفاظ على الجينات الأساسية في Y كبير جداً".
هل من إجابة نهائية؟
لا، ففي مناظرة جرت عام 2011 بين غريفز وهوغز، انقسم العلماء نصفين تماماً:
نصفهم يرى أن الكروموسوم Y مستقر،
والنصف الآخر يرى أنه يتدهور على المدى الطويل.
الخلاصة المبسّطة
الكروموسوم Y الذي يحدد الذكور خسر كثيراً من جيناته عبر ملايين السنين، وبعض العلماء يعتقدون أنه قد يختفي يوماً ما، بينما يرى آخرون أنه أصبح مستقراً ولن يزول.
وفي كل الأحوال، حتى لو تغيّر شكل هذا الكروموسوم، لن يختفي الرجال لأن الجسم يمكنه نقل وظيفة تحديد الذكور إلى جين آخر.