شهادة تاريخية من القرن العاشر تكشف وحدة الإيمان في قلب أورشليم العباسية
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عندما كان النور المقدس ينير المسجد الأقصى
ابن القاص: فقيه مسلم يوثق المعجزة
في كتابه “دلائل القبلة”، يروي الفقيه والعالم الإسلامي أحمد بن أبي أحمد الطبري، المعروف بـ”ابن القاص” (توفي عام 946م)، مشهدًا فريدًا من نوعه حدث في كنيسة القيامة في أورشليم (القدس)، في أحد أقدس أيام المسيحية: السبت العظيم، اليوم الذي تسبق فيه القيامة المجيدة.
ويصف ابن القاص بتفصيل مذهل الطقس الذي يشهده المسيحيون، والذي كانت المعجزة فيه تتم أمام أعين المسلمين، من أمير المدينة إلى الإمام، حيث كان نور عجيب ينبعث من القبر المقدس.
المعجزة بعين مسلم.. والنور يشعل قناديل المسجد
يقول ابن القاص إن السلطان المسلم كان يُغلق باب القبر بيده، ويجلس أمامه حتى يخرج نور أبيض كالنار لا تحرق من جوف القبر الفارغ. ثم يدخل السلطان حاملًا شمعة، يُشعلها من النور ويُسلّمها للإمام، الذي بدوره يُشعل منها قناديل مسجد قبة الصخرة، أحد أقدس المساجد في الإسلام.
المعجزة كانت تُراقَب، وتُسجَّل بدقّة، ويُرفع تقرير رسمي للسلطان بموعد ظهور النور. لا خداع، لا مسرحية، بل حدث حقيقي موثقٌ في خمس مخطوطات.
المخطوطات… وشهادات محفوظة في الشرق والغرب
تم العثور على شهادة ابن القاص في خمس مخطوطات قديمة، من أبرزها:
مخطوطه Veliyuddin 2453 في مكتبة بيازيت – إسطنبول
مخطوطه أحمد تيمور 103 في المكتبة الوطنية – القاهرة
ويُرفَق في الوثائق الأصلية نص ابن القاص، الذي يعتبر اليوم شهادة نادرة من عالم مسلم لم يُشكك في ما رآه، بل نقل بإيمان واحترام عميق طقسًا مسيحيًا عاشه عن قرب.
وإذا كان هذا نورًا مقدّسًا… فمَن ينكره؟
السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذه الشهادة: ما الذي يدفع المسلمين آنذاك، وهم أصحاب السيادة والسلطة في القدس، إلى أخذ نور القيامة وإشعال قناديل مسجدهم به؟
الجواب بسيط، لكنه عميق:
لأنهم آمنوا أن هذا نور سماوي، لا حيلة فيه ولا خداع، بل معجزة حقيقية نزلت من السماء.
إيمان بلا حدود… ومعجزة تشهد لها العصور
هذا النص التاريخي لا يفتح بابًا فقط على التسامح والعيش المشترك في ظل الحكم الإسلامي، بل يروي أيضًا كيف اجتمعت روحانية الأديان الثلاثة في قلب القدس، حول نورٍ واحد، هو نور القيامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سبت النور صلاة خميس العهد
إقرأ أيضاً:
يوم القيامة.. تعرف على أسمائه وأشراط الساعة وعلاماتها الصغرى
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء إن يوم القيامة يوم عظيم، كثر ذكره في كتاب الله، وكثرت أسمائه لبيان عظمته، على عادة العرب في لغتهم، فإنهم كانوا إذا أحبوا شيئًا أكثروا من أسمائه، وإذا خافته كذلك، فتراهم أكثروا من أسماء الخمر، وكذلك أكثروا من أسماء الأسد.
أسماء يوم القيامة
ونوه أن الله عز وجل عدد أسماء يوم القيامة في كتابه المجيد فذكر منها : الساعة، والطامة، الآزفة، والحشر، والتغابن، يوم الحسرة، الصاخة ...إلخ
وتابع: فلا ريب من أنه يوم عظيم جليل، يغضب فيه ربنا سبحانه وتعالى، ولا يؤذن لأحد أن يشفع فيه إلا نبينا المصطفى ﷺ، فيكرمه الله بهذا المقام المحمود، والشفاعة العظمى.
عظمة يوم القيامة
واوضح ان من عظمة ذلك اليوم كثرة العلامات والأمارات التي تكون بين يديه تمهيدًا لحدوثه، وقد ذكر ربنا هذه العلامات أيضًا في كتابه فقال تعالى : (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْراطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) [محمد :18].
وقد اهتم النبي ﷺ بإخبار الأمة بما يحدث، وبما حدث في الماضي ولم يطلعوا عليه، وذلك لتقوية إيمانهم، وتبشيرهم وتحذيرهم، وتعريفهم كيف يتم التعامل مع هذه الوقائع، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : (قام فينا النبي ﷺ مقاماً، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حَفِظَ ذلك مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ) [البخاري].
أشراط الساعة وعلاماتها
وأشار الى ان ربنا ذكر أن أشراطها قد حدثت، وقسم العلماء علامات الساعة إلى علامات صغرى وعلامات كبرى، فالصغرى مظاهر تطرأ على المجتمعات الإسلامية، بل والمجتمعات العالمية.
علامات الساعة الصغرى
والعلامات الصغرى ذكرت في الأحاديث النبوية تزيد عن سبعين علامة تدور أغلبها على : ظهور الفساد، وترك الدين، وقلة العقل، وقلة العلم، وشيوع ذلك بين الناس، وأن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، وإسناد الأمر إلى غير أهله، قلة العلم وظهور الجهل، وكثرة القتل، وشرب الخمور وتسميتها بغير اسمها، وكثرة الزنا والخنا، ولبس الرجال الحرير، ائتمان الخائن وتقريبه، وتخوين الأمين، وظهور الفحش والتفحش، اتخاذ المساجد طرقًا، ويظهر الموت فجأة، ظهور الفتن وعموم شرها، وكثرة الزلازل، وكثرة القتل، وتداعي الأمم وتكالبها على أمة الإسلام كما تتكالب الأكلة على قصعتها، والتماس العلم عند الأصاغر، ظهور النساء الكاسيات العاريات، وظهور أقوام معهم أسواط كأذناب البقر يضربون الناس بها، وتصدُّر السفهاء وتكلمهم في الأمور العامة للناس.