الصين تستخدم إستراتيجية مزدوجة للسيطرة على تايوان
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
تشهد العلاقات بين الصين وتايوان توتراً متصاعداً، حيث أصبح تحليق المقاتلات الصينية في المجال الجوي التايواني حدثاً شبه يومي، في استعراض للقوة ورسالة واضحة بأن الحرب قد تندلع في أي لحظة.
وبحسب تقرير أعده مراسل الجزيرة محمد البقالي من مدينة شيامن -الأقرب جغرافياً إلى تايوان- فإن بكين تتبع نهجاً مزدوجاً في تعاملها مع الجزيرة، يجمع بين الضغط العسكري والاستقطاب الثقافي والاقتصادي.
فمن ناحية تنفذ الصين مناورات عسكرية متكررة تحاكي تطويقاً كاملاً للجزيرة، ومن ناحية أخرى تطلق مبادرات اقتصادية وثقافية تستهدف استقطاب الشباب التايواني. ويعكس هذا النهج المزدوج رؤية الصين الرسمية تجاه ما تعتبره جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
ونقل التقرير عن أحد أساتذة جامعة الدفاع الوطني التابعة للجيش الصيني أن التدريبات تستهدف القوى الانفصالية في تايوان، معتبراً ذلك إجراءً مشروعاً وضرورياً لحماية السيادة الوطنية وإعادة التوحيد.
ولا تكتفي الصين بالتلويح بالقوة العسكرية، بل تسعى أيضاً إلى كسب قلوب وعقول التايوانيين عبر ما يُعرف بـ"القوة الناعمة"، حيث تستقطب الكفاءات الشابة بحوافز اقتصادية وبيئة عمل داعمة، مستفيدة من التشابه الثقافي واللغوي بين الجانبين.
إعلانوتعد هذه الإستراتيجية المزدوجة جزءاً من خطة طويلة المدى تهدف إلى تحقيق حلم "الصين الواحدة" الذي لطالما نادت به بكين.
وفي هذا السياق، نقل التقرير عن مدير إحدى الشركات الصينية الناشطة في استقطاب المواهب التايوانية أن شركته قدمت خدمات لأكثر من 40 ألف شاب تايواني وساعدتهم في إطلاق أكثر من 500 مشروع موجه لهم، لافتا إلى أن الحكومة الصينية تعامل أبناء تايوان بطريقة ودية جداً.
الدور الأميركي الحاسم
ورغم هذه الجهود "الناعمة"، لا تزال الخيارات العسكرية حاضرة بقوة في حسابات الصين، خاصة مع تفوقها العسكري الكاسح الذي يمكّنها نظرياً من حسم أي مواجهة مباشرة مع تايوان في أيام أو أسابيع، غير أن هذا التفوق يصطدم بعامل الدور الأميركي الحاسم في المعادلة.
فالولايات المتحدة، على الرغم من اعترافها رسمياً بسياسة "الصين الواحدة"، تلتزم بدعم تايوان عسكرياً وتتبنى ما يُعرف بـ"سياسة الغموض الإستراتيجي" بشأن إمكانية تدخلها العسكري المباشر لحماية الجزيرة، وهذا الغموض تحديداً هو ما يمنع الصين من المضي قدماً في أي خطط عسكرية حاسمة.
وتبقى المنطقة في ظل هذه التعقيدات الجيوسياسية، على حافة مواجهة محتملة تشبه في طبيعتها الحرب الباردة، حيث يتبادل المعسكران الرسائل العسكرية والسياسية، مع مخاوف متزايدة من تحوّل هذه الرسائل إلى اشتباك مباشر في أي لحظة.
يذكر أن جذور هذا التوتر تعود إلى الحرب الأهلية الصينية التي انتهت بانفصال تايوان عام 1949، حيث لجأت القوات القومية المهزومة إلى الجزيرة وأسست حكومة منفصلة.
ومنذ ذلك الحين، لا تزال الذاكرة الجماعية الصينية متمسكة برؤية الوحدة، خاصة بين كبار السن الذين عاصروا تلك الفترة وينظرون إلى استعادة تايوان باعتبارها مسألة وطنية وتاريخية لا تقبل المساومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي من غزة: ما يجري مذبحة تُنفذ ببطء.. والمجاعة تستخدم كسلاح
#سواليف
حذّر رئيس مكتب #الأمم_المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة، جوناثان ويتال، من أنّ الوضع في قطاع #غزة بلغ مرحلة ” #المجزرة_البطيئة “، مشيرا إلى أن “المدنيين يُقتلون يوميا فقط لمحاولتهم الوصول إلى الغذاء، في ظل تجاهل تام للقانون الإنساني الدولي”.
وفي مؤتمر صحفي عقده من غزة قال ويتال: “بينما تتجه أنظار العالم إلى أماكن أخرى، يُقتل الناس في غزة وهم يحاولون البقاء على قيد الحياة. مجرد محاولة الحصول على #الطعام أصبحت بمثابة #حكم_بالإعدام”.
وأوضح ويتال أنه “منذ رفع الحصار جزئيا قبل أكثر من شهر، قُتل ما يزيد على 400 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء”.
مقالات ذات صلة استمرار مجازر الاحتلال ضد المجوّعين على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأميركية 2025/06/23وأضاف: “التقيت خلال الأيام الماضية بعض الجرحى في مستشفى ناصر، الذي يعاني من الاكتظاظ ونقص حاد في الموارد”.
وأشار إلى أن “القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود التي كانت تتجمع قرب مواقع توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية، والتي تقع في مناطق ذات طابع عسكري”.
وأكد أن “كثيرا من هؤلاء الضحايا سقطوا في أماكن تعذر على سيارات الإسعاف الوصول إليها، وسط أنباء عن وجود مفقودين يُرجح أنهم قتلوا”.
وفي حادثة وقعت قبل أيام، أطلقت دبابة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي النار على حشد من المواطنين الذين كانوا بانتظار وصول شاحنات مساعدات، ما أسفر عن استشهاد نحو 60 شخصا وإصابة المئات، بحسب ويتال.
ولفت إلى أن “بعض الجرحى سقطوا أيضا على يد عصابات مسلحة تنشط قرب مواقع الجيش الإسرائيلي”، مؤكدا أن “الجنود استهدفوا مرارا من يحاولون تأمين المساعدات”.
كارثة إنسانية في المرافق الصحية والمياه
وفيما يخص الوضع الصحي، قال ويتال إن “قطاع غزة يعيش انهيارا شبه كامل في منظومته الطبية”، مشيرا إلى أن “المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئيا مثقلة بالأعباء وتتعرض للقصف المباشر وأوامر الإخلاء”.
وأضاف أن المستشفيات تُعاني من نقص حاد في الوقود، الذي يجري تقنينه بشكل صارم، محذرا من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى “مزيد من الوفيات العبثية القابلة للتجنّب”.
وبخصوص أزمة المياه، أشار المسؤول الأممي إلى أن “الآبار نفد منها الوقود أو تقع في مناطق يصعب الوصول إليها، فيما تعاني الأنابيب من أضرار جسيمة تؤدي إلى هدر الكميات القليلة المتبقية”.
وأضاف: “الأطفال يصطفون في طوابير طويلة بانتظار شاحنات مياه لا تصل في كثير من الأحيان”.
المجاعة في تصاعد وتفشٍ لسوء التغذية
أوضح ويتال أن “مؤشرات المجاعة في غزة تتزايد”، مؤكدا أن “بيانات منظمة اليونيسف تظهر دخول أكثر من 110 أطفال يوميا إلى المستشفيات منذ بداية العام الجاري لتلقي العلاج من سوء التغذية”.
وأشار إلى أن “الكميات القليلة من الغذاء التي تدخل القطاع غالبا ما تُنهب من مؤخرة الشاحنات من قبل حشود الجوعى أو تُستولى عليها من قبل عصابات إجرامية”.
استخدام الجوع كسلاح.. و”محو حياة الفلسطينيين”
وأكد ويتال أن “الجوع يُستخدم كسلاح، وأن ما نشهده في غزة هو تهجير قسري، وقتل بطيء ممنهج لأناس لا يطلبون إلا البقاء على قيد الحياة”.
وأضاف: “كل ما وصفته يمكن منعه بالكامل، لكن ما يحدث يشير إلى تصميم مسبق على محو حياة الفلسطينيين من غزة”.
وشدّد على أن “إسرائيل، بصفتها سلطة قائمة بالاحتلال، تتحمل مسؤوليات واضحة بموجب القانون الدولي، لكن الواقع على الأرض يظهر أنها لا تفي بأي من تلك الالتزامات”، مؤكدا “الحاجة إلى مساءلة واضحة عن الجرائم المرتكبة”.
دعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وضغوط دولية
وفي ختام كلمته، طالب ويتال المجتمع الدولي بممارسة “ضغوط سياسية واقتصادية ملموسة على إسرائيل لوقف الكارثة”.
وشدد على “ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بما يتماشى مع قرارات محكمة العدل الدولية”.
وقال: “اليوم، ومن قلب غزة، أستطيع القول دون أدنى شك إن ما يُبذل من جهد لا يكفي، إذ تُقوّض حياة الفلسطينيين، وكل ما يضمن استمراريتها، على نحو منهجي أمام أعين العالم”.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.