22 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: مع اقتراب موعد القمة العربية في بغداد منتصف أيار 2025، يتصاعد الجدل السياسي في العراق حول دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع، التي أعلنها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

هذه الدعوة، التي تهدف إلى إعادة دمج سوريا في الحضن العربي، كما يقول المدافعون عنها، أثارت انقسامات حادة، خاصة داخل “الإطار التنسيقي”، مما يكشف عن صراع أعمق حول التوجهات الإقليمية للعراق.

فبينما يرى البعض في الدعوة خطوة دبلوماسية لتعزيز مكانة العراق عربياً، يعتبرها آخرون استفزازاً سياسياً يهدد التوازنات الداخلية.

داخل “الإطار التنسيقي”، تبرز الخلافات بوضوح.

حزب الدعوة الإسلامية، في موقف متشدد، وصف حضور الشرع بـ”الإهانة”، مستنداً إلى اتهامات غير مؤكدة حول سجله، رغم نفي مجلس القضاء الأعلى لوجود مذكرة توقيف بحقه.

في المقابل، فضّلت قوى مثل تيار الحكمة وائتلاف النصر الصمت أو القبول الضمني، مما يعكس غياب موقف موحد.

مصادر سياسية تشير إلى أن هذا الرفض قد يكون مدفوعاً بأجندات انتخابية، حيث يسعى البعض لتعبئة قواعدهم الشعبية قبيل انتخابات تشرين الثاني 2025، مستغلين الحساسيات التاريخية تجاه الشرع.

على الجانب الآخر، تلقى الدعوة ترحيباً من القوى السنية والكردية، التي ترى في القمة فرصة لتأكيد انتماء العراق لمحيطه العربي.

هوشيار زيباري، القيادي الكردي، أشاد بالخطوة، منتقداً “الدوافع الطائفية” للمعارضين.

هذا التباين يكشف عن صراع أوسع بين تيار يدفع نحو الانفتاح على الدول العربية، خاصة الخليج، وآخر متمسك بالروابط مع المحور الإيراني.

و هكذا فان القمة، ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل ساحة تجاذبات سياسية داخلية وإقليمية.

الحكومة، من جهتها، تؤكد التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، لكن توظيف الملف سياسياً يهدد بتحويل القمة إلى نقطة توتر بدلاً من منصة للتعاون.

والجدل حول الشرع يعكس تحديات العراق في موازنة طموحاته الإقليمية مع تعقيداته الداخلية، مما يضع السوداني أمام اختبار دقيق لقيادة هذا الملف بنجاح. ق

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

متنزه الزوراء يستعيد أنفاسه: أمانة بغداد تعززها بـ 5000 شجرة زيتون

26 مايو، 2025

بغداد/المسلة:  وضعت أمانة بغداد، الاثنين، الحجر الأساس لمتنزه “القاطع التركي الجديد” بمساحة 12 دونماً في الزوراء بالتعاون مع بلدية غازي عنتاب ضمن مذكرة التفاهم العراقية -التركية،  في خطوة تعكس طموح العاصمة العراقية لتعزيز المساحات الخضراء واستعادة رئتها الطبيعية.

وأعلنت الأمانة، في بيان رسمي بتاريخ 25 مايو 2025، أن وفدًا تركيًا برئاسة رئيسة بلدية غازي عنتاب قدّم هبة تضم 5000 شجرة تين وزيتون، سيتم زراعتها في الحديقة الجديدة كرمز للتعاون الثنائي. ويأتي المشروع ضمن رؤية أوسع لتحويل بغداد إلى مدينة مستدامة، حيث تستهدف الأمانة زراعة 10,000 شجرة إضافية في 2025، مع تخصيص 750 دونمًا من متنزه الزوراء لتوسيع المساحات الخضراء.

وقال أمين بغداد، عمار موسى كاظم: “وضعنا اليوم، في حدائق متنزه الزوراء، وبحضور رئيسة بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، الحجر الأساس لمشروع جديد، وذلك في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مسبقاً مع بلدية غازي عنتاب”.

وأكدت مصادر في أمانة بغداد أن المشروع يهدف إلى تخفيف الاحتباس الحراري وتحسين جودة الهواء، خاصة بعد أن انخفضت نسبة المساحات الخضراء في العاصمة إلى أقل من 7% من إجمالي مساحتها، وفق إحصائيات رسمية لعام 2023.

ويستلهم المشروع تجارب سابقة في العراق، مثل إعادة تأهيل حديقة الزوراء بعد تدميرها الجزئي خلال غزو 2003، عندما خسرت الحديقة 90% من حيواناتها وتضررت بنيتها التحتية. ونجحت جهود الترميم بحلول 2010 في إعادة فتح المتنزه، مما جعله وجهة عائلية رئيسية تستقطب 2 مليون زائر سنويًا.

ويواجه متنزه الزوراء تحديات مستمرة، لكن أمانة بغداد اكدت التزامها بتطوير المتنزه.

وتشير خطط الأمانة إلى إضافة فعاليات ترفيهية جديدة في الجزء المغلق من المتنزه بحلول 2026، باستثمارات تصل إلى 15 مليون دولار. وتتزامن هذه الجهود مع اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025، مما يعزز أهمية المشاريع الخضراء في جذب الزوار.

وتعزز حديقة الزيتون آمال العراقيين في استعادة جمال بغداد التاريخي، لكن نجاح المشروع يتطلب حماية المتنزه من التعديات وضمان استدامة الموارد.

وتظل العاصمة، برئتها الخضراء المتجددة، رمزًا للصمود والأمل في مواجهة التحديات.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اللامي يؤكد أهمية تفعيل الدبلوماسية في استرداد الأموال المُهرَّبة وتسليم المطلوبين
  • مخيم الهول.. قنبلة موقوتة تهدد أمن العراق ومستقبله
  • منطقتنا بين جولة ترامب وقمة بغداد
  • المالكي يقرر الدخول في المنافسة الانتخابية عن العاصمة بغداد
  • جامع مرجان ينتظر إحياء ملامحه.. سنوات الإهمال تهدد معلماً تاريخياً وسط بغداد (صور)
  • متنزه الزوراء يستعيد أنفاسه: أمانة بغداد تعززها بـ 5000 شجرة زيتون
  • هيئة الاستثمار تكشف عن ضوابط للسيطرة على أسعار الوحدات السكنية
  • العراق يواجه جفافًا تاريخيًا غير مسبوق
  • خط كركوك–بانياس.. الأنبوب الذي يسيل له لعاب الجغرافيا والسياسة
  • العراق… نوادٍ للروبوت والذكاء الاصطناعي في 3 محافظات