نموذج ملهم من قلب الفيوم.. قيادات الذكاء الاصطناعي يشيدون بتجربة “توصيلتي”
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
في قلب محافظة الفيوم، حيث لم تكن ثقافة البيع الإلكتروني قد رسخت بعد، نجحت شركة “توصيلتي” في رسم ملامح جديدة للتحول الرقمي في صعيد مصر. لم تمر سوى أشهر قليلة على انطلاق المشروع حتى بات اسم “توصيلتي” معروفًا في الشارع الفيومي كمنصة موثوقة لتوصيل الطعام والطلبات، معتمدًا على تقنيات حديثة في الذكاء الاصطناعي وإدارة الطلبات الأوتوماتيكية.
وفي زيارة رسمية اعتُبرت نقطة فاصلة، استقبلت الشركة وفدًا من كبار الأكاديميين والمتخصصين في قطاع الحاسبات والمعلومات، ضم قيادات علمية من جامعات الفيوم، الزقازيق، والأكاديمية العربية، حيث أعرب الجميع عن إعجابهم بالنموذج الشبابي الطموح الذي جمع بين الفكر المحلي والتكنولوجيا العالمية.
أكثر من مجرد تطببق.. “توصيلتي”يخلق فرصًا ويغير ثقافة مجتمعلم يكن هدف "توصيلتي" مجرد توفير وجبات أو خدمات توصيل سريعة، بل سعى مؤسسوه إلى خلق بيئة رقمية جديدة تفتح آفاق عمل حقيقية أمام شباب المحافظة. وأكد المهندس محمد طريف، مدير التشغيل، أن المشروع وفر أكثر من 50 فرصة عمل مباشرة خلال فترة قصيرة، ويطمح للوصول إلى 1000 فرصة بنهاية العام.
كما أشار محمد ثابت، مدير التعاقدات، إلى التحديات الثقافية التي واجهها المشروع في بدايته، إذ تطلّب نشر ثقافة البيع الإلكتروني وتدريب أصحاب المحلات والمطاعم على آليات التعاون الرقمي، حتى بات التطبيق اليوم جزءًا من الروتين اليومي لأكثر من 205 جهة متعاقدة.
فريق محلي بالكامل.. استثمار في الكفاءات الشابة داخل المحافظةاستثمار في الكفاءات الشابة داخل المحافظة
ما يميز "توصيلتي" هو اعتماده الكامل على كوادر من أبناء الفيوم، حيث يضم الفريق الإداري والتقني خريجي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي من الجامعات المصرية، في تجربة نادرة تعكس قدرات الشباب على قيادة الابتكار من المحافظات.
وأكد محمد عبد الرحمن، المدير الإداري، أن بناء الهيكل التنظيمي لم يكن سهلًا، لكنه تم عبر تدريب داخلي مكثف، واستثمار طويل المدى في المهارات المحلية، وهو ما أثمر عن فريق محترف يدير العمليات اليومية بمنهجية عالية الكفاءة. كما أشار إلى أن آلاف الفرص غير المباشرة أُتيحت من خلال المتاجر المتعاقدة، في نقلة نوعية لسوق العمل المحلي.
إشادة أكاديمية وتوصيات بالتوسع في باقي المحافظاتلاقى النموذج الفيومي إشادة واسعة من الوفد الزائر، حيث عبّر الدكتور خالد حسني عن فخره بقدرة شباب خريجي الجامعات على تحويل أفكارهم إلى تطبيقات تخدم مجتمعاتهم، داعيًا إلى تكرار التجربة في باقي جامعات مصر عبر دعم مباشر من المؤسسات التعليمية والبحثية.
إشادة أكاديمية وتوصيات بالتوسع في باقي المحافظاتمن جانبه، أشار الدكتور محمد خفاجي إلى أن التطبيق الذي تم تطويره بالكامل بأيدٍ مصرية، أصبح ينافس على المستوى الدولي، بل وبدأ بالفعل في دراسة التوسع خارج حدود مصر، وهو ما ينسجم مع استراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي ودعم الاقتصاد المعرفي.
خطط للتوسع وتعاون مع الجامعات.. والفيوم مركز رقمي واعد
لم تتوقف زيارة الوفد عند حدود الإعجاب، بل تضمنت اتفاقات أولية للتعاون بين “توصيلتي” وكليات الحاسبات في مجالات التدريب، الدعم التقني، والبحث العلمي. وأكد الدكتور مصطفى ربيع على أهمية ربط الطلاب بسوق العمل عبر منصات ناشئة مثل “توصيلتي”، مضيفًا أن الكلية ستعمل على تقديم الدعم الكامل لتكرار التجربة في مبادرات طلابية مماثلة.
كما اقترح الدكتور أحمد السداوي نقل التجربة إلى محافظات مثل أسوان.كما اقترح الدكتور أحمد السداوي نقل التجربة إلى محافظات مثل أسوان، ما قوبل بترحيب من إدارة “توصيلتي” التي أكدت استعدادها لتوسيع رقعة المشروع وتحويل الفيوم إلى مركز رقمي إقليمي، ليس فقط في خدمات التوصيل، بل في صناعة التطبيقات المحلية ذات الجودة العالية.
يمكن للعملاء تحميل تطبيق “توصيلتي” وطلب احتياجات حيواناتهم الأليفة بكل سهولة عبر الروابط التالية:
???? للأندرويد.. من هنا
???? للآيفون من هنا
جدير بالذكر أنّ "توصيلتي" هو التطبيق الأكبر في محافظة الفيوم، ويضم أكثر من ١٩٠ مطعمًا، 7 سوبر ماركت، 5 عطارات، وعدد من الصيدليات والمتاجر المتنوعة، مما يجعله الخيار الأول للمستهلكين الباحثين عن خدمات توصيل سريعة ومميزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محافظة الفيوم الذكاء الاصطناعي شباب رواد الأعمال جامعة الفيوم التوصيل الذكي فرص عمل في الصعيد الابتكار المحلي الاقتصاد الرقمي تطبيقات توصيل مشاريع شبابية تمكين الشباب مصطفى ثابت الدكتور مصطفى ثابت جريدة الفجر
إقرأ أيضاً:
قوة الذكاء الاصطناعي في التنبؤ باحتياجات المستهلكين
أصبح السباق لمواكبة تطلعات العملاء مطلبًا جوهريًا لنجاح المؤسسات، وفي هذا السياق، برز الذكاء الاصطناعي كأداة فارقة تمكّن الشركات من التنبؤ باحتياجات عملائها، بل وتجاوز ذلك إلى تهيئة عروضها وخدماتها قبل أن تتبلور هذه الاحتياجات، وهذا النهج الاستباقي لا يسهم في تعزيز رضا العملاء فحسب، بل يرفع كفاءة العمليات التشغيلية، ويدعم الربحية على نحو ملموس.
ميزات استراتيجية -
يوظّف الذكاء الاصطناعي كمّيات هائلة من البيانات لصياغة توقعات دقيقة حول سلوك المستهلك، فمن خلال تحليل مؤشرات رئيسية مثل سجل المشتريات وسلوك التصفح والنشاط على منصات التواصل الاجتماعي، تتمكّن الأنظمة المعززة بالذكاء الاصطناعي من رصد الأنماط والتنبؤ باتجاهات الشراء المستقبلية، وهذه القدرة تمنح الشركات ميزة استراتيجية عبر:
1. الاستباق في تلبية احتياجات العملاء: من خلال فهم ما قد يرغب به العملاء مستقبلًا، تستطيع الشركات تصميم عروضها بما يتناسب مع ذلك.
2. تطوير استراتيجيات تسويق موجّهة: بما يضمن وصول الرسائل التسويقية إلى الجمهور المناسب في التوقيت الأمثل.
3. تحسين إدارة المخزون: عبر خفض الفائض وضمان توفر المنتجات المطلوبة دائمًا، وهو ما ينعكس إيجابًا على الربحية.
4. التعرّف على الاتجاهات الناشئة في السوق: مما يتيح للشركات الابتكار والتكيّف بسرعة للحفاظ على موقعها في سوق ديناميكي.
تحليل بيانات العملاء -
- تحليل سجل المشتريات
تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بدراسة المشتريات السابقة للعملاء لاستخلاص أنماط متكررة وتفضيلات واضحة، ويتيح هذا التحليل للشركات فهم المنتجات أو الخدمات التي يُرجّح أن يشتريها العملاء مستقبلًا، ومن خلال رصد هذه الاتجاهات، يمكن تصميم عروض ترويجية مخصّصة تتماشى مع اهتمامات كل عميل، مما يعزز مستوى التفاعل.
- تحليل سلوك التصفح
عبر دراسة كيفية تنقّل العملاء في المواقع الإلكترونية وتفاعلهم مع المحتوى الرقمي، يوفر الذكاء الاصطناعي رؤى قيّمة حول اهتماماتهم وآليات اتخاذ القرار لديهم، ويساعد فهم هذه السلوكيات الشركات في تحسين تصميم مواقعها واستراتيجيات المحتوى، بما يضمن تجربة استخدام سلسة تشجع على إتمام عمليات الشراء.
- تحليل النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي
تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي جمع معلومات عن تفاعلات العملاء وتفضيلاتهم وانطباعاتهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مما يمكّن الشركات من التواصل مع جمهورها المستهدف بفعالية أكبر، ويساعد هذا التدفق المستمر من ردود الأفعال في تعديل الاستراتيجيات التسويقية بسرعة وفقًا للمزاج العام والاتجاهات السائدة.
فوائد التنبؤ باحتياجات العملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي -
- استراتيجيات تسويق مخصّصة
يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات تصميم حملات تسويقية موجّهة بدقة من خلال التنبؤ بتفضيلات كل عميل على حدة، وهذا التخصيص ينعكس في معدلات تحويل أعلى وعائد استثمار أفضل، كما أن الرسائل المصممة بعناية تخلق إحساسًا بالارتباط بين العلامة التجارية والعميل، مما يعزّز الولاء على المدى البعيد.
- تعزيز رضا العملاء
من خلال القدرة على استباق احتياجات العملاء، تستطيع الشركات توفير تجربة أكثر سلاسة وتكيّفًا، وهو ما يرفع مستوى الرضا والولاء. العملاء الراضون يميلون إلى تكرار الشراء، بل ويتحوّلون إلى سفراء للعلامة عبر التوصيات الشفوية.
- تحسين إدارة المخزون
تساعد قدرات التنبؤ في ضمان توفر المنتجات المناسبة في الوقت المناسب، والحد من الهدر، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وهذه الممارسات تسهم في تحسين التدفقات النقدية وتقليل مخاطر نقص أو فائض المخزون التي قد تؤثر سلبًا على المبيعات.
- ميزة تنافسية
إن التنبؤ المسبق باحتياجات المستهلكين يعزز فهم الشركات لاتجاهات السوق، مما يمكّنها من الابتكار باستمرار والحفاظ على تقدمها على المنافسين، والشركات التي توظّف الذكاء الاصطناعي بفاعلية تستطيع تمييز نفسها في الأسواق المزدحمة عبر تقديم حلول متجددة تلبي احتياجات العملاء المتغيرة.
أدوات توقّع احتياجات العملاء -
- أدوات تحليل الانطباعات (Sentiment Analysis)
تتيح منصات مثل MonkeyLearn تقييم الانطباعات والمشاعر وراء المراجعات الإلكترونية والذكر في وسائل التواصل الاجتماعي، ما يساعد الشركات على فهم كيفية perceiving العلامة التجارية. ومن خلال قياس الرأي العام في الوقت الفعلي، يمكن للمؤسسات اتخاذ قرارات مدروسة بشأن تعديل المنتجات أو إعادة صياغة الاستراتيجيات التسويقية.
- تتبّع سلوك المستخدم
توفر أدوات مثل Google Analytics رؤى عميقة حول تفاعل المستخدمين مع المواقع الإلكترونية، ما يتيح تتبّع وتحليل سلوك العملاء، وتساعد هذه البيانات في تحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين ضمن الواجهة الرقمية للشركة، بما يعزّز التفاعل ورضا المستخدمين.
- تكامل أنظمة إدارة علاقات العملاء مع الذكاء الاصطناعي
تتيح حلول مثل ChatSpot المدمجة في نظام HubSpot ربط الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرة ببيانات العملاء المخزنة في أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، مما يمكّن الشركات من صياغة مواد تسويقية تتلاءم مع جمهورها المحدد، وهذا التكامل يسهّل جهود التواصل ويضمن أن تكون الرسائل في الوقت المناسب وبأعلى قدر من الملاءمة.
- التجزئة الاستراتيجية للجمهور
تستخدم منصات مثل Adobe Analytics تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء شرائح استراتيجية من الجمهور بناء على سلوكياتهم السابقة وتوقعاتهم المستقبلية، ومن خلال تقسيم الجمهور بدقة، تستطيع الشركات تصميم رسائل موجّهة تحقق فعالية أكبر للحملات التسويقية.
مستقبل التنبؤ باحتياجات العملاء -
مع استمرار تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن نشهد قدرات تنبؤية أكثر تطورًا، أبرزها:
1. التخصيص الفوري لتجربة العميل: عبر التكيّف اللحظي مع البيانات الحية بما يعزز تفاعل العملاء ويثري تجربتهم.
2. توقعات طويلة المدى أكثر دقة: حيث ستتيح الخوارزميات المتقدمة للشركات الاستعداد مبكرًا للتحولات في سلوك المستهلك.
3. دمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات الناشئة: مثل الواقع المعزز، لتقديم تفاعلات مبتكرة وغامرة تعمّق من ارتباط العملاء بالعلامة التجارية.
تطبيقات واقعية للتنبؤ باحتياجات العملاء -
- توصيات المنتجات في التجارة الإلكترونية
تعتمد المتاجر الإلكترونية الكبرى مثل أمازون على محركات توصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لاقتراح منتجات استنادًا إلى سلوك الشراء السابق، وسجل البحث، والتفضيلات المعلنة، وهذا المستوى من التخصيص يعزز تفاعل العملاء ويزيد المبيعات عبر عرض خيارات قد لا يفكر العميل في البحث عنها بشكل مباشر.
- التنبؤ بمغادرة العملاء في قطاع الاتصالات
تستفيد شركات الاتصالات من أدوات مثل SAS Customer Intelligence 360 للتنبؤ بالعملاء المحتملين لمغادرة الخدمة، وتحليل أسباب ذلك، ويتيح هذا النهج اتخاذ إجراءات استباقية مثل تقديم عروض مخصصة أو تحسين جودة الخدمة؛ بما يقلل معدلات فقدان العملاء بشكل ملموس.
- تخصيص المحتوى في خدمات البث
تطبق منصات البث مثل نتفليكس خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط المشاهدة واقتراح محتوى يتماشى مع اهتمامات كل مستخدم. ومن خلال التحديث المستمر لهذه التوصيات بناء على ردود الفعل وسلوك المشاهدة، تضمن المنصة تجربة مشاهدة متجددة تحافظ على ارتباط المشتركين.
لانش كونسلتنج (Launch Consulting)، مؤسسة استشارية متخصصة في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة