لماذا أصبحت الحرب الصينية ضد الفاشية هي ساحة المعركة الرئيسية في الشرق؟
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
في مواجهة “الكساد الاقتصادي الكبير” الذي اجتاح العالم الرأسمالي في عام 1929، اختارت دول مثل ألمانيا واليابان وإيطاليا نمط الفاشية الذي يعتمد على الديكتاتورية الداخلية والعدوان الخارجي، ساعية إلى الخروج من الأزمة من خلال التوسع العدواني وشن الحروب، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية. بينما كانت القوى الغربية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تنتهج سياسة الاسترضاء تجاه الفاشية، وذلك على حساب الصين وغيرها من الدول المستعمَرة أو شبه المستعمَرة، ساهم هذا النهج في تسريع وتيرة التوسع العدواني لكل من ألمانيا النازية واليابان وإيطاليا الفاشية، وتوسيع نطاق حروبها وعدوانها حتى امتدت الحرب العالمية الثانية من آسيا إلى أوروبا ثم إلى جميع أنحاء العالم.
الصين أول من رفع راية المقاومة المسلحة ضد العدوان الفاشي العالمي
في 18 سبتمبر1931، أثار الجيش الياباني عمدا “حادثة ليوتياوهو”، وبدأ العدوان المسلح على شمال شرقي الصين. فاندلعت المقاومة الشعبية الصينية، لتكون بداية حرب الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، كما أسهمت هذه التطورات في فتح فصل جديد من فصول الحرب العالمية ضد الفاشية.
حرب الصين ضد الفاشية استمرت أطول وقت وأبادت أكبر عدد من الجنود اليابانيين
وفقًا للإحصائيات، كانت الولايات المتحدة شاركت فعليا في الحرب العالمية الثانية لمدة 3 سنوات و9 أشهر، والاتحاد السوفيتي لمدة 4 سنوات وشهرين، وبريطانيا لمدة 6 سنوات. أما الصين فقد خاضت أطول حرب ضد الفاشية، وقدمت أكبر تضحيات. من عام 1931 إلى عام 1945، خاضت القوات الصينية والشعب نحو 200 ألف عملية كبيرة وصغيرة، إضافة إلى أكثر من 200 معركة مهمة، وأدّت الحرب في نهاية المطاف إلى سقوط أكثر من 35 مليون ضحية بين قتيل وجريح، وتم خلالها القضاء على أكثر من1.5 مليون جندي ياباني، وهو ما يمثل أكثر من نصف العدد الإجمالي لقتلى الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية. كما قُتل أكثر من 100 ضابط ياباني رفيع المستوى في ساحة المعركة الصينية. وبعد استسلام اليابان في أغسطس 1945، بلغ عدد الجنود اليابانيين الذين استسلموا في الصين أكثر من 2.3 مليون، وهو ما يمثل أكثر من ثلثي العدد الإجمالي للاستسلامات اليابانية في الخارج.
الصين قدمت مساهمة استراتيجية هائلة لانتصار دول التحالف في الحرب ضد الفاشية
تحملت القوات الصينية والشعب الصيني بمفردهم مهمة الحفاظ على “ساحة المعركة الرئيسية في الشرق” في الحرب العالمية الثانية. كما أثبتت الصين من خلال مقاومتها الطويلة ضد اليابان ونجاحاتها العسكرية الكبيرة تأثيرها العميق على سير الحرب العالمية الثانية، وحققت مساهمة استراتيجية هائلة في دعم الحلفاء في الانتصار الكامل ضد الفاشية.
خاضت القوات الصينية والشعب الصيني معارك بطولية وطويلة الأمد، تمكنت خلالها من إنهاك الجيش الياباني وإضعافه بشكل كبير مما أثّر بعمق على سير الحرب العالمية الثانية. أولاً: أجبرت المقاومة الشعبية الصينية اليابان على التخلي عن التوسع نحو الشمال. ثانيًا: أجلت وأوقفت التوسع الياباني نحو الجنوب. ثالثًا: أجبرت اليابان على التخلي عن خطة الهجوم على أستراليا. رابعًا: أجهضت خطة اليابان للهجوم على الهند.
باختصار، كانت القوات الصينية والشعب الصيني يقاومون بشجاعة بين عامي 1931 و1945، وكانوا أول من رفع راية المقاومة المسلحة ضد العدوان الفاشي على مستوى العالم، وأدوا دورًا بطوليًا في إنجاز المهمة التاريخية لـ”ساحة المعركة الرئيسية في الشرق” في مواجهة الفاشية.
بقلم: لين لي مين، رئيس جمعية تاريخ الحرب العالمية الثانية في الصين، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية
ملاحظة المحرر: يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي قناة CGTN العربية.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثانیة ساحة المعرکة ضد الفاشیة فی الحرب أکثر من
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يكشف المبادئ الرئيسية لخطة إنهاء الحرب في غزة
قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال تصريحاته مساء اليوم الخميس، من بين المبادئ الرئيسية لخطة إنهاء الحرب السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة بما يشمل الحزام الأمني وإدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس أو السلطة، وتشمل المباديء تفكيك سلاح حماس وإعادة جميع المحتجزين، وفقًا للقاهرة الإخبارية.
وعلى صعيد آخر، وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، بياناً أعلنت فيه ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 61776 شهيدا و154906 مصابين منذ 7 أكتوبر 2023
وأضافت الوزارة الفلسطينية :"54 شهيداً و831 مصاباً جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة".
وأصدرت محافظة القدس الفلسطينية، اليوم الخميس، بياناً دعت فيه الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لوقف الزحف الاستيطاني وفرض عقوبات على الاحتلال.
وأشار البيان إلى أن المخططات الإسرائيلية تهدف لطمس الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للقدس.
وتابع :" أوامر الهدم في العيزرية والتجمعات البدوية تهدف للتمهيد لمخطط القدس الكبرى".
وأضاف البيان قائلاً :"هناك مشروعات استيطانية جديدة تهدد بتهجير الخان الأحمر والتجمعات البدوية".
وأردف قائلاً :"تفعيل المخطط الاستيطاني لفصل شمال الضفة عن جنوبها وعزل القدس إعلان حرب على الهوية الفلسطينية".
وذكرت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، اليوم الخميس، إن مشروعات الاستيطان الجديدة مرفوضة وتخالف الشرعية والقانون الدوليين.
وجاء ذلك بعد استمرار إسرائيل في تنفيذ سياسة الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية لتشجيع الاستيطان.
كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسئليل سموتريتش خطط إسرائيل الشريرة لإفراغ الضغة الغربية من أهلها الفلسطينيين.
وتابع قائلاً :"نتنياهو يدعم خطة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية
وقال سمورتريتش "نصادر آلاف الدونمات ونستثمر المليارات لإدخال مليون مستوطن للضفة الغربية".
وشد على أنه حان وقت فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وإنهاء فكرة تقسيم إسرائيل للأبد، على حد قوله.
وأضاف قائلاً :" : قيام دولة فلسطينية يعرض وجود إسرائيل للخطر".
وأكد سموتريتش على أن إسرائيل ستُضاعف حجم مستوطنة معاليه أدوميم.
وأضاف :" نعمل على إبقاء القدس عاصمة موحدة لإسرائيل".
وارتقى ثمانية شهداء فلسطينيين إثر قصف الاحتلال منزلًا في حي الزيتون في قطاع غزة.
وأعلن مستشفى العودة بالنصيرات استقبال 7 شهداء و26 إصابة جراء قصف الاحتلال تجمعات عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة ووسط القطاع.
وقال إيال زامير، رئيس الأركان الإسرائيلية، إن المرحلة الثالثة من السيطرة على غزة تشمل تنفيذ مناورة برية مكثفة داخل المدينة تترافق مع قصف جوي واسع.
وأضاف :"السيطرة على غزة تشمل ترحيل نحو 800 ألف من سكان غزة خلال أسبوعين"