جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-26@08:52:58 GMT

عُمان تحلق في سماء المجد

تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT

عُمان تحلق في سماء المجد

 

مدرين المكتومية

 

برهنتْ الزيارات السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى مختلف العواصم العربية والدولية، على ما تحظى به سلطنة عُمان من مكانة كبيرة، تعكس مدى التقدير والاحترام الذي يُكنه العالم لعُمان، قيادةً وشعبًا، وكشفت عن حجم التعاون والشراكة مع مختلف الدول، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

هذه المكانة العظيمة لوطننا الحبيب، تعكس البُعد الحضاري لنا كعُمانيين، في ضوء تاريخنا التليد الضارب في الجذور، وحاضرنا المُزدهر بحكمة قائدنا المُفدى وسمو أخلاق شعبنا، علاوة على مستقبلنا الواعد والزاخر بكل فرص التمكين والنماء والاستقرار. ولقد كان للزيارات الأخيرة لجلالة عاهل البلاد المُفدى، إلى كل من هولندا وروسيا، أصداء كبيرة، انعكست في ما شهدته الزيارتان من توقيع على اتفاقيات تاريخية، تدعم جهود الشراكة والتعاون في مختلف المجالات، وخاصة الاستثمارية منها.

فإذا ما تطرقنا إلى الاتفاقية التي وقعتها سلطنة عُمان ومملكة هولندا خلال الزيارة السامية الأسبوع الماضي، والتي أُبرمت بين 11 شركة من البلدين؛ لإنشاء أول ممر تجاري في العالم لتصدير الهيدروجين المسال، فإنَّنا نكتشف حجم التعاون عالي المستوى، وتأكيد ما تحظى به عُمان من مكانة وثقة عالمية؛ باعتبارها مركزا آمنا وموثوقا لتصدير الطاقة إلى العالم، ونقطة ارتكاز لوجستية تدعم خطط التحول في الطاقة وجهود زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة النظيفة. وهذه الاتفاقية تمثل اعترافًا دوليًا بأننا في عُمان أصبحنا مركزًا عالميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، وشريكا استراتيجيا في تعزيز أمن الطاقة العالمي، وفق أعلى معايير الجودة والأمان.

أما في الزيارة السامية الكريمة إلى روسيا الاتحادية، فقد وقع البلدان على اتفاقية الإعفاء المُتبادل من التأشيرات لمواطني البلدين، وهي خطوة استراتيجية كبيرة جدًا، تعكس مستوى الترحيب الثنائي والمُتبادل من البلدين لاستقبال المواطنين العُمانيين والروس، سواء لغرض السياحة أو الاستثمار أو التعليم، الأمر الذي يدعم العلاقات الثنائية ويفتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون.

أيضًا وقّع البلدان بروتوكول التعاون الاقتصادي والفني، وهو مشروع لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة روسيا الاتحادية، وفي اعتقادي أن هذه اللجنة ستكون بمثابة بوابة استثمارية كبيرة تعمل على بحث المشاريع المشتركة ومتابعة تنفيذها. وترسيخًا للقواعد القانونية وجهود تعزيز النزاهة، أبرم البلدان مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للمعلومات المالية في سلطنة عُمان وخدمة المراقبة المالية الفيدرالية في روسيا الاتحادية، من أجل التعاون في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ونظرًا لما تشتهر به روسيا من تقدم في تقنيات صيد الأسماك وقطاع الثروة السمكية عامة، فقد وقعت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في سلطنة عُمان مذكرة تفاهم مع الوكالة الفدرالية لصيد الأسماك في روسيا الاتحادية للتعاون في المجال السمكي.

وبصفتي صحفية، أسعدني كثيرًا التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام مُمثلة في وكالة الأنباء العُمانية ووكالة سيغودنيا الدولية للإعلام، للتعاون في مجال الأخبار وتبادل المعلومات، وكذلك التعاون في مجال الإعلام بين وزارة الإعلام وقناة "روسيا اليوم"، وهي واحدة من المؤسسات التلفزيونية الدولية الشهيرة ذات التأثير في المشهد العالمي.

لا شك أن كل هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تدعم مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي العلاقات التي أكد جلالة السلطان المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، حرصهما على مواصلة تطويرها في شتى المجالات؛ بما يخدم المصالح المُشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

ولقد غمرني الفخر الكبير بحفاوة الاستقبال الرسمي لجلالة السلطان في قصر الكرملين، ومدى الانسجام الذي رصدته بين الزعيمين الكبيرين، وهو ما تجلى في تصريحات جلالة السلطان خلال جلسة المباحثات الرسمية؛ حيث أكد جلالته- أعزه الله- أن مباحثاته مع فخامة الرئيس بوتين تركزت على بناء علاقات متينة طيبة بين البلدين، بينما أكد الرئيس بوتين أن هناك الكثير من العمل لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، وذكر بالتحديد مجال الاستثمارات المتبادلة، والترانزيت والنقل والزراعة، وهي مجالات واعدة تفتح الكثير من الآفاق وتساعد في توفير المزيد من فرص العمل، بما يحقق الازدهار والنمو لكلا البلدين.

وكم كان لافتًا أن تشهد الزيارة تدشين طابع تذكاري خاص بتصميم فني مميز، وذلك بمناسبة مرور 4 عقود على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين عُمان وروسيا، وعندما تأملتُ الطابع البريدي، وجدتُ أنه صُمِّمَ بعناية شديدة لكي يعكس الروابط الاقتصادية والثقافية المتينة بين البلدين، وليكون رمزًا للصداقة والتفاهم. فالطابع يجمع اثنين من الشخصيات الرائدة في عُمان وروسيا، وهُما: الملَّاح والرحّالة العُماني الشهير أحمد بن ماجد السعدي، الذي زار بحر قزوين ومدينة دربند، والتاجر والرحالة الروسي أفاناسي نيكيتين، أول مواطن روسي يزور شبه الجزيرة العربية، والذي وثّق في مؤلفاته إقامة قداس عيد الفصح في مدينة مسقط، في تأكيد على مدى التسامح الديني الذي تنعم به عُمان منذ القدم.

ومما يُميِّز زيارات جلالة السلطان، وكل لقاءاته- أعزه الله- مع قادة وزعماء العالم، أنَّ القضية الفلسطينية لا تغيب عن جدول الأعمال؛ حيث يتم تأكيد الموقف العُماني الرافض لكافة أشكال الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وضرورة الوقف الفوري للحرب العدوانية على قطاع غزة، وكذلك أهمية إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهي ثوابت وطنية لا تتزحزح.

وأخيرًا.. أعود وأؤكد أنَّ هذه الزيارات السامية عنوان فخر لنا جميعًا، ومحط اهتمام مختلف وسائل الإعلام، بفضل ما تُحققه من إنجازات وتقدم في مسيرة تعزيز علاقات الشراكة والتعاون الثنائية بين عُمان ومختلف دول العالم، بما يضمن ازدهار ونمو اقتصادنا الوطني وتحقيق الرخاء والرفاه لأبناء هذا الوطن العزيز.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الغرفة تستكشف الفرص الاستثمارية وتبحث التعاون مع شركات التكنولوجيا الدولية بـ"القمة العالمية للموبايل"

 

 

مسقط- الرؤية

شاركت غرفة تجارة وصناعة عُمان ضمن وفد رسمي من سلطنة عُمان في فعاليات معرض القمة العالمية للموبايل (MWC)، الذي انطلق في مدينة شنغهاي بجمهورية الصين الشعبية. ويعد المعرض من أبرز الفعاليات الدولية المتخصصة في الاتصالات والتقنيات الرقمية، ويقام سنويا بمشاركة نخبة من كبرى الشركات العالمية والجهات الحكومية والخبراء في مجالات التكنولوجيا الحديثة، حيث يستعرض أبرز التوجهات المستقبلية في عالم الابتكار الرقمي.

وضم الوفد العُماني ممثلين من عدد من الجهات الحكومية، من بينها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة الإعلام، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، إلى جانب نخبة من المختصين ورجال الأعمال في مجالات الاتصالات والتحول الرقمي. واطلع الوفد خلال مشاركته على أحدث الابتكارات في مجالات تقنية المعلومات، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء.

وأشار المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني عضو مجلس إدارة الغرفة، إلى أن مشاركة الغرفة تأتي انطلاقا من دورها كممثل للقطاع الخاص، وسعيها لتمكين المؤسسات العمانية ورواد الأعمال من مواكبة التحولات الرقمية العالمية، وفتح قنوات تواصل جديدة مع الشركات والمبتكرين في آسيا، والاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في مجالات الاقتصاد الرقمي والتقنيات المتقدمة.

وأضاف أن الغرفة تسعى من خلال هذه المشاركة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية، وتبادل المعرفة حول التحول الرقمي، وبحث سبل التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية العاملة في الأسواق الصينية والآسيوية.

وأوضح الحوسني أن المشاركة في هذا الحدث العالمي تمثل فرصة استراتيجية للاطلاع على أحدث الحلول والتقنيات، وبناء شراكات مع جهات دولية متخصصة، بما يسهم في دعم الرؤية الوطنية للتحول الرقمي، وتنمية بيئة الابتكار، وتعزيز جاهزية المؤسسات العمانية لتبني التكنولوجيا الحديثة.

 وتابع قائلا: "تتطلع الغرفة من خلال هذه المشاركة إلى ترسيخ حضور سلطنة عمان في المحافل التقنية الدولية، والمساهمة في تعزيز الاقتصاد الرقمي الوطني، وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص العماني على الانفتاح على الأسواق العالمية وتبني أفضل الممارسات التقنية".

من جهته، أشار الدكتور أمجد بن عامر الذهلي نائب رئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بالغرفة، إلى أهمية مشاركة سلطنة عمان في مثل هذه المحافل الدولية، لما لها من دور كبير في تعزيز مكانة سلطنة عمان على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي، وربط الشركات العالمية بالشركات العمانية، وفتح آفاق التعاون مع رواد التكنولوجيا العالمية يسهم في نقل المعرفة، وتحفيز الابتكار، وتمكين المؤسسات الوطنية من التوسع والنمو في بيئة تقنية متقدمة. وزار الوفد مقر مدينة شركة هواوي للأبحاث والتطوير والابتكار بشنغهاي، حيث اطلع على أحدث التقنيات في مجال الاتصالات المستقبلية، بما في ذلك حلول الجيل القادم من أنظمة الاتصالات التي لا تزال في طور الاختبارات النهائية قبل طرحها في الأسواق العالمية، وتم عرض كيفية تصميم هذه الأنظمة لتتناسب مع البيئات المختلفة وظروف التشغيل المتنوعة.

وعلى هامش القمة، عقد الوفد سلسلة من الاجتماعات مع عدد من المستثمرين والشركات العالمية الراغبة في توسيع أعمالها في سلطنة عمان، لا سيما في مجالات التقنيات اللوجستية، وإنترنت الأشياء، والتطبيقات الذكية، والميتافيرس، كما زار الوفد إحدى الشركات المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات والشاشات التفاعلية، والتي تُستخدم في قطاعات متعددة مثل التعليم، والتطوير المهني، والصحة، والإعلان.

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال منتدى الاتصال الرقمي البريطاني العُماني في لندن
  • النوارس تحلق فوق السفانة في انطلاق الجولة 37 لدوري نجوم العراق
  • اجتماع خليجي يناقش عددا من مشاريع القوانين الموحدة
  • "مركز أوكيو للبحث والتطوير والابتكار" يحتفل بتخريج الدفعة الأولى من "مُسرِّعات الأعمال"
  • منتدى رجال الأعمال العُماني الجزائري يناقش جهود تعزيز الشراكات وآفاق التعاون الاقتصادي
  • سيارة تحلق في الهواء بسبب تموج الطريق من شدة الحرارة .. فيديو
  • سلطنة عُمان تستضيف اجتماع اللجنة التنفيذية لجمعية النواب العموم العرب
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
  • الغرفة تستكشف الفرص الاستثمارية وتبحث التعاون مع شركات التكنولوجيا الدولية بـ"القمة العالمية للموبايل"
  • بحث التعاون في مجالات الوثائق بين عمان وموريتانيا