مؤتمر بحوث التوحد يعلن إطلاق أول جائزة متخصصة في المجال
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أبوظبي: ميرة الراشدي
أطلق المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد، أول جائزة علمية متخصصة لأبحاث التوحد، كإحدى المبادرات العالمية الرائدة، بهدف تشجيع البحث العلمي المتخصص الذي يسهم في تطوير حلول مبتكرة تخدم الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، وتوفر الجائزة منصة علمية لتقدير الجهود البحثية المتميزة في هذا المجال الحيوي ودعم نشرها عالمياً.
دعا المؤتمر في ختام أعمال دورته الثالثة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في توفير برامج يستفيد منها الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد، والتوسع في برامج التأهيل المهني والتوظيف للأشخاص من تلك الفئات، وتوفير برامج وظيفية لذوي التوحد العميق الذين يحتاجون إلى دعم كبير، إضافة إلى تعزيز تكامل المناهج القائمة على أساليب التدخل المنهجي في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) وبرامج تطوير العلاقات.
ورفع المشاركون أسمى آيات الشكر والعرفان إلى سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم لرعاية سموّه للمؤتمر للعام الثالث على التوالي، وأشادوا بالرعاية والتأهيل الذي تحظى به فئات أصحاب الهمم في دولة الإمارات، كما أشادوا بالبرامج التي تقدمها مؤسسة زايد العليا لتلك الفئات من خلال مراكزها المنتشرة على مستوى أبوظبي.
وكان المؤتمر في دورته الثالثة، عقد برعاية كريمة من سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بتنظيم المؤسسة بالتعاون والتنسيق مع شركة أدنوك ومركز لوتس هوليستك أبوظبي وكلية فاطمة للعلوم الصحية في مركز أبوظبي للطاقة.
وأعرب عبد الله عبد العالي الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عن سعادته بنجاح أعمال المؤتمر، وتوجه بالشكر إلى شركاء النجاح شركة أدنوك، ومركز لوتس هوليستك أبوظبي وكلية فاطمة للعلوم الصحية، ولكل الخبراء المشاركين وأولياء الأمور الذين أثروا المؤتمر بأفكارهم وتجاربهم.
وأوصى المؤتمر بمشاركة الأبحاث والتجارب وأفضل الممارسات المتعلقة باضطراب طيف التوحد، وأكد أهمية استخدام التقييمات الوظيفية وأدوات التقييم الأخرى في تشخيص التوحد وتطوير خطط التدخل بناءً على تقييمات دقيقة ومعيارية، وتشجيع دور الإرشاد النفسي لدعم الأسر والموظفين من خلال تقديم الإرشادات والرعاية الأساسية.
وأوصى المشاركون في البيان الختامي، بإعداد وتدريب الكوادر التعليمية المتخصصة في استخدام استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في التعلم المدمج، والتقييمات التشخيصية، وتحليل البيانات، وإطلاق حملات إعلامية لرفع الوعي وتعزيز إدماج الأفراد ذوي التوحد في المجتمع، فضلاً عن تأسيس تحالفات بحثية لجمع بيانات متنوعة (الوراثة، السلوك، تصوير الدماغ، العلامات البيولوجية)، وتشكيل لجنة من العلماء والمتخصصين لتقييم الاستراتيجيات العلاجية المقترحة، وتمويل الأكثر وعداً منها من خلال مشاريع بحثية مدعومة، ونشر النتائج في مجلات محكمة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات التوحد الإمارات زاید العلیا
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يشمل التعليم عن بعد مرحلة البكالوريوس في الجامعات السعودية؟
في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبح التعليم عن بُعد جزءاً أساسياً من منظومة التعليم الحديثة، حيث يوفر فرصًا مرنة للوصول إلى المعرفة في أي وقت ومن أي مكان. ورغم ما حققته المملكة العربية السعودية من خطوات رائدة في هذا المجال، إلا أن برامج التعليم عن بُعد لا تزال مقتصرة في التعليم العالي على مرحلة الدبلومات فقط، دون أن تمتد إلى مرحلة البكالوريوس، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول مدى إمكانية توسيع هذا النطاق لضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتمكين شريحة أوسع من الطلاب من استكمال دراستهم الجامعية.
وقد أولت المملكة، وخاصة منذ جائحة كورونا (كوفيد-19)، اهتماماً بالغاً بالتعليم عن بُعد، إذ سارعت إلى إطلاق مبادرات وطنية لضمان استمرارية التعليم، مدعومة برؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تطوير الإنسان وتعزيز كفاءته عبر التعليم النوعي. وقد ساهم هذا التوجه في ترسيخ مكانة المملكة كإحدى الدول العربية الرائدة في هذا المجال.
وشملت هذه المبادرات عدداً من المنصات الرقمية المهمة، من أبرزها “منصة مدرستي” المخصصة لطلاب التعليم العام، والتي وفرت محتوى تفاعلياً شاملاً، وقنوات “عين” التعليمية التي بثت الدروس عبر التلفاز واليوتيوب، وتطبيق “روضتي” المخصص للأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات، والذي ساعد في تقديم المناهج الدراسية لرياض الأطفال بطريقة شيقة وتفاعلية. كما أن العديد من الجامعات السعودية قامت بإنشاء عمادات خاصة بالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، وقدمت برامج أكاديمية مرنة، خصوصاً في التخصصات النظرية.
لكن، ورغم هذا التطور، يظل التعليم عن بُعد في المرحلة الجامعية، محصوراً على مستوى الدبلومات فقط، في حين لا تزال برامج البكالوريوس غير متاحة بنظام التعليم عن بُعد في الجامعات الحكومية. هذا التقييد، يضع العديد من خريجي الدبلومات أمام خيارات محدودة، ويمنعهم من استكمال تعليمهم الجامعي، رغم توفر الرغبة والقدرة لديهم، ولكنهم غالبًا ما يتعذر عليهم الالتزام بالتعليم التقليدي بسبب ظروف العمل، أو الأسرة، أو البعد الجغرافي.
من هذا المنطلق، نأمل أن تعيد الجامعات الحكومية النظر في هذه المسألة، وأن تعمل على توسيع برامج التعليم عن بُعد لتشمل مرحلة البكالوريوس، بما يخدم تطلعات شريحة كبيرة من أبناء الوطن، ويُحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب. فالتوسع في هذا النوع من التعليم لا يعزز فقط العدالة التعليمية، بل يدعم أيضاً بناء مجتمع أكثر معرفة، ويزيد من جاهزية الكوادر الوطنية لسوق العمل.
إن التعليم عن بُعد لم يعد مجرد بديل مؤقت، بل أصبح خياراً استراتيجياً يدعم التحول نحو مجتمع رقمي متقدم. ومن هنا، فإن فتح المجال لبرامج البكالوريوس عن بُعد في الجامعات السعودية سيساهم في ترسيخ هذا التحول، ويعزز أهداف التنمية الوطنية ضمن رؤية 2030، التي تضع التعليم في صميم خططها التنموية.
drsalem30267810@