سودانايل:
2025-08-14@12:17:33 GMT

رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019

تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT

رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
عبد الرحمن نجدي**
المسرح موطن لأيامي الجميلة

تقديم وعرض حامد فضل الله /برلين

صدر في عام 2025 كتاب لعبد الرحمن نجدي بالعنوان أعلاه. قام بتصميم الغلاف الفنان التشكيلي حسن موسى (فرنسا).
تبدأ الصفحة الأولى بعنوان: "تجديد الذاكرة"، "دعوني ابدأ باعتراف شخصي، لقد أخذتني السينما معظم سنوات حياتي رغم إنني درست علوم وفنون المسرح أولا قبل أن اتجه للسينما.

لكنني ظللت وفيا للمسرح وأهله، وهذه شهادة مني بذلك".
" على مدي ثلاثة عقود عجاف من عمر حكومة "الاِنقاذ" لم تنج خشبة المسرح ... ومجمل الأنشطة الانسانية الأخرى التي تتصل بالهم الثقافي من قبضة واحد من أكثر الأنظمة عنفاً وقبحاً في تاريخ السودان!!.
وينشد:
خربت الديار يا سوبا أصلك خاينة،
وليَ الأوان يافتنة قط ما تايبة،
أضحي الجيشو خراب والدولة أضحت سايبة،
وكل التابعوك يا سوبا ناسا خايبة.
(خراب سوبا" خالد أبو الروس 1908 ــ 2014 ).

ويقول، لقد عانى المسرح طويلاً من وطأة عدم الرضي الرسمي، ومن طبقات طفيلية من أهل الدراما، فالمسرح يجب ان يكون( أو ينبغي أن يكون أبو الفنون) في بلادنا، كما هو في غيرها، ومصدر إشعاعها. وكان للمسرح في السودان، منذ مطلع عشرينات القرن الماضي، دوراً رائداً في تكوين الثقافة الجماهيرية وقيم الاستنارة والنضال الوطني المعادي للاستعمار. بدأ تاريخ المسرح في السودان عام 1902 حسب ما جاء في كتاب بابكر بدري (حياتي)، وظهر المسرح بشكله الأرسطي في مدينة رفاعة. كما سعى معهد تدريب المعلمين بخت الرضا منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، ليجعل من المسرح أداة من وسائل التعليم. كما جاءت سنوات الستينيات حافلة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، فقد كانت فترة تحول سياسي وإيجابي هائلة تم فيها الاِعلان عن ميلاد أول حركة جادة ومنظمة للمسرح، عندما قدمت مسرحية إبراهيم العبادي "المك نمر" وإخراج الفكي عبد الرحمن.
تم في عام 1976 إنشاء مسرح (للطفل والعرائس)، ولعل أكثر المسرحيات ارتبطا بالجماهير وأكثرها شهرة مسرحية "نبتة حبيبتي).
بدور الحق يسود في الناس،
ونبته تقيف تعاند الليل،
وما تسجد عشان تنداس،
وما تحكمنا عادة الكهنة،
والبحكمنا حقو الرأس.
أنشودة من أجل العدالة
(هاشم صديق، مسرحية "نبتة حبيبتي.")
كما سعى المسرحيون السودانيون، في هذا الجو المشحون بالإبداع إلى اقتحام طرق جديدة للعرض، فكان التغريب. ثم لا ينسى كلية الدراما " المعهد العالي للموسيقى والمسرح (1969)، والمسرح الجامعي مشاركاً المسرح القومي نهضته. ويرسل تحية وإجلال للمبدعات السودانيات اللواتي اقتحمن مجالاً عصياً تماماً على النساء في ذلك الزمان.
ولعل الفقرة التالية تلخص مضمون هذا الكتاب الصغير في الحجم والعميق في محتواه.
" لقد نشأ المسرح في السودان بوصفه ثمرة جهد من العمل الدؤوب قام به العيد من الرواد، وأصبح منذ مطلع القرن الماضي محطة مضيئة من محطات الحياة الثقافية والفكرية في السودان، وكان جزءا من نسيج الحياة الأدبية والفنية، ورغم أن تجربتنا المسرحية حديثة نسبية، فقد أستطاع كتابنا أن يتعرضوا لكل أنواع الصراع. هذا البحث محاولة لاستحضار تلك اللحظات الخالدة في تاريخ المسرح في السودان، ومحاولة للاقتراب من التجربة المسرحية خاصة تلك المرتبطة بالخشبة، وبفنان المسرح، وأولئك الذين شاركوا في نهضته، وأحيوا فينا شعلة الأمل لعقود طويلة، واليوم طواهم النسيان، وهذه المراجعات لاستكمال الصورة، ملء الفراغ، ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات التي عرضت وشكلت منعطفاً منطقياً في ذاكرة المسرح السوداني في مستواها التاريخي والاِنساني، وأقول أن هناك الكثير جدا من القصص في ذاكرة المسرح السوداني تنتظر ما يسردها. والدعوة إلى فتح حوار جاد حول الدور الذي نتوقع أن يلعبه المسرح في تثبيت قيم الحرية واستشراف مستقبل واعد لبلد قتلته الأطماع والأيديولوجيات البليدة والخبيثة ".
كُتب واُخرج الكتاب بطريقة فنية، تقوم على سرد الراوي ( المؤلف) وكأنه على خشبة المسرح، ويعقبه إضاءة بصوت خارجي يضيف ويعلق، وهكذا دواليك، بهذا يشعر القارئ وكأنه داخل المسرح.
ويُختتم الكتاب بشهادات من عدد كبير من الفنانين والمبدعين والكتاب والسياسيين.
أرسل لي عبد الرحمن مسودة كتابه، وارسلت له السطور أدنها، فكرمني أبن الخال، فزين بها صفحة الغلاف الخلفي:
الأخ العزيز عبد الرحمن،
قرأت بكثير من المتعة والاِعجاب كتابك الموسوم "رحلة في ذاكرة المسرح في السودان (1909ــ 2019)".
تكتب يا العزيز بتواضع جم " ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات ..."
يا العزيز،هذا نص رائع ووسيم وباهي، وزاخر بمعلومات قيمة وسرد تاريخي، بقلم كاتب وناقد معايشاً ومتابعاً من الداخل، لتطور المسرح في السودان.
لقد أعاد لي نصك البديع الكثير من الذكريات الحميمية. فخالد أبو الروس كان معلمنا في مدرسة الهداية الأولية، لصاحبها الشيخ الشبلي، الفاضل سعيد كان زميلي في المرحلة الثانوية، وكنا نلاحظ ونندهش ونعجب لمقدرته في المحاكاة، وكذلك زميل المهنة الدكتور الطبيب علي البدوي المبارك، وخالد المبارك كان زميلي لفترة قصيرة في ألمانيا الديمقراطية، قبل أن يتوجه إلى بريطانيا لمواصلة دراسته الأكاديمية العليا في مجال الفن المسرحي، ولا تزال تربطني به صداقة حميمة. لم تذكر حسن عبد المجيد فكان يقدم مسرحيات في الإذاعة (هنا أم درمان). وكذلك لم تتعرض للبروفيسور عبد الله الطيب، الذي كان يترجم بعض النصوص المسرحية الاِنجليزية، وكانت تُقدم أيضا من الاِذاعة". وكان يشارك في التمثيل والإخراج الصديق " ود المسلمية" قمرالدين علي قرنبع، و قتها كان طالباً في كلية الآداب، ثم أستاذا في معهد الدراسات الاضافية التابع لجامعة الخرطوم لاحقاً.
نعمل الآن في برلين لعقد ندوة كبيرة عن تاريخ المسرح والسينما في السودان، ويساعدنا في التحضير الصديق والمخرج السينمائي العراقي المعروف قيس الزبيدي*** وهو يعرفك ويعرف إبراهيم شداد، وكتب من قبل دراسة تعريفية ونقدية عن أفلام إبراهيم شداد.
لك عظيم الشكر "يا ود نجدي"، لهذا الرحيق ونحن نعيش في هذا الزمن الرديء.
حامد فضل الله
برلين، 27 أكتوبر 2024
أرسل لي العزيز عبد الرحمن عدد من نسخ كتابه الصغير، فقلت له: لماذا ضاق صدرك ولديك الكثير من ما تقوله.
فرد قائلاً:
هذا الكتاب مقدمة (قدومة) لثلاث كتب:
ــ الرقابة والسينما السودانية.
ــ رحلة في ذاكرة السينما السودانية
ــ الأماني المعلقة.
يا لها من بشارة عظيمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عبد الرحمن نجدي، رحلة في ذاكرة المسرح السوداني، دار باركود للنشر والترجمة والتوزيع، الخرطوم 2025
** عبد الرحمن عبد الرازق نجدي، كاتب وناقد ومخرج سينمائي، درس السينما والمسرح في الخرطوم ولندن، مؤسس لمجلات السينما والمسرح في السودان، وشارك في العديد من مهرجانات السينما العربية والدولية، ويعمل مديراً لشركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام منذ 2006.
*** تُوفىً قيس الزبيدي في برلين وقبل صدور الكتاب، ودُفن في العراق.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

هجوم على ذاكرة شعب.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة من الرقابة

سريناغار، كشمير الخاضعة للإدارة الهندية- تم حظر كتاب حفصة كنجوال عن كشمير للتو، لكن مفارقة اللحظة هي أكثر ما يدهشها.

وهذا الأسبوع، حظرت السلطات في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية 25 كتابا ألّفها باحثون وكتاب وصحفيون مشهورون.

وتشمل الكتب المحظورة كتاب كنجوال "استعمار كشمير.. بناء الدولة تحت الاحتلال الهندي" (Colonizing Kashmir: State-Building under Indian Occupation).

لكن حتى بينما أعقب الحظر مداهمات للشرطة على العديد من المكتبات في أكبر مدن المنطقة "سريناغار" -والتي صادروا خلالها كتبا من القائمة السوداء- ينظّم المسؤولون الهنود مهرجانا للكتاب في المدينة على ضفاف بحيرة دال.

وقالت كنجوال للجزيرة "لا شيء مفاجئ في هذا الحظر الذي يأتي في لحظة وصل فيها مستوى الرقابة والمراقبة في كشمير منذ عام 2019 إلى مستويات سخيفة"، في إشارة إلى حملة القمع الهندية في المنطقة منذ إلغاء الوضع شبه المستقل لكشمير قبل 6 سنوات.

"بالطبع، الأمر أكثر سخافة أن هذا الحظر يأتي في وقت يروج فيه الجيش الهندي في الوقت نفسه لقراءة الكتب والأدب من خلال مهرجان تشينار للكتاب الذي ترعاه الدولة".

ومع ذلك، حتى مع تاريخ كشمير الطويل في مواجهة الرقابة يمثل حظر الكتب بالنسبة للعديد من النقاد محاولة شاملة بشكل خاص من قبل نيودلهي لفرض السيطرة على الأوساط الأكاديمية في المنطقة المتنازع عليها.

كتاب كنجوال "استعمار كشمير.. بناء الدولة تحت الاحتلال الهندي" من الكتب التي تم حظرها (الجزيرة)تضليل الشباب

تلقي الكتب الـ25 التي حظرتها الحكومة نظرة مفصلة على الأحداث المحيطة بتقسيم الهند والأسباب التي جعلت كشمير نزاعا إقليميا مستعصيا منذ البداية.

وتشمل كتابات مثل "آزادي" (Azadi) للكاتبة الحائزة على جائزة بوكر أرونداتي روي، و"انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير" (Human Rights Violations in Kashmir) لبيوتر بالتشيروفيتش وأغنيشكا كوشيفسكا، و"كفاح الكشميريين من أجل الحرية" (Kashmiris’ Fight for Freedom) لمحمد يوسف سراف، و"سياسة كشمير والاستفتاء" (Kashmir Politics and Plebiscite) لعبد الغفار جبار، و"هل تتذكرون كونان بوشبورا؟" (?Do You Remember Kunan Poshpora) لإثار باتول.

إعلان

هذه كتب تتحدث مباشرة عن انتهاكات الحقوق والمذابح في كشمير والوعود التي نكثتها الدولة الهندية.

ثم هناك كتب مثل كتاب كنجوال، منها كتاب الصحفية أنورادها بهاسين "دولة مفككة.. القصة غير المروية لكشمير بعد المادة 370" (A Dismantled State: The Untold Story of Kashmir After Article 370)، وكتاب الباحث القانوني أ. ج. نوراني "نزاع كشمير 1947-2012" (The Kashmir Dispute 1947-2012)، والتي تحلل المسيرة السياسية للمنطقة على مدى عقود.

وقد ألقت الحكومة باللوم على هذه الكتب بزعم أنها "تضلل الشباب" في كشمير وتحرضهم على "المشاركة في العنف والإرهاب"، وجاء في أمر الحكومة "هذه المؤلفات ستؤثر بعمق على نفسية الشباب من خلال الترويج لثقافة المظلومية، والضحية، وبطولة الإرهابيين".

ويعود النزاع في كشمير إلى عام 1947 عندما قسمت بريطانيا المغادرة شبه القارة الهندية إلى دولتي الهند وباكستان، وسعى ملك إقليم كشمير الهندوسي ذي الأغلبية المسلمة إلى الاستقلال عن كلتيهما، ولكن بعد دخول مقاتلين مدعومين من باكستان جزءا من المنطقة وافق على الانضمام إلى الهند بشرط أن تتمتع كشمير بوضع خاص داخل الاتحاد الجديد مع بعض الحكم الذاتي المكفول بموجب الدستور الهندي.

لكن الشعب الكشميري لم يُسأل قط عما يريده، ورفضت الهند مرارا المطالب بإجراء استفتاء برعاية الأمم المتحدة.

وظل السخط ضد الحكم الهندي يغلي بين الحين والآخر، وانفجر في انتفاضة مسلحة ضد الهند في عام 1989 ردا على مزاعم بتزوير الانتخابات.

ويلقي كتاب كنجوال "استعمار كشمير" الضوء على الطرق المعقدة التي عززت بها الحكومة الهندية تحت قيادة أول رئيس وزراء لها جواهر لال نهرو سيطرتها على كشمير.

ومن بين قرارات نهرو التي تعرضت لانتقادات الإقالة غير الرسمية لزعيم المنطقة الشيخ عبد الله الذي دعا إلى حكم ذاتي لكشمير، وقرار الاستعاضة عنه بنائبه بخشي غلام محمد الذي تميزت سنواته العشر في المنصب بتعزيز حكم نيودلهي لكشمير الخاضعة للإدارة الهندية.

فاز كتاب كنجوال هذا العام بجائزة برنارد كون للكتاب التي "تكرم الأبحاث المتميزة والمبتكرة لأول كتاب باللغة الإنجليزية لمؤلف واحد عن جنوب آسيا".

وقالت كنجوال إن الحظر يعطي إحساسا بمدى "انعدام الأمن" لدى الحكومة.

الكتب الـ25 التي حظرتها الحكومة تلقي نظرة مفصلة على الأحداث المحيطة بتقسيم الهند والأسباب التي جعلت كشمير نزاعا إقليميا مستعصيا (الجزيرة)تكثيف القمع السياسي

للهند تاريخ طويل في الرقابة والسيطرة على المعلومات في كشمير، وفي عام 2010 بعد اندلاع احتجاجات كبرى عقب مقتل الطالب طفيل ماتو البالغ من العمر 17 عاما على أيدي قوات الأمن حظرت الحكومة الإقليمية خدمات الرسائل القصيرة ولم تعدها إلا بعد 3 سنوات.

وفي ذروة انتفاضة مدنية أخرى في عام 2016 منعت الحكومة صحيفة "كشمير ريدر" -وهي نشرة مستقلة في سريناغار- من الصدور، مشيرة إلى "ميلها المزعوم إلى التحريض على العنف".

وبصرف النظر عن حظر الصحف ووسائل الاتصال احتجزت السلطات الهندية بشكل روتيني صحفيين بموجب قوانين الاعتقال الوقائي الصارمة في كشمير، وقد زاد هذا النمط منذ عام 2019.

إعلان

وقالت المحررة المخضرمة أنورادها بهاسين -التي كان كتابها عن إلغاء الهند للوضع الخاص لكشمير في عام 2019 من بين الكتب المحظورة- "أولا جاؤوا من أجل الصحفيين، وعندما أدركوا أنهم نجحوا في إسكاتهم وجهوا انتباههم إلى الأوساط الأكاديمية".

ووصفت بهاسين الاتهامات بأن كتابها يروج للعنف بأنها غريبة "لا يمجد كتابي الإرهاب في أي مكان، لكنه ينتقد الدولة، هناك تمييز بين الاثنين تريد السلطات في كشمير طمسه، وهذا اتجاه خطير للغاية".

وقالت بهاسين للجزيرة إن مثل هذا الحظر ستكون له آثار بعيدة المدى على الأعمال المستقبلية التي يتم إنتاجها عن كشمير.

وأضافت "سيفكر الناشرون مرتين قبل طباعة أي شيء نقدي عن كشمير، عندما ذهب كتابي للطباعة راجعه الفريق القانوني 3 مرات".

مع تكثيف الشرطة مداهماتها على المكتبات في سريناغار يسود شعور بالإحباط في المجتمع الأدبي في كشمير (الفرنسية)"شعور باليأس"

أثار حظر الكتب انتقادات من مختلف الأوساط في كشمير، حيث وصفه الطلاب والباحثون بأنه محاولة لفرض فقدان ذاكرة جماعي.

وقال صابر رشيد -وهو باحث مستقل يبلغ من العمر 27 عاما من كشمير- إنه شعر بخيبة أمل كبيرة، مضيفا "إذا أخرجنا هذه الكتب من المرجعية الأدبية لكشمير فلن يتبقى لنا شيء".

يعمل رشيد على كتاب عن تاريخ كشمير الحديث يتعلق بالفترة المحيطة بتقسيم الهند، وقال "إذا لم تعد هذه الأعمال متاحة لي فمن الطبيعي أن يكون بحثي غير متوازن".

والخميس الماضي، أظهرت مقاطع فيديو رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي يدخلون مكتبات في سريناغار ويسألون أصحابها عما إذا كانوا يملكون أيا من الكتب المدرجة في القائمة المحظورة.

وقال بائع كتب واحد على الأقل في سريناغار للجزيرة إنه كانت لديه نسخة واحدة من كتاب بهاسين "دولة مفككة"، والتي باعها قبل المداهمات مباشرة.

وقال وهو يهز كتفيه "باستثناء تلك النسخة لم تكن لدي أي من هذه الكتب".

حظر الكتب أثار انتقادات من مختلف الأوساط في كشمير (الجزيرة)أعمال أكثر شهرة على القائمة السوداء

يشعر المؤرخ سمانترا بوس بالذهول من إشارة السلطات الهندية إلى أن كتابه "كشمير على مفترق الطرق" (Kashmir at the Crossroads) قد أذكى العنف في المنطقة.

لقد عمل على نزاع كشمير منذ عام 1993، وقال إنه ركز على ابتكار مسارات لإيجاد سلام دائم للمنطقة، كما يشعر بوس بالدهشة من الإرث العائلي الذي يمثله هذا الحظر.

وفي عام 1935 حظرت السلطات الاستعمارية في الهند البريطانية كتاب "النضال الهندي، 1920-1934" (The Indian Struggle, 1920-1934)، وهو خلاصة للتحليل السياسي ألفه سوبهاس تشاندرا بوس عمه الأكبر وزعيم نضال الحرية في الهند.

وقال "بعد 90 عاما مُنحت شرفا فريدا بالسير على خطى المناضل الأسطوري من أجل الحرية".

ومع تكثيف الشرطة مداهماتها على المكتبات في سريناغار ومصادرة الأعمال القيمة والأكثر نقدا يسود شعور بالإحباط في المجتمع الأدبي في كشمير.

وقال رشيد "هذا هجوم على ذاكرة الشعب، كانت هذه الكتب بمثابة حراس، كان من المفترض أن تذكرنا بتاريخنا، ولكن الآن اكتمل محو الذاكرة في كشمير تقريبا".

مقالات مشابهة

  • محمد صلاح على أعتاب رقم قياسي جديد في افتتاح الدوري الإنجليزي
  • المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
  • واشنطن تدين العنف ضد المدنيين.. الجيش السوداني يصد هجوماً لـ«الدعم» قرب الفاشر
  • 21 صياداً يمنياً ينجون من التعذيب السوداني ويكشفون فصول الانتهاكات
  • الجيش السوداني يتصدى لمليشيا الدعم الإرهابية
  • رباعية نظيفة.. كيف تفوق المنتخب السوداني على نيجيريا في الشان
  • في ذكرى تأسيسه.. الهجوم بمسيرات على الجيش السوداني بمدينة تمبول
  • من الرباعية إلى الحوار المباشر: التحول الأمريكي وتراجع الدور الإماراتي في الملف السوداني
  • نحو مصالحة مع الكتاب
  • هجوم على ذاكرة شعب.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة من الرقابة