جامعة الريادة تنظم ندوة "ابني وعيك" لتعزيز الانتماء الوطني والتصدي لحروب الجيل الرابع
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
في إطار احتفالات مصر بالذكرى المجيدة لتحرير سيناء، استضافت جامعة الريادة ندوة تثقيفية مميزة بعنوان "الشباب والأمن القومي المصري" في إطار فعاليات مبادرة "ابني وعيك" التي أطلقتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
تهدف المبادرة إلى غرس قيم الانتماء والاعتزاز بتاريخ الوطن، وتعزيز الوعي الوطني لدى طلاب الجامعة، فضلًا عن توعيتهم بالتحديات الإقليمية والدولية الراهنة، ورفع مستوى الإدراك بقضايا الأمن القومي في أوساط الشباب الجامعي.
تأتي هذه الفعالية تحت رعاية الدكتور رضا حجازي، رئيس الجامعة، والدكتور يحيى مبروك، رئيس مجلس الأمناء، ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى دمج المفاهيم الوطنية في العملية التعليمية، وبناء وعي شبابي قادر على مجابهة التحديات الفكرية في العصر الرقمي.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور رضا حجازي على أن الوعي الوطني يمثل الحصن الأول لحماية الدولة من محاولات التفكيك وهجمات الجيلين الرابع والخامس، التي تستهدف العقول لا الأجساد، وتعتمد على التضليل والشائعات بدلًا من الأسلحة التقليدية.
وأشار إلى أن الجامعة تضطلع بدور رئيسي في تعزيز الانتماء ونقل المعرفة الصحيحة، من خلال إعداد طلاب قادرين على التفكير النقدي والتحليلي، وتوعيتهم بالتحديات المحيطة. وأضاف: "لم يعد التعليم مجرد بوابة لسوق العمل، بل أصبح أداة استراتيجية لحماية الأمن القومي والفكر المجتمعي".
كما أكد أن ندوة "ابني وعيك" تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والتوعوية التي تتبناها الجامعة، لتكوين جيل من الشباب يمتلك وعيًا سياسيًا وثقافيًا، ويشارك بفعالية في القضايا الوطنية.
من جهته، أوضح الدكتور يحيى مبروك، أن المؤسسات التعليمية تحولت إلى قوة ناعمة تملك التأثير في الرأي العام، وتهيئة أجيال قادرة على قراءة الواقع وتحليل المعلومات والتصدي لحروب الشائعات.
وأضاف أن الندوة تعكس توجه الجامعة نحو تحقيق تكامل بين التعليم والتنمية المجتمعية، من خلال الشراكة مع كيانات وطنية كتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التي وصفها بأنها نموذج ملهم للشباب المؤثر في العمل العام.
وفي كلمته، حذّر النائب الدكتور خالد بدوي، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، من خطورة الحروب المعنوية والمعلوماتية التي تستهدف عقول الشباب، معتبرًا أن المعركة الحقيقية اليوم ليست عسكرية بل معركة وعي وإدراك.
وأكد أن تنمية الوعي الوطني تبدأ من الجامعات، التي يجب أن تفتح منصات دائمة للحوار وتمكين الشباب، ليكونوا جزءًا فاعلًا في بناء الدولة والتصدي لمخططات التشكيك والإحباط.
من جانبها، دعت الدكتورة راجية الفقي، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، إلى فتح حوارات حقيقية مع الشباب داخل الجامعات، بعيدًا عن الخطابات التقليدية، مع إدراج مفاهيم الأمن القومي ومخاطر الحروب غير التقليدية في المناهج الدراسية.
وأكدت أن الفجوة بين الواقع والمحتوى الرقمي المنتشر تتطلب جهدًا مؤسسيًا لتقريب الصورة وتعزيز قدرة الشباب على التمييز بين الحقيقة والتضليل، مشددة على أهمية إشراكهم في الفعاليات الوطنية مثل ندوة "ابني وعيك"، التي تسهم في توسيع إدراكهم وتعزيز انتمائهم الوطني.
أكّد الدكتور محمود ناجي عبد العزيز، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن بناء الوعي مسؤولية جماعية، تقع على عاتق كل مواطن، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة، مشددًا على أن الشباب يمثلون خط الدفاع الأول في حماية الأمن القومي الفكري والمعلوماتي.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة "ابني وعيك.. الشباب والأمن القومي"، التي نظّمتها جامعة الريادة للعلوم والتكنولوجيا، تحت رعاية الدكتور رضا حجازي، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور يحيى مبروك، رئيس مجلس الأمناء، وعدد من الشخصيات العامة والتنفيذية.
وأوضح عبد العزيز أن هناك من يتسرع في تداول معلومات مغلوطة أو أخبار سلبية على منصات التواصل الاجتماعي دون التحقق من مصدرها أو مدى دقتها، ما قد يؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين والمناخ الاقتصادي العام. وأضاف: "معلومة واحدة غير دقيقة قد تهدم جهودًا كبيرة تبذلها الدولة لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل حقيقية".
وأشار إلى أن نشر الشائعات أو الأخبار المفبركة دون وعي أو مسؤولية يمثل خطرًا لا يقل عن التحديات الأمنية، داعيًا الشباب إلى ضرورة التحقق من مصادر الأخبار قبل نشرها، والبحث عن الصورة الكاملة، خاصة في القضايا الاقتصادية التي تمس الأمن القومي مباشرة.
وأكد أن شركته، مصر لإدارة الأصول العقارية، تسهم من خلال عملها في تطوير أصول تاريخية واقتصادية مهمة في مناطق مثل وسط البلد والإسكندرية، في إطار خطة الدولة لتعظيم الاستفادة من أصولها غير المستغلة.
وفي ختام كلمته، دعا عبد العزيز الحضور، لا سيما الشباب، إلى أن يكونوا "سفراء للوعي"، وأن يدركوا أثر كل كلمة أو منشور على استقرار الوطن ومستقبله، مجددًا دعمه لجهود الدولة في التنمية، وحرص القيادة السياسية على تمكين الشباب وإشراكهم في بناء الجمهورية الجديدة.
اختتمت الندوة بعدد من التوصيات العملية التي اتفق عليها المشاركون، أهمها:1.إدراج مفاهيم الأمن القومي ومخاطر الحروب غير التقليدية ضمن المناهج الجامعية.
2. تفعيل منصات حوار دورية داخل الجامعات لربط الطلاب بالشخصيات العامة وصناع القرار.
3. تعزيز التعاون بين الجامعات وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لتنظيم فعاليات مشتركة.
4. إطلاق حملات توعية رقمية تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الشائعات.
أكدت الجامعة، في ختام الفعالية، استمرارها في أداء رسالتها التعليمية والوطنية، المتمثلة في إعداد إنسان مصري واعٍ، يمتلك أدوات المعرفة والتفكير المستقل، ويكون شريكًا فاعلًا في حماية الوطن وصون مقدراته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمن القومي المصري الدكتور رضا حجازي عضو مجلس النواب جذب الاستثمارات تنسيقية شباب الأحزاب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين الشباب والأمن القومي شباب الأحزاب والسیاسیین الأمن القومی ابنی وعیک
إقرأ أيضاً:
المواطنة الواعية درع الوطن في مواجهة التحديات.. ندوة لمجمع إعلام القليوبية
نفذ اليوم مجمع إعلام القليوبية ندوة تثقيفية تحت عنوان "المواطنة الواعية درع الوطن في مواجهة التحديات" بالتعاون مع مجلس مدينة طوخ والهيئة العامة لتعليم الكبار فرع القليوبية.
وذلك في إطار إهتمام قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات ببناء الإنسان باعتباره شريك فاعل في حماية مقدرات الوطن وصون هويته واستقراره تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي - رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
حاضر في الندوة الدكتور أحمد عبد الفتاح عيسى - استشاري العلاقات العامة والرأي العام وتحسين الصورة الذهنية بالبرنامج الرئاسي بداية حلم، والدكتور مهران النجار - أستاذ بكلية الزراعة جامعة بنها والمدير السابق لمكتب التعاون الدولى للجامعة الشيخ عمر جابر أحمد - إمام وخطيب بإدارة أوقاف طوخ، إيهاب محمد عبد الحميد - مدير عام المتابعة والتوجيه بفرع القليوبية لتعليم الكبار، وأعد وأدار اللقاء أميرة محروس السيد - أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية.
بدأت الندوة التثقيفية بكلمة ريم حسين عبد الخالق - مدير مجمع إعلام القليوبية موضحة أن تعزيز الأمن القومي المصري يبدأ من الفرد من المواطن الذي يتحلى بالوعي والولاء والانتماء، فبقدر ما ننجح في بناء إنسان مصري واعٍ بقدر ما نحصن وطننا ضد التحديات ونضمن مستقبلاً آمناً لأجيالنا القادمة. فالمواطنة الواعية ليست رفاهية فكرية بل ضرورة وطنية وسلاح سلمي في معركة بقاء الدولة.
فالوطن لا يُحمى فقط بالسلاح، بل يُحمى أولاً بالفكر. والمواطن الواعي هو صمام أمان مصر في هذا الزمن المعقد.فلنغرس في أبنائنا قيم الانتماء الإيجابي، ولنصنع جيلاً يؤمن أن حماية الوطن مسؤولية تبدأ من داخله، وتُترجم في وعيه وسلوكه.
كما أكد الدكتور أحمد عيسى أن المواطن ليس مجرد فرد يعيش داخل حدود الوطن، بل هو شريك أصيل في حمايته وبنائه، وحين يمتلك الوعي والإدراك يصبح أحد أقوى أسلحته في مواجهة محاولات الهدم والتخريب، فالمواطن الواعي هو الذي يدرك أن أمن الوطن يبدأ من أمن الفكر، وأن الانتماء لا يُقاس بالكلمات بل بالأفعال، وبمقدار ما يقدمه الإنسان من وعي ومسؤولية تجاه وطنه.
فلم يعد الأمن القومي مقتصرًا على حماية الحدود أو مواجهة الجيوش، بل يشمل أيضًا الأمن الاجتماعي والفكري والغذائي والمائي والإعلامي. وكل هذه الأبعاد تحتاج إلى مواطن يعي ما يدور حوله، يفرّق بين الحقيقة والتضليل، ويقف في صف بلاده في وجه كل من يسعى لزعزعة استقرارها.
وأشار إلى أن خطورة المواطنة غير الواعية تتجلى في عدة أبعاد منها:
- الوقوع في فخ الشائعات والحرب النفسية.
- سهولة التأثر بالفكر المتطرف.
- ضعف الانتماء الوطني يؤدي إلى تراجع الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه الوطن.
- الإساءة للمصالح الوطنية دون إدراك.
- ضعف المشاركة في الحياة السياسية.
- غياب الرقابة المجتمعية.
- المساهمة في خلق أزمات داخلية.
ثم تحدث الدكتور مهران النجار مشيرًا إلى أن قضية المواطنة من القضايا المحورية التى تؤثر بشكل مباشر على استقرار الدول وتطورها، و أن تعزيز المواطنة الواعية يتطلب دورًا محوريًا من مؤسسات التعليم والإعلام. فهما القادران على غرس قيم الانتماء والمساءلة والعمل الجماعي في نفوس الأجيال الجديدة، وذلك بهدف رفع وعي الجمهور بدلاً من التركيز على الإثارة والمحتوى السطحي.
فالوطن رمزًا للهوية والانتماء، ومرجعية رئيسية للهوية الثقافية والتاريخية، حيث يجمع أبنائه حول قيم وأهداف مشتركة، ويمنح الأفراد شعورًا بالانتماء والوحدة والتلاحم، وتتطلب المواطنة الحقيقية توازنًا بين الحقوق والواجبات، وتحقيق الاستقرار، فالوطن المستقر يعتمد على مواطنين ملتزمين يحترمون القوانين ويسعون للمحافظة على مكتسباته، مما يسهم في تقليل النزاعات والصراعات، والتوجه لبناء اقتصاد مستدام ودولة قوية قادرة على تحقيق التنمية الشاملة.
وفي سياق متصل أكد الشيخ عمر جابر إلى أن "المواطنة الواعية" تعد من القيم السامية التي حثت عليها الأديان السماوية، وخصوصًا الدين الإسلامي، حيث يرتكز الإيمان الحقيقي على شعور الفرد بالمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه. فالإسلام في جوهر تعاليمه، دعا إلى بناء الإنسان المسؤول الذي يسهم في استقرار مجتمعه ويكون جزءًا من قوة وطنه لا معول هدم له، فالإسلام لا يعارض الانتماء للوطن أو العمل من أجل استقراره، بل يؤكد على ذلك. فحب الأوطان، وإن لم يكن عبادة مستقلة فإنه قيمة إنسانية نبيلة تتماشى مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس، والمال، والعرض، والدين.
واستدل على ذلك بقول رسول الله ﷺ عندما خرج من مكة: "والله إنك لأحب البلاد إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت."
هذا الموقف النبوي يختصر المعنى العميق للمواطنة والانتماء.
وفي الختام نوه مشددًا على أننا بحاجة اليوم إلى استعادة مفهوم المواطنة الواعية من قلب تعاليم ديننا، وربطه بواقعنا المصري المعاصر، فمصر لن تُحمى فقط بالجيوش بل بأبنائها الذين يفهمون أن حماية الوطن مسؤولية مشتركة وأن كل جهد يُبذل في سبيله هو عبادة يُثاب عليها في الدنيا والآخرة.
أكد إيهاب محمد على أن المواطنة الواعية لا تقتصر على حمل بطاقة الرقم القومي أو الإقامة في الدولة، بل تتجاوز ذلك لتشمل الإحساس الحقيقي بالانتماء، والالتزام بالقيم الوطنية، والإسهام الإيجابي في تنمية المجتمع، والدفاع عنه وقت الشدائد، فهي مواطنة تنبض بالحسّ الوطني، وتترجم هذا الحس إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، وأنه في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم تبرز أهمية "المواطنة الواعية" كركيزة أساسية لتعزيز استقرار الدولة ودعم أمنها القومي. وفي مصر، التي تقع في قلب منطقة استراتيجية تتشابك فيها المصالح الإقليمية والدولية، تصبح المواطنة الواعية أداة لا غنى عنها لبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.