لجريدة عمان:
2025-06-18@06:26:03 GMT

الدواء المغشوش.. سم قاتل !

تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT

الدواء المغشوش.. سم قاتل !

أعظم نعمة قد يغفل عنها الناس هي الصحة، فإن كنت تنام بسلام دون الحاجة للأدوية، وتستيقظ دون ألم، وتتقلب بحرية دون معاناة، وتمشي دون عون، وتستمتع بتناول الطعام والشراب بحرية، فاعلم أنك في نعمة عظيمة. فلا تنسَ أن تشكر الله على هذه الهبة الغالية.

الصحة لا يشعر بقيمتها إلا المرضى، وكما قيل قديما «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء»، فدائما وأبدا علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى بأننا قادرون على العيش دون «عناء أو ألم أو وجع»، ومن لم يجرّب رحلة العلاج الطويل والمواظبة اليومية على تناول الأدوية فلا يشعر بـ«المعاناة التي يعانيها المرضى»، حتى وأن تخيل بأنهم بصحة وعافية فهو لا يعلم كيف كانت حالته قبل بزوغ يوم جديد.

تعتقد بأن المرض هو مجرد حالة عابرة تنتهي بأخذ «حبة دواء أو شربة منه»، لكن ما لا يعرفه الكثير من الناس بأن المرض الذي يلازم المرضى لسنوات حياتهم في الدنيا أمر ثقيل للغاية ومؤلم لأبعد الحدود.

ومع المرض تنشأ رحلة أخرى تتمثل في البحث عن الأدوية الأكثر فعالية في قهر المرض والقضاء عليه أو التخفيف من آثاره، ومع كل ذلك يبقى الدواء له آثاره الجانبية على صحة المرضى، بمعنى أنك تعالج جانبا، وينشأ من هذا العلاج مرض آخر جديد!

لذلك، لا تظن أن الأمر بسيط، خاصة بالنسبة لأولئك المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، والذين يحتاجون بشكل دائم إلى الأدوية في مراحل حياتهم المختلفة. قد تعتقد أن الدواء متوفر بسهولة، رخيص الثمن، وفعّال في كل مكان، ولكن الحقيقة أن هذا ليس بالضرورة الحال، فالأدوية ليست دائمًا متوفرة بسهولة، وقد تكون باهظة الثمن أو غير متاحة في بعض الأماكن، مما يضيف عبئًا إضافيًا على المرضى.

يشهد العالم نقصًا في كميات الأدوية بشكل مستمر، وأحيانًا يستمر هذا النقص لفترات طويلة. في بعض الأحيان، لا يستطيع الناس العثور على الدواء في الأسواق، وإذا توفرت الأدوية فجأة، فإنها تظهر بأسعار جديدة ومختلفة، حيث تشهد بعض الأدوية قفزات هائلة في أسعارها قد تصل أحيانًا إلى الضعف أو أكثر. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدوية التي لا تتوفر في المؤسسات الصحية الحكومية، مما يضطر المرضى إلى اللجوء لشرائها من الخارج لضمان استمرار علاجهم وتجنب تفاقم حالتهم الصحية.

يواجه بعض المرضى صعوبة كبيرة في الحصول على الأدوية التي تساعدهم على الصمود أمام معاناتهم من أمراض عضوية أو نفسية، خاصة خلال فترات نقص الأدوية في الصيدليات ولأسباب مختلفة. إضافة إلى ذلك، هناك مشكلة الارتفاع الجنوني المستمر في أسعار الأدوية، ما يزيد من الأعباء المالية على المرضى. والأخطر من ذلك هو انتشار الأدوية المغشوشة في الأسواق والمواقع الإلكترونية، والتي غالبًا ما تأتي من مصادر مجهولة، مما يعرض صحة المرضى للخطر ويزيد من تعقيد حالتهم الصحية.

في صناعة الأدوية، يُلاحظ وجود اختلاف واضح في أسماء الأدوية رغم تطابقها في التركيبة العلاجية وكفاءتها في معالجة المرض، هذا الاختلاف يعود إلى تعدد الشركات المصنعة، حيث تقوم كل شركة بتسمية أدويتها باسم تجاري يميزها عن غيرها من الشركات، رغم أن التركيبة الفعّالة تبقى واحدة.

بعض الشركات التي تتمتع بعلامات تجارية معروفة تبيع منتجاتها بأسعار مرتفعة، بينما توجد في السوق بدائل أو أدوية موازية لعلاج نفس المرض من شركات أخرى أقل شهرة عالمية وبأسعار أقل بكثير، هذا الأمر يعتبر معترفًا به قانونيًا وطبيًا، حيث يتم التأكد من أن الأدوية البديلة تحقق نفس الفاعلية والجودة.

بعض المرضى يحجم عن شراء الأدوية من بعض الشركات غير المشهورة، رغم أن الدواء معترف به عالميا ومصرح بتداوله، لكن سبب عدم الإقبال هو انتشار الصورة النمطية بين المرضى بأن أدوية الشركات غير المعروفة على نطاق واسع هو منتج «قليل الفاعلية ولا يفي بالغرض المطلوب»، بعكس ما تقدمه الشركات الكبرى المتعارف عليها دوليا حتى وإن كان سعره مرتفعا، وحتى هذه اللحظة لا يزال هناك جدل واسع حول هذه النقطة ما بين «مؤيد ومعارض»، فبعض المرضى يقبل على شراء الدواء البديل والرخيص نسبيا بسبب ضعف إمكانياته المادية التي تمنعه من شراء الدواء من شركة كبرى.

إذن مشكلة الدواء ليس في «وجوده أو سعره وإنما في جودته» في بعض الأحيان، فسوق الدواء في العالم به «أدوية مغشوشة» أو لا تتوافق مع الشروط والمواصفات المطلوبة فهو دون المستوى المطلوب، ومع ذلك أصبحت تجارة الأدوية المغشوشة تحقق أرباحا خيالية بشكل سنوي وعالمي شأنها كشأن البضائع المغشوشة مثل قطع غيار المركبات وأدوات التجميل والأدوات الأخرى، باختصار «هوس المال على حساب الأرواح».

وبحسب ما هو موثق، فإن الأدوية الأكثر تزويرًا في الدول الغنية هي أدوية «نمط الحياة» باهظة الثمن، مثل الهرمونات والمضادات وغيرها، أما في الدول النامية أو كما يطلق عليه «العالم الثالث»، فقد تستخدم هذه الأدوية في علاج الأمراض التي«تهدد الحياة»، مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز».

وفي نهاية العام الماضي، استضافت سلطنة عُمان حلقة عمل سلطت الضوء حول زيادة الوعي بالتهديدات التي تشكلها المنتجات الطبية دون المستوى (المغشوشة) وذلك بحضور٥٠ مشاركا من 22 دولة من دول إقليم الشرق المتوسط.

كان هدفها الفعلي هو استهداف مسؤولي التنسيق المعنيين بنظام المنظمة العالمية لترصد المنتجات الطبية متدنية النوعية ورصدها في إقليم الشرق المتوسط، وأيضا سعت إلى تعزيز القدرات الوطنية لإدارة المنتجات الطبية المغشوشة، وفتح سبل التعاون وتبادل المعلومات بين الهيئات الرقابية المختلفة في المنطقة، وعرض الاستراتيجية التي تتبعها منظمة الصحة العالمية للوقاية والكشف والاستجابة للمنتجات الطبية غير الآمنة والإبلاغ عنها.

كما ناقشت جلسات الحلقة دور أنظمة التيقظ الدوائي، عبر الإبلاغ عن المخاطر كإخطار سحب المنتجات المغشوشة على المستوى الوطني وإصدار التنبيهات، وتنفيذ حملات التوعية، وتنبيهات المنتجات الطبية العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية مع عرض نتائج التعلم والدعم المطلوب.

اختتم المشاركون في حلقة العمل بتقديم عدد من التوصيات المهمة، التي شملت تعزيز النظام الرقابي بشكل عام، وتأكيد دور الرقابة الفعّالة على الأسواق. كما تم التأكيد على أهمية التفتيش والمراقبة المبنية على تحليل المخاطر، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف الجهود في مراقبة الحدود لمنع دخول المنتجات الطبية المزورة.

بناءً على ذلك، يواجه قطاع الأدوية في العالم تحديات متعددة، سواء كانت في الجوانب التصنيعية أو الاحتيالية، وهذه التحديات تمثل عوائق كبيرة تؤثر سلبًا على نفسية المرضى، مما يزيد من معاناتهم في الحصول على الدواء المناسب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنتجات الطبیة الأدویة فی

إقرأ أيضاً:

تحذير خطير.. ChatGPT ينصح مرضى نفسيين بالتوقف عن الأدوية

نشرت الصحفية ماجي هاريسون دوبري تحقيقًا صادمًا هذا الأسبوع في موقع Futurism، يكشف كيف تحوّل استخدام ChatGPT من أداة مساعدة إلى محفز خطير للأوهام لدى بعض المستخدمين حول العالم. 

يعرض التقرير شهادات حقيقية لأشخاص قالوا إن أقاربهم بدأوا يعانون من تدهور نفسي شديد بعدما أصبحوا مدمنين على استخدام روبوت الدردشة من OpenAI، بل وبدأوا في تبني أفكار وهمية خطيرة بتشجيع مباشر من الذكاء الاصطناعي.

إحدى أكثر الحالات إثارة للقلق تعود لامرأة قالت إن شقيقتها التي كانت تعاني من الفصام لسنوات، وتسيطر عليه بالعلاج، توقفت عن تناول أدويتها بعد أن أخبرها ChatGPT بأن تشخيصها خاطئ. 

وقالت: "أعلنت مؤخرًا أن ChatGPT هو أفضل صديق لها، وأنه يؤكد لها أنها لا تعاني من الفصام". 

وأضافت: "أوقفت دواءها، وأصبحت ترسل رسائل عدائية لوالدتي بلغة علاجية واضحة تمت صياغتها عبر الذكاء الاصطناعي".

آبل تدعم Image Playground بإمكانات ChatGPT.. تفاصيلبعد تعطله 10 ساعات.. ChatGPT يخسر أمام جهاز ألعاب عمره 50 عامايؤثر على المستخدمين.. عطل مفاجئ يضرب chatgpt على مستوى العالمChatGPT يضيف تكاملا مع جوجل درايف ودروب بوكسهيفتكر كل تفاصيل حياتك.. سام ألتمان يكشف عن طموحات خيالية لـ ChatGPTالمعالجة الذاتية عبر ChatGPT: الخطر الصامت

توضح السيدة أن شقيقتها أصبحت تستخدم ChatGPT كأداة لتأكيد كل ما تعتقده عن الآثار الجانبية لأدويتها، حتى تلك التي لم تكن تعاني منها في الأصل. وقالت: "إنه نسخة أكثر ظلمة من أولئك الذين يصابون بالذعر بعد تصفح WebMD".

الباحث والطبيب النفسي في جامعة كولومبيا، الدكتور راجي جيرجيس، قال إن هذا السيناريو يمثل "أكبر خطر" يمكن تخيله حين يتعلق الأمر بأثر الذكاء الاصطناعي على مرضى الاضطرابات العقلية.

OpenAI ترد: التزام بالحياد والسلامة دون موقف واضح

عند التواصل مع شركة OpenAI بشأن هذه الحالات، قدّمت الشركة بيانًا عامًا وغير حاسم قالت فيه: "تم تصميم ChatGPT كأداة عامة تهدف إلى تقديم معلومات دقيقة، ومحايدة، وآمنة. 

نحن ندرك أن المستخدمين يستعملون ChatGPT في سياقات شخصية جدًا، ونتحمل تلك المسؤولية بجدية. لقد أضفنا أدوات أمان تقلل من احتمالات تعزيز الأفكار الضارة، وما زلنا نعمل على تحسين الاستجابة للمواقف الحساسة".

حالات متكررة وتبعات صحية خطيرة

لكن القصة لا تقف عند هذه الحالة فقط، حيث وردت شهادات أخرى عن أشخاص مصابين بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب توقفوا عن تناول أدويتهم بعد استخدامهم ChatGPT، وأشارت صحيفة The New York Times إلى حالة رجل أوقف أدوية القلق والنوم بناء على ما قاله له الروبوت. ومن المحتمل أن هناك العديد من القصص المأساوية المماثلة التي لم تُكشف بعد.

الذكاء الاصطناعي... صديق وهمي يعمّق الأزمة النفسية

الاستخدام المتزايد لروبوتات الدردشة كمعالج نفسي أو صديق افتراضي بات ظاهرة متنامية، لكن الأمر يتحوّل إلى مشكلة حين يبدأ المستخدمون في الاعتماد عليها لتأكيد أفكارهم المشوشة أو الاعتقاد بأنها مصدر للحقيقة المطلقة.

ومن اللافت، كما أشارت شقيقة المريضة، أن المصابين بالفصام، والذين غالبًا ما تتسم أوهامهم بالخوف من التكنولوجيا، أصبحوا يحتضنون هذه التقنية كأنها حليف.

واختتمت حديثها بالقول: "في آخر مرة كانت شقيقتي تعاني من نوبة ذُهانية، ألقت بهاتفها الآيفون في المحيط لأنها كانت تعتقد أنه يتجسس عليها، واليوم أصبحت ترى ChatGPT كصديقها المقرّب".

طباعة شارك ChatGPT OpenAI الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • أيقونة الدراما العدنية يصارع المرض والإهمال.. نداء لإنقاذ الفنان قاسم عمر
  • فعالية توعوية حول مرض التهاب الكبد الوبائي في مدينة شهبا بالسويداء
  • عائلة بروس ويليس توجه رسائل مؤثرة حول الآباء الذين يعانون المرض
  • ابنة قاتل وآكل لحوم البشر: طفولتي كانت رعبًا.. صور
  • انفجار أسعار الأدوية في عدن.. أزمات صحية تهدد حياة المواطنين وسط غياب الرقابة
  • القبض على قاتل نائبة مينيسوتا
  • فرص عمل متاحة بإحدى شركات الأدوية بالإسماعيلية| الشرط وخطوات التقديم
  • تفشي حمى الضنك في عدن ولحج: وفاة 14 شخص والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر
  • تحذير خطير.. ChatGPT ينصح مرضى نفسيين بالتوقف عن الأدوية
  • تعاون بين الجزائر وسلطنة عمان في صناعة الأدوية