المأزق المحرج لشرطية العالم في اليمن
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
يمانيون../
“اليمن تحوّل إلى قوة إقليمية قادرة على تنفيذ الضربات العسكرية المنسقة والعالية الدقة، وبتكنولوجيا متقدمة للغاية”، هكذا قال مركز البحث البريطاني “غلوبال نيتورك” (GNET).
وأضاف: “تطور القوات اليمنية جعلها طرفاً رئيساً في الحرب غير المتكافئة باستمرار تنفيذ هجماتها إلى “إسرائيل” وفي البحر الأحمر، والتي لا تعكس انسجاماً أيديولوجياً في إسناد قوى المقاومة فحسب، بل تتكيّف مع متطلبات الصراع في المنطقة”.
وتابع: “إن النشر الإستراتيجي للمسيَّرات والصواريخ الباليستية والفرط صوتية وتنفيذ القوات اليمنية للعمليات السيبرانية، مكنها من تحدي القوى العسكرية التقليدية، وأعادت تعريف ديناميكيات الردع الإقليمي”.
الفشل المفضوح
في الحدث ذاته، أكدت شبكة قنوات 163 “فينيكس” الصينية أن الفشل المفضوح لعدوان أمريكا على اليمن دفع واشنطن بإلقاء اللوم على بكين، بمساعدة صنعاء في استهداف حاملات الطائرات في البحر الأحمر.
وقالت في تقرير بعنوان “فضح انتكاسات أمريكا في اليمن”: “عادت واشنطن إلى استخدام الحيل القديمة مرة أخرى ضد بكين لتغطية فشلها العسكري في كبح قدرات اليمن وهجمات قواته المسلحة”.
وأضافت بلغة ساخرة: “الولايات المتحدة تقول إن هجمات اليمنية على حاملة الطائرات والسفن الحربية والتجارية الأمريكية تمت بمساعدة الأقمار الصناعية الصينية، والحقيقة أن القوات اليمنية نجحت في استهداف قِطع البحرية الأمريكية”.
وتابعت: “اليمنيون يمتلكون صواريخ كروز باليستية ومسيَّرات متطورة، ولديهم، القدرة على ضرب الأهداف بدقة من خلال أنظمتهم الاستخباراتية المتطورة”.
المؤكد، وفق “شبكة 163″، أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، لامست بشكل مباشر أعصاب واشنطن، وألحقت أضراراً بصورة (شرطية العالم) وأوقعت جيش أمريكا في مأزق محرج.
ما تريد “فينيكس” قوله بإختصار: “بعد إخفاق أمريكا في كبح قدرات صنعاء وقف هجماتها، لجأت لتحميل الفشل على الأقمار الصناعية الصينية، في إطار إستراتيجية التأمين المزدوج من خلال توجيه الرأي العام، وتحويل اللوم الإستراتيجي، في محاولة سخيفة لخداع الناخب الأمريكي وحلفائها الذين يجهلون الحقيقة”.
..وعيون واشنطن العمياء
في السياق، قالت صحيفة “jpost”:” إن العدوان الأمريكي على صنعاء تعرض لنكسات ويواجه عقبات كبيرة بسبب تساقط مسيّرات “MQ-9 Reaper”، في اليمن، ما سبب عرقلة العمليات الاستخباراتية وتقدم العدوان الجوي لواشنطن”.
وأضافت: “اليمنيون أظهروا قدرات متزايدة على استهداف طائرات “أم كيو 9″، مما أعاق جهود واشنطن لجمع المعلومات الاستخبارية، وأثّر على الزخم العملياتي”.
ونقلت عن مسؤول امريكي- لم يذكر اسمه: “خسارتنا لطائرات “أم كيو 9″ في اليمن عقدت قدراتنا على تقييم الأضرار على الترسانة العسكرية، ووقف الهجمات اليمنية المستمرة بالصواريخ والمسيّرات على قِطع البحرية الأمريكية”.
خلاصة تقرير “jpost” العبرية، هي أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية تؤكد إحتفاظ صنعاء بقدراتها العسكرية والقيادة والسيطرة، وتستمر في تنفيذ الهجمات، بشكل يُصعّب مهمة تحييدها بعد سلسلة اسقاطات دفاعاتها الحوية لطائرات “أم كيو 9” في أجواء اليمن، جعلت عيون واشنطن أشبه بالعمياء.
.. وحصيلة عمليات الإسناد
وتواصل الولايات المتحدة عدوانها الجوي اليومي على محافظات حكومة صنعاء، مُنذ 15 مارس الفائت، بأكثر من ألف غارة جوية، أدت إلى استشهاد أكثر من 235 مدنياً، وإصابة أكثر من 500 آخرين.
وأعلنت صنعاء في نوفمبر 2023، إسنادها العسكري لمقاومة غزة ضد العدوان الصهيوني على القطاع، بهجمات الصواريخ والمسيّرات في البحر الأحمر، واستهدفت أكثر من 240 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و”الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1200 صاروخا ومسيّرة إلى عُمق الكيان.
وأسقطت 26 طائرة أمريكية نوع “إم كيو 9” فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، المساندة لغزة، وأربع أثناء العدوان الأمريكي – السعودي، الذي استمر 8 سنوات، مُنذ مارس 2015.
السياســـية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
لاحرب ولاسلم ..غروندبرغ يُحذّر من تجدد انزلاق اليمن نحو الحرب: الوقت ليس في صالحنا
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أحمد الأغبري - حذّر المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، أمس الخميس، في إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات الأخيرة في اليمن، أن هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع هناك، وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر، قائلًا: «سيكون دعم المنطقة، إلى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن»، حسب القدس العربي.
وحذّر من مغبة استمرار الوضع الراهن في البلاد مع ظهور مؤشرات احتمال اتساع دائرة التصعيد العسكري واستئناف الحرب الشاملة: «إن الوقت ليس في صالحنا. فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات».
كما حذّر من خطورة الوضع في مأرب: «تُعد مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واندلاع اشتباكات بين الحين والآخر، الى جانب أنشطة متفرقة في الجبهات الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز».
لكن المبعوث الأممي لليمن قال إن مكتبه «يواصل متابعة التطورات في الجبهات، والتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق».
وتوقف أمام تأثير التصعيد الإقليمي على صعيد خسارة بعض مكاسب هدنة 2022: «بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله، قام أنصار الله بشن هجمات متعددة في الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون. ورداً على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية».
يشار إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن دمرت ثمان طائرات، منها طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وفق مدير مطار صنعاء الدولي، واستهدفت موانئ ومصنعي اسمنت ومحطات كهرباء خلال مايو /أيار ويونيو/ حزيران.
وقال غروندبرغ: «نشهد الآن وضعاً لا يتمكن فيه اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة أنصار الله من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو لأداء فريضة الحج، أو لزيارة عائلاتهم. كان هذا أحد أهم مكاسب السلام التي حققتها هدنة عام 2022، وقد ساهم في إرساء قدر من الشعور بعودة الحياة الطبيعية بين المدنيين وأملاً بمستقبل أفضل».
كما قال المبعوث الأممي لليمن: «التقيتُ بممثلين عن كلٍّ من الحكومة اليمنية وأنصار الله، بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية مثل مصر وإيران وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة». وأكد غروندبرغ أن «هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر».
وقال هانس غروندبرغ: «يتكامل هذا الجهد مع عملنا المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة».
ونوه بتأثير ما اسماها الديناميكيات الإقليمية في اليمن، قائلاً: «لطالما لعبت الديناميكيات الإقليمية دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة، الى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن».
وأشار إلى «بوادر أمل شهدها الشهر الماضي في إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء. وأشيد مجدداً بالميسّرين المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك».
وقال «إن الأمم المتحدة تجري حالياً أعمال استطلاعية أولية لضمان سلامة المجتمعات المستخدمة لهذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومن مكتبي»؛ حاثًا «الأطراف على حماية هذا الإنجاز»، معربًا عن الأمل في «أن يُفضي ذلك إلى فتح المزيد من الطرقات»، مؤكدًا «أن اقتصاد اليمن في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه».
وزاد مؤكدا: «ولكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية».