مجان ودلمون.. حكايات متشابكة
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
د.سليمان المحذوري
abualazher@gmail.com
بعض الزيارات تأتي أحيانًا دونما تخطيط مسبق، ومن هذه زيارتي الأولى لمملكة البحرين رغم تأخرها والتي جاءت في إطار الملتقى العلمي الرابع والعشرين لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برفقة زملاء باحثين من سلطنة عُمان؛ حيث أُقيم الملتقى في العاصمة البحرينية المنامة يومي 23 و24 أبريل 2025.
وهذه الجمعية الرائدة تُعد مظلّة علمية تجمع أبناء الخليج من الأكاديميين والمهتمين بمجالات التاريخ والآثار. ومنذ تأسيسها في عام 1997، وتشجيعًا لحركة البحث العلمي، وتبادل الخبرات، وبناء الشراكات تُقيم الجمعية ملتقيات علمية سنوية بالتناوب بين دول الخليج.
وشخصيًا حتى وإن كانت هذه هي الزيارة الأولى للبحرين، إلّا إنني أعرفها وأعرف مناطقها وناسها بحكم اهتمامي بالتاريخ أولًا، وثانيًا من خلال العلاقات الخاصة جدًا الاجتماعية والثقافية والتي تربط عُمان بالبحرين منذ القدم وما زالت إلى يومنا هذا.
وتاريخيًا ومنذ عصور ما قبل الميلاد ارتبطت مجان ودلمون بصلات حضارية تأثيرًا وتأثرًا. والكشوف الأثرية دلّت على وجود اتصال وثيق بين الحضارتين امتدّ إلى حوالي ألفي عام من التاريخ القديم، وكانت مجان مصدرًا أساسيًا لاستيراد النحاس. وخلال العصور الإسلامية المتعاقبة عُدت عُمان والبحرين إقليمًا سياسيًا واحدًا بسبب الجوار الجغرافي، وطبيعة العلاقات القديمة بين البلدين والتي استمرت حتى العصر الحديث؛ إذ كانت البحرين وجهة رئيسة لهجرة العُمانيين طلبًا للرزق أو العلم لا سيما قبل عام 1970م. وبُعيد هذا التاريخ بقليل توجت بالعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. وبالنتيجة ما من شكّ أن قدم واستمرار هذه العلاقات المتجذرة أفرز نتائج اجتماعية وثقافية مشتركة ومتداخلة وذات نكهة خاصة، ومن المؤمل تعميق هذه الصلات التاريخية واستثمارها ثقافيًا واقتصاديًا.
لذلك.. ومنذ أن وطئت قدماي مطار البحرين الدولي لم أشعر بغربة مطلقًا؛ بل ربما هو الحب من أول نظرة كما يقولون، ورغم قصر فترة إقامتي نسبيًا في هذه الأرض الطيبة، إلّا إنني أحسست إني أعرفها من زمن طويل. وكانت إقامتي في المنامة، ومن حسن حظي أنها كانت بالقرب من سوق باب البحرين القديم الذي يشبه سوق مطرح بتخطيطه وممراته ودهاليزه. وإلى جانب حضور الجلسات العلمية التي قُدمت فيها أوراق بحثية مهمة أُتيحت لي فرصة زيارة مركز عيسى الثقافي، وقلعة البحرين، ومتحف البحرين الوطني، والمسرح الوطني. ومن هنا أستطيع القول وبثقة إن التشابه بين عُمان والبحرين كبير جدًا يصل إلى حد التطابق في بعض الأحيان، ولا يحتاج ذلك إلى برهان أو دليل؛ فهنالك تشابه في الثقافة والتراث، وفي المعالم المعمارية والأسواق، وفي العطور والبخور، وفي المأكولات، وفي الهدوء والسلام، والناس وباختصار شديد "إنهم يشبهوننا".
ختامًا.. ألف شكر لمملكة البحرين على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة ورقيها وهذا ليس بغريب على أهل البحرين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الهلال يصنع التاريخ في كأس العالم للأندية
خاص
دخل نادي الهلال سجلات التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما نجح في انتزاع تعادل ثمين 1-1 أمام ريال مدريد الإسباني، في افتتاح مشوار الفريقين ببطولة كأس العالم للأندية، على ملعب “هارد روك” بمدينة ميامي الأمريكية.
ورغم الغيابات المؤثرة في صفوف الفريقين، قدم الهلال مباراة كبيرة، حيث غاب كيليان مبابي عن ريال مدريد بسبب الحمى، بينما افتقد الهلال خدمات هدافه ألكسندر ميتروفيتش للإصابة. ورغم ذلك، أظهر الزعيم شخصية قوية في أول اختبار عالمي تحت قيادته الفنية الجديدة.
تقدّم الريال أولاً بهدف عن طريق غونزالو غارسيا في الدقيقة 34، قبل أن يعادل روبين نيفيز النتيجة من ركلة جزاء حصل عليها ليوناردو في الدقيقة 45، لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي. وفي اللحظات الأخيرة من المباراة، تصدى الحارس المغربي ياسين بونو ببراعة لركلة جزاء من فيدريكو فالفيردي، ليحفظ للهلال نقطة تاريخية.
إنجاز تاريخي غير مسبوق
بهذا التعادل، أصبح الهلال أول فريق آسيوي وعربي يتفادى الخسارة أمام فريق أوروبي في تاريخ كأس العالم للأندية.
وهو أول نادٍ من آسيا أو أفريقيا يتعادل رسميًا مع ريال مدريد في أي بطولة.
كما أنه أول فريق يحصد نقطة أمام فريق أوروبي في البطولة العالمية.
وسيلتقي الهلال في مباراته القادمة مع ريد بول سالزبورغ فجر الإثنين، في مواجهة حاسمة للتأهل إلى دور الـ16، بينما يخوض ريال مدريد مواجهته الثانية أمام باتشوكا المكسيكي يوم الأحد.