نول الزمن لروبرت كابلان.. تحولات الشرق الأوسط الهائلة تحركها قوى خارجية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
كان الشرق الأوسط غارقاً في الآونة الأخيرة في المبادرات الدبلوماسية التي تحركها قوى خارجية، ولعل أبرزها كان توسط الصين في صياغة اتفاق بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران، وسعي الولايات المتحدة الحالي لصياغة اتفاق تطبيع للعلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل ضمانات أمنية ومطالب أخرى للرياض.
وبدلاً من الإشارة إلى الاستقرار المتنامي، تعكس عمليات إعادة التنظيم هذه صعود عالم متعدد الأقطاب غير منظم، حيث تشهد قوة الولايات المتحدة انحداراً نسبياً.
وتوفر هذه التحولات الموضوع الرئيسي للكاتب الجيوسياسي والمحلل الأمريكي المخضرم روبرت د. كابلان في كتابه "نول الزمن The Loom of Time"، وهو كتاب يدرس القوى الجبارة التي تعيد تشكيل الشرق الأوسط.
ويستعرض المحلل السياسي البريطاني جيمس كرابتري، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" فلسفة الكتاب الجديد لكابلان.
اقرأ أيضاً
سياسة خيالية.. هكذا يتعامل بايدن مع الشرق الأوسط
أفول الامبراطورياتويرى كابلان، في كتابه، إنه لم لم تعد هناك أي إمبراطوريات عالمية للحفاظ على النظام، بما فيها الامبراطورية الأمريكية، إن صح القول، حيث اختفت قبلها الإمبراطوريات الآشورية والرومانية والفارسية والبيزنطية والعثمانية والبريطانية والسوفييتية.
لكن الشرق الأوسط لم يجد بعد حلاً مناسبًا لانهيار الإمبراطورية العثمانية، ويعتبر كابلان أن هذا يعد أمرا مستفزا.
ويطرح كابلان مجموعة من الحجج الأخرى المثيرة للاهتمام، أحدها هو الدعوة إلى تسمية المنطقة بـ "الشرق الأوسط الكبير"، وهو المصطلح الذي يستخدمه لوصف "العالم الإسلامي في الصحراء والسهول" الممتد من إثيوبيا والبحر الأبيض المتوسط إلى مقاطعة شينجيانج غرب الصين.
ويشير إلى أن إعادة التوصيف الجغرافي هذه يمكن أن تكون مفيدة، لأنها تعطي إحساسًا أوضح بالقوى الخارجية التي تشكل مستقبل المنطقة.
والواقع أن توسعاً مماثلاً في الآفاق حدث مؤخراً في شرق آسيا أيضاً، والتي يطلق عليها كثيرون الآن اسم "المحيط الهادئ الهندي".
اقرأ أيضاً
صفقة إيران وأمريكا.. بايدن يهدأ توترات الشرق الاوسط قبل الانتخابات
نموذج ممالك الخليجويرى كابلان أن ممالك الخليج، بالإضافة إلى الأردن والمغرب تبرز باعتبارها معاقل للاستقرار النسبي.
وكان كابلان معجبا منذ فترة طويلة بالسلطان قابوس، الذي حكم عمان لمدة نصف قرن حتى وفاته في عام 2020، حيث مزج الحكم المطلق مع قدر من احترام الحريات المدنية والمؤسسات السياسية المستقلة.
ويرى كابلان أن هناك خط وسط (ظلال رمادية ناجحة) بين الديمقراطيات المستقرة والمثالية على أحد طرفي الطيف، أو طغاة وحشية وخانقة على الجانب الآخر، ويقول إن فكرة وجود معركة عالمية بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية - وهي نقطة المناقشة المفضلة للرئيس الأمريكي جو بايدن – أمرا غير مفيد
ومع ذلك، تظل فكرة كابلان الأكثر إثارة للجدل هي إعجابه بالإمبراطوريات، ويشير إلى أن الحكم الإمبراطوري غالبًا ما خلق سياسات مستقرة. حتى أن السلالات الحاكمة مثل العثمانيين سمحت بفترات من التسامح النسبي، خاصة بالمقارنة مع الدول القومية التي خلفتها.
وكثيراً ما يشير كابلان إلى أن الولايات المتحدة لابد وأن تلعب شيئاً أقرب إلى الدور الإمبريالي الجديد، فتعمل على جلب الاستقرار إلى المناطق المضطربة.
المصدر | جيمس كرابتري / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط النفوذ الأمريكي دول الخليج الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
وزارة الرياضة تختتم مشاركتها في أعمال منتدى الشرق الأوسط للاستثمار الرياضي في لندن
البلاد- جدة اختتمت في العاصمة البريطانية لندن، أعمال منتدى الشرق الأوسط للاستثمار الرياضي (MESIF London 2025)، والتي شاركت فيها وزارة الرياضة كشريك إستراتيجي، الذي نظمته وزارة الاستثمار خلال الفترة من 27 إلى 28 مايو 2025م، حيث شهد حضوراً دولياً واسعاً من قادة القطاع الرياضي والاستثماري من مختلف أنحاء العالم، وذلك في مقر ملعب نادي توتنهام هوتسبير. فعلى مدى يومين، شكّل المنتدى منصة جمعت نخبة من الوزراء، والسفراء، والرؤساء التنفيذيين للاتحادات والأندية الرياضية، إلى جانب كبار المستثمرين والمختصين في مجالات البنية التحتية والتقنيات الرياضية، حيث نُوقشت خلالها أبرز التحولات التي يشهدها القطاع الرياضي في منطقة الشرق الأوسط، والفرص الاستثمارية المتاحة، والتجارب الرائدة في تطوير منظومة الرياضة كقطاع اقتصادي مستدام. وشارك عدد من مسؤولي الوزارة في عدد من الجلسات، حيث تحدث وكيل التخطيط الاستراتيجي والاستثمار المهندس عبدالرحمن جستنيه في جلسة حملت عنوان: التأثير المتنامي للشرق الأوسط على الاستثمار الرياضي العالمي، كما تحدث محمد أولياء، الوكيل المساعد للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار، في جلسة عنوانها: نظرة عامة على الفرص في الاستثمارات الرياضية الإقليمية، فيما تطرق سليمان حماد مدير تمكين الاستثمار عن “زيادة الإيرادات من الأصول الرياضية”، علاوة على عدد من الجلسات الأخرى التي تحدثت عن النمو المتسارع لصناعة الرياضة في المنطقة، ودور الابتكار في تطوير البنية التحتية والمنشآت الرياضية، إضافة إلى التحول الرقمي، وتعزيز تجربة المشجعين، وسبل تعظيم العوائد من الأصول الرياضية، وخلق شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، كما استعرض المشاركون تجارب عدد من الدول في خصخصة الأندية، وقياس الأثر الاجتماعي للاستثمار في الرياضة. واختتم المنتدى بجلسة ختامية شهدت تفاعلاً من الحضور، وتأكيداً على أهمية استمرار مثل هذه المنصات في بناء جسور التعاون بين مختلف الأطراف، وتحفيز مزيد من الاستثمارات في القطاع الرياضي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز من دور الرياضة كمحرك اقتصادي واجتماعي في المنطقة.