بدأت اسرائيل باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط استعدادا لتوسيع هجومها في قطاع غزة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام اسرائيلية مساء السبت.

ولم يؤكد متحدث عسكري اتصلت به وكالة فرانس برس هذه المعلومات أو ينفها، في حين أطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يرزح تحت ضغط حلفائه من اليمين المتطرف، تصريحات متكررة يتعهد فيها بتعزيز العمليات العسكرية.

ومساء السبت، هاجم نتانياهو دولة قطر التي تتوسط مع مصر للتوصل إلى هدنة مع حماس واتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة، وحضها على « التوقف عن الحديث المزدوج ».

وكتب نتانياهو على منصة اكس « حان الوقت لكي تتوقف قطر عن اللعب على الجانبين بحديثها المزدوج وتقرر ما إذا كانت إلى جانب الحضارة أم إلى جانب وحشية حماس ».

أضاف « اسرائيل ستنتصر في هذه الحرب المشروعة بوسائل مشروعة »، بعد أن نشرت حماس مقطع فيديو لرهينة روسي-إسرائيلي يبدو أنه مصاب ومحتجز في غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي استأنف هجومه على قطاع غزة في 18 آذار/مارس، منهيا هدنة استمرت شهرين مع حماس في الحرب التي اندلعت ردا على هجوم غير مسبوق شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وتقول حكومة نتانياهو إن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن.

لكن منتدى عائلات الرهائن، المنظمة الإسرائيلية الرئيسية لأقارب المحتجزين، حذ ر من أن « أي تصعيد للقتال من شأنه أن يعرض الرهائن (…) لخطر مباشر ».

وأضاف المنتدى في بيان « بالنسبة للغالبية العظمى من الإسرائيليين فإن عودة الرهائن هي أولوية أخلاقية قصوى للدولة »، معتبرا أنه لا يزال من الممكن « التوصل إلى اتفاق من شأنه انقاذ الأرواح ومنع المزيد من الخسائر البشرية ».

أتاحت الهدنة في قطاع غزة الإفراج عن 33 رهينة، من بينهم ثمانية فارقوا الحياة، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل.

وبعد التحسن الذي طرأ خلال الهدنة، أصبح الوضع الإنساني لنحو 2,4 مليون فلسطيني في القطاع خطيرا مرة أخرى.

وبدأ الجيش الاسرائيلي بإرسال أوامر تعبئة الى عناصر الاحتياط، تمهيدا لاستدعاء عشرات الآلاف منهم بهدف توسيع نطاق هجومه على حماس في قطاع غزة، بحسب مراسلين عسكريين لوسائل إعلامية اسرائيلية عدة.

وأوردت المعلومات التي نقلها أيضا العديد من المراسلين العسكريين، بينهم مراسل إذاعة الجيش، أنه سيتم إرسال هؤلاء للحلول محل جنود ينتشرون في انحاء البلاد وفي الضفة الغربية المحتلة، بحيث يتاح إرسال هؤلاء الجنود للقتال في قطاع غزة.

 

وبحسب التلفزيون الاسرائيلي الرسمي، من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني لإسرائيل الأحد لبحث الموافقة على توسيع الهجوم العسكري على غزة.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 شخصا اخت طفوا في ذلك اليوم، لا يزال 58 شخصا محتجزين في غزة، بينهم 34 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس التي تسل مت السلطة في غزة في عام 2007، وشنت حملة جوية ضخمة وهجوما بريا، ما تسبب بدمار واسع في القطاع الضيق وأسفر عن مقتل 52495 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام من وزارة الصحة في حماس تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وجاء نبأ استدعاء جنود الاحتياط بعد أن نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت مقطع فيديو يظهر رجلا ممددا وقد لف رأسه وذراعه اليسرى بضمادات مع بقع بن ية عليها.

ويظهر الرجل في الفيديو، متحدثا باللغة العبرية بلكنة روسية، ويقدم نفسه على أنه « السجين الرقم 24″، ويلمح إلى أنه أصيب في قصف إسرائيلي.

وحددت وكالة فرانس برس، ومعها معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، هوية الرهينة على أنه مكسيم هيركين الذي يتم نهاية هذا الشهر عامه السابع والثلاثين، ولكن من دون أن تتوافر وسائل للتحقق من حاله الصحية.

ونشرت عائلته بيانا طلبت فيه من وسائل الإعلام عدم عرض فيديو حماس.

ومساء السبت، تجمع آلاف الإسرائيليين مجددا حاملين صور الرهائن في تل أبيب للمطالبة بأن تتخذ حكومتهم إجراءات لتأمين إطلاق سراحهم.

وقالت أرونا ماسكيل البالغة 64 عاما لوكالة فرانس برس « نحن هنا لأننا نريد أن يعود الرهائن إلى الوطن، ولا نعتقد أن الحرب في غزة اليوم لا يزال لها أي مبرر ».

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس إن 11 فلسطينيا قتلوا فجر السبت في « قصف منزل عائلة البيرم في خان يونس (جنوب) ».

وأشار إلى أن من بين القتلى الثمانية الذين ح ددت هويتهم، وجميعهم من عائلة واحدة، فتاة وطفلا يبلغان عاما واحدا، بالإضافة إلى طفل رضيع لم يتخط عمره الشهر.

وأكد الجيش الإسرائيلي الغارة، قائلا إنها استهدفت « إرهابيا من حماس »، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

واستخدم عناصر إنقاذ ومدنيون مصابيح يدوية للبحث بين الأنقاض لانتشال الضحايا، بحسب لقطات وث قها مصورو وكالة فرانس برس. وقد غادر أحدهم حاملا جثة طفل صغير.

وتحاصر إسرائيل نحو 2,4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وتمنع منذ الثاني من آذار/مارس دخول أي مساعدات إنسانية ترتدي أهمية حيوية بالنسبة للسكان الذين يعانون وضعا إنسانيا كارثيا ويواجهون خطر المجاعة بحسب الأمم المتحدة.

(وكالات)

 

 

 

 

بور/جك/ب ق/سام

كلمات دلالية اسرائيل غزة هجوم

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اسرائيل غزة هجوم وکالة فرانس برس فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي للرهائن يطالب حماس بالإفراج عن جثث أربعة أمريكيين

طالب آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، حركة حماس بالإفراج الفوري عن جثث أربعة رهائن أمريكيين يُعتقد أنهم محتجزون في قطاع غزة. 

وأكد بوهلر أن "الإفراج عن المحتجزين يُعد شرطًا أساسيًا للتوصل إلى اتفاق"، مضيفًا: "إذا كانت حماس جادة في وقف الحرب، فعليها البدء بالإفراج عن الرهائن".

في السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة جيروسالم بوست، عن مقترح جديد قدمه ستيف ويتكوف، مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، لكل من إسرائيل وحركة حماس.

 ويهدف المقترح إلى تحقيق تقدم ملموس في ملف إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي في غزة إلى 47 فلسطينيامصادر طبية: استشهاد 38 فلسطينيا جراء قصف إسرائيلي لمدرسة ومناطق في غزة

وبحسب مصادر الصحيفة، ينص المقترح الأمريكي على إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء، إلى جانب تسليم جثامين نحو خمسة عشر رهينة آخرين، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار تتراوح مدته بين 45 و60 يومًا. كما يتضمن المقترح الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة ترى في هذا الاتفاق المبدئي مدخلًا لمسار سياسي أوسع، قد يفضي في نهاية المطاف إلى وقف شامل ودائم للعمليات العسكرية، وإنهاء الحرب في غزة.

ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في ظل ضغوط متزايدة على كل من تل أبيب وحماس من قبل أطراف دولية عدة، وعلى رأسها واشنطن، لدفع الجانبين نحو اتفاق إنساني يعيد بعض الاستقرار إلى القطاع، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي.

ويُذكر أن ملف الرهائن لا يزال من أكثر القضايا حساسية في المفاوضات الجارية، إذ تُعد عودة الأسرى، أحياء أو جثامين، مطلبًا شعبيًا وسياسيًا رئيسيًا في الداخل الإسرائيلي، بينما تصر حماس على شروط محددة لتبادل الأسرى ووقف العمليات العسكرية.

طباعة شارك آدم بوهلر المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن حركة حماس جثث أربعة رهائن أمريكيين قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • شكوى إسرائيلية من نقص أفراد الجيش في غزة وعدم تأهيل المجندين الجدد
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد منظومة الصواريخ والقذائف التابعة لحماس شمال قطاع غزة
  • قناة إسرائيلية: الكنيست يوافق على تمديد خدمة جنود الاحتياط
  • المبعوث الأمريكي للرهائن يطالب حماس بالإفراج عن جثث أربعة أمريكيين
  • الجيش الإسرائيلي يعاقب 3 جنود رفضوا القتال في غزة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي من شمال غزة: بدأنا العملية البرية وسنواصل حتى نحطّم قدرات حماس القتالية
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية عن ضابط احتياط خدم في الجيش: لم نحقق نصرا كاملا على حماس ولم نستعد جميع الرهائن
  • الكنيست يفشل مجددًا في تمديد أوامر استدعاء جنود الاحتياط
  • الجيش الإسرائيلي: بدأنا عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة
  • سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة