تداعيات خطة نتنياهو لاحتلال كامل غزة على الداخل الإسرائيلي
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
القدس المحتلة- في خطوة تحمل دلالات عسكرية وسياسية خطِرة، صدّق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، بالإجماع، على خطط الجيش الإسرائيلي لتوسيع عمليته البرية في قطاع غزة تمهيدا لاحتلاله.
هذه الموافقة جاءت تزامنا مع إعلان جيش الاحتلال استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، في مؤشر واضح على أن العملية المقبلة قد تكون الأوسع نطاقا منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفق تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فإن المرحلة المقبلة "تختلف عن سابقاتها"، إذ أشار إلى نية الجيش "الانتقال من أسلوب الاقتحامات إلى احتلال الأراضي والبقاء فيها"، ما يعكس تحولا إستراتيجيا في مسار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
بحسب تسريبات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسي في مكتب نتنياهو، فإن الخطة التي عرضها رئيس الأركان إيال زامير، تتضمن أهدافا معلنة تشمل هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة الأسرى، والسيطرة الكاملة على القطاع.
لكن فعليا، لا تحمل هذه الخطة جديدا نوعيا، إذ تعيد تدوير أهداف الحرب المعلنة منذ 19 شهرا، والتي لم تتحقق رغم استخدام القوة القصوى والحصار، وفق ما أفاد به الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأضاف المصدر نفسه، أن الخطير في الخطة أنها تتضمن احتلال القطاع بالكامل، وتحريك السكان جنوبا، وتجريد حماس من أدواتها الإدارية واللوجستية، وهو ما فسره المراسل العسكري للصحيفة، يوآف زيتون، على أنه خطوة محتملة نحو فرض تهجير داخلي واسع أو حتى تهجير خارج القطاع، في ظل تدهور الوضع الإنساني غير المسبوق.
إعلانتطرح الخطة أسئلة جدية عن مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ احتلال بري شامل، خاصة مع ما يتطلبه ذلك من موارد بشرية هائلة، وسط تململ داخلي من طول أمد الحرب وارتفاع الخسائر، حسب ما ذكره الموقع الإلكتروني "واللا".
وتساءل المراسل العسكري للموقع، أمير بوحبوط، "هل يمتلك الجيش الإسرائيلي العدد الكافي من الجنود لتنفيذ خطة بهذه التكلفة؟ وهل قوات الاحتياط، التي تستدعى من جديد، قادرة على الصمود في حرب استنزاف طويلة ومعقدة في بيئة حضرية كغزة؟".
ويتابع، "التساؤل الأكثر حساسية هو بشأن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس: هل يشير التحول إلى الاحتلال والبقاء إلى أن نتنياهو مستعد للمجازفة بمصيرهم؟ خاصة أن مثل هذا السيناريو قد يدفع حماس إلى تبني خيارات قصوى، ما يعني احتمال التضحية بهم ضمن حسابات سياسية أوسع".
ماليا، قدّر أن توسيع الحرب سيكلف إسرائيل مليارات إضافية من ميزانيتها، ما سيؤثر حتما على الوضع الاقتصادي، في ظل أزمة ثقة متصاعدة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتنامي الاحتجاجات ضد إدارة الحرب.
وعلى صعيد القوى البشرية، يعتقد المراسل العسكري بوحبوط أن السيطرة على كامل غزة تتطلب قوة برية هائلة، وخسائر محتملة في صفوف الجيش، لا سيما مع تزايد عمليات المقاومة الفلسطينية واستخدامها أساليب حرب الشوارع والأنفاق، ما يجعل من القطاع "فخا متفجرا" لأي قوات تحاول فرض سيطرة كاملة.
توسيع العملية البرية في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو محاولة سياسية لإعادة رسم واقع القطاع بالقوة، مع ما يحمله من مخاطر إنسانية وجيوسياسية هائلة، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".
ويرى محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، أن هذه الخطوة تصعيد مفتوح الأمد، يحمل أبعادا تتجاوز الميدان العسكري، ويتقاطع مع مخططات التهجير القسري لغزة، سواء عبر الدفع نحو الجنوب أو عبر سيناريوهات ضغط على مصر لفتح معبر رفح لموجات نزوح.
إعلانوبينما يتحدث نتنياهو عن نصر حاسم، قدّر المحلل هرئيل، أن الخطة قد تنزلق نحو مأزق جديد، حيث لا نصر واضحا ولا نهاية قريبة، بينما يدفع المدنيون الغزيون والجنود الإسرائيليون الثمن الأكبر.
في العمليات البرية المحدودة في قطاع غزة خلال 2023 و2024، قُتل أكثر من 600 جندي إسرائيلي، وأصيب الآلاف، وفي حال دخول بري شامل إلى المناطق المكتظة مثل غزة المدينة، والشجاعية، وخان يونس، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى احتمال سقوط آلاف القتلى من الجنود على الأمد الطويل.
وحيال ذلك، أوضحت صحيفة "معاريف" أن جيش الاحتلال يواجه سلسة من التحديات في حال توسيع عمليات التوغل البري واحتلال القطاع، تشمل تصاعد الهجمات المسلحة، والكمائن، وتفجيرات الأنفاق، و"هي بيئة غير مناسبة إطلاقا للجيش النظامي، ولخطوط الإمداد، وحماية الآليات الثقيلة داخل المناطق المكتظة، وإدارة الأراضي المحتلة، والاحتكاك اليومي".
كما أن الجيش الإسرائيلي يحتاج، وفق الصحيفة، إلى نظام حكم عسكري أو مدني بديل داخل غزة إذا ما تم البقاء فيها، وهو أمر لم يُعلن، ما يطرح تساؤلات عن الاستعداد الحقيقي لاحتلال القطاع.
توترات داخليةيُقدّر أن السيطرة الكاملة على قطاع غزة تتطلب ما لا يقل عن 60 إلى 80 ألف جندي، منهم وحدات مشاة، ومدرعات، وهندسة قتالية، واستخبارات ميدانية، ووحدات نخبة، بحسب صحيفة "كلكليست" الاقتصادية.
حاليا، إسرائيل تستدعي دفعات إضافية من الاحتياط، في إشارة إلى نقص واضح في القوة النظامية يقدر بأكثر من 10 آلاف جندي نظامي، وعدم كفاية القوات الميدانية المنتشرة في الجنوب والشمال.
وتتسبب خدمة الاحتياط المطولة في إرهاق واسع داخل صفوف الجيش، وتزيد من التوتر الاجتماعي والاقتصادي داخل إسرائيل.
يُشار إلى أنه في اجتياح لبنان عام 1982، استخدمت إسرائيل نحو 80 ألف جندي للسيطرة على مناطق أقل كثافة سكانيا من غزة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 2.2 مليون نسمة في مساحة صغيرة (365 كيلومترا مربعا).
إعلانوبحسب تقديرات إسرائيلية نُشرت خلال العدوان، فإن تكلفة الحرب في غزة تتجاوز 300 مليون شيكل يوميا (نحو 80 مليون دولار)، وفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية.
ووفقا للصحيفة، فإن عملية برية طويلة الأمد مع بقاء للجيش في الميدان قد تصل تكلفتها من 10إلى 15 مليار دولار إضافية في عام واحد فقط، تشمل رواتب جنود الاحتياط، واستهلاك الذخائر، وتدمير وإعادة تجهيز آليات، ودعم الجبهة الداخلية (تعويضات، خسائر اقتصادية).
وقدّرت أن اتساع العمليات العسكرية يضع ضغطا على ميزانية الحكومة، التي تعاني أصلا من عجز مالي متزايد، ولعل أبرز التداعيات ستكون ارتفاع أسعار التأمين، وهروب المستثمرين، وتراجع التصنيف الائتماني المحتمل الذي قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية موازية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية عربات جدعون في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة - السبت بدء عملية "عربات جدعون" وتوسيع حربه المدمرة على غزة ، وذلك بعد أن شهدت الساعات الأخيرة تصاعدا في القصف والغارات ما أدى إلى وقوع مئات الشهداء والجرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "خلال اليوم الأخير بدأ الجيش شن ضربات واسعة والدفع بقوات للاستيلاء على مناطق في قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية عملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في القطاع بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها الإفراج عن المختطفين وهزيمة حماس ".
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الأربعة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ"مستقبل أفضل وإنهاء الجوع".
وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينياً، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق بيانات وزارة الصحة بغزة.
وجاء هذا التصعيد الدموي عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" على توسيع عمليات الإبادة في القطاع، وتفعيل خطة عسكرية جديدة تحت اسم "عربات جدعون"، تتضمن حشد مزيد من قوات الاحتياط.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مفاوضات الدوحة : إسرائيل ترفض وقف حرب غزة ولا تقدم بالمحادثات صحيفة تنشر مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة الشاباك: اعتقال فتى إسرائيلي نفّذ مهامًا لصالح إيران مقابل المال الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 10 مايو بينهم عائلة كاملة - شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم جامعة كولومبيا تعلّق دراسة عشرات الطلاب عقب مظاهرة مؤيدة لفلسطين بالصور: اللجنة الشعبية للاجئين بالمغازي تنظّم لقاءً وطنياً لتعزيز السلم الأهلي ودور المخاتير عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025