جريدة الوطن:
2025-07-05@03:43:07 GMT

بعد رفض الدعوى

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

بعد رفض الدعوى

 

يؤكد قرار محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، أمس، والذي نص: برفض الدعوى التي تقدم بها الجيش السوداني ضد دولة الإمارات حول مزاعمه بأنها تتدخل لدعم أحد طرفي الصراع العسكري، أن الجيش السوداني لديه نزوع واضح نحو: “تكذيب الكل”؛ مع أنه يدرك الحقيقة والواقع؛ وهذا له تفسير سيكولوجي يعرفه دارسي السلوك البشري، وهو أن من يصر على لي الحقائق فهو يعاني من قلق وأنه غير واثق من صلابة موقفه فهو يستبدل تلك المشاعر في الإسراف بالتكذيب والتلميح بأنه سيحسم الموقف لصالحه.

“الكل” هنا مقصود فيها المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي ترفع تقاريرها دورية عن الوضع في السودان والتي تبين أن الجيش هو المتسبب في المعاناة الإنسانية هناك، وتشمل كلمة “الكل” دول العالم التي تحاول أن تتوسط من أجل إيقاف الحرب بالتفاوض ولكن الجيش السوداني هو من يتغيب عمداً بمبررات لا أساس لها.
بل إن كلمة “الكل” تعني الرأي العام السوداني والعالمي، فهم لديهم القدرة على التمييز بين مواقف دولة الإمارات الإنسانية الداعمة دائماً للشعب السوداني وبين عقلية الجيش المتصلبة والرافضة لكل الدعوات لإيقافها لدرجة أن بعض الدول الإقليمية المهمة تجاهلت ما يحدث في السودان رغم المحاولات الأولى لإيقاف الصراع الكارثي.
وقبل قرار محكمة العدل الدولية أمس، كان تفسير الجيش السوداني للحقائق والوقائع انطلاقاً من تقديره هو فقط في طبيعة التدخل مع أن الكل يطالب الجيش بالأدلة والاثباتات والبراهين التي تدعم مزاعمهم، أما بعد القرار فإن “الشجاعة السياسية” والشجاعية الأدبية تفرض على الجيش الاعتراف للشعب السوداني بالخسارة والخيبة وسوء التقدير وبالتالي القبول بدعوات دولة الإمارات المتكررة في أهمية إنهاء الحرب بالسرعة الممكنة التي تحافظ على السودان وشعبها، وهذا الاعتراف مقرون بمبررين اثنين هما، المبرر الأول: أن الجيش كان فعلاً، لا يريد من دولة الإمارات أن تقدم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.
والمبرر الثاني: أن الجيش كان يمارس سياسة التجويع والتعذيب للشعب كله، لعل الشعب السوداني يغفر له على ما ارتكبه.
نظرياً قد يحدث ذلك لمن يحترم نفسه، ولكن من يدرك استراتيجية تنظيم “الإخوان” الإرهابي أو “الكيزان” الاسم المتعارف عليه في السودان لهذا التنظيم الإرهابي فالاستراتيجية قائمة على أن: مصلحة الجماعة أو الحزب أولاً، وبالتالي فإن ما قاموا به هو أمر طبيعي وفق منطقهم السياسي وليس في الأمر غرابة سواءً في “التكذيب” أو الادعاء جوراً وبهتانا خاصة على دولة الإمارات التي وقفت سداً منيعاً في مخططاتهم.
أضف إلى تلك الاستراتيجية منطق “الإخوان” في التعامل مع الأوطان وقد لخصها مرشد الجماعة الإرهابية مهدي عاكف في العام 2010 عندما قال في مقارنته بين مصلحة مصر الدولة ومصلحة تنظيم “الإخوان” الإرهابي: “طز في مصر”. ثم كررها محمود الزهار وهو قيادات التنظيم الإرهابي في فلسطين “طز في فلسطين”، وعليه لا يمكننا الرهان أن “الكيزان” سيمتلكون تلك الشجاعة للحفاظ على الدولة السودانية.
في العلاقات الدولية، لا توجد أزمة أياً كانت نوعها إلا ويمكن لمن يملك العقل والتفكير الوطني حلها بشرط أن يضع القائد نوايا الشخصية والحزبية جانباً ويبنى على ما هو نافع لوطنه وشعبه حتى مع خصمه لأن القيمة النهائية أكبر وأهم، وبالتالي فكان من الاجدى بالجيش السوداني قبل أن يصر على ادعاءاته ومزاعمه الكيدية ضد دولة الإمارات أن يدرك أن الاستفادة من هذه الدولة المحبة للسودان وشعبه في تحقيق آمالهم التي رسموها في ثورة 19 ديسمبر 2019 من خلال التخلص من الحكم العسكري لصالح الدولة المدنية التي أسقطوها.
خسر الجيش السوداني نفسه ومكانته أمام الرأي العام العالمي ويبدو أنه سيدفع ثمن الخطيئة التي ارتكبها ضد الشعب السوداني، في حين قدمت دولة الإمارات درساً للعالم أن الأزمات تدار بالدلال والحجة والبراهين والهدوء.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

⛔️ هل تخلى الجيش عن الفاشر ؟

⛔️ هل تخلى الجيش عن الفاشر ؟
❌️❌ ️⭕️ ❌️❌️
استمعت لحديث ساذج من أحد المأجورين يندد بمشاركة قوة الحركات في الدفاع عن وسط وشمال السودان في بعض المتحركات ؛ في وقت نسي دور الجيش في الفاشر :
يجب أن نذكر الجميع ؛

اساس نجاح كل معركة خط الامداد المفتوح ؛ وهذا ما يقوم به الجيش بدءً من بورتسودان حتى وصل اليوم لكردفان بعد تضحيات عميقة وخطة جسورة.

???? يعرض العدو على الجيش التخلي عن الفاشر نظير ايقاف الحرب ، والانسخاب من بقية كردفان والاعتراف بدارفور دولة مستقلة ، وهذا ما ظلت ترفضه القيادة باستمرار وتعمل على منع حدوثه .
▪︎ القوات المسلحة تدافع عن #الفاشر بكثافة وهي التي تقود العمليات ، وقد تجمعت جيوش عدة فرق هنالك تقاتل بجسارة وقدمت العديد من الشهداء.

شهداء من شمال ووسط وشرق وجنوب السودان ، من كردفان وجبال النوبة و..
من المخابرات والشرطة و .. من الجعليين والمسيرية والشايقية والشكرية و النوبة و كل قبائل السودان ..
والاسماء موجودة في مقدمتهم اللواء ر. الفاضلابي شهيد نيالا.
الجيش هو الذي يسقط الذخيرة والسلاح والمؤن الطبية جوا ، واستشهد له طيارون برتب عالية في أجواء الفاشر.
تتسلل كثير من القوات للمدينة سرا

(بالنسبة لي عدت من الفاشر قبل تمرد الجنجا ب 48 ساعة فقط من رحلة دعوية كان آخر برامجها افطارا رمضانيا بالجمارك جمع بين القيادات العسكرية والشرطة حتى الجنجا .. )
▪︎▪︎الحركات المسلحة متواجدة بكثافة وصنعت فرقا كبيرا على الارض
▪︎▪︎▪︎المقاومة الشعبية والمستنفرون وهؤلاء – رجالا ونساء – ضربوا مثلا اسطوريا في الثبات.
هذا التجمع اسمه #القوات_المشتركة

وهو مستقبل السودان باذن الله
ترحموا بالله على صديقي الرائد احمد علي الفاضلابي الفاضلابي شهيد الجيش بالفاشر ، وعلى كل الشهداء
اللهم انصرهم على عدوهم يا منان

محمد هاشم الحكيم
#الحرب_انتهت_وتبقت_معارك
#الجيش_السوداني #السودان #القوات_المسلحة #معركة_الكرامة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بالورود.. ظهور لافت لـ هيفاء وهبي يخطف المتابعين
  • الجيش السوداني يسعى لاستعادة زمام الأمور في محور كردفان
  • 4 يوليو.. ذكرى وفاة الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال
  • الإمارات تشارك في منتدى شباب العالم الإسلامي بمراكش
  • أنماط طرائق التفكير السوداني: مقدمة تمهيدية
  • الجيش السوداني يطرق أبواب الخوي.. وقوات العمل الخاص تكشف التفاصيل
  • ⛔️ هل تخلى الجيش عن الفاشر ؟
  • نهيان بن مبارك: رئيس الدولة نصير حقيقي للسلام والتعايش
  • «فيزا»: الإمارات تتصدر العالم في التسوق عبر الهاتف المحمول
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!