يمانيون../
بعدَ أن جُهِّزت الأرضُ للخيانة، وتواطأ الملوك والأمراء، وتقدمت أنظمة العار لتسليم مفاتيح المسجد الأقصى عبر بوابة الصمت والتطبيع، كان لا بد أن يصعد صوت الحق من مكانٍ ما؛ من صنعاء التي مزَّقت الطوق وفرضت أولَ حصار جوي شامل من نوعه في التاريخ العربي القديم والحديث.

في زمن السقوط العربي الكامل، حَيثُ بيعت فلسطينُ مقابل حِمايةِ العروش، وذُلَّت الشعوب باسم الأمن والسلام الإقليمي، خرج اليمن من تحت ركام حرب عشر سنوات، ليعلن أنه القوة التي تعيد صياغة المعادلات، ويقرّر حظر الطيران من وإلى كيان الاحتلال، بعد أن أثبت للعالم أن مطار اللد المحتلّ المسمَّى صهيونيًّا “بن غوريون” نفسه تحت مرمى نيرانه.

لم يعد الصاروخ اليمني مُجَـرّد مقذوف، كما كانت تحب وسائل الإعلام الصهيونية والمتصهينة أن تنعته، بل جاء رسالة من السماء قلبت الطاولة، وقالت للعدو: لا أمان لك في السماء، كما لا أمان لك في البحر، ولا أمان لك في الأرض، ولحلفائه العرب، أبرقَ: من لم يقف مع غزة اليوم، فعدوه ليس الصهيوني، بل الأُمَّــة.

وفي وقتٍ باتت أبواق الأنظمة العميلة تجلد “المقاومين” تحت لافتة “طاعة ولي الأمر”، وترتعش أقلامهم في وجه إبادة أطفال غزة، ارتفع صوت اليمن ليقول: “لن نسمح باستباحة سوريا ولبنان، ولا بتهويد القدس، ولا بخنق غزة”، وحوّل الكلمات إلى أفعال، أصابت المطار، وأجبرت شركات الطيران على الإلغاء والانسحاب.

هنا لا تقف القصة عند حدود اليمن، بل يجب أن تمتد لتصبح نموذجًا لما يجب أن يكون عليه الموقف؛ إذ لا مساومة، لا حياد، لا تردّد؛ بل قتال حتى يرتدع العدوّ؛ فالتحذير اليمني ليس إعلان نوايا، بل كان إعلان مرحلة جديدة: كُـلّ من يمُسّ فلسطينَ، سيمسّه لهيبُ صنعاء.

وما بين عجز الأمم المتحدة، ونفاق الإعلام الدولي، وخيانة بعض الأنظمة، ظهرت الحقيقة ساطعة، بأن إرادَة الشعب اليمني برغم جراحه لا يزال هو من يكتب التاريخ، وأن “الفتحَ الموعودَ” لم يكن شعارًا؛ بل وعدًا يتشكَّلُ على وَقْعِ العملياتِ المتنوعةِ هُنا وهُناك.

القرارُ اليمني الجريء بفرضِ الحصار الجوي، كشفٌ كامِلٌ لضَعِفِ الكيان العسكري، ولزيف قوته الدعائية؛ فأول صاروخ على مطاره هزَّ أركانه، ويتساءل مراقبون عسكريون: كيف لو جاءت زَخَّات منه أكثر عددًا، وكيف لو تكرّرت؟ فعن أيَّةِ مطارات آمنة بعد اليوم يتحدثون؟

لقد أراد الأمريكي نقل المعركة إلى اليمن، فنجح اليمن في نقلها إلى العمق الصهيوني، وأربك الحسابات الأمريكية والغربية، وأعاد للأُمَّـة بُوصلتها، مفجِّرًا في الوقت نفسه أسئلة الخيانة والتخاذل في قصور العرب، من الذي بقي وفيًّا لفلسطين؟ من الذي لا يزالُ يرى في الجهاد والمقاومة خلاصًا لا إرهابًا؟

في الأثناء أجاب العالَمُ الحُرُّ ميمِّمًا وجهَه شطرَ اليمن: أنتم أيها اليمنيون الأنصار جبهة التحرير الجديدة، في زمن الردة والخِذلان؛ فالمعركة اليوم ليست معركة فلسطين أَو مقاومتها في غزة، بل هي لما تبقى من شرفٍ لَدُنْ الأُمَّــة، فإما أن يلتحق الجميع بركب اليمن نحوَ العزةِ والكرامة، أَو أن يدفنوا رؤوسَهم في رمالِ الذلة والعار.

عبدالقوي السباعي | المسيرة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

وقوف في السماء.. شركات الطيران تراهن على مقاعد جديدة لخفض التكلفة

في محاولة مبتكرة لخفض تكاليف السفر الجوي، تستعد عدة شركات طيران منخفضة التكلفة لتقديم خيار المقاعد الواقفة. وبعد سلسلة من المداولات، حصل هذا التصميم غير التقليدي على الموافقات التنظيمية اللازمة، واجتاز اختبارات السلامة بنجاح. ويعتمد النموذج الجديد على مقاعد مبطنة تشبه مقاعد الدراجات، تتيح للركاب وضعية شبه وقوف بدلاً من الجلوس الكامل، ما قد يساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للطائرة بنسبة تصل إلى 20%.

وبحسب تقرير حديث، من المتوقع أن تبدأ بعض شركات الطيران الاقتصادي في اعتماد هذا النوع من المقاعد ابتداءً من عام 2026 كوسيلة فعالة لتقليل التكاليف.

View this post on Instagram

A post shared by Entrepreneurship | Business (@entrepreneurshipquote)

تصميم مبتكر

في تفاصيل التصميم الجديد، تأتي المقاعد التي تشبه في شكلها ودعامتها مقاعد الدراجات لتمنح المسافر وضعية استناد مائلة بدلا من الجلوس الكامل. وقد طُورت هذه المقاعد من قِبل شركة "أفيونتريورز" الإيطالية، الرائدة في تصنيع مقاعد الطائرات، تحت اسم "سكاي رايدر".

ويعتمد تصميم "أفيونتريورز" على قاعدة مائلة تشبه السرج، تتيح للركاب الوقوف المقيد بأحزمة الأمان، مع قدر محدود من التبطين. وتُعد هذه المقاعد أكثر كفاءة في استغلال المساحة مقارنةً بالمقاعد التقليدية، إذ تتيح لشركات الطيران زيادة عدد الركاب بنسبة تصل إلى 20%.

إعلان

ويُعد هذا النموذج النسخة الثالثة من "سكاي رايدر"، والذي طُرح لأول مرة في عام 2010، ثم خضع لاحقًا لسلسلة من التحسينات على صعيد الشكل والوظيفة.

ويُقال إن هذه المقاعد تشغل حيزًا أقل بكثير من مقاعد الدرجة الاقتصادية المعتادة، إذ يبلغ طولها نحو 23 بوصة فقط، مقارنة بـ 31 بوصة للمقعد التقليدي.

الهدف

تستند فكرة هذه المقاعد إلى تقليل النفقات التشغيلية وزيادة عدد المسافرين في كل رحلة، مما يعود بالفائدة على شركات الطيران الاقتصاديّة التي تهدف إلى تقديم أسعار تذاكر أقل مع الحفاظ على هوامش الربح.

وأوضح متحدث باسم "أفيونتريورز" في عام 2018: "يعتبر سكاي رايدر 2.0 مقعدا مبتكرا يتيح تحقيق كثافة عالية في مقصورة الطائرة."

يساهم نظام سكاي رايدر في توسيع قاعدة المسافرين المستهدفين، حيث يتيح استخدام المساحة المتوفرة على متن الطائرة لتوفير درجات سفر مختلطة.

ومن أبرز مميزاته التصميم الأصلي للجزء السفلي الذي يضمن للراكب وضعية جلوس مستقيمة، مما يمكّن من تركيب المقعد بزاوية أقل مع الحفاظ على مستوى مناسب من الراحة.

كما يدعم مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، فكرة "المقاعد الواقفة" منذ عام 2012، مقترحًا أن تبدأ أسعار التذاكر من جنيه إسترليني واحد فقط.

ومع ذلك، رفضت شركة "أفيونتريورز" التعليق، ولم تعلن أي شركة طيران رسميا عن خططها لاعتماد هذه المقاعد.

ردود

ترى شركات الطيران، أن هذا النظام المبتكر قد يحدث نقلة نوعية في جعل السفر الجوي أكثر توفيرا، خصوصًا للرحلات القصيرة التي لا تتجاوز الساعتين. ومع ذلك، قوبلت الفكرة بانتقادات واسعة بسبب مخاوف تتعلق بالراحة، والمخاطر الصحية، وإجراءات السلامة في حالات المطبات الجوية أو الطوارئ.

وتؤكد شركات الطيران، أن المقاعد الجديدة تمتثل للمعايير الدولية للسلامة، وستخصص فقط لرحلات محددة.

إعلان

يشبّه المؤيدون هذه المقاعد بمناطق الوقوف في وسائل النقل العامة مثل الحافلات والقطارات، مشيرين إلى أنها تُتيح فرصة لخفض أسعار التذاكر بشكل ملموس.

ومع استمرار تغيّر مشهد السفر الجوي، قد تمثل مقاعد الوقوف نقلة مثيرة للجدل، لكنها محتملة في مسار التطور نحو خيارات سفر منخفضة التكلفة للغاية.

مقالات مشابهة

  • وقوف في السماء.. شركات الطيران تراهن على مقاعد جديدة لخفض التكلفة
  • السيد القائد الحوثي: الجيش الإسرائيلي هو أجبن جيش في العالم ويعتمد بالدرجة الأولى على الإجرام
  • السيد القائد: المجرمون الصهاينة أصبحت لهم تعليقات واعترافات صريحة وواضحة بحجم الإجرام الرهيب في غزة
  • الريال اليمني يترنّح ويقترب من أسوأ انهيار في تاريخه اليوم.. تحديث مباشر
  • إب.. مسيرات جماهيرية وطلابية تؤكد الاصطفاف مع غزة في مواجهة الإجرام الصهيوني
  • الريال اليمني يلامس أدنى مستوى في تاريخه خلال تعاملات اليوم.. السعر الآن
  • «فلكية جدة»: اصطفاف القمر والزهرة وزُحل .. فجر الخميس
  • القائم بأعمال محافظ الضالع: ستظل الوحدة صمام أمان الشعب اليمني
  • محمد بن راشد: كتاب الله.. أعظم رسائل السماء للبشر (فيديو)
  • الريال اليمني يلتقط أنفاسه.. تحسن جديد يُنعش الآمال في عدن اليوم الثلاثاء