لجريدة عمان:
2025-07-02@19:28:07 GMT

بناء السمعة المؤسسية

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

تابعت، كغيري من المتابعين، ما أثير مؤخرًا من تفاعلات وتعليقات حول بعض القرارات الإدارية التي أعلنتها بعض المؤسسات وكان لها تأثير مباشر في حياة الناس اليومية. ما استوقفني فـي كل ذلك لم يكن مضمون القرارات نفسها، فلكل جهة الحق فـي إدارة شؤونها وفق ما تراه مناسبًا، بل ما لفت انتباهي هو الأسلوب الذي طرحت به هذه القرارات، وتوقيتها، وكيفـية التواصل بشأنها مع الجمهور.

بدا واضحًا أن جزءًا كبيرًا من ردود الفعل الغاضبة لم يكن ناتجًا عن جوهر القرار ، بقدر ما كان نتيجة لطريقة الإعلان عنه، وغياب التمهيد والتفسير، وكأن الناس طلب منهم فجأة أن يتفهموا، ويقبلوا وينفذوا ما نصت عليه تلك القرارات.

نحن اليوم فـي زمن لم يعد فـيه الجمهور ينتظر تفسيرًا من طرف واحد، ولا يقبل رسائل جاهزة لا تأخذ مشاعره وظروفه فـي الحسبان. كل قرار يمس مصالح الناس، مهما كان بسيطًا، يحتاج إلى تواصل مدروس، وإلى إدراك حقيقي بأن الثقة التي بنتها المؤسسة مع جمهورها عبر سنوات، يمكن أن تتبخر فـي لحظة واحدة من سوء الفهم أو ضعف التواصل.

الثقة المؤسسية - أو ما يُعرف فـي علم الاتصال بـ«السمعة المؤسسية» - لم تعد مفهومًا نظريًّا أو تجميليًّا فـي الهياكل الإدارية، بل أصبحت جزءا أصيلًا من هوية المؤسسة وكيانها. ولتقريب الصورة أكثر، أستشهد بما قالته الكاتبة وخبيرة السمعة الرقمية فاميلا كيوب «السمعة تُبنى على المدى الطويل، لكنها قد تُنسف بلحظة تواصل سيئة واحدة». عبارة تختصر كثيرًا من الحقيقة التي نغفل عنها أحيانًا حين نصدر بيانًا أو نمرر قرارًا دون أن نفكر فـي أثره النفسي والاجتماعي.

السمعة ليست مجرد كلمات لطيفة تقال فـي المؤتمرات الصحفـية، ولا تغريدات تزيَّن بعناية. إنها الانطباع الذي يبقى فـي ذهن الناس بعد كل تواصل، وهي الصورة التي تتشكل عن المؤسسة من خلال أفعالها، وقراراتها، وطريقة تعاطيها مع النقد والاختلاف.

وسائل الإعلام - التقليدية منها والرقمية - تلعب دورًا هائلًا فـي هذا التشكيل، إما فـي البناء أو الهدم. الإعلام يمكنه أن يُسلّط الضوء على الإنجازات، كما يمكنه أن يضخّم الأخطاء، ويجعل من زلة بسيطة أزمة وطنية. وخير شاهد على ذلك ما نراه اليوم فـي الولايات المتحدة، من معارك إعلامية حادة بين الرئيس دونالد ترامب ومؤسسات إعلامية كبرى، حيث أصبحت السمعة ساحة حرب مفتوحة بين الحقيقة والتأويل، بين التواصل والتشويه.

فـي هذا السياق، تصبح المسؤولية أكبر على فرق الإعلام والاتصال داخل المؤسسات. لم يعد كافـيًا أن يكون الموظف الذي يدير الاتصال جيدًا فـي اللغة أو يعرف أدوات التصميم أو النشر، بل يجب أن يكون لديه وعي استراتيجي، وحس إنساني، وإدراك عميق لكيفـية تأثير كل رسالة على الناس. وهنا تأتي أهمية التدريب المتواصل، والتطوير، والاستعانة بأصحاب الخبرة فـي الإعلام عند صياغة السياسات الاتصالية، خصوصًا حين تكون القرارات حساسة أو ذات تأثير اجتماعي واسع.

لقد أصبح من الضروري أن تفكر المؤسسات قبل أن تتكلم، وأن تزن كل عبارة قبل نشرها، لأن الجمهور اليوم لا يغفر بسهولة، ولا ينسى سريعًا. والمشهد الإعلامي الحديث لا يمنحك رفاهية فـي التبرير وإعادة الشرح بعد أن تكون قد خذلت فـي المرة الأولى. من هنا، فإن الاستثمار الحقيقي ليس فقط فـي تطوير الخدمات، بل فـي كيفـية تقديمها والتحدث عنها.

بناء السمعة المؤسسية ليس وظيفة العلاقات العامة وحدها، بل مسؤولية كل من يمثل المؤسسة ويتحدث باسمها. وهي لا تصنع فـي الحملات الإعلامية، بل تبنى بالصدق، والشفافـية، والاحترام. فالناس، فـي النهاية، لا يبحثون عن مؤسسة لا تخطئ، بل عن مؤسسة تعترف بخطئها، وتتواصل معهم بصدق حين تفعل ذلك فهذا هو جوهر التواصل والاتصال.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“الجهود المشتركة” تحتفـل بـ 25 عاماً من الريادة في تطوير القدرات المؤسسية والتدريب الاحترافي

صراحة نيوز – تحتفظ “مجموعة الجهود المشتركة” بمكانتها الرائدة في مجال التطوير والاستشارات والتدريب الاحترافي، حيث تُتمّ عامها الخامس والعشرين من العطاء في تعزيز التحوّل المؤسسي وبناء الكفاءات عبر قطاعات متنوّعة في دول المنطقة.
وبفضل برامجها المتطوّرة، نجحت المجموعة في الوصول إلى أكثر من 100 ألف متدرّب ومستفيد وتنفيذ أكثر من 162 مشروع استشاري في مجالات التمكين الاستراتيجي والتنظيمي والتحول المؤسسي في 12 دولة، من خلال حلول مصمّمة لمواكبة التحوّلات في القطاعات المختلفة، ومساندة القطاعين العام والخاص والمؤسسات الصغرى في تطوير قدراتها المؤسسية والبشرية.

وتعتمد “الجهود المشتركة” على شبكةٍ واسعة من الشراكات المحلية والدولية ومعاييرَ مهنية عالية الجودة، ما جعلها شريكًا معتمدًا للعديد من المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية والعالمية، ووجهتاً رئيسية للراغبين في تحقيق تحوّلات نوعية في الأداء المؤسسي.
كما تمتلك المجموعة خبرةً ممتدّة في تصميم البرامج المُخصّصة وفقًا لاحتياجات المؤسسات، مدعومةً باعتمادات دولية، ما عزّز موقعها كمرجعيةٍ مهنية رائدة في المنطقة.

وبهذه المناسبة، صرّح السيد مروان عيسىى الرئيس التنفيذي للمجموعة: “تسعى مجموعة الجهود المشتركة للتطوير والاستشارات وبكل ما تمتلك من امكانيات لتحقيق تقدم ملموس في صناعة التطوير والاستشارات وتعزيز موقفها امام عملائهـا من خلال تنميةِ وتطويرِ حـديقةِ نجاحِها التي زرعَ غراسَها المؤسسون الأوائل لتقدِم مطلعَ كلِ عام باقةً جديدةً من الأفكارِ والمبادراتِ التطويرية التي تُعنى بالفردِ والمؤسسة”.

وأضاف قائلاً “بأننا في الجهود ارتكزت رحلتنا على قناعة راسخة بأن التغيير الحقيقي يبدأ بالإنسان، وليس بالأنظمة. لطموحنا أن نكون منصّة لصناعة التميّز وقيادة التغيير، ونتطلع الى أن نعزز فكرة شريك ايجابي في مسيرة تمكين الكفاءات وبناء مستقبل مستدام”

وتواصل المجموعة تعزيز دورها في تمكين الأفراد والمؤسسات من مواجهة التحديات واغتنام الفرص، في ظلّ عالم تُصبح فيه الكفاءة المهنية ركيزةً أساسية لضمان الفعّالية والاستدامة.

مقالات مشابهة

  • “الجهود المشتركة” تحتفـل بـ 25 عاماً من الريادة في تطوير القدرات المؤسسية والتدريب الاحترافي
  • محافظ مسندم يُكرّم الجهات الحكومية الفائزة بجائزة الإجادة المؤسسية لعام 2024م
  • الإعلام الحكومي بغزة : مؤسسة غزة الإنسانية تواصل زراعة الموت واستهداف المُجوّعين
  • احتفال مشجع الهلال يجتاح وسائل الإعلام بعد الفوز التاريخي على السيتي .. فيديو
  • “أكيد”: 92 إشاعة في حزيران.. ووسائل التواصل الاجتماعي تتصدر المصادر
  • محافظ دير الزور: للإعلام دور مهم في إعادة بناء سوريا الجديدة
  • مدرسة خاصة بطنجة تطرد أستاذة بسبب النقاب
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: على بعد كيلو مترات من هذا القصر ولدت أول أبجدية عرفتها البشرية وعلى هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم ومن هنا من دمشق نطلق مشروعنا الث
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: باسمي ونيابة عن شركة المها وعن فريق العمل في مشروع مدينة بوابة دمشق يشرفني أن أشارككم هذا الحدث التاريخي في مسيرة بناء سوريا الجديدة وأتقدم بالتهنئة لكل السوريين بتحرير بلادهم وعودتها لهم وعودتنا نحن إلى حضن
  • التعليم في ميزان المجتمع