الشهيد طباسي خرج من المخيم ليحمي أهله فزور الاحتلال قصته
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، وتزايد التفاعل العاطفي عبر منصات التواصل الاجتماعي، تنتشر بين حين وآخر روايات ملفقة ومضللة، تهدف إلى تجميل صورة الاحتلال، وتصويره على أنه "أخلاقي" و"رحيم"، رغم الجرائم المستمرة بحق المدنيين العزل في غزة.
إحدى هذه الروايات التي انخدع بها عدد من النشطاء، تتعلّق بحادثة استشهاد الشاب محمد إياد طباسي، حيث زعم منشور متداول أن المخابرات الإسرائيلية تواصلت معه وطلبت منه مغادرة الخيمة التي يسكنها لحماية عائلته، في محاولة لإظهار جيش الاحتلال على أنه يتجنب استهداف المدنيين.
وللوهلة الأولى، بدت هذه الرواية مؤثرة وتحمل طابعًا إنسانيا خادعا، لكنها سرعان ما كشف زيفها، واتضح أنها تحمل رسالة خفية تهدف إلى تبرير جرائم الاحتلال وتلميع صورته أمام الرأي العام.
وقد سارع عدد من الصحفيين، الأكاديميين، والنشطاء الفلسطينيين إلى فضح هذه الرواية الملفقة، مؤكدين أن الاحتلال لا يتوانى عن استهداف المدنيين، سواء في الخيام أو المنازل، بشكل متعمد ومنهجي، ضاربًا بعرض الحائط كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.
في التفاصيل القصة، يروي والد الشهيد لعدد من الصحفيين أن ابنه محمد شعر بأن الاتصال الذي تلقاه هو اتصال مخابراتي مشبوه، فركض مسرعًا خارج خيمته، لأنه علم أنه هو المستهدف من القصف، وحتى لا يلحق الأذى بأهله وجيرانه.
إعلانوقد حذّر الأكاديمي والكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة من هذه المنشورات المزيفة التي تنطلي على الكثير من رواد منصات التواصل، لأنها تصوّر العدو وكأنه إنساني ولا يستهدف المدنيين.
احذروا هذا المنشور المزيف الذي انخدع به الكثير من رواد محطات التواصل
المنشور يدعي أن المخابرات الإسرائيلية الحنونة والرحيمة اتصلت على شاب مقاوم، وطلبت منه أن يذهب إلى مكان ما في خان يونس، كي تقصفه وحيداً بعيداً عن أهله.
فالجيش الإسرائيلي لا يحب قصف المدنيين.
والمقاوم الضعيف… pic.twitter.com/XomdXmy1yB
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) May 6, 2025
وأضاف: "هذه الرواية تذكرنا بالمغول، حين كان يُطلب من العربي أن يمد عنقه، وينتظر حتى يأتي المغولي بالسيف ليقطع رأسه".
وأشار الناشط خالد صافي عبر صفحته على منصة "إكس" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي المجرم لا يتورع ولا يتوقف عن استهداف العائلات والخيام، وقد فعلها سابقًا وسيفعلها مجددًا.
تنويه وصلني بعد نشر القصة:
الرواية التي تقول أن الاحتلال طلب من الشهيد محمد إياد طباسي مغادرة الخيمة قبل قصفه غير صحيحة، وتخدم الاحتلال من حيث لا نعلم،
والد الشهيد أكد لعدد من الصحفيين قبل قليل: "أن ابنه محمد شعر أن الاتصال هو اتصال مخابراتي مشبوه، وركض مسرعاً خارج خيمته، لأنه…
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 6, 2025
وعلّق عدد من المغردين:"قصة (اطلع لحالك عالجبل وبدنا نقصفك)، مجرد فيلم مفبرك من الراوي والمؤلف. سيناريو سخيف يهدف إلى إظهار الاحتلال بمظهر الأخلاقي! وكأن الاحتلال لا يقصف البيوت والخيام على رؤوس أهلها على مدار الساعة! يعني اللي قتل أكثر من 60 ألف إنسان، حيفرق معاه مخيم؟!".
توضيح ❗️
قصة الشاب الشهيد محمد الطباسي غير صحيحة..
– حدث اتصال من قبل مخابرات الاحتلال قبل يومين مع محمد وصار تهديد له، وفي نهاية المكالمة بلغوه خلال يومين سيتم استهدافك، واليوم استشهد رحمة الله عليه دون سابق انذار..
– قصة اطلع لحالك عالجبل وبدنا نقصفك، فيلم من الراوي… pic.twitter.com/0mNnSvf2Zm
— مستشار غزة (@Mostashar857229) May 6, 2025
إعلانوأوضح آخرون أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتواصل مع أفراد لتجنّب المجازر في الجماعات، وقالوا:"بطلوا تتداولوا هالقصة اللي المفروض كاشفين كذبها من سنين. إسرائيل تتعمد قتل أكبر عدد ممكن في كل ضربة، مع إحداث أي جلجلة قبل وأثناء الضربة حتى تبررها لاحقًا. المدني الفلسطيني مستهدف تمامًا كالمقاوم الفلسطيني".
الاحتلال الصهيوني لا يتواصل مع أفراد ليتجنّب مجازر في الجماعات، وبطلوا تتداولوا هالقصة اللي مفروض كاشفين كذبها من سنين. إسرائيل تتعمّد قتل أكبر عدد ممكن في كل ضربة، مع إحداث أي جلجلة قبل وأثناء الضربة حتى تبرّرها لاحقًا. المدني الفلسطيني مستهدَف، تمامًا كالمقاوِم الفلسطيني.
— Sarah Ali (@Saritah_91) May 6, 2025
وأشار نشطاء إلى أن القصة المتداولة حول أن جيش الاحتلال طلب من الشهيد محمد إياد طباسي مغادرة الخيمة قبل قصفه غير دقيقة، بل إن الشهيد تلقّى مكالمة شعر بأنها مريبة، فاعتبرها اتصالًا استخباراتيًا، وقرر مغادرة الخيمة بنفسه معتقدًا أن الخطر وشيك، فابتعد لحماية من حوله، وقد تم اغتياله بالفعل بعد ذلك.
الشاب محمد الطباسي من رفح
مشى للموت حتى يحمي المخيم.
تلقى اتصال وأحس انه من المخابرات وأنه مستهدف فخرج من المخيم مسرعا حتى لا يستهدفوا المخيم ويكون عدد الضحايا أقل pic.twitter.com/TqCNUcsn8v
— Mahmoud Abbas (@Mahmoud3bbas) May 6, 2025
وكتب مدونون آخرون :"مشى للموت حتى يحمي المخيم. تلقى اتصالًا وأحس أنه من المخابرات وأنه مستهدف، فخرج من المخيم مسرعًا حتى لا يُستهدف المخيم ويكون عدد الضحايا أقل".
الحقيقة الموثقة من المرصد الأورومتوسطي
ومن جهته، وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شهادات مقلقة حول قصة استشهاد الشاب محمد إياد طباسي (24 عامًا) يوم الثلاثاء الماضي، إثر استهدافه بطائرة مسيّرة إسرائيلية قرب خيمة نزوحه وسط قطاع غزة، بعد رفضه التعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي.
إعلانوفق شهادة العائلة، كانت هناك اتصالات متكررة من جهاز الشاباك مع محمد قبل استشهاده، لمحاولة ابتزازه للتخابر. وفي يوم الحادثة، طلب محمد من أخته إعداد الفطور، لكنه خرج بعد تلقيه مكالمة غريبة، ويُرجّح أنه علم أنه مستهدف فغادر لحماية من في الخيمة.
وأشار المرصد إلى أن الشاب "طباسي" مدني ولا يملك أي صفة عسكرية أو أمنية، ويعمل في وظيفة بسيطة كعامل نظافة في المستشفى الميداني وسط قطاع غزة، ما ينفي وجود أي مبرر عسكري لاستهدافه، ويُظهر أن قتله جاء بدافع انتقامي بحت.
ودعا المرصد الأورومتوسطي كافة الدول والجهات المعنية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
وكان المرصد الأورومتوسطي قد وثق إفادات ميدانية تفيد بأنّ عددًا من المعتقلين الفلسطينيين الذين رفضوا التعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعرّضوا لاحقًا للقتل العمد خارج إطار القضاء بعد الإفراج عنهم، فيما طالت اعتداءات انتقامية أفرادًا من أسر معتقلين آخرين، في انتهاك صارخ وممنهج لقواعد القانون الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المخابرات الإسرائیلی المرصد الأورومتوسطی أن الاحتلال عدد من
إقرأ أيضاً:
حماس تنعى الشهيد الصحفي حسن إصليح
نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد أن استهدفه الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق خلال تغطيته للعدوان على مخيمات النازحين.
واعتبرت الحركة أن اغتيال إصليح يمثل "جريمة حرب جديدة" تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدة أن استهداف الصحفيين أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية هو "انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية".
وشيّع آلاف الفلسطينيين ظهر اليوم الثلاثاء جثمان الصحفي الشهيد من داخل مجمع ناصر الطبي، وسط حالة من الحزن والغضب الشعبي والإعلامي.
وكان إصليح قد أُصيب بجروح خطيرة جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين أمام مستشفى ناصر خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي بيان رسمي، طالبت حماس المؤسسات الدولية والحقوقية، ولا سيما المعنية بحرية الصحافة، بالتحرك العاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية، داعية إلى فرض عقوبات رادعة على تل أبيب، التي تواصل استهدافها الممنهج للأصوات الحرة، وفق تعبيرها.
من جهتها، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عملية الاغتيال، ووصفت اليوم بـ"اليوم الحزين" للصحافة الفلسطينية. وقال تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين، إن استشهاد إصليح يفضح تقاعس المجتمع الدولي ومنظماته التي عجزت عن حماية الصحفيين في غزة.
ووجه الأسطل نداءً إلى الصحفيين حول العالم للتضامن مع زملائهم الفلسطينيين، الذين يواجهون حملات اغتيال واستهداف وملاحقة وتهديد مستمر من قوات الاحتلال.
وباستشهاد الصحفي حسن إصليح، يرتفع عدد ضحايا الأسرة الصحفية في غزة إلى 215 صحفيًا وصحفية منذ بدء الحرب، بحسب إحصائيات نقابية.
ويُذكر أن مجمع ناصر الطبي، حيث استشهد إصليح، تعرض خلال الأشهر الماضية لقصف متكرر وعمليات اقتحام من قبل القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة مؤقتًا في فبراير/شباط ومارس/آذار 2024.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه ضد قطاع غزة، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 172 ألف فلسطيني، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دعم أمريكي وصمت دولي متواصل رغم المطالبات بوقف العدوان.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن