"عندما يتعلق الأمر بأشكال العمل الجديدة ووسائل الإعلام الجديدة لا توجد حماية للعمال"، هذا ما صرحت به تايلور لورينز مؤلفة كتاب "على الإنترنت للغاية.. القصة غير المروية للشهرة والتأثير والسلطة على الإنترنت".

الأمر نفسه يؤكده المسلسل الوثائقي القصير "تأثير سيئ.. الجانب المظلم للتأثير على الأطفال" الذي يكشف لنا أسرار عالم مواقع التواصل وآثارها السلبية على الأطفال المؤثرين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رسوم ترامب على الأفلام "غير الأميركية".. هل تكتب نهاية هوليود؟list 2 of 2كيف نجح ترامب في إسكات معارضيه بهوليود في ولايته الثانية؟end of list من هي بايبر روكيل؟

بايبر روكيل هي ابنة لأم عزباء تدعى تيفاني سميث، منذ صغرها اعتادت بايبر المشاركة في مسابقات ملكات الجمال للأطفال وبتفوقها في العديد منها، ولاحظت الأم بوادر النجومية التي تتمتع بها ابنتها، وبناء على ذلك انتقلت بها من جورجيا إلى لوس أنجلوس لتحقيق مزيد من النجاحات.

بدأت بايبر مسيرتها على تطبيق "ميوزيكال. إل واي" (المنصة التي أصبحت فيما بعد جزءا من تيك توك) في سن الثامنة، حيث كانت متخصصة في مزامنة الشفاه، ومع ازدياد شهرتها على التطبيق تم اختيارها للمشاركة في البرنامج التلفزيوني "دانس توينز".

ثم حان وقت الانطلاق عبر منصة يوتيوب، حيث أنشأت الأم حسابا لابنتها التي بدأت في اكتساب شهرة واسعة بفضل ذكاء تيفاني التجاري وقدرتها الفائقة على قراءة المشهد الاجتماعي.

إعلان

ومع تزايد عدد متابعي بايبر على يوتيوب تم اختيارها لدور رئيسي في مسلسل "ماني" الذي استمر لـ8 مواسم على المنصة.

ثم في سن الـ15 باتت بايبر نجمة لديها متابعون مكنوها من كسب ملايين الدولارات شهريا، لكن سميث لم تكتف بذلك وشرعت تفكر في وسيلة تزيد بها الدخل والمتابعين.

Watched BAD INFLUENCE : The Dark Side of Kidfluencing ????????

Kidfluencers = Child Actors. Hence, it should be a regulated industry to protect them from overwork, sexual abuse, and financial exploitation. ✊????

May all the former Squad members heal from the trauma they went through. ???????? pic.twitter.com/oZZhPAP0oy

— Juliana Heng (@mxjulianaheng) May 4, 2025

الفرقة

من وجهة نظر سميث كانت تلك هي المرحلة المثالية لانضمام مجموعة من الصغار الآخرين إلى ابنتها بالتدريج وتكوين ما تسمى فرقة "ذا سكواد" في سبيل تقديم سلسلة من الفيديوهات معا، لجذب المشتركين واهتمام العلامات التجارية وصفقات الرعاية.

تضمنت تلك الفيديوهات الكثير من التحديات والمسابقات والمواقف الكوميدية تارة والمثيرة تارة، وصولا إلى بعض الإيحاءات الجنسية، والتي لا تتناسب مطلقا مع مراحلهم العمرية.

وفي عام 2022 انفصل 11 فردا من المشاركين في الفرقة تباعا واتحدوا جميعهم برفقة ذويهم ورفعوا دعوى مدنية، موجهين إلى سميث الكثير من الاتهامات التي شملت تعرّض الأطفال لإساءات لفظية وعاطفية واعتداءات جنسية في سن مبكرة.

يضاف إلى ذلك إجبارهم على قول عبارات جنسية صريحة والانخراط في سلوكيات جنسية مع أطفال آخرين، وتناولهم دون علمهم كعكا مضافة إليه مواد مثل الكانابيديول (سي بي دي) ورباعي هيدروكانابينول (تي إتش سي)، وهي مواد كيميائية تستخرج من الماريغوانا.

قوانين عمالة الأطفال

رغم أن للعمل في التمثيل قوانين واضحة في ما يخص عمالة الأطفال فإن المحتوى التمثيلي على منصات التواصل يقع على الهامش بين العمل المهني والعمل المنزلي، وبالتالي يخلو من أي قوانين، إذ لا يمكن لأحد أن يجزم بالضبط متى ينتقل قيام الأطفال بالتعبير عن أنفسهم من التسلية إلى العمل بغرض الحصول على دخل.

إعلان

وهو ما ضاعف بدوره فرص تعرّض الأطفال إلى الانتهاك من قبل ذويهم القائمين على التصوير، ولهذا كان من بين الاتهامات التي طالت سميث ادعاءات بشأن عدم وجود معلّم للأطفال في أماكن التصوير وتصويرهم يوميا لأكثر من 12 ساعة.

يضاف إلى ذلك عدم حصولهم على التغذية الجيدة أو النوم الكافي، والتعرّض المستمر للتنمر ولما يستدعى القلق أحيانا إثر تصوير مقالب مخيفة دون إخبار الأطفال بحقيقة ما يجري، للفوز بأكثر رد فعل مثير للجدل والمشاهدات.

كل ما سبق دفع العديدين -سواء من المهتمين بالصحة النفسية وحقوق الأطفال أو المشاهير مثل المغنية بينك- إلى المطالبة بإنشاء قوانين تتعلق بوجود الأطفال على منصات التواصل لحفظ حقوقهم التي يجهلونها والوقوف في وجه بطش الكبار، خاصة بعد إثبات الدراسات أن 60% من المحتوى المكتشف على الحواسيب للأشخاص المهتمين جنسيا بالأطفال مصدره مواقع التواصل الاجتماعي، وأن 92% من جمهور المؤثرين من الفتيات المراهقات غالبا ما يكونون رجالا بالغين.

متاجرة جديدة أم محاولة للحل؟

قد يعترض البعض على المسلسل من باب أنه هو نفسه يتاجر بالمراهقين الذين خرجوا لاستعراض آلامهم ومشاكلهم التي سببتها لهم سميث في المقام الأول، بل والمطالبة بتعويض مادي هائل إثر تضررهم منها من جهة وتربّحها من خلفهم والاحتفاظ بكامل الربح لها وحدها من جهة أخرى.

لكن وفقا لما نشر على لسان مخرج العمل كيف ديفيدسون فإن القضية حظيت بتغطية إعلامية واسعة سرعان ما لفتت انتباهه وأراد العمل عليها كأحدث مشروع ضمن سلسلة مشاريع سلطت الضوء على عالم وسائل التواصل الغامض للمؤثرين من الأطفال، مثل المسلسلين الوثائقيين "تحديث حول عائلتنا"، "الشيطان في العائلة.. سقوط روبي فرانك".

وأكد ديفيدسون أنه كان حريصا منذ اليوم الأول على التواصل مع محامي عائلات الأطفال وإخبارهم أن العمل ليس من نوع تلفزيون الواقع بقدر ما هو بهدف التوعية بالمخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال بسبب وجودهم الدائم على منصات التواصل، وحث الجهات المعنية على الشروع في إصدار قوانين تحجّم الأذى الواقع عليهم.

إعلان

أما التعامل مع المراهقين في مواقع التصوير فكان يخضع لكافة قوانين التمثيل، وكان الجميع حريصين على أن يكون المراهقون مرتاحين جسديا ونفسيا دون التعرّض لأي ضغوط أو أن يفرض عليهم أحد التحدث بمواضيع لا يرغبون في خوضها، وهو ما يتضح جليا في وجود بعض الأمهات دون أولادهن الذين لم يشاؤون في خوض تلك التجربة واحترام مطالبهم.

If you've watched Bad Influence: The Dark Side of Kidfluencing on Netflix, and understand that Piper Rockelle couldn't escape from her mother's exploitation of her, I beg that you report her social media accounts and posts under sexual exploitation. She's below 18 years old. pic.twitter.com/pJGPEBOwfP

— MissHope ???? (@Hopeily) April 14, 2025

عمل من جانب واحد

رغم أن القضية لم تصل إلى المحاكمة وانتهت العام الماضي بتسوية قضائية بلغت قيمتها 1.85 مليون دولار فإن بايبر ووالدتها رفضتا المشاركة في المسلسل أو الإدلاء بأي تصريحات، الأمر الذي يعد الثغرة الوحيدة في العمل كونه عزفا فرديا من اتجاه واحد، ولم يملك الجمهور أن يستمع إلى الطرف الآخر.

ولعل الأمر المؤسف حقا هو استمرار بايبر على منصات التواصل تحت إشراف والدتها بكل السبل المجحفة المتبعة معها منذ الصغر، وإن كانت بعد قيام يوتيوب بإيقاف الإعلانات الربحية على قناتها لجأت إلى منصات أخرى مثل إنستغرام وتيك توك، ولا تزال مقاطع الفيديو الخاصة بها تحقق مشاهدات بالآلاف.

America really does not care about children in any way. Like at all.

Please watch Bad Influence: The Dark Side of Kidfluencing on Netflix and stop watching online content that features kids. pic.twitter.com/dmPoMFEFnq

— I Dissent (@DissentFu) April 12, 2025

"تأثير سيئ.. الجانب المظلم للتأثير على الأطفال" قصة ستفاجئك من حجم الأموال التي قد يجنيها الأطفال المؤثرون عبر منصات التواصل، وستصدمك في كمّ ما يتعرضون له من إرهاق أو أذى بدني ونفسي يتناقضان تماما مع المحتوى المبهج الذي يقدمونه.

إعلان

لكن الأكيد أنها ستجعلك تتخذ قرارا بألا تضغط زر الإعجاب لدى هؤلاء الصغار، وأن تبتعد تماما عن فيديوهات العائلات على مواقع التواصل، وهو بمثابة الحجر الأول الذي يُلقى في تلك البحيرة الراكدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما على منصات التواصل

إقرأ أيضاً:

هل يؤثر استخدام مواقع التواصل على تركيز الأطفال؟

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر التكنولوجيا، دان ميلمو، تناول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال.

وأفادت دراسة نقلها التقرير أن زيادة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي تُضعف مستويات تركيزهم، وقد تُسهم في زيادة حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

ورصدت، الذي خضع لمراجعة الأقران، نمو أكثر من 8300 طفل أمريكي تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاما، وربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بـ"زيادة أعراض عدم الانتباه".

ووجد باحثون في معهد كارولينسكا في السويد وجامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة أن الأطفال يقضون في المتوسط 2.3 ساعة يوميا في مشاهدة التلفزيون أو مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، و1.4 ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، و1.5 ساعة في لعب ألعاب الفيديو.



ولم يُعثر على أي صلة بين الأعراض المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه - مثل سهولة تشتيت الانتباه - وبين لعب ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون ويوتيوب.

ووجدت الدراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدى فترة من الزمن كان مرتبطا بزيادة أعراض عدم الانتباه لدى الأطفال.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب في النمو العصبي، وتشمل أعراضه الاندفاع ونسيان المهام اليومية وصعوبة التركيز.

وقالت الدراسة: "لقد حددنا ارتباطا بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة أعراض عدم الانتباه، والذي فُسِّر هنا على أنه تأثير سببي محتمل. على الرغم من أن حجم التأثير صغير على المستوى الفردي، إلا أنه قد يكون له عواقب وخيمة إذا تغير السلوك على مستوى السكان. تشير هذه النتائج إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يُسهم في زيادة حالات تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".

وقال توركل كلينغبيرغ، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في معهد كارولينسكا: "تشير دراستنا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحديدا هي التي تؤثر على قدرة الأطفال على التركيز".

وأضاف أن "وسائل التواصل الاجتماعي تنطوي على تشتيتات مستمرة في شكل رسائل وإشعارات، ومجرد التفكير في وصول الرسالة يمكن أن يكون بمثابة تشتيت ذهني. يؤثر هذا على القدرة على التركيز، وقد يُفسر هذا الارتباط".

وخلصت الدراسة إلى أن ارتباط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لم يتأثر بالخلفية الاجتماعية والاقتصادية أو الاستعداد الوراثي لهذه الحالة.

وأضاف كلينغبيرغ أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد تُفسر جزءا من الزيادة في تشخيصات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. فقد ارتفع معدل انتشاره بين الأطفال من 9.5 بالمئة في الفترة 2003-2007 إلى 11.3 بالمئة في الفترة 2020-2022، وفقا للمسح الوطني الأمريكي لصحة الأطفال.



كما شدد الباحثون على أن النتائج لا تعني بالضرورة أن جميع الأطفال الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي قد أصيبوا بمشاكل في التركيز، لكنهم أشاروا إلى زيادة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي مع تقدمهم في السن، وإلى استخدامهم لها قبل بلوغهم سن 13 عاما، وهو الحد الأدنى لسن استخدام تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام.

وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن "هذا الاستخدام المبكر والمتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي يُؤكد على الحاجة إلى تشديد إجراءات التحقق من السن، ووضع إرشادات أوضح لشركات التكنولوجيا".

ووجدت الدراسة زيادة مطردة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من حوالي 30 دقيقة يوميا في سن التاسعة إلى ساعتين ونصف يوميا في سن الثالثة عشرة. تم تسجيل الأطفال في الدراسة في سن التاسعة والعاشرة بين عامي 2016 و2018. ستُنشر الدراسة في مجلة طب الأطفال للعلوم المفتوحة.

وقال سامسون نيفينز، أحد مؤلفي الدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في معهد كارولينسكا: "نأمل أن تساعد نتائجنا الآباء وصانعي السياسات على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الاستخدام الرقمي الصحي الذي يدعم النمو المعرفي للأطفال".

مقالات مشابهة

  • الأعلى للإعلام يستدعي المسئول عن إدارة حساب خالد طلعت بسبب شكوى الزمالك
  • من أستراليا إلى الدانمارك.. لماذا تحظر دول منصات التواصل عن المراهقين؟
  • يوسف رأفت يكشف لـ صدى البلد أسرار وكواليس شخصيته في مسلسل ميدتيرم
  • هل يؤثر استخدام مواقع التواصل على تركيز الأطفال؟
  • منصات إطلاق ودروع سيراميكية.. رئيس العربية للتصنيع يكشف قدرات ضخمة للمعدات العسكرية المصرية
  • أحمد الشامي يكشف لصدى البلد أسرار وكواليس شخصيته في مسلسل 2 قهوة
  • عضو سابق بـ«الشورى: المبالغة في توثيق السفرات السياحية قد لا تراعي مشاعر الآخرين
  • من الفقر والطرد إلى قمة الشهرة.. أحمد سعد يكشف عن أسرار مشواره الفني
  • دراسة حديثة تحذر من تأثير منصات التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال
  • حبس المتهمين باختراق حساب سيدة على موقع التواصل الاجتماعي