لماذا أقال الرئيس ترامب مستشاره للأمن القومي؟ إليك الأسباب
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
نشر موقع "إيكونوميست ماغريبان" تقريرًا يسلط الضوء على الإقالة المفاجئة لمستشار الأمن القومي الأمريكي المقرب من الرئيس دونالد ترامب، مايكل والتز، مطلع الشهر الجاري.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن صحيفة "واشنطن بوست" كشفت أن من بين الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي إلى إقالة مستشاره للأمن القومي، تنسيقه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول شن ضربات عسكرية ضد إيران، دون علمه.
واعتبر الموقع أن ترامب اتخذ هذه المرة قرار الإقالة عن وعي، بعيدًا عن اندفاعه المعهود، في خطوة كشفت عن توترات عميقة داخل إدارته بشأن التعامل مع الملف الإيراني.
خلافات جوهرية
أوضح الموقع أن هذه الإقالة غير المتوقعة جاءت نتيجة خلاف عميق داخل البيت الأبيض، حيث يفضل ترامب تجنب الحروب والانخراط في الدبلوماسية المدعومة بسياسة "الضغط الأقصى"، بينما كان والتز يدفع باتجاه تبني نهج أكثر عدائية، داعيًا إلى تحركات عسكرية حاسمة ضد طهران.
ولم يقتصر الخلاف على إيران فقط، إذ كان والتز أيضا من دعاة التشدد تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، في وقت يُظهر فيه ترامب انفتاحاً أكبر تجاه موسكو.
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في شباط/ فبراير الماضي، حيث كشفت تقارير أن والتز ناقش خيارات عسكرية ضد إيران مباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين، دون الرجوع إلى الرئيس، وهو ما عدّه ترامب تجاوزاً خطيراً لصلاحياته.
وقال أحد مستشاري ترامب: "أنت تعمل لخدمة رئيس بلدك، لا لخدمة زعيم دولة أجنبية".
وأشار الموقع أنه تم تكليف وزير الخارجية ماركو روبيو بتولي مهام مستشار الأمن القومي بشكل مؤقت، في خطوة نادرة لم تحدث منذ أيام هنري كيسنجر. أما والتز، فقد تم تعيينه سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
أخطاء متكررة
أضاف الموقع أن إقالة والتز سبقتها سلسلة من الأخطاء الفادحة التي أظهرت ضعفا في تأمين المعلومات والتصرف بمسؤولية.
ففي آذار/ مارس الماضي، أضاف والتز عن طريق الخطأ الصحفي المعارض جيفري غولدبيرغ إلى مجموعة دردشة مشفرة على تطبيق "سيغنال"، كانت تناقش خططا عسكرية سرية بشأن ضربات محتملة ضد الحوثيين في اليمن.
ورغم تبريراته بأنها "خطأ تقني"، إلا أن الحادثة التي أطلق عليها الإعلام "فضيحة سيغنال" أثارت موجة من الانتقادات داخل الإدارة الأمريكية، وكشفت عن هشاشة التعامل مع معلومات حساسة.
بعدها بأسابيع، كشفت الصحافة أن والتز استخدم بريده الإلكتروني الشخصي في مراسلات رسمية، فيما لجأ أحد مساعديه إلى البريد ذاته للتواصل حول أنظمة تسليح ومواقع عسكرية تتعلق بصراع دائر، في سلوك وصفه كثيرون بالهاوي وغير المسؤول.
المقعد المتحرك في إدارة ترامب
ذكر الموقع أنها ليست المرة الأولى التي يُقال فيها مستشار للأمن القومي في عهد ترامب، إذ أقال خلال ولايته الأولى ثلاثة مستشارين لأسباب مختلفة، هم مايكل فلين، وهربرت ماكماستر، وجون بولتون.
وختم الموقع بأن هذا السجل من الإقالات في فترة أقل من ثلاث سنوات يعكس حالة من عدم الاستقرار داخل واحدة من أهم المؤسسات في الإدارة الأمريكية، ويطرح تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار، ودرجة الانضباط في أعلى هرم السلطة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب مايكل والتز نتنياهو امريكا نتنياهو ترامب مايكل والتز صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خطة ترامب لترحيل المهاجرين إلى ليبيا عبر رحلات عسكرية
نشرت صحيفة "ذا نيشن" الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن خطة إدارة ترامب لترحيل مهاجرين من جنسيات آسيوية، مثل فيتنام ولاوس والفلبين، إلى ليبيا عبر رحلات عسكرية، رغم عدم وجود اتفاق رسمي مع أي من الحكومتين الموجودتين في ليبيا أو الجماعات المسيطرة هناك.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مسؤولين في إدارة ترامب أفادوا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنهم يجهزون رحلة عسكرية، محمّلة بالمهاجرين، لإرسالهم إلى ليبيا. وقد أُثيرت تساؤلات حول هوية المرحّلين، لكن الحكومة لم تكشف عنها. وأوضح محامو الهجرة لاحقًا أن من سيرسلون إلى ليبيا ينحدرون من فيتنام ولاوس والفلبين ودول أخرى.
وأفادت الصحيفة بأن هناك حكومتين متنافستين في ليبيا وعدد كبير من الجماعات التي لديها أيضًا ذرائع سياسية وتسيطر على نسبة كبيرة من أراضي البلاد. وقد تبيّن سريعًا أنه لم توافق أي سلطة ليبية شرعية على خطة الترحيل؛ حيث أنكرت الحكومتان، المعترف بها أمميًا في الغرب وحكومة حفتر في الشرق، وجود أي اتفاق مع الولايات المتحدة لاستضافة المهاجرين المرحّلين، كما نفت جماعات كبرى موافقتها على الصفقة.
وأوضحت الصحيفة أن القضية ستصبح موضع خلاف كبير، سواء وافق أحد في ليبيا على الرحلات العسكرية أم لا، كما حدث مع ترحيل المهاجرين إلى مركز إيواء المهاجرين في السلفادور. وقد تكون أكثر حساسية، نظرًا لسجل ليبيا السيئ في حقوق الإنسان وظروف الاحتجاز المميتة التي يواجهها المهاجرون هناك.
ولن تكون أمريكا أول دولة تُرحل مهاجرين إلى ليبيا، إذ دأب الاتحاد الأوروبي على تمويل اعتراض المهاجرين خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط نحو أوروبا. وقد وثّقت منظمات حقوقية انتهاكات واسعة في مراكز احتجازهم، شملت التعذيب والاغتصاب والإعدامات، وبيع بعضهم كعبيد.
وفي سنة 2023، أكدت بعثة أممية لتقصي الحقائق في ليبيا وجود أدلة موثوقة على جرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق، وشملت التعذيب والإتجار بالبشر والإعدام وتجنيد الأطفال والعنف الجنسي والقيود المفروضة على حقوق العمال في تكوين النقابات. وفي سنة 2017، أظهرت لقطات مصورة بيع مهاجرين أفارقة بالمزاد العلني في أسواق عبيد مفتوحة بسعر يقارب 400 دولار للفرد.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لاحظت في السنة الماضية الظروف "المهددة للحياة" في السجون الليبية. وقد وثّقت كل من منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود الظروف المروعة في السجون ومراكز احتجاز المهاجرين في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
واستبعدت وجود أي سبب قانوني لترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة إلى ليبيا. ويعتقد الخبراء القانونيون أنه سيخالف اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية اللاجئين، موضحة أن المبررات الوحيدة المحتملة هي تدمير حياة من تجرأ على طلب اللجوء إلى أمريكا وزرع الخوف بين الذين يفكرون في الهجرة إليها. وهو ما يتشابه مع عمليات الترحيل إلى سيكوت في السلفادور، واقتراحات ترحيل المهاجرين إلى رواندا، والشائعات حول محاولات الضغط على أوكرانيا لقبول رحلات المهاجرين إلى أمريكا.
وذكرت الصحيفة أن الرسالة التي يوجهها ترامب وستيفن ميلر للمهاجرين أكثر قتامة بكثير، وهي: إذا دخلت الولايات المتحدة بدون تأشيرة صالحة لمحاولة طلب اللجوء، أو تجاوزت مدة تأشيرتك، ستُرحل كأسير إلى أخطر البلدان، بغض النظر عن القوانين الدولية والمحلية. وهذه السياسة تمثل تجسيدًا للسادية، وتنتهك حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء، وتدعم فكرة بناء "معسكرات أرخبيل" السوفيتية للمهاجرين غير الشرعيين في دول متعددة.
ولفتت إلى أن قاضٍ في ماساتشوستس علق مؤقتًا خطة الحكومة بخصوص ليبيا يوم الأربعاء. ولكن إدارة ترامب الثانية عازمة على ترحيل المهاجرين إلى أماكن تهدد حياتهم، وستسعى لإيجاد طرق للقيام بذلك سواء بوجود المحاكم أو بدونها.
وفي عهد ترامب الأول، كانت الكراهية والحلول أكثر عشوائية، مثل دعوته لإطلاق النار على أرجل المهاجرين أو ملء نهر ريو غراندي بالتماسيح لردعهم. ولكن هذه المقترحات المروعة لم تُنفذ. أما الآن، أصبح التطرف أكثر انتشارًا وتنظيمًا، فقد خصصت الإدارة الكثير من جهدها لشيطنة المهاجرين وتبحث عن فظائع جديدة ضدهم والتي تتصدر عناوين الأخبار.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن هذه ليست حكومة تمثل الشعب أو تعمل من أجله، بل هي هيكل قائم على إظهار القسوة علنًا، وهو ما كان جليًا في الماضي.