وصفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية اتفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع جماعة الحوثي بالانتصار غير المكتمل بعد نحو ستة أسابيع من حملته الأخيرة ضد الجماعة المتمردة في اليمن.

 

وقالت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان “في اليمن.. انتصار غير مكتمل لدونالد ترامب قبل جولته في الشرق الأوسط”، والذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن ترامب، الذي يتخيّل نفسه صانع سلام ورجل صفقات على الساحة الدولية، أعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين تبنّوا، منذ بداية الحرب في غزة، عشرات الضربات ضد إسرائيل وضد سفن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

 

ومساء الثلاثاء، قال ترامب خلال لقائه في واشنطن مع رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني: “هم ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن، وسنحترم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا”.

 

وأضافت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، كارولين ليفيت: “العالم أكثر أماناً مع الرئيس ترامب على رأس القيادة”، معتبرةً أن ما تحقق هو “انتصار ضخم”.

 

وحسب الصحيفة الفرنسية- فإن تصريحات ترامب فاجأت دوائر البيت الأبيض، حيث لم تُقدَّم أي تفاصيل تُذكر عن مضمون الاتفاق. أما الحوثيون، فسارعوا إلى الإعلان أنهم سيواصلون ضرباتهم ضد إسرائيل، واصفين إياها بأنها دعم للفلسطينيين.

 

وقال عبد الملك العجري، أحد مسؤولي الحوثيين، يوم الأربعاء: “إسرائيل ليست جزءاً من الاتفاق، الذي يشمل فقط السفن الأمريكية وغيرها من السفن”، وذلك بعد ساعات من قصف جوي إسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي.

 

ومن جهتها، تعهّدت واشنطن، الحليف التاريخي لإسرائيل، بوقف غاراتها على مواقع الحوثيين في اليمن، والتي كانت قد تصاعدت منذ عودة ترامب إلى الحكم.

 

وحسب الصحيفة فإن هذا التطوّر يأتي في وقت تجري فيه الولايات المتحدة مفاوضات مع طهران، الداعم الرئيسي للحوثيين، بشأن الملف النووي الإيراني. وتأمل طهران في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

 

وتابعت "أنه من المنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي منطقة الشرق الأوسط، في أول جولة دبلوماسية له منذ تنصيبه. وتشمل زيارته، التي تستغرق ثلاثة أيام، كلاً من السعودية، والإمارات، وقطر، ولم يُكشف بعد عن جدول أعمال المحادثات".

 

وتساءلت الصحيفة الفرنسية: هل يحمل ترامب في جعبته مفاجآت؟ لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي قال، بشكل غامض، يوم الثلاثاء، إنه سيدلي بـ “إعلان كبير جداً” قبل مغادرته إلى الخليج، مضيفاً: “سيكون هذا واحداً من أهم الإعلانات التي أُطلقت منذ سنوات، حول موضوع بالغ الأهمية”.

 

وقالت نائبة مدير معهد أبحاث ودراسات البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط (Iremmo)، آنييس لوفالوا، في تصريحات للصحيفة الفرنسية قولها إن هذا الاتفاق هو إشارة من دونالد ترامب إلى الإيرانيين، حتى وإن كان للحوثيين استقلالية حقيقية في قراراتهم بشأن الهجمات ضد إسرائيل. وبما أن طهران بحاجة إلى هذه المفاوضات، فقد تضطر لممارسة الضغط على الحوثيين للالتزام بالاتفاق”.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا ترامب الحوثي اسرائيل فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تحذير سعودي لترامب: لا تطبيع مع إسرائيل دون إنهاء الاحتلال

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائه مع حسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن السعودية لن تُقدِم على تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل تحقيق شرطين أساسيين، هما “إنهاء العدوان على غزة” و"فتح أفق سياسي حقيقي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة"، وفق ما نقلته قناة "سكاي نيوز عربية" عن مصدر فلسطيني مطّلع.

ويأتي هذا التأكيد، في وقت تشهد فيه المنطقة ضغوطًا سياسية متزايدة، مع تصاعد الحديث عن محاولات من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع اتفاق تطبيع سعودي-إسرائيلي، كجزء من جولة إقليمية مرتقبة لترامب تشمل الرياض وعددًا من العواصم الخليجية.

وأفاد المصدر الفلسطيني، بأن ولي العهد طمأن القيادة الفلسطينية بأن المملكة ملتزمة بثوابت المبادرة العربية للسلام، والتي تشترط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة وقيام دولة فلسطينية على حدود 1967، كشرط لأي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف المصدر عن أن المملكة تعتزم استئناف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وسيُعلن عن هذه الخطوة رسميًا خلال القمة العربية المقبلة التي ستُعقد في بغداد نهاية مايو الجاري. 

وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعد مؤشرًا على حرص الرياض على تقوية الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات الميدانية والسياسية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مؤسسات السلطة في الضفة الغربية.

من جهة أخرى، نقلت هيئة البث العبرية "كان" عن مسئول عربي رفيع المستوى أن الرياض بعثت برسائل واضحة إلى إدارة ترامب تطالب بعدم إصدار أي تصريحات مفاجئة خلال جولته المرتقبة قد تُحرج المملكة أو تُفسر كفرض أمر واقع.

وأشار المسئول إلى أن التحذير السعودي ركّز تحديدًا على إمكانية إعلان ترامب عن تقدم في مسار التطبيع مع إسرائيل، في حين أن الموقف السعودي لم يتغير، وهو الرفض القاطع لأي خطوة تطبيعية في ظل استمرار الحرب على غزة وانعدام أي أفق سياسي للفلسطينيين.

طباعة شارك السعودية فلسطين حل الدولتين غزة ترامب

مقالات مشابهة

  • تحذير سعودي لترامب: لا تطبيع مع إسرائيل دون إنهاء الاحتلال
  • فورين أفيرز: كيف تفوق الحوثيون على أمريكا في الصمود؟ (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: ما مخاوف إسرائيل من زيارة ترامب الشرق أوسطية وهل سيتخلى عن طموحاته بالتطبيع الإسرائيلي السعودي؟ (ترجمة خاصة)
  • ترامب يشعر بالملل من الحرب في اليمن.. هل فقد صبره تجاه مطالب إسرائيل خصوصاً؟ (ترجمة خاصة)
  • صحيفة إسرائيلية: كيف تلعب إيران بحذر بين موازنة المحادثات النووية الأمريكية والسياسة تجاه اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • قمة فرنسية سورية تجمع الرئيسين في العاصمة الفرنسية باريس
  • مجلة أمريكية: وقف ترامب حربه على الحوثيين.. هل يأتي في سياق التفاهمات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي؟ (ترجمة خاصة)
  • صحيفة: مسعى لهدنة في غزة تواكب زيارة ترامب للمنطقة
  • صحيفة بريطانية.. السعودية ضغطت على أمريكا لوقف الهجمات على الحوثيين