استثمارات ضخمة ومشاركة تاريخية.. مصر تخطف الأنظار في احتفالات روسيا
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
في لحظة خاصة، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، في فعاليات العرض العسكري الذي أقيم في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، احتفالاً بالذكرى الثمانين لعيد النصر، وهو الحدث الذي يخلد انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وتأتي هذه المشاركة لتعكس عمق العلاقات التاريخيةوالاستراتيجية بين مصر وروسيا، والتي تعود جذورها إلى ما يقرب من ثمانية عقود.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الساحة الحمراء بموسكو، وسط مراسم رسمية مهيبة تجسد أهمية المناسبة.
وتبادل الزعيمان التحية والتقطا الصور التذكارية في موقع الاحتفال، إلى جانب عدد من القادة والزعماء ورؤساء الوفود المشاركين في هذه الذكرى التاريخية.
وهذه المشاركة الرمزية حملت دلالات قوية حول متانة العلاقات بين البلدين، وأظهرت التقدير الروسي الكبير للدور المصري على الساحة الدولية.
إحياء لذكرى الأبطالضمن فعاليات الذكرى، شارك الرئيس السيسي نظراءه من القادة في وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في حديقة ألكسندروفسكي، في لفتة إنسانية تعبّر عن الامتنان لتضحيات الجنود الذين ساهموا في دحر النازية وإنهاء الحرب العالمية الثانية.
العلاقات المصرية الروسية.. إرث من التعاون المتجددوأكد اللواء عادل العمدة مستشار الأكاديمية العسكرية العليا، أن مشاركة مصر في احتفالات عيد النصر تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية التي تربط القاهرة وموسكو منذ عام 1943.
وأوضح أن هذه العلاقة لم تكن يوماً علاقات بروتوكولية فحسب، بل امتدت إلى شراكات استراتيجية كبرى، أبرزها مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يُعد أحد أكبر مشروعات التعاون المصري الروسي في الوقت الحالي.
رؤية متجددة وتعزيز للدور المصريوأشار اللواء العمدة إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في الجوانب العسكرية والدبلوماسية، فضلاً عن الشراكات الاقتصادية المتنامية.
وأضاف أن لقاءات السيسي المتكررة مع زعماء العالم، سواء في هذه المناسبة أو في محافل أخرى، تؤكد مكانة مصر المتزايدة على الساحة الدولية.
مصر على خريطة القوى العالميةوختم العمدة تصريحاته بأن دعوة مصر للمشاركة في هذا الحدث التاريخي خاصة تعكس احترام العالم لدور مصر وموقعها الجيوسياسي، وتؤكد أن صوتها مسموع في القضايا الدولية، وأن لها وزناً متزايداً في دوائر صنع القرار العالمية.
وختاما فأن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر في موسكو لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت رسالة سياسية وعسكرية تعبر عن مكانة مصر الراسخة على الساحة الدولية.
كما جاءت تأكيداً جديداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، واستمرار التعاون في مختلف المجالات، وسط عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحديات معقدة.
تقارب سياسي وثقة متبادلة
التقارب السياسي بين مصر وروسيا لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة سلسلة من اللقاءات المتبادلة بين الرئيسين السيسي وبوتين، عززت التفاهم الاستراتيجي بين البلدين في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتعاون في المجالات الدفاعية والاقتصادية. هذا التفاهم يُترجم إلى توافق فعلي في المواقف تجاه العديد من القضايا الدولية، مما جعل من العلاقات الثنائية نموذجًا يحتذى به في التوازن الدبلوماسي.
منذ عام 2015، شهدت العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية نموًا مطردًا، حيث تجاوزت صادرات مصر إلى روسيا 4.495 مليار دولار حتى عام 2025. وحدها صادرات يناير 2025 سجلت 71.22 مليون دولار، ما يؤكد على الديناميكية المتزايدة في التبادل التجاري بين البلدين. هذا الزخم يعكس تنامي الثقة الروسية في السوق المصري، وتزايد فرص الاستثمار في قطاعات متنوعة.
المنطقة الصناعية الروسية.. بوابة للتكامل الصناعيأحد أبرز ملامح الشراكة الاقتصادية هو مشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، والتي يُتوقع أن تستقطب استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل. وتغطي هذه المنطقة مشاريع استراتيجية تشمل صناعة السيارات، والمعدات الزراعية، والأدوية، وبناء السفن، والتكنولوجيا، وإعادة التدوير. هذه المبادرة تُعد ترجمة عملية لرؤية اقتصادية مشتركة بين البلدين.
الضبعة النووية.. حلم يتحقق بتعاون روسيفي عام 2015، وقّعت مصر وروسيا اتفاقاً لإنشاء أول محطة نووية مصرية بمدينة الضبعة، بطاقة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات. المشروع الذي تنفذه شركة "روساتوم" الروسية بتمويل ميسر يغطي 80% من التكلفة، يمثل حجر زاوية في التعاون بين البلدين، وركيزة لطموح مصر في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأمن القومي.
وفي يناير 2024، شارك الرئيسان السيسي وبوتين في تدشين القاعدة الخاصة بوحدة الكهرباء الرابعة ضمن المشروع، في إشارة جديدة إلى التقدم المحرز والأهمية الاستراتيجية للمشروع.
رسالة قوة وشراكة طويلة الأمدمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر بموسكو لم تكن مجرد حضور شرفي، بل مثلت رسالة سياسية تعكس الحضور المصري المتنامي في المحافل الدولية، وتأكيداً على متانة العلاقات المصرية الروسية الممتدة لعقود.
إنه حضور يُعبّر عن مصر الجديدة، التي تنتهج سياسة خارجية متوازنة، قوامها التعاون مع القوى الدولية، وتعزيز المصالح الوطنية في عالم لا يعترف إلا بمن يمتلك الرؤية والقوة. العلاقات بين القاهرة وموسكو ليست فقط قصة ماضٍ مشترك، بل شراكة مستقبلية تُبنى على الثقة والتكامل والمصالح المشتركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي الحرب العالمية الثانية فلاديمير بوتين مصر روسيا الرئیس عبد الفتاح السیسی بین البلدین شارک الرئیس فی احتفالات
إقرأ أيضاً:
برلمانية: كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية تاريخية
أشادت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، علي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد.
واكدت النائبة هناء أنيس رزق الله، في بيان اليوم ، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قمة بغداد التي عقدة في العاصمة العراقية بغداد، هي رسالة رسالة سياسية بالغة الدقة في توقيتها ومضمونها، كما أن كلمة الرئيس السيسي مثَّلت موقفًا مصريًا متماسكًا في كل المواقف.
ووصفت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن كلمة الرئيس السيسي في القمة اعربية تعكس الإدراك الكامل لحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية.
كلمة الرئيس السيسي في القمة
وشددت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، علي أن كلمة الرئيس السيسي في القمة جددت التزام الدولة المصرية الثابت بدعم حقوقه المشروعة، وفي القلب منها إقامة دولته المستقلة.
وصفت النائبة هناء أنيس رزق الله كلمة الرئيس السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ 34 بالعاصمة العراقية بغداد، بـ"التاريخية". والتي شملت كل الملفات الهامة في المنطقة، وعلي رأسها القضية الفلسطينية.
واستطردت أن كلمة الرئيس السيسي في القمة تعكس ثوابتها الراسخة تجاه الحقوق العربية والإنسانية، كما أن الكلمة تعكس موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، بالإضافة الي أن كلمة الرئيس السيسي تجسد مسئولية أخلاقية وتاريخية تمارسها الدولة المصرية بحكمة ورؤية قومية عميقة.
واختتمت النائبة هناء أنيس، بأن الرئيس السيسي خلال كلمته في القمة العربية المنعدقة في العراق قدّم في كلمته خارطة طريق واضحة لحل أزمات المنطقة، كما أن الرئيس السيسي دعا خلال القمة الي إنهاء الصراعات، ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة،
وأوضحت، أن الرئيس السيسي أكد خلال الكلمة بأنه لا سلام حقيقيا في الشرق الأوسط دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.