هدنة الـ30 يوما.. قمة أوروبية في أوكرانيا تسعى لموقف موحد أمام ترامب
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
وصل قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا ، إلى كييف اليوم السبت في زيارة رمزية لأوكرانيا، للضغط من أجل وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما، وتكوين موقف موحد أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
قمة أوروبية في أوكرانياوتأتي القمة الأوروبية في أوكرانيا بعد يوم واحد من استضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضًا عسكريًا في الساحة الحمراء، احتفالا بعيد النصر، في الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة من معلومات استخباراتية حول هجوم جوي كبير وشيك على أوكرانيا.
ووصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، إلى كييف على متن القطار نفسه صباح السبت.
بينما سافر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على متن قطار منفصل.
والتقى الزعماء الأربعة في مدينة رزيسزو البولندية مساء الجمعة قبل مغادرتهم، وسيلتقون يوم السبت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإظهار الدعم لأوكرانيا، وفقًا لبيان صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة.
وقال الزعماء الأربعة في بيان مشترك: "نحن، قادة فرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، سنقف في كييف تضامنًا مع أوكرانيا ضد الغزو الروسي الهمجي وغير القانوني الشامل".
وقال رئيس الوزراء البولندي عبر حسابه بمنصة إكس "كييف، أمامنا يومٌ مهم"، بعد وصوله إلى رصيف محطة كييف المركزية للسكك الحديدية.
وقف إطلاق النار في أوكرانياسيُكرّر القادة الأوروبيون الأربعة خلال زيارتهم دعواتهم لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا في الصراع، وهو أمرٌ اعتبره ترامب والإدارة الأمريكية خطوةً أولى نحو اتفاق سلام مستدام.
وقد أبدت أوكرانيا استعدادها لتطبيقه، لكن روسيا رفضته حتى الآن.
بدلًا من ذلك، أعلنت موسكو من جانب واحد وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام يبدأ في 8 مايو، والذي قالت كييف إنه صُمم لتجنب هجمات الطائرات الأوكرانية المسيّرة على روسيا خلال احتفالات الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، التي أُقيمت في موسكو يوم الجمعة.
وقد استمر القتال على طول خطوط المواجهة خلال وقف إطلاق النار المفترض، كما قال الجانبان، لكن روسيا امتنعت إلى حد كبير عن شن هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا.
هجوم جوي كبير ضد أوكرانياومع ذلك، وبينما كان القادة في طريقهم إلى أوكرانيا، أصدرت السفارة الأمريكية في كييف تحذيرًا عامًا في وقت متأخر من ليلة الجمعة يفيد بتلقيها معلومات استخباراتية عن "هجوم جوي كبير محتمل قد يحدث في أي وقت خلال الأيام القليلة القادمة" ولم تُقدم السفارة مزيدًا من التفاصيل.
زار القادة الأوروبيون الأربعة ميدان كييف صباح السبت، برفقة زيلينسكي وزوجته.
ورُفعت آلاف الأعلام في الساحة المركزية، تخليدًا لذكرى من سقطوا في الحرب مع روسيا وأعرب القادة عن احترامهم ووقفوا دقيقة صمت، قبل التوجه إلى محادثات مع زيلينسكي.
وفي وقت لاحق، صرحت الحكومة البريطانية بأن القادة الخمسة سيشاركون في اجتماع افتراضي لإطلاع القادة الآخرين على التقدم المحرز فيما يُسمى "القوة الجوية والبرية والبحرية والتجديدية" المقرر أن تكون جزءًا من اتفاق سلام.
وقال البيان: "نحن مستعدون لدعم محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، لمناقشة التنفيذ الفني لوقف إطلاق النار، والتحضير لاتفاق سلام شامل".
هذه أول زيارة لماكرون إلى كييف منذ صيف 2022، وأول زيارة لميرز، الذي تولى منصبه هذا الأسبوع فقط، بصفته مستشارًا.
احتفال عيد النصر في روسيايوم الجمعة، سار آلاف الجنود في الساحة الحمراء بينما كان بوتين يقيم موكبه السنوي بمناسبة يوم النصر.
وحضر العرض العديد من قادة العالم، أبرزهم الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
كما حضر العرض روبرت فيكو وألكسندر فوتشيتش، رئيس وزراء سلوفاكيا العضو في الاتحاد الأوروبي، ورئيس صربيا المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على التوالي، مما أثار استياء قادة أوروبيين آخرين.
وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يوم الخميس: "كل من يدعم السلام حقًا لا يمكنه الوقوف جنبًا إلى جنب مع بوتين من يدعم السلام حقًا يجب أن يكون في أوكرانيا غدًا، وليس في موسكو".
سافر وزراء خارجية العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إلى لفيف يوم الجمعة للإعلان عن إنشاء محكمة لجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقف الحرب الأوكرانيةمن المرجح أن تركز زيارة يوم السبت إلى كييف بشكل أكبر على إيجاد موقف غربي مشترك بشأن وقف الحرب الأوكرانية لعرضه على دونالد ترامب، في الوقت الذي يبذل فيه القادة الأوروبيون قصارى جهدهم للحفاظ على موقف الولايات المتحدة.
بدت إدارة ترامب حتى الآن أكثر صرامة تجاه كييف من موسكو، ولكن هناك بعض المؤشرات البسيطة على أن المزاج العام في واشنطن قد يتغير، بعد اجتماع إيجابي بين ترامب وزيلينسكي في الفاتيكان على هامش جنازة البابا.
حتى نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي يُعتبر أكثر الأصوات تشككًا في دعم أوكرانيا، انتقد موقف موسكو في الأيام الأخيرة.
وقال في وقت سابق من هذا الأسبوع: "في الوقت الحالي، يطلب الروس مجموعة معينة من المتطلبات، ومجموعة معينة من التنازلات لإنهاء الصراع. نعتقد أنهم يطلبون الكثير".
سُئل ترامب من قِبل الصحفيين في المكتب البيضاوي عما إذا كان لديه رسالة لبوتين يوم الجمعة، بعد أن أصدرت السفارة الأمريكية تحذيرها من الهجوم الجوي قال: "لديّ رسالة لكلا الطرفين: أنهوا هذه الحرب"، مضيفًا: "أنهوا هذه الحرب الغبية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الروسي الساحة الحمراء عيد النصر وقف إطلاق النار في أوكرانيا رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الفرنسي المستشار الألماني رئيس الوزراء البولندي زيلينسكي الحرب الاوكرانية الحرب الروسية الاوكرانية وقف الحرب الأوكرانية الرئيس الأمريكي الاتحاد الأوروبی وقف إطلاق النار هجوم جوی کبیر رئیس الوزراء فی أوکرانیا یوم الجمعة وقف الحرب إلى کییف فی وقت
إقرأ أيضاً:
هل الرئيس ترامب صانع سلام؟!
يُظهر الرئيس دونالد ترامب هوسا بالفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام. ويجاهد لإقناع لجنة الجائزة بأن إنجازاته تؤهله، كونه الزعيم الأكثر حرصاً وإنجازا بحل النزاعات وإنهاء الخلافات وعقد اتفاقيات تؤهله للظفر بالجائزة. بعدما أصبحت عقدة تلازمه منذ رئاسته الأولى وتضخمت وكبرت في رئاسته الثانية.
ويبدو أن فوز الرئيس الأمريكي الأسبق باراك حسين أوباما-بجائزة نوبل للسلام عام 2009-بعد العام الأول من رئاسته-شكّل عقدة وطموحا معا لترامب. حيث دأب ترامب تكرار تساؤله باستغراب «لماذا فاز أوباما بجائزة نوبل للسلام.»
كما يتقن ترامب لعب دور المستهدف والضحية ليضغط لمنحه الجائزة المرموقة في رئاسته الثانية والأخيرة بتكرار مظلوميته «إنني على قناعة، مهما فعلت، فلن يمنحوني الجائزة» و»أنا لا أسعى وراء السياسة، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يفعلون ذلك».!
كرر ذلك الجمعة الماضي في حفل توقيع اتفاقية إطار وقف الحرب بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة أمريكية وبحضور رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان-لإنهاء ثلاثة عقود من الصراع بين بلديهما اللذين تحررا من الاتحاد السوفييتي عام 1991- وسارعا لإعلان دعمهما ترشيح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام.
ويبدو أن رؤساء وزعماء الدول حول العالم باتوا على قناعة بأن أحد أبرز نقاط ضعف ترامب والطريق الأسهل لكسب وده والتقرب منه هو ملاطفته وإعلان دعمهم لترشيحه للجائزة نوبل للسلام. فقد رشح حتى اليوم عدد من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين الرئيس ترامب للجائزة، وكذلك قادة دول على رأسهم نتنياهو الذي تملق لترامب بترشحيه للجائزة وسبقه في يونيو الماضي عاصم منير قائد ورئيس الأركان الجيش الباكستاني في زيارته إلى البيت الأبيض بعد وساطة أمريكية أوقفت الحرب بين الهند وباكستان- برغم رفض الهند وساطة الولايات المتحدة وأصرت أن الخلاف ثنائيا.
كما ساهمت الولايات المتحدة بإنهاء الحرب التي استمرت لعقود في شرق الكونغو بين الكونغو ورواندا، برغم أن دولة قطر كانت من بادرت إلى الوساطة واستضافت قادة الجمهوريتين في الدوحة.
كما رشح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام هون مانيت رئيس وزراء كمبوديا بعد وساطة الولايات المتحدة التي أوقفت الحرب المحدودة بين كمبوديا وتايلند. وآخرهم كما أشرنا سابقا رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا. ولن أستغرب إذا انضم المزيد من المسؤولين وقادة الدول الذين سيعلنون عن ترشيح الرئيس ترامب للجائزة المهمة إلى القائمة لنيل ود ترامب.
السؤال المهم الذي يردده الكثيرون، هل يستحق الرئيس ترامب الفوز بجائزة نوبل للسلام؟
ويبدو أن ترامب ومستشاريه منشغلون في البحث عن حل الأزمات حول العالم وبعضها منسية- للتوسط وإنهاء النزاع لتعزيز ملف إنجازاته وبالتالي إحراج لجنة جائزة نوبل النرويجية التي تبقى اجتماعاتها وأسماء المرشحين للجائزة سرية، قبل الإعلان الرسمي عن الفائز بالجائزة في 10 أكتوبر من كل عام.
لكن السؤال المهم الذي يردده الكثيرون، هل يستحق الرئيس ترامب الفوز بجائزة نوبل للسلام؟ خاصة أن معظم الوساطات تحتاج لوقت لتحققها واكتمالها، وبعضها إعلان مبادئ وليست اتفاقيات، تحتاج لوقت لتنفيذها. كما لم يرشح ترامب للجائزة أي منظمة حقوق الإنسان. والأهم فشل ترامب كما تعهد في خطاب التنصيب الثاني له في 20 يناير هذا العام بأنه سيكون رئيس سلام وصانع سلام وينهي الحروب!!
ويشوب سجل إنجازات ترامب الكثير من الملاحظات فهو رئيس سابق تمت إدانته بـ34 تهمة جنائية وهناك ما ينسب لوجود اسم الرئيس ترامب في قائمة إبستين سيئة الصيت لمسؤولين وشخصيات بارزة الذين أقاموا علاقات مع مراهقات وقاصرات في جزيرة إبستين، ويرفض ترامب ووزارة العدل ممارسة الشفافية وكشف ما يُعرف بـ»قائمة إبستين» ما أحدث أزمة وانشقاقا داخل حركة (MAGA) المناصرة لترامب بقوة. كما أن ترامب شن حربا بلا مسوغ على إيران بقصف منشآتها النووية وخاصة منشأة فوردو إرضاء لإسرائيل ويتوعد بتكرار القصف إذا ما حاولت إيران إعادة إحياء برنامجها النووي.
ويسجل أكبر فشل في سجل ترامب يحرمه من الفوز بجائزة نوبل للسلام بوقف حرب إبادة إسرائيل على غزة وإنهاء التجويع المتعمد وإدخال المساعدات- وحتى منح الضوء الأخضر بترك الأمر لحكومة نتنياهو بتصعيد الحرب واحتلال كامل قطاع غزة وتنفيذ التطهير العرقي ودعم حرب الإبادة والتجويع!! في مخالفة صريحه للقانون الدولي. ويصر ترامب وقيادات إدارته على رفض الاعتراف بدولة فلسطين التي تسارع دول وحلفاء أوروبيون وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وكندا لإعلان عزمهم الاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر القادم!!
وبرغم مفاخرة ترامب أنه سينهي حرب روسيا على أوكرانيا في اليوم الأول من رئاسته- إلا أنه بعد سبعة أشهر فشل بوقف الحرب. وآخر محاولاته عقد قمة مع بوتين في ألاسكا الجمعة القادم بدون مشاركة الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
كما يوظف ترامب حرب التعريفات والرسوم الجمركية على أكثر من 70 دولة بينها دول حليفة، ما يجعل الفقراء والطبقة الوسطى يدفعون أكثر للحصول على السلع المستوردة، وخاصة البرازيل إذا استمرت بمحاكمة زميله الرئيس السابق بولسانارو-الذي يحاكم بتهمة محاول الانقلاب على النظام السياسي في البرازيل بعد خسارته الانتخابات الرئاسية مكررا نموذج ترامب!! وكذلك مضاعفة الرسوم الجمركية على الهند لـ50% لرفضها وقف استيراد النفط الروسي ووصف اقتصاد روسيا والهند بالاقتصاد الميت- ووصف الرئيس الروسي السابق مدفيديف «الرئيس الفاشل»!!
وهناك الاعتبارات الأخلاقية والقانونية: السجل الجنائي وشبكة إبستين ما يجعل ترامب مرشحا مثيرا للجدل والانقسام على مستوى الدولي وبين أعضاء لجنة نوبل للسلام. برغم تسييس جائزة نوبل للسلام، لكن قادة دول وناشطين سياسيين ومنظمات دولية حلموا بالفوز بالجائزة ليتوجوا إنجازاتهم، وتعزيز إرثهم ومكانتهم وعلى رأسهم الرئيس ترامب!!
هل برأيكم يستحق ترامب جائزة نوبل للسلام؟!
القدس العربي