انفجارات وحرائق.. ماذا حدث في ميناء رأس عيسى النفطي؟
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
شمسان بوست / كتب_عبداللاه سُميح:
نشب حريق واسع، فجر اليوم السبت، في ميناء النفطي، الخاضع لسيطرة ميليشيا الحوثي، شمال غرب محافظة الحديدة، المطلّة على مياه البحر الأحمر، غربي اليمن.
ونفت مصادر في القوات اليمنية المشتركة، وقوع أي غارات جوية أو ضربات بحرية دولية، استهدفت منصة رأس عيسى لاستيراد النفط المخصص للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وأكدت المصادر وقوع انفجارين داخليين في الميناء، أديا إلى اندلاع حرائق واسعة في المنشأة، التي تعرّضت للعديد من الضربات الأمريكية، خلال الأسابيع الماضية.
وفي حين لم تعلن ميليشيا تعرّض ميناء رأس عيسى النفطي لأي اعتداء أو حادثة جديدة، أكدت مصادر مسؤولة في فرع شركة النفط بمحافظة الحديدة، اندلاع الحريق.
وقالت إن حريقاً نشب في صهريج على متن ناقلة وقود متحركة، أثناء عملية تفريغ المنتجات البترولية من إحدى السفن الراسية في مرسى الميناء، وهو ما أدى إلى انفجارها بعد لحظات من الحريق الناجم عن تسريب تم تجاهله.
وذكرت المصادر أن انفجار الناقلة وصهريجها، تبعه انفجار أحد خزانات الوقود العائمة التي يستخدمها الحوثيون في نقل النفط من السفن المحتجزة بقوة السلاح، والرابضة قبالة الميناء، بين جزيرة كمران ومنطقة الصليف.
وأشارت المصادر إلى أن وحدة الطوارئ التابعة للميناء بالإضافة إلى فرق الدفاع المدني بمحافظة الحديدة، التي هرعت إلى موقع الحادثة، تمكنت من إخماد النيران والسيطرة عليها.
ورجّحت سقوط ضحايا خلال الانفجارين الناتجين عن فقدان وسائل السلامة والأمان وعدم اتباع التعليمات، في عملية تفريغ الوقود من السفن بشكل يدوي، خاصة بعد اعتماد الميليشيا على طواقم قليلة الخبرة، وُظفت من قبلها خلال السنوات الأخيرة، سواء من عمال الميناء أم من خلال الطواقم التابعة لفرع شركة النفط.
ويستخدم الحوثيون طرقاً بدائية وبطيئة في نقل الوقود من السفن التجارية، بوساطة أنابيب مطاطية لإفراغ الوقود بشكل مباشر إلى صهاريج الشاحنات المخصصة لنقله وتوزيعه، دون منصات وسيطة، نتيجة الأضرار الكبيرة التي أحدثتها الضربات الأمريكية طوال الأسابيع الماضية، في البنية التحتية المتبقية للمنشأة النفطية، التي تعرّضت أواخر العام الماضي لهجمات إسرائيلية عنيفة، أدت إلى تدمير خزاناته الثلاثة.
وفي محاولة لزيادة سرعة الوقت المستغرق للتفريغ البدائي، لجأ الحوثيون مؤخراً إلى استخدام خزانات وقود عائمة صغيرة السعة، يتم قطرها بوساطة قوارب وزوارق كبيرة، إلى جوار السفن المحملة بالنفط، وتتم تعبئتها بالوقود قبل نقلها لاحقا إلى البرّ، طبقا للمصادر.
وبحسب المصادر، فإن الحوثيين أجبروا يوم أمس الجمعة، جميع السفن التجارية المحتجزة منذ أسابيع قبالة ميناء رأس عيسى، وعددها 11 سفينة، على إطفاء منارات نظام التعريف التلقائي AIS المرتبطة بالأقمار الصناعية، في محاولة لإخفاء مواقعها أثناء عمليات تفريغ الوقود العشوائية.
وتحظر الولايات المتحدة عملية استيراد الوقود إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الميليشيا اليمنية، منذ مطلع أبريل/ نيسان المنصرم، ضمن قيودها المفروضة على الحوثيين، بعد تصنيفهم “منظمة إرهابية أجنبية”.
وفي ظل أزمة الوقود الخانقة التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، أعلنت “شركة النفط” الخاضعة لسيطرة الميليشيا، الخميس الماضي، “استقرار الوضع التمويني وتزويد كافة محطات التعبئة بالمشتقات النفطية، بعد انتهاء أعمال الصيانة الشاملة وإعادة تأهيل منصات التعبئة بميناء رأس عيسى النفطي”، بعد تعرضها لأضرار جسيمة نتيجة القصف الأمريكي المتكرر.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: میناء رأس عیسى
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عيسى: الصراع الحالي لا ينفصل عن الاستخدام السياسي للدين لإيران وإسرائيل
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن اللحظة الراهنة تمثل مرحلة حاسمة قد تكون نهاية الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل وأمريكا، قائلاً: إحنا وسط لحظات مهمّة للغاية، قد تكون هذه الحرب بصدد أن تلملم أوراقها الأخيرة، أو تطلق صواريخها الأخيرة، لنبدأ بعدها محاولة لفهم ما جرى، من خلال قراءة فكرية معمقة".
وأشار ابراهيم عيسى، خلال تقديم برنامج “حديث القاهرة”، المذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، إلى أن الصراع الحالي لا ينفصل عن الاستخدام السياسي للدين، سواء من الجانب الإيراني أو من اليمين الإسرائيلي الحاكم، مضيفا: “القصة كلها تدور حول صراع يلعب فيه بورقة الدين بشكل واسع، حتى من قبل الإسرائيليين، أو على الأقل من قبل اليمين الإسرائيلي المسيطر على الحكومة”.
وتناول ابراهيم عيسى إشكالية الحصول على المعلومة الحقيقية خلال فترة الحرب التي استمرت 12 يومًا، في ظل تضارب الروايات، قائلاً: “الوقائع الخاصة بالحرب، خاصة خلال 12 يومًا من القتال، كانت محاطة بتضارب كبير في المعلومات، وسط انحيازات واضحة في وسائل الإعلام، وتغطية متأثرة بالعاطفة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع ابراهيم عيسى قائلا : "كيف يمكن للمتابع أن يرصد الحقيقة أو يكوّن رأيا موضوعيا في ظل هذا التدافع المتناقض من المعلومات والآراء؟"