فراغ الحكم في غزة يدفع الأهالي لتنظيم أنفسهم
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
مايو 10, 2025آخر تحديث: مايو 10, 2025
المستقلة/- أسامة الأطلسي/..في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في قطاع غزة، بدأت ملامح تحركات شعبية جديدة في الظهور، تعكس تحولًا عميقًا في المزاج العام للسكان. فقد دفع الانهيار الإداري في توزيع المساعدات، إلى جانب فقدان السيطرة الأمنية في العديد من المناطق، العديد من المواطنين إلى تشكيل مجموعات محلية تهدف إلى حماية الأحياء وتنظيم عمليات توزيع الغذاء بعيدًا عن الأطر الرسمية أو الفصائلية.
وتقول مصادر محلية إن هذه التشكيلات، التي تتكون من شباب ووجهاء مجتمعيين، ظهرت في مناطق مختلفة من غزة، وسط حالة من الاستياء المتزايد من أداء القيادة والفصائل المسيطرة، والتي باتت عاجزة عن تأمين أبسط متطلبات الحياة. ويقول أحد المشاركين في هذه المبادرات: “تعبنا من انتظار قرارات لا تأتي. بدأنا نتحرك بأنفسنا لحماية أسرنا وتنظيم ما يمكن تنظيمه”.
هذا التحرك الشعبي لا يحمل طابعًا حزبيًا، بل يأتي من القاعدة المجتمعية المتضررة من الحرب والفقر، ويعكس فقدانًا واسعًا للثقة في القيادات الحالية. ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة قد تمثل بداية تحول سياسي واجتماعي في غزة، حيث يبحث الناس عن نماذج بديلة للقيادة والإدارة، في وقت لم تعد فيه الشعارات تكفي لإقناع الجائعين أو تأمين أمنهم.
ويحذر محللون من أن استمرار تجاهل هذه الأصوات الشعبية قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي، لا سيما في ظل التدهور الحاد في الخدمات، وغياب أي أفق حقيقي لوقف إطلاق النار أو إعادة الإعمار. ويضيف أحد المحللين السياسيين: “ما يحدث اليوم ليس مجرد احتجاج، بل نواة محتملة لتغيير أوسع، إذا لم يتم احتواؤه عبر حلول سياسية حقيقية تعيد الكرامة والأمل للسكان”.
في النهاية، تعكس هذه التشكيلات الشعبية رغبة حقيقية في استعادة زمام المبادرة من قبل مجتمع يشعر بأنه تُرك وحده في مواجهة الجوع والدمار، دون قيادة فعالة أو مؤسسات حقيقية. فهل تُسمع هذه الصرخة الجديدة، أم تُضاف إلى قائمة الأصوات التي تم تجاهلها في طريق الانهيار؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
شبوة.. أزمة غاز حادة تخنق الأهالي
الجديد برس|
شهدت مدينة عتق، مركز محافظة شبوة النفطية الخاضعة لسيطرة الفصائل الممولة من الإمارات اليوم الخميس أزمة غاز منزلي.
وامتدت طوابير طويلة لعشرات المواطنين أمام محطات التعبئة في مدينة عتق مركز المحافظة وسط غياب حلول من قبل سلطات حكومة عدن التي يقيم محافظها بصورة دائمة في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأصطف المواطنون لساعات طويلة أمام محطات تعبئة الغاز المنزلي وسط وارتفاع غير مسبوق في الطلب، وسط تأكيد الأهالي بأن تفاقم الأزمة بعد إغلاق محطات تعبئة غاز السيارات.
وتدافع بعض مالكي السيارات العاملة بالغاز إلى اللجوء لأسطوانات الغاز المنزلي كبديل لتشغيل سياراتهم، وسط رفض بعض المحطات تعبئة أسطوانات المواطنين بحجة نفاد الكميات المتوفرة.
واسهمت الازمة بإيجاد السوق السوداء للغاز المنزلي وارتفاع أسطوانة الغاز لأكثر من 12 ألف ريال بزيادة 5 آلاف عن السعر الرسمي.
وتفاقم هذه الأزمة معاناة المواطنين في المحافظات الخاضعة للحكومة الموالية للتحالف .
وسخر ناشطون من أبناء شبوة بأن القصف الأمريكي الإسرائيلي استهدف ميناء الحديدة وميناء رأس عيسي النفطي وليس شبوة، دون تسجيل أزمة للغاز المنزلي في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه شبوة وبقية المحافظات الجنوبية بينها مدينة عدن أزمات متلاحقة في الكهرباء والوقود والغاز، مما يزيد معاناة المواطنين ويعمق السخط الشعبي تجاه التحالف و”مجلس القيادة” والحكومة التابعة له التي يقيم أعضائها في العاصمة السعودية الرياض أو العاصمة الإماراتية ابوظبي .